البيان المشترك المصري – السوري حول زيارة الرئيس السوري حافظ الأسد إلى مصر لإنشاء القيادة السياسية

الناشر: الأنوار Al Anwar

تاريخ نشر المقال: 1976-12-22

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

البيان المشترك المصري – السوري
حول زيارة الرئيس السوري حافظ
الاسد الى مصر لانشاء القيادة
السياسية الموحدة المصرية السورية

21 / 12 / 1976

أولا: بناء على دعوة الرئيس محمد انور السادات رئيس جمهورية مصر العربية، قام الرئيس حافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية بزيارة رسمية واخوية لجمهورية مصر العربية في الفترة من 18 كانون اول 1976 الى 21 كانون أول 1976.

ثانيا – وقد استقبلت مصر حكومة وشعبا الرئيس حافظ الاسد استقبالا رسميا وشعبيا يعبر عن عمق العلاقة التي تربط بين الشعب العربي في القطرين المصري والسوري، وما تكنه مصر للشقيقة سوريا من مشاعر الاخوة الصادقة، وتؤمن به من نتائج الوحدة العربية، كما يعبر عن وحدة المسيرة والهدف ورفقة الكفاح واخوة النضال في سبيل تحقيق اهداف الامة العربية لتحرير أرضها واسترداد حقوقها وتحقيق وحدتها وتأمين المستقبل الافضل لابنائها، وهو ما عبرت عنه حرب رمضان المجيدة أعظم تعبير واكمله.

ثالثا – وقد اجرى الرئيسان خلال الزيارة مباحثات تمت في جو من التفاهم الكامل المتركز على الاخوة بين البلدين الشقيقين والتفهم التام لمتطلبات المرحلة الحالية من النضال والتي تجعل التضامن العربي من أمضى أسحلة العرب في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلة

رابعا – واشترك في المباحثات من الجمهورية العربية السورية كل من السادة: عبد الحليم خدام نائب رئيس المجلس الوزراء، وزير الخارجية، محمد حيدر عضو القيادتين القومية والقطرية، اللواء ناجي جميل عضو القيادة القومية نائب وزير الدفاع وقائد القوى الجوية، فائز اسماعيل عضو الجبهة الوطنية التقديمة، فوزي الكيالي عضو الجبهة الوطنية التقديمة، عبد الكريم عدي وزير الدولة للشؤون الخارجية، أديب ملحم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية، أحمد اسكندر احمد وزير الاعلام، الدكتور اديب الداوودي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، الدكتور مأمون الاتاسي رئيس مكتب العلاقات بالنيابة في القاهرة 

ومن جمهورية مصر العربية السادة: محمد حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية، ممدوح سالم رئيس الوزراء، إسماعيل فهمي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، الفريق اول محمد عبد الغني الجمسي نائب رئيس الوزراء وزير الحربية، محمد حامد محمود وزير الدولة للحكم المحلي والشباب والتنظيمات الشعبية والسياسية، الدكتور جمال العطيفي وزير الاعلام والثقافة، السفير جمال منصور رئيس مكتب العلاقات في دمشق

خامسا – وجرى خلال هذه المباحثات بحث الوسائل الكفيلة بتدعيم مسيرة الوحدة بين بلديهما، والتي كانت على مدى التاريخ درعا للامة العربية في مواجهة المخططات الاجنبية التي تستهدف اخضاعها وتمزيقها والمساس بسيادتها وامنها واستغلال ثرواتها وامكاناتها، وناقش الرئيسان العلاقات الثنائية الحالية بين البلدين، واصدار تعليماتهما بأن تبدأ الاجهزة المختصة في كل من الجمهورية العربية السورية، وجمهورية مصر العربية على الفور بدراسة موقف العلاقات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، واقتراح الخطوات التنفيذية لتوسيعها وتحقيق عناصر التنسيق والتكامل فيها، وقرر الرئيسان انشاء قيادة سياسية موحدة بين البلدين.

سادسا – وفي صدد الموقف في الشرق الاوسط، اكد الرئيسان موقفهما الثابت وايمانهما التام بضرورة اقامة السلام الدائم والعادل في المنطقة، حتى تنطلق الامة العربية نحو البناء والتنمية، وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والعلمي، كما أكد أن هذا السلام لا يمكن أن يقوم ويدوم الا بانسحاب القوات الاسرائيلية من جميع الاراضي العربية، واستعادة حقوق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والسيادة والاستقلال.

سابعا – وبحث الرئيسان المسائل المتعلقة باستئناف مؤتمر السلام في الشرق الاوسط الذي يعقد في اطار الامم المتحدة، وضرورة انعقاده في فترة لا تتجاوز نهاية شهر اذار القادم، لبحث الموقف في الشرق الاوسط والناجم عن استمرار الاحتلال الاسرائيلي والتنكر للحقوق الوطينة للشعب العربي الفلسطيني. واكدا في هذا الصدد موقفهما الثابت بشأن ضرورة اشتراك منظمة التحرير الفلسطينية، كطرف مستقل وعلى قدم المساواة مع الاطراف الاخرى في جميع المباحثات التي تعقد بهدف اقامة السلام العادل والدائم في المنطقة، وفي مقدمتها مؤتمر السلام، وذلك بصفتها الممثلة الشرعية الوحيدة للشعب العربي الفلسطيني، طبقا للمقررات الاجماعية لمؤتمر القمة  العربية في الرباط، وانطلاقا من ان القضية الفلسطينية هي جوهر النزاع في الشرق الاوسط، وانه لا يمكن اقامة السلام العادل دون علاجها والتوصل الى حلها حلا عادلا يكفل للشعب العربي الفلسطيني اعادة حقوقه كاملة، وفي مقدمتها حقه في اقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين العربية

ثامنا – ويدين الرئيسان كافة محاولات التعجيز ومناورات التعطيل التي تتعرض لها مسيرة السلام، ويطالبان الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بصفتهما رئيسي مؤتمر السلام في الشرق الاوسط، وبما لهما من مسؤوليات في اطار السلام والامن الدولي، بأن يقدما على وجه السرعة وبكل وضوح شعورهما وقصدهما بالنسبة للسلام في الشرق الاوسط، على أساس المبادئ التي أرساها ميثاق وقرارات الامم المتحدة

كما يطالب الرئيسان الامين العام للامم المتحدة أن يبدأ على الفور باجراء الاتصالات اللازمة بأطراف النزاع في الشرق الاوسط بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، للاعداد لعقد مؤتمر السلام تطبيقا لقرار الجمعية العامة رقم 6162 الصادر في 9 كانون أول 1976، وحظي بتأييد الاغلبية العظمى من اعضائه كما اكد الرئيسان على أهمية دور مجلس الامن في عملية اقامة السلام العادل والدائم في المنطقة.

تاسعا – وجدد الرئيسان في هذا الصدد نداءهما لمختلف الدول التي تقدم المساعدات لاسرائيل بالكف عن تقديم هذه المساعدات، التي من شأنها تكريس الاحتلال وتشجيع اسرائيل على الاستمرار في نهب ثروات الارض العربية والشعب العربي، وفي اجراءاتها المنافية لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية. وعبر الرئيسان عن تقديرهما لمواقف الدول الاعضاء في الامم المتحدة لتأييدها للموقف العربي العادل

عاشرا – وفي هذا الشأن اكد الرئيسان خطهما المشترك واصرارهما على ان يكون عام 1977 عام تحرك نحو انهاء الاحتلال واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني وبخاصة حقه في اقامة دولته المستقلة. وان الامة العربية وهي تعيش العام العاشر للاحتلال الاسرائيلي، والعام الثلاثين لاغتصاب حقوق الفلسطينيين، سوف تستخدم امكانياتها كافة فى سبيل انهاء الوضع الحالي في المنطقة، واعادة العدالة الى مجاريها والحقوق الى اصحابها والارض الى اصحاب السيادة عليها في اطار مبادئ ميثاق الامم المتحدة وقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية وازمة الشرق الاوسط

حادي عشر – وينتهز الرئيسان هذه المناسبة لتحية الشعب العربي في الاراضي المحتلة الصامد في وجه الاحتلال الرافض

لاستمراره والمناضل في سبيل التحرر منه، وعبرا عن وقوفهما وراء نضال هذا الشعب ودعم كفاحه بنفس الوقت الذي يشجبان به بكل قوة ما تقوم به اسرائيل في الاراضي العربية المحتلة من تغييرات في الطبيعة الديموغرافية والترتيب الجغرافي، وما تستغله من ثروات هذه الارض العربية، ويقرران بكل وضوح رفض جميع النتائج التي تهدف اسرائيل الى ترتيبها على أساس هذه الاجراءات ويؤكد ان موقفهما المقرر من أن هذه التغييرات لا ترتب التزاما او حقا بأي حال من الاحوال بسبب الاحتلال، وانهما يحتفظان بحقهما بالمطالبة بالتعويض العادل من كل ما تم ويتم من استغلال ونهب وتغيير في هذه الارض العربية

ثاني عشر – وفي هذا الصدد يؤكد الزعيمان اهمية التضامن العربي بكل معانيه وضرورة انهاء الخلافات التي تعكر الجو العربي، ويعبران عن عزمهما التام القيام بدور فعال في هذا النطاق، حتى تنطلق الامة العربية صفا واحدا نحو تحقيق الهدف الاسمى في التحرير والعزة والتقدم، ويطالبان بالتنفيذ الكامل والدقيق لمقررات الرباط بشأن تحقيق التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي العربي الفعال، وتعزيز القوى الذاتية للدول العربية تكريسا للعمل العربي المشترك والمسيرة العربية الواحدة نحو المستقبل الافضل

ثالث عشر – وتدارس القائدان الوضع في لبنان في ضوء مقررات مؤتمري القمة في الرياض والقاهرة المنطلقة من موقع الالتزام بالمسؤولية القومية والتاريخية في تعزيز الدور العربي الجماعي وعبرا عن ترحيبهما بالجهود التي بذلت لانهاء نزيف الدم في هذا البلد العربي الشقيق وثقتهما بان الوحدة الوطنية فيه سوف تتحقق لاعادة بنائه بما يحقق للبنان وحدته ارضا وشعبا وتضمن استمرار الصمود الفلسطيني

رابع عشر – وجدد القائدان العربيان التزامهما بسياسة عدم الانحياز التي تجمع القوى المناضلة في سبيل التحرر والتقدم ورفض السيطرة ومناطق النفوذ. ووجه الرئيسان التحية الى شعوب ودول عدم الانحياز التي وقفت وتقف دائما مناصرة للحق والعدل وقضايا التحرر وتقرير المصير. واستذكرا بالتقدير تأييدها الثابت للحق العربي ودعمها المستمر لنضال الامة العربية

خامس عشر – وعبر الزعيمان عن تأييدهما المطلق لنضال شعوب القارة الافريقية ضد العنصرية وحكم الاقلية. وعن تأييدهما لنضال شعوب زمبابوي وناميبيا وجنوبي افريقيا في سبيل حقوقها الوطنية الثابتة. وفي هذا الصدد عبرا عن تطلعهما الى تعميق التعاون العربي الافريقي في جميع الميادين، ورحبا بعقد مؤتمر القمة العربي- الافريقي المقرر عقده في القاهرة في مارس- اذار القادم

سادس عشر- كذلك عبر القائدان عن موقفهما الحازم في اطار حركة العالم الثالث ونضاله في سبيل اقامة نظام اقتصادي دولي جديد، يكون اكثر عدالة واستقرار، ويأخذ بعين الاعتبار حقوق ومصالح البلاد النامية

سابع عشر – هذا وقد وجه الرئيس حافظ الاسد دعوة رسمية واخوية لشقيقه الرئيس محمد انور السادات لزيارة الجمهورية العربية السورية، وقد قبلها الرئيس السادات شاكرا وسوف يحدد موعد الزيارة في موعد قريب

– 73 أ –
اعلان انشاء القيادة السياسية الموحدة المصرية – السورية

ان حكومتي الجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية استجابة لارادة الشعب العربي في القطرين الشقيقين، وادراكا لمسؤوليتهما التاريخية والتزاماتهما القومية، ووفاء منهما لارواح الشهداء في معارك رمضان المجيدة وتعزيزا لقدراتهما ازاء التحديات التي تواجهها الامة العربية في هذه المرحلة التي يجتازها النضال العربي المشترك، وانطلاقا من ايمانهما الثابت بالمصير المشترك والمصلحة الواحدة، وثقة منهما بأن مستقبل الامة العربية وحريتها وكرامتها رهن بسيرها على طريق الوحدة العربية، واستلهاما لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية والاحكام الاساسية لدولة اتحاد الجمهوريات العربية في تعزيز وتعميق التعاون في مختلف مجالات العمل القومي قد قررتا

مادة اولى – انشاء قيادة سياسية موحدة بين الدولتين بقرار من رئيسي الجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية

مادة ثانية – تضع القيادة السياسية الموحدة في اسرع وقت مستطاع الاسس اللازمة لتدعيم وتطوير العلاقات الوحدوية بين الدولتين وتشرف على تنفيذ الخطوات اللازمة لتحقيقها

مادة ثالثة – تنشئ القيادة السياسية الموحدة لجانا مشتركة من الدولتين، لدراسة ووضع القواعد التي على اساسها يمكن تدعيم وتطوير العلاقات الوحدوية بينهما في مختلف المجالات

مادة رابعة – تقوم القيادة السياسية الموحدة باقرار واعلان الصيغة النهائية للاسس التي يتم الاتفاق عليها.

حافظ الاسد
رئيس الجمهورية العربية السورية

محمد انور السادات
رئيس جمهورية مصر العربية

– 73 ب –
القرار التنفيذي بانشاء القيادة السياسية الموحدة المصرية – السورية

تنفيذ للاعلان الصادر بتاريخ 21 كانون الاول 1976، بشأن القيادة السياسية الموحدة بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية مصر العربية، قرر الرئيسان حافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية ومحمد انور السادات رئيس جمهورية مصر العربية ما يلي

مادة اولى – انشاء قيادة سياسية موحدة بين الدولتين

مادة ثانية – تضع القيادة السياسية الموحدة في اسرع وقت ممكن الاسس اللازمة لتدعيم وتطوير العلاقات الوحدوية بين الدولتين

مادة ثالثة – تقوم القيادة السياسية الموحدة بالاشراف على تنفيذ الخطوات التي تتقرر في هذا الصدد

مادة رابعة – تنشئ القيادة السياسية الموحدة لجانا مشتركة من الدولتين لدراسة ووضع القواعد التي على أساسها يمكن تدعيم وتطوير العلاقات الوحدوية بين البلدين في المجالات الاتية: الشؤون الدستورية، الدفاع والامن القومي، السياسة الخارجية والاعلام، الشؤون المالية والاقتصادية، التعليم والعلوم والثقافة والتشريع والنظم الادارية والمالية

مادة خامسة – تقدم هذه اللجان تقارير عما تنجزه من اعمال، اولا باول الى القيادة السياسية الموحدة لتتخذ ما تراه من قرارات بشأن تنفيذها

مادة سادسة – تقوم القيادة السياسية الموحدة باقرار واعلان الصيغة النهائية للاسس التي يتم الاتفاق عليها

حافظ الاسد
رئيس الجمهورية العربية السورية

محمد انور السادات
رئيس جمهورية مصر العربية
Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات ووثائق خدام ..عرفات يستسلم ويغادر بيروت… ومبعوث ريغان يزور دمشق سرا ويلتقي الأسد (5 من 5)

2024-05-25

تنفيذ الخطة الأميركية… هكذا أسدل الستار على الوجود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية المجلة بعد مفاوضات على وقف النار في بيروت ومفاوضات دبلوماسية في عواصم عربية وفي نيويورك، تبلورت الخطة الأميركية وحُلحلت “عقدها” بين أوراق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام نص الخطة الأميركية لـ”رحيل قيادة ومكاتب ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، وهي كالآتي 1 […]

مذكرات ووثائق خدام ..أول رسالة خطية من عرفات للأسد… والرئيس السوري يحذره: أنا لست الرئيس سركيس أو الملك حسين (4 من 5)

2024-05-24

خدام يكذّب رئيس “منظمة التحرير” ويقول إن إسرائيل تريد “تحويل المقاومة الفلسطينية من مشكلة لإسرائيل إلى مشكلة لسوريا” المجلة في 7 أغسطس/آب، أرسل رئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات أول رسالة إلى الأسد بعد حملات إعلامية وعسكرية بينهما، هذا نصها: “السيد الرئيس حافظ الأسد، كما تعلمون سيادتكم، بناء على قرارات جدة، جرت بيننا وبين الحكومة […]

مذكرات ووثائق خدام ..”رسالة طمأنة” من بشير الجميل الطامح لرئاسة لبنان الى الأسد… و”عقد” أمام خطة المبعوث الأميركي (3 من 5)

2024-05-23

استمرت المفاوضات بين عرفات والإسرائيليين عبر المبعوث الأميركي والرئيس الوزان إلى أن تم التوصل إلى اتفاق في مطلع أغسطس 1982 المجلة تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية […]