أيها الأخوة المواطنون
بعد قرابة خمس سنوات من القتل والتدمير والتهجير الذي يقوده الطاغية بشار الأسد وعصابته , دعونا نتساءل بصراحة وشجاعة عن الأسباب التي حالت دون إنتصار الشعب السوري وخلال هذه المرحلة سقط مئات الآلاف من الشهداء واعتقل أيضا مئات الآلاف وتشرد الملايين الذين أصبحوا يعيشون في الخيام أو في أماكن صعبة .
الأسباب التي أراها هي :
أولا : عدم توحد السوريين وكثرة إنقساماتهم وتشيكلاتهم والصراع بين هذا الفريق وذاك فكيف يمكن في هذا الوضع أن ينتصر الشعب على عدوه القاتل ؟ على السوريون بكل مكوناتهم الدينية والطائفية والقومية والسياسية الذين يدركون خطورة إستمرار هذا النظام أن يوحدوا أنفسهم وأن يعمل القادرون منهم على التحرك والترويج لمسألة توحيد القوى والأهداف ,ومن المسؤولية الوطنية أن يتخلى كل سوري عن تطلعاته وأهدافه وطموحاته الشخصية وأن يكون الهدف وحدة الشعب .
ثانيا : يواجه السوريون خصمان يتعرضان للعرب في المنطقة ولأراضيهم وهما إيران وإسرائيل …
إيران هي صاحبة القرار بدفع الطاغية بشار الأسد لإرتكاب جرائم القتل والإبادة هادفة إلى تغيير البنية الوطنية والدينية والمذهبية والجغرافية لسورية وهذا الأمر يشكل خطرا كبيرا ليس على الشعب السوري فقط بل على الدول العربية والإقليمية أيضا لأن أطماع القيادة الإيرانية تمتد من شاطىء البحر المتوسط إلى أفغانستان كما عبر عنها أحد القادة الإيرانيين في زيارته لدمشق في منتصف عام 1985 .
ثالثا : أمام هذا الوضع الخطير على السوريين أن يوحدوا جهودهم وإمكاناتهم في بذل الجهود مع الدول العربية وقياداتها لإتخاذ مواقفا عملية لدعم الشعب السوري ولإحباط المؤامرة الإيرانية حتى لاتصبح نكبة في سورية كنكبة فلسطين .
وفي هذا البيان أناشد الأشقاء العرب أصحاب القرار في مشرقهم ومغربهم أن يدركوا خطورة الأوضاع الإقليمية والدولية على شعوبهم ودولهم وبالتالي التعاون في العمل مع مختلف القوى الدولية من أجل إنقاذ الشعب السوري .
أخيرا كلي أمل أن شعبنا الصابر الصامد الذي نزف الكثير من دماءه وبقي محافظا على كبرياءه سينتصر على المحنة وستستعيد سورية موقعها الإقليمي والدولي في مناخ عربي مبشر