أكد أحد أعضاء اللجنة السياسية في مؤتمر حزب البعث أن نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام لم يحضر اجتماعات اللجنة ليوم امس
وقال عضو في اللجنة لـ (اليوم) ان عبد الحليم خدام أعلن في بداية كلمته في جلسة مسائية امس الأول أنه يستقيل من منصبه الحكومي والحزبي ثم بدء الحديث موجهاً النقد لاذعاً للسياسة السورية الخارجية
وانه استمر في الكلام لاكثر من ساعة في حين ان الوقت المخصص لكل عضو هو خمسة دقائق. الامر الذي دعا وزير الخارجية الى فاروق الشرع رئيس اللجنة السياسية الى مقاطعته لاكثر من مرة
وخلال المؤتمر الصحفي اليومي، ابتعدت الدكتورة بثينة شعبان الناطقة الرسمية باسم المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث عن الرد بشكل مباشر على سؤال يتعلق بخبر تقديم خدام استقالته للمؤتمر أو تنحيه من كافة مناصبه الحزبية والسياسية. وقالت شعبان ان الرفيق عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية لا زال موجودة في الحزب وفي نهاية المؤتمر سيتوضح كل شيء, ولكن مع انعقاد المؤتمر تعتبر كل القيادة الحزبية بحكم المنحلة و سوف نعرف ما سيحدث لأعضاء القيادة القطرية في نهاية المؤتمر. مشيرة إلى أن خدام قد شارك بمداخلة استمرت ساعة على عكس بقية الأعضاء. ونفت ان يكون خدام شن هجوما على وزير الخارجية فاروق الشرع رئيس اللجنة السياسية وعلى الأداء السياسي الخارجي لسورية واعتبرت أن كلامه في المؤتمر جاء معمقا وبناء وهادئا
وقد أشارت مصادر سياسية واعلامية مختلفة الى أن عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري انتقد بشدة السياسة الخارجية لسورية وبالأخص ما يتعلق منها بالتعامل مع الملف اللبناني، منتقدا الطريقة التي تم التصرف بها عند صدور القرار 1559، الامر الذي دفع باتجاه مشادة كلامية بينه وبين فاروق الشرع وزير الخارجية الذي تدخل رداً على خدام ليذكره بانه كان خارج البلد عند صدور القرار وبالتالي فانه لا يستطيع تقييم التصرفات التي تمت في ذاك الوقت
وعقب ذلك قدم خدام استقالته خلال الجلسة المسائية في اليوم الاول من اعمال المؤتمر العاشر لحزب البعث وشمل اعلان خدام استقالته من كافة المناصب التي يشغلها في الحكومة والحزب, وبحسب ما أفادت به مصادر من داخل المؤتمر فان خدام اعلن استقالته في بداية مداخلته الطويلة التي تقدم بها ضمن اعمال اللجنة السياسية المنبثقة عن المؤتمر والتي يرأسها وزير الخارجية فاروق الشرع في جلستها المسائية اول امس حين قال صار لي 61 سنة في العمل العام، منها أربعون سنة في السلطة، وأطلب اعفائي من الحزب والسلطة
ومن المعروف ان خدام هو الذي وضع سياسة سورية في لبنان
وفي اول رد فعل خارجي على هذه الاستقالة، فقد عبر السفير السابق للولايات المتحدة في سورية تيودور قطوف بان استقالة خدام كانت متوقعة ولكنه اضاف ما اثار استغرابي هو تعرض خدام لانتقادات بعد كل هذه السنوات من الخدمة كان من الممكن ان يترك ليغادر ويحافظ على سمعته. وكانت تقارير صحفية عدة قد روجت لسيناريو استقالة خدام خلال المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث، الامر الذي تم نفيه مرارا من قبل الناطق الرسمي للمؤتمر الدكتورة بثينة شعبان حيث وصفت هذه التسريبات بانها مغرضة، هذا وقد نشرت (اليـوم) مادة في عددها الصادر يوم السبت توقعت استقالة خدام وبعض القياديين وبان تقديم الاستقالة كان مقرراً، وقد اتخذت ترتيبات محددة في مكتب خدام منذ الخميس الماضي تدل على نيته بالتنحي عن منصبه