وصف نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام العلاقات البحرينية السورية بأنها علاقة أخوية ممتازة تزداد عمقا وقوة. ويحرص قادة البلدين على مواصلة هذه العلاقات بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين وقضايا الأمة العربية. وتحدث خدام خلال زيارة رسمية للجمهورية العربية السورية مع وفد إعلامي بحريني برئاسة وزير الإعلام طارق عبدالرحمن المؤيد، حول ضرورة تكثيف الزيارات المتبادلة بين الدول العربية. وهذا من شأنه تمكينهم من تبادل الخبرات والتنسيق والتشاور معاً، فضلاً عن استعراض إنجازات الدول العربية.
وحول التوترات الحالية في المنطقة، قال خدام إنها كانت متوقعة بسبب سوء الوضع الدولي والعربي. وأضاف أن إسرائيل تستفيد من هذا الوضع، وتسعى للحصول على أفضلية سياسية في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وعندما سئل عما إذا كانت إسرائيل تنوي القيام بأعمال حربية ضد سوريا، أجاب خدام أن سوريا ستواجه هذا العدوان بكل إمكاناتها، لكن خسائر كبيرة ستحدث من الجانبين. واستمرار التوترات لن يجلب الأمن لأي من الطرفين. لكنه أضاف: "لا نتوقع انفجارا عسكريا، لكن عندما يحدث ذلك فمن الصعب السيطرة على توقيت الحرب".
وفيما يتعلق بإعلان دمشق قال عبد الحليم خدام إن الإعلان قاعدة لتصحيح مسار العمل العربي المشترك. وشدد على أن الوضع العربي الحالي لا ينبغي أن يبقى على ما هو عليه الآن، لأن الانقسام والتمزق ليس في مصلحة العرب. وأضاف أن دول إعلان دمشق الثماني مؤهلة لإنعاش الوضع العربي من وضعه الحالي نظراً للظروف التي مرت بها.
وقال إن سورية ستعارض أي عدوان على دول الخليج لأننا نرى أن على جميع الدول العربية أن تبادر إلى دعم أي دولة عربية تتعرض للتهديد أو الاعتداء.
ويرى نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام أن العلاقات مع البحرين آخذة في التعمق والتعزيز. كما يرى أن الوضع العربي الراهن يشكل عامل إغراء للراغبين، وأن إعلان دمشق قاعدة لتصحيح مسار العمل العربي المشترك.
وكتب نبيل الحمر مقالاً وصف فيه خدام بأنه دقيق ومتحمس وسريع ومفاوض صعب ومن الصعب تغيير وجهة نظره. كما وصفه الصحفيون الغربيون بأنه ذو رؤية ثاقبة وشغوف بالقضايا التي يؤمن بها ويدافع عنها، وقارنوه بالمحامي المتمرس. يقع مكتب نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وسط حي السبكي بدمشق، في فيلا مكونة من طابقين على الشارع العام. وخلال زيارة وفد إعلامي برئاسة وزير الإعلام طارق عبد الرحمن المؤيد، رحب خدام بالزائرين وتمنى لهم البقاء لفترة أطول في دمشق. كما سأل عن الأمير ورئيس الوزراء وولي عهد البحرين وطلب من الوزير نقل تحياته ومودته لهم. وبحث خدام علاقات سورية مع البحرين وسبل تعزيزها بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
ووصف العلاقات بين البلدين بأنها علاقات أخوية ممتازة وتتعزز وتتعمق. إن قادة البلدين عازمون على مواصلة هذه العلاقات بما يخدم مصالح بلديهما والقضية العربية. وشدد على ضرورة زيادة الزيارات المتبادلة بين الدول العربية لتبادل الخبرات والتنسيق والتشاور المشترك والتعرف على الإنجازات التي تحققت في المنطقة. واعترف خدام بالتوترات الحالية التي تشهدها المنطقة بسبب الأوضاع الدولية والعربية غير المواتية. وأشار إلى أن إسرائيل تستغل هذا الوضع وتسعى لتحقيق مكاسب تتعلق بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة. ودعا خدام إلى تحرك عربي فاعل لمواجهة الوضع العربي المتفكك الذي يراه عامل إغراء الطامحين. وقال إن إسرائيل تسعى لإيجاد عدو وهمي للغرب، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وتسعى الآن للاستفادة من الوضع الحالي. وقال خدام إن سوريا الآن تسير على طريق السلام وهي جادة في هذا الشأن. وردا على سؤال حول هجوم إسرائيلي محتمل على سوريا، قال إن سوريا ستواجه أي عدوان بكل إمكاناتها. لكنه حذر من أن كلا الجانبين سيتكبدان خسائر كبيرة وأن استمرار التوترات لن يضمن أمن أي من الجانبين. وأضاف أنه لا يتوقع حدوث انفجار عسكري، لكن إذا حدث فسيكون من الصعب السيطرة على وقف الحرب. واعتبر خدام أن الهدف الرئيسي لإسرائيل في التصعيد الحالي هو هدف انتخابي، وهو إبقاء الإسرائيليين في حالة من التوتر تمنح المتطرفين الإسرائيليين فرصة الفوز في الانتخابات. وختم بالقول إن إسرائيل لا تريد السلام، وأن أكاذيبها انكشفت عندما جلست إلى طاولة المفاوضات، وأنها أدركت أن الرأي العام العالمي سيمارس ضغوطا عليه.
وقال عبد الحليم خدام إن إعلان دمشق هو خط توجيهي لتصحيح مسار العمل العربي المشترك ولا يجوز ترك الوضع العربي الراهن على ما هو عليه. إن التمزق والانقسام لا يخدم مصالح الدول العربية. وأشار إلى أن دول إعلان دمشق الثماني، بحكم الظروف التي مرت بها، مؤهلة لإحياء العمل العربي بوضعه الحالي. إن سورية ستعارض أي عدوان على دول الخليج، وأي تهديد أو اعتداء على أي دولة عربية يجب أن يواجه بدعم جماعي. ويعتبر خدام إعلان دمشق ضرورة خليجية وعربية تلبي مصالح الدولة والأمة العربية، فهو مفتوح للجميع. وشدد على الدور الحاسم والهش الذي يلعبه الإعلام في المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة العربية. واعتبر أن الإعلام يمكن أن يلعب دورا مهما في تعزيز العلاقات العربية ودعم التضامن بين الدول العربية. وأوضح أن الإعلام يعد من القنوات التي يمكن أن تربط الشعوب العربية وتقوي أواصرها، لأنها القناة الأقرب للمواطنين. كما وصف الإعلام بأنه جيش من المحاربين، وإذا انتصرت المعركة انتصر الوطن. ولذلك فإن دور وسائل الإعلام الوطنية مهم للغاية ويجب توسيع التعاون الإعلامي في جميع المجالات.