كلمة السيد خدام في مؤتمر جبهة الخلاص الثاني

تاريخ نشر المقال: 2007-09-15

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

السيدات والسادة الضيوف وأعضاء المؤتمر

ينعقد المؤتمر الثاني لجبهة الخلاص الوطني في مرحلة تشتد فيها معاناة الشعب السوري وتزداد حدة الصراعات في المنطقة وتتعاظم الأخطار التي تهدد أمن واستقرار ومصير دولها كما تهدد الأمن والسلم الدوليين .

إن أزمة الصراع العربي الإسرائيلي لاتزال مفتوحة على كل الاحتمالات لأسباب تتعلق بإطراف الصراع أو لأسباب ترتبط بمصالح دول أخرى .

إن الوضع في العراق هو الأخطر الذي تشهده المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثاني فالحرب الأميركية في العراق أدت إلى نشوء مقاومة ضد الاحتلال وتلا ذلك حرب مزدوجة شنها المتطرفون من المسلمين الشيعة ضد قوات الاحتلال وضد المسلمين السنة وفي نفس الوقت  فقد انفجرت حرب قام بها المتطرفون من المسلمين السنة ضد قوات الاحتلال وضد المسلمين الشيعة .

لقد وضعت هذه الحروب والصراعات الدامية العراق في حالة خطر شديد على وحدته ومستقبله ومصيره وعلى امن واستقرار دول المنطقة .

وفي لبنان لا زال الوضع يحمل الكثير من الأخطار على وحدته وأمنه واستقراره ويتحمل النظام السوري مسؤولية الأحداث الأليمة التي تعرض ويتعرض لها لبنان

وفي إطار الحديث عن الحالة المتوترة والخطيرة في المنطقة لا بد من الإشارة إلى إستراتيجية إيران الإقليمية والتي تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى أواسط آسيا وتشمل الدول العربية في الخليج ، وتهدف هذه الإستراتيجية لخدمة مصالح إيران وتحقيق هيمنتها على المنطقة وقد نجحت في إقامة مرتكزات لتحقيق هذه الإستراتيجية في لبنان وفلسطين وسورية والعراق ومناطق أخرى ، ومن الملفت أن صراعاً يدور في المنطقة بين الغرب بصورة عامة والولايات المتحدة الأميركية بصورة خاصة حول ملف إيران النووي وطموحاتها الإقليمية وكل ذلك في غياب مشروع عربي لحماية مصالح العرب وأمنهم ومصيرهم .

ومن الأمور التي تقلق العالم الإسلامي وتثير قلق الغرب وروسيا والصين والهند ودول أخرى نمو ظاهرة التطرف الإسلامي التي تتعارض مع قيم الإسلام ومبادئه والخطورة الكبيرة أن تتحول هذه الظاهرة إلى نمو عداء بين العالم الإسلامي والعالم الآخر وفي ذلك ضرر كبير للمسلمين .

أيتها السيدات أيها السادة

إن إلغاء الحياة السياسية في سورية ومصادرة الحريات العامة والفردية وإتباع سياسة العزل والإقصاء واستخدام الأمن والقضاء في عمليات القمع في ظل حالة الطوارئ وازدياد حددة الأزمات الاقتصادية بكل تأثيراتها على مستوى معيشة السوريين وعلى مستقبل البلاد بالإضافة إلى انتشار الفساد بدءاً من قمة السلطة إلى ما دونها إن كل ذلك أنتجه نظام حكم فردي شمولي وذلك لأن الديكتاتورية بطبيعتها تنتج الاستبداد والفساد وإفقار الشعوب .

في هذه المرحلة الخطيرة التي تعيشها سورية والمنطقة يترتب على جبهة الخلاص الوطني العمل على تحقيق ما يلي :

  • بذل كل الجهود الممكنة لتوحيد قوى المعارضة السورية التي تشترك مع الجبهة في العمل على تحقيق هدفين رئيسيين التغيير السلمي بإسقاط النظام الديكتاتوري من جهة والالتزام ببناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس ، دولة تقودها المؤسسات ويكون فيها الشعب مصدر السلطات .

يجب أن يكون واضحاً أن مفهوم الديمقراطية يقوم على مبدأ تداول السلطة عبر انتخابات حرة وعلى مفهوم الحداثة والحداثة تعني تحرير العقل والإرادة من كل أشكال الضغوط سواء كانت ضغوط السلطة أو ضغوط الموروثات التي تتعارض مع العقل والمنطق والمرتكزة على الأوهام .

  • كما يتوجب على جبهة الخلاص الوطني استمرار جهودها لكشف فساد النظام واستبداده وتركيز نشاطاتها الداخلية على تعبئة الشعب وتنظيم قواه استعداداً لتحقيق خلاص سورية وتحررها من نظام القمع والفساد .
  • تجنب الأخطاء التي وقعت في الدورة السابقة للأمانة العامة للجبهة ومنها عدم الاستفادة من إمكانات أعضاء الجبهة وأعضاء مؤسساتها وتطوير آليات العمل بحيث يكون لكل عضو دوره في العمل الوطني كما يجب على الجبهة بذل الجهود لتجاوز الصعوبات في نشاطاتها الإعلامية وفي وضع سياسة إعلامية لدعم نهج الجبهة ونضالها الوطني
  • زيادة وتيرة الاتصالات العربية والدولية في المجالين الشعبي والحكومي ومع كافة قوى المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة من أجل مساعدة الشعب السوري في تحقيق خلاصه من نظام مستبد فاسد وبناء دولة ديمقراطية تمكنه من النهوض والتقدم وممارسة دوره في أمن واستقرار وسلام المنطقة وفي تحرير أرضه المحتلة ودعم الشعب الفلسطيني واستعادة دور سورية في الساحتين العربية والدولية
  •                        وفي هذا المجال فأن مايلفت نظر السوريين تصريحات عدد من المسؤولين في الغرب الناقدة لبشار الأسد ولنظامه عندما يتحدثون عن لبنان أو فلسطين أو العراق متجاهلين معانة الشعب السوري من قمع النظام وانتهاكه لحرياتهم العامة والفردية وإلغائه للحياة السياسية واعتدائه على حقوق الإنسان، يطالبون النظام بتغيير سلوكه وهم يعلمون أن السلوك مرتبط بطبيعة الأنظمة ولايمكن فصل السلوك عن النظام كما يعلمون أن الأنظمة الشمولية تنتج الاستبداد والفساد ومعاناة الشعوب .
  • ومن المهام الرئيسية التي ستعمل الجبهة على تحقيقها تشكيل مجموعات عمل متخصصة لإعداد مشاريع برامج لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتصحيح مسارها وذلك حتى لاتقع البلاد في الارتباك والفوضى بعد سقوط النظام ومن هذه المشاريع ما يلي :
  • وضع مشروع دستور دائم للبلاد يرتكز على مبدأ تداول السلطة ومسؤولية السلطة التنفيذية أمام السلطة التشريعية واستقلال القضاء والفصل بين السلطات مع تعاونها وتحديد مهام المؤسسات الدستورية رئاسة الجمهورية ، مجلس الوزراء، المجلس التشريعي ، القضاء .
  •                                                        كما يضمن الدستور الحقوق المتساوية للمواطنين دون تمييز بسبب الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس .
  • وضع مشرع لإصلاح الاقتصاد الوطني في بنيته وقطاعاته المختلفة المالية والنقدية والصناعية والتجارية والزراعية والسياحية والخدمية يحقق التوازن بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي وإطلاق المبادرة لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة وإتاحة الفرصة أمام الاستثمار الخاص .
  •              كما يجب أن يهدف المشروع إلى زيادة موارد البلاد ورفع مستوى معيشة الشعب وتأمين الحاجات الأساسية للمجتمع وإيجاد فرص العمل .

ج- وضع مشروع لإصلاح أجهزة الدولة ومؤسساتها بما في ذلك مؤسسة القضاء وأجهزة الرقابة والتفتيش ورفع كفاءة هذه الأجهزة عبر تنظيم آليات عملها  وتحسين أداء العاملين كما يجب أن يقر المشروع اعتماد مبدأ تكافؤ الفرص وكذلك وضع القواعد والإجراءات لاستئصال الفساد .

د- إصلاح شامل لقطاع التربية والتعليم في مختلف مراحله يرتكز على تنمية شخصية الطالب وتنمية قدراته على الحوار وعلى التحليل والاستنتاج .        كما يجب أن يركز مشروع الإصلاح على مسألة التخصص والربط بين التعليم واحتياجات المجتمع الآنية والمستقبلية .

و- إعطاء السوريين الذين يقيمون في الخارج دوراً رئيسياً في إعادة بناء الدولة والاستفادة من كفاءاتهم في مسيرة بناء البلاد والعمل على تحقيق نهوضها وتقدمها .

ذ – إن الشباب هم نبض حياة البلاد وقوتها في حاضرهم وفي مستقبلهم ولذلك يجب التركيز على قطاع الشباب لتأهيله ورفع كفاءاته وتوفير فرص العمل

السادة أعضاء المؤتمر

أمامنا مهام عظيمة تتطلب منا العمل والتضحية والتصميم فالوطن في خطر والشعب يعيش أقسى المعاناة في أسوء الظروف ، أمامنا خيار واحد وهو النصر والنصر يصنعه المكافحون ، لنعمل بكل جدية ومسؤولية لتحقيق النصر ورفع علم الحرية في سماء سورية

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات ووثائق خدام ..عرفات يستسلم ويغادر بيروت… ومبعوث ريغان يزور دمشق سرا ويلتقي الأسد (5 من 5)

2024-05-25

تنفيذ الخطة الأميركية… هكذا أسدل الستار على الوجود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية المجلة بعد مفاوضات على وقف النار في بيروت ومفاوضات دبلوماسية في عواصم عربية وفي نيويورك، تبلورت الخطة الأميركية وحُلحلت “عقدها” بين أوراق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام نص الخطة الأميركية لـ”رحيل قيادة ومكاتب ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، وهي كالآتي 1 […]

مذكرات ووثائق خدام ..أول رسالة خطية من عرفات للأسد… والرئيس السوري يحذره: أنا لست الرئيس سركيس أو الملك حسين (4 من 5)

2024-05-24

خدام يكذّب رئيس “منظمة التحرير” ويقول إن إسرائيل تريد “تحويل المقاومة الفلسطينية من مشكلة لإسرائيل إلى مشكلة لسوريا” المجلة في 7 أغسطس/آب، أرسل رئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات أول رسالة إلى الأسد بعد حملات إعلامية وعسكرية بينهما، هذا نصها: “السيد الرئيس حافظ الأسد، كما تعلمون سيادتكم، بناء على قرارات جدة، جرت بيننا وبين الحكومة […]

مذكرات ووثائق خدام ..”رسالة طمأنة” من بشير الجميل الطامح لرئاسة لبنان الى الأسد… و”عقد” أمام خطة المبعوث الأميركي (3 من 5)

2024-05-23

استمرت المفاوضات بين عرفات والإسرائيليين عبر المبعوث الأميركي والرئيس الوزان إلى أن تم التوصل إلى اتفاق في مطلع أغسطس 1982 المجلة تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية […]