آخر مقابلة لعبد الحليم خدام مع «الشرق الأوسط»: «إيران أحضرت داعش إلى سوريا»

الناشر: الشرق الأوسط

تاريخ نشر المقال: 2020-04-01

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط»
لندن: رنيم حنوش

توفي عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري، أمس (الثلاثاء)، عن عمر 88 عاماً في فرنسا التي فرّ إليها عام 2005 بعدما تحول إلى معارض بارز للرئيس بشار الأسد.

عمل خدام لمدة 30 سنة في أعلى دوائر الدولة السورية في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الذي أصبح رئيساً عام 2000.

وحاول في أثناء وجوده في فرنسا القيام بدور في معارضة الأسد، لكنه واجه صعوبات في كسب ثقة معارضين آخرين بسبب عمله على مدى عقود في حزب البعث الحاكم.

وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011، قال خدام إنه يتعين على السوريين حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم ما لم يتدخل العالم لحمايتهم.

وفي الثالث من يونيو (حزيران) 2014، نشرت «الشرق الأوسط» حديثاً مطولاً مع خدام أجراه الزميل والصحافي السعودي عضوان الأحمري وجهاً لوجه في منفى الأول بباريس.

وخلال الحوار الذي أُجري في أوج الثورة السورية، قبل 6 سنوات تقريباً، استرجع نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام ذكريات بداياته في حزب البعث، وسقوط الجولان، وحقيقة ما تسمى «المقاومة»، كما تحدث بألم عما يعانيه الشعب السوري الآن، قائلاً إن «أي صلح خليجي مع إيران ستنقضه طهران بعد انتهاء الأزمة السورية».

كانت الانتخابات الرئاسية السورية مخططة في حينها، وعن ذلك قال لـ«الشرق الأوسط»: «كله أكوام ورق، لا قيمة للورق الذي سيذهب للصناديق، ومن سيختار بشار أو غيره سيفعل مجبراً أو خائفاً. هذه ليست انتخابات والكل يعرف، لكن بشار الأسد حريص على إقامتها نكايةً بالعالم».

وحمّل خدام مسؤولية ما يحصل في سوريا لجانبين، بقوله: «هناك جانبان أساسيان مسؤولان: روسيا وإيران والنظام من جانب، وفي المقابل المجتمع العربي من جانب آخر». وأضاف، «هناك فارق أساسي بين من يقتل أو يشارك في القتل، ومن كان بإمكانه إيقاف القتل أو التخفيف منه، وهذا ما فعلته جامعة الدول العربية، حين فكرت بعد ستة أشهر من الانتفاضة في إرسال نبيل العربي للقاء بشار الأسد».

وتطرق إلى موجة التطرف المتمثلة بتنظيمات إرهابية في سوريا حينها. وقال: «إيران هي التي أحضرت (داعش) إلى سوريا، ولا أحد يشك في ذلك، وأنا أعرف ما أقول. إيران جزء رئيس من القتال في سوريا». وأضاف: «صدقني في حال حدث هذا سترى تراجع نفوذ إيران في المنطقة، ولهذا تجد الإيرانيين يمدون نظام الأسد بالأسلحة والحماية والمقاتلين. ولا أريد أن أزيد من الجزم والتأكيد إذا ما قلت لك إن (داعش) يُدار من إيران مباشرة».

وعن سؤال عن كيفية التعامل مع الثورة السورية لو كان في منصبه السابق حين اندلاعها، قال: «بكل صدق، بعد رحيل حافظ الأسد لم تعد لديّ رغبة في ممارسة العمل السياسي المباشر، لكنني كنت في حرج إزاء كيف يمكن أن أخرج بسلام من العمل الحزبي والسياسي، لأن من يترك فجأة، أمامه التصفية أو السجن. سؤالك لا أستطيع الإجابة عنه لأنه توقُّع، لكنه يعيدني إلى حادثة في عام 1998، حين حدث خلاف بيني وبين حافظ بعد التجديد لإميل لحود». وأضاف: «حافظ الأسد كان يريد التجديد لأن ابنه بشار كان (طالع نازل) عند لحود، وهناك من أشار وأقنع حافظ بأنه عبر لحود يمكنه السيطرة على لبنان. وحين قام بالتجديد للحود تركت أنا الملف اللبناني، وفجأة قام حافظ بتسليم ملف لبنان كاملاً لبشار». واستطرد: «هنا بدأت المشكلات تزداد، والسبب الرئيس تصرفات بشار الأسد و(هيجانه)، ولا أبالغ إذا ما قلت إن رفيق الحريري كان يتصل من فترة لأخرى ليشتكي من ممارسات بشار وتصرفاته في الشأن اللبناني. في كل مرة كان حافظ الأسد يوبّخ بشار أو يتحدث مع غازي كنعان».

وكشف أنه حاول لعب دور للم الشمل السوري عندما كان رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا، شارحاً: «ما زلت أحاول، ولي اتصالاتي مع كثير من السوريين الفاعلين. وهناك تجاوب، لكن أعود لسؤالك السابق عن الجربا، فتخيل أنني بعثت مثلاً رسائل لعشرات من زعماء الفصائل والسوريين المؤثرين… وجميعهم تقريباً ردّوا على ما أرسلته ما عدا أحمد الجربا، الذي قال حين سأله أحدهم: فات الوقت. لا أعرف ما الوقت الذي فات؛ هل يضمن الجربا أنه سينزل غداً إلى دمشق؟ من يريد أن يصبح قائداً يجب عليه أن يتسع صدره للجميع ويتقبل الجميع».

ورأى أن انتصار الثورة لن يتم إلا عن طريق توحيد الدعم. وقال: «بشار الأسد الآن يحارب بالصواريخ والطيران والدبابات، المعارضة لا تطلب طائرات أو دبابات… بل صواريخ مضادة للدبابات والطائرات، وصواريخ متوسطة المدى أو قريبة المدى».

واختتم خدام الذي رحل، أمس، حديثه الأخير مع صحيفة «الشرق الأوسط» بالإجابة عمّا إن كانت ستستمر الأزمة السورية عشر سنوات مقبلة بقوله: «إذا أرادوا هم كذلك، فستبقى أكثر من 20 سنة، وإذا أرادوا فسينتهي بشار الأسد في شهر واحد. ويجب عليهم ألا يقلقوا من الجماعات المسلحة، لأنها ستنتهي بعد سقوط بشار».

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


بشار الأسد لرفيق الحريري: أنا الذي أختار من يحكم لبنان ومن يخالفني سأكسر عظمه (2 من 3)

2025-02-18

عبد الحليم خدام يروي تفاصيل “اللقاء العاصف” بين الأسد والحريري قبل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن “دار رف” التابعة لـ”المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام”، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي في هذه الحلقة، […]

خدام: ماهر الأسد خدع رفيق الحريري قبل اغتياله… فطلبت منه مغادرة لبنان (3 من 3)

2025-02-13

نائب الرئيس السوري طلب من رئيس الوزراء اللبناني المغادرة… قال: لدي انتخابات، فأجابه: حياتك أهم المجلة في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن “دار رف” التابعة لـ”المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام”، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي. في الحلقة […]

عبد الحليم خدام: هكذا تعرفت على بشار الأسد… وهكذا أقنع والده بـ “انتخاب” لحود (1 من 3)

2025-02-12

تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري الراحل التي ستصدر قريبا عن “دار رف” المجلة في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن “دار رف” التابعة لـ”المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام”، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي لندن- يروي […]