أنهى وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام ثلاثة أيام من المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين هنا أمس بعد أن أبلغه الرئيس فورد أن الولايات المتحدة مصممة على تعزيز العلاقات مع سوريا وبعد أن طرح فورد إمكانية المساعدة الأمريكية لسوريا. ومع ذلك، على الرغم من أن خدام اختتم زيارته باجتماع غير مجدول لمدة ساعة مع وزير الخارجية هنري أ. كيسنجر أمس، لم يتم إصدار بيان كما حدث في نهاية زيارات وزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي والملك حسين ملك الأردن الأخيرة.
كان كيسنجر قد صرح في وقت سابق بأنه لم يكن هناك نية لإصدار بيان، وأكد المسؤولون الأمريكيون أن غياب البيان الرسمي لا يعني أن المحادثات قد تعثرت. ومع ذلك، خلال عشاء ليلة الجمعة، وصف كيسنجر في نخب له المفاوضات مع سوريا بأنها “عملية صعبة” رغم أنه قال إن زيارة خدام قد ساهمت بشكل كبير في استعادة العلاقات الجيدة بين واشنطن ودمشق.
و أعلن خدام أيضاً رغبة سوريا في إقامة “علاقات جيدة” مع واشنطن والتي قال إنها يمكن أن “تقوم فقط على الاحترام المتبادل”. لكنه حذر أيضاً من أن السلام في الشرق الأوسط يعتمد على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة. بعد اجتماع سابق مع كيسنجر، قال خدام، الذي يعتبر أحد قادة حزب البعث الراديكالي، إن بلاده تفضل استمرار مفاوضات السلام في الشرق الأوسط. وقال للصحفيين: “نشعر أنه من الضروري منح هذه الجهود الفرصة لتحقيق سلام دائم وعادل”. حضر ريتشارد مورفي، السفير الأمريكي الجديد في سوريا، اجتماع أمس.
وفي الوقت نفسه، سعت وزارة الخارجية إلى التقليل من التقارير التي تفيد بأن سوريا وضعت قواتها في حالة تأهب لمواجهة التحركات العسكرية الإسرائيلية. وأخبر كيسنجر الصحفيين أن كل ما يعرفه عن ذلك هو ما قرأه في الصحف. وقال ألفريد أثيرتون، مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إنه “متشكك” بشأن تقارير الصحف.
زيارة خدام إلى واشنطن هي جزء من سلسلة زيارات لقادة الشرق الأوسط للعمل على المرحلة التالية من مفاوضات السلام.