لقد خلقت حرب الخليج أوضاعا معقدة في الوطن العربي وفي المنطقة وستكون لهذه الحرب آثارها ونتائجها ليس على حاضر العرب بل على مستقبلهم.. علينا استخلاص الدروس والعبر لمواجهة المرحلة الجديدة.. لقد قوضت هذه الحرب مفاهيم وقيما تعارف عليها العرب وهي جزء من تراثهم وأحدثت جروحا في النفوس من الصعب ان تندمل قبل سنوات وأسقطت الثقة بين الأشقاء وعززتها مع غيرهم وأضعفت الأمة كلها واستنزفت قدرات هائلة من طاقاتها وتقطعت أواصر الأخوة وكشفت عيوب النظام العربي القائم..
[. . . . . . .]
علينا ان نناضل لإِقامة نظام عربي جديد يفتح الطريق أمام تضامن العرب وتعاضدهم كخطوة على طريق وحدتهم في عالم لم يعد فيه مكان لغير الأقوياء.
وفي سبيل تحقيق كل ذلك بادرت سوريا ومصر ودول مجلس التعاون في الخليج لوضع أسس ومبادئ وأطر العمل فيما بينها ليكون ذلك قاعدة ومنطلقا لتصحيح الوضع العربي ويسهم في صياغة نظام عربي جديد الأمن فيه امن عربي ومسؤوليته مسؤولية العرب..
ان إعلان دمشق جاء ضرورة قومية في مرحلة كادت حرب الخليج ان تدمر كل الأواصر القومية.
ان سوريا كما كانت ستفي بالتزاماتها القومية تجاه الأشقاء وستكون عامل وئام ووفاق وتضامن واستقرار في المنطقة تنصر الحق وتقف ضد الباطل وتقاوم العدوان وتعزز الثقة بالنفس.
ان الدول الثماني الموقعة على إعلان دمشق مصممة على النهوض بمسؤولياتها القومية وهي ليست محورا في العمل العربي وان ما قامت به سيكون لمصلحة العرب جميعا..