ليس هناك ادق من عبد الحليم خدام حين يتكلم عن حافظ الاسد..
فالرجل لم يكن نائبه طيلة عقد ونصف من الزمن فقط ولا وزير خارجيته لسنوات طويلة ولا مبعوثه الى من يريد ابلاغه رسالة قاسية تحمل الإهانات..
انه فوق هذا كان زميله البعثي القديم في الساحل السوري سنوات القحط الاجتماعي والإيمان القومي والنضال البعثي قبل ان يبني حافظ الاسد جمهورية الرعب والخوف ويزرع تماثيله في كل سورية وامتدادها في لبنان
لذا،
يصبح خدام اوثق واصدق من يتحدث عن حافظ وقد ظل حتى آخر حوار بيننا مصمم على ان يسبق اسمه بالرئيس حافظ بلهجته السورية حافيظ
من اقواله لي عن حافظ في باريس :
” حافظ الاسد بنى نظاماً واقفل عليه بصندوق ورمى مفتاحه في البحر “
وأيضاً عندما سألته عن وصف البعض ان حكمت الشهابي هو الرجل الثاني في عهد حافظ الاسد قال لي متهكماً:
” حافظ الاسد هو الاول ولا يوجد ثاني او ثالث او مئة في نظامه .. العماد حكمت يعرف هذا الامر وهو ذكي ومهذب ولا يتجاوز حدوده”
ثم فجر أبو جمال قنبلة من العيار الثقيل عن حكمت الشهابي حين روى لي هذه الواقعة الغريبة ..
قال ابو جمال:
” عين الرئيس حافظ العماد حكمت رئيساً للاركان وهذا يعني ان تصبح كل الفرق العسكرية خاضعة لصلاحياته فماذا حصل؟
كان اللواء شفيق فياض احد قادة هذه الفرق مجتمعاً مع قادة آخرين ويبدو انه كان سكرانًا فإتصل هاتفياً بالقصر الجمهوري فرد عليه أبو سليم دعبول وهو مفتاح الباب الى الاسد .. فعاجله فياض بالقول بلهجته الجبلية العلوية: يا أبو سليم قل للسيد الرئيس انو ما لقى احمر من حكمت الشهابي حتى يعينوا رئيس اركان؟ وراح يقذفه باشنع الاوصاف والشتائم “
سألت ابو جمال قائلاً : اكيد العماد حكمت عرف هذه الواقعة فماذا فعل ؟
اجابني ابو جمال:
” قلت لابو حازم .. خبرت السيد الرئيس؟
فأجابني الشهابي: يعني يا ابو جمال انت عرفت يعني كل القادة عرفوا يعني السيد الرئيس عرف ولم يفعل شيئاً ، فلماذا اتعب نفسي واكلمه بالامر ؟”
أسأل ابو جمال بالمناسبة :
لقد حدثتني سابقاً ان احدى الدورات العسكرية دخل فيها 300 طالب حربية للتخرج كضباط ، كان فيها 270 علوي و30 من كل المذاهب والطوائف .. اليس هذا غريباً اين كان وزير الدفاع السني مصطفى طلاس ؟ اين كان رئيس الاركان السني حكمت الشهابي؟
يبتسم خدام وهو يروي لي شهادته:
” ابو فراس ( يقصد طلاس) كان مرتب اموره مع الرئيس حافظ وكان ادخل مئات الضباط من حمص والرستن تحديداً الى الجيش فحصته محفوظة وكان مخلصاً وصادقاً الى ابعد الحدود مع الرئيس “
شددت على خدام بدور الشهابي فقال لي :
” ابو حازم اجابني عندما تحدثت اليه عن هذا الخلل الفاضح سائلاً إياه بإحتجاج : كيف يا ابو حازم امر من عندك هذه اللوائح بهذه الفضيحة ولا تتدخل ؟ فأجابني:
هذه اللوائح تخرج من الاستخبارات العسكريةوعليها توقيع ابو محمد( اللواء علي دوبا )يحملها اي مدير مكتبه العميد احمد عبود وعليها توقيع ابو فراس كوزير دفاع فماذا تريدني ان افعل ؟ انا متأكد انها مرت على السيد الرئيس وامر بإعتمادها فهل تريدني ان اشتبك معه؟”
سألت ابو جمال : ولماذا لم يعدل الشهابي هذا الخلل ويدخل ضباطاً سنة ؟ اليس في حلب شباباً يريدون الالتحاق بالمدرسة الحربية ؟ فأجابني خدام :
” لقد سألت ابو حازم هذا السؤال .. فأجابني: يا ابو جمال بدك يقولوا انو العماد حكمت طائفي ويساير السنة على حساب العلويين؟”
وللحديث صلة