معالي الأستاذ عبد الحليم خدام، تعرف على حافظ الأسـد منذ مرحلة مبكرة في حياته، وكانا رفيقين في الحزب منذ شبابهما، ثم صار خدام محافظاً لحماة، ثم وزيراً للخارجية، ثم نائباً لحافظ الأسـد، ولا يجادل عاقل في معـرفة الأستاذ خدام لحافظ الأسـد معرفـة عن قرب ودرايـة …
وقد نشر الأستاذ خدام موضوعاً يرد فيـه على سؤال عضو قيادة قطرية سابق، وجاء في هذا الـرد كثير من صفات حافظ الأسـد وأفعالـه أعرضها كما جاءت في كلام الأستاذ عبد الحليم خدام الذي نشـره موقع أخبار الشـرق في (2/6/2007) وهي :
- الديكتاتورية الفردية وشطب الحزب :
يقول معالي الأستاذ خدام : بدأت الخطيئة الكبرى صباح الثامن من آذار عندما تورطت القيادة القومية للحزب بتغطية اللجنة العسكري الحزبية، وبالتالي في تغيير جدي في طبيعة الحزب وتحويله من حزب ديمقراطي إلى حزب شمولي كان للعسكريين دور أساسي في قيادته وفي رسم مساره.
ويتابع الأستاذ خدام : ( انفراد الرئيس حافظ الأسد بالسلطتين الحزبية والحكومية فغابت عملياً قيادة الحزب عن مركز القرار وبقي أمينه العام ( حافظ الأسد )ممسكاً بسلطة القرار وبذلك فقد غاب الحزب واقعياً كمؤسسة سياسية نضالية ليصبح غطاء لأخطاء النظام واستبداد قائده وفساد أعوانه).
( كان للانفراد بالسلطة أثر كبير على دور الحزب ومكانته وموقع قيادته فتم استبدال الديمقراطية في الحزب بالتعيين مما أدى أيضاً إلى تحول الحزب إلى جهاز إداري آخر فضعفت حركته بفعل ذلك التحول وبفعل التضخم في عدد أعضائه فتراجع دوره وتقدم دور الانتهازين والمتسلقين).
ويتابع الأستاذ خدام : (وفي عهد بشار الأسد، تحول أعضاء القيادة القطرية إلى مخبرين في أجهزة الأمن ومن الطبيعي أن يتقدم دور الانتهازين والمنافقين ومن الطبيعي أن ترى تلك المشاهد المضحكة المبكية أبطالها انتهازيون كانوا يزحفون أمام أبواب اتحاد العمال واتحاد الفلاحين وبقية المنظمات وهم الآن يزحفون تحت أقدام الفاسدين أملاً في أن يساعدهم زحفهم في قطف بعض الثمار).
- انتشار الفساد بدأ به حافظ الأسد :
ويتابع الأستاذ خدام فيقول : (في ظل قيادة حافظ الأسد انطلقت كل المحرمات التي حرمتها القيادة السابقة للحزب وفي مقدمتها انتشار الفساد الذي أجازه لأقربائه واستخدمه أداة للإمساك بأعوانه الذين شكلوا قوة في حماية نظامه ..)
أقول : أباح حافظ الأسد لأخيه رفعت كل شيء، وكبار ضباط الوحدات الأمنية المقربين، وكذلك أفراد أسرته وعشيرته، فصاروا مليارديرات على مستوى العالم، بينما صار ثلث أو نصف الشعب السوري تحت خط الفقر …
ومازال الأسد الصغير الذي ورث عن والده إباحة ثروات سورية وشعبها لآل مخلوف، وغيرهم من المقربين …وزاد في الطين بلـة عندما فتح سوريا على مصراعيها للفرس، وزاد عدد الشركات الإيرانية على ( 100) شركة حتى اليوم، وبين عشية وضحاها سينافس رجال الأعمال الإيرانيون آل مخلوف في النهب والسلب مماتبقى من ثروات الشعب السوري ..
- حافظ الأسد جعل الحزب شـماعة علق عليها جرائمه :
ويتابع الأستاذ خدام : ( وقعت في البلاد أحداث خطيرة وأخطاء كبرى يتحمل ( حافظ ) مسؤوليتها ولكنه نجح في استخدام الحزب والمنظمات الشعبية غطاء لتلك الأخطاء ومن هنا يأتي تحميل الحزب مسؤولية ماجرى في تلك المرحلة.
خاتمـة : سبق أن نشرت موضوعاً عام (2005) عنوانه : حافظ الأسد ضد حزب البعث، ودللت فيه على المحن التي صبها حافظ الأسـد على حزب البعث، ومما قلته :
هل يعقل أن ميشيل عفلق، وأكرم الحوراني، وصلاح الدين البيطار، وسامي الجندي، وجلال السيد، ومنيف الرزاز، وشبلي العيسمي، وفهد الشاعر، ومحمد أمين الحافظ، وأحمد أبو صالح، وصلاح جديد، ومحمد عمران، ونور الدين الأتاسي، وإبراهيم ماخوس، وأحمد الميـر، وعبد الكريم الجندي، و…..كثيرين غيرهم، كل هؤلاء عملاء وأعداء للشعب، وحافظ الأسد وحده مخلص ونـزيـه !!!! هل يعقل ذلك !!!؟
إن الذين استمروا مع حافظ الأسد من شاكلة مصطفى طلاس، وزير الدفاع، صاحب كتاب فن الطبخ، ومشروعه إصدار كتاب أجمل مائة إمرأة في العالم، وأمثاله الذين يعشقون التبعيـة، وخلقوا لها، أما كل من يفكر بعقله الخاص بـه، أقصاه حافظ الأسد، بالقتل، أو السجن، أو النفي والتشريد، حتى البعثيين فعل معهم كما فعل مع غيرهم من المواطنين .
وقلت كذلك :
كان حافـظ الأسـد حاذقـاً (1)إلى درجة العبقرية في محاربته لحزب البعث، فقد اعتمد على الأقليات ( علويين، إسماعيليين، دروز ) من أجل التخلص من البعثيين ( السنيين ).ثم اعتمد على العلويين للتخلص من الأقليات، ثم اعتمد على أسرته للتخلص من العلويين، ثم اعتمد على أولاده وزملائه الخلص في التخلص من رفعت وجميل وأولادهما.
الخلاصـة :
جدير بالرفاق البعثيين العودة إلى مبادئ الحزب، وتفعيلها، ومنها القيادة الجماعية، وعمل المؤسسات، ونبذ الفردية والديكتاتورية التي ورثها الأسد الصغير عن الأسد الكبير وبالتالي لابد لهم من ( شطب ) كل من يقف ضد الحزب ومؤسساته، والتجمع مع كل وطني مخلص لوطنه، كجبهة الخلاص الوطني، والالتحاق بالقيادة القطرية المؤقتة لحزب البعث التي شكلها معالي الأستاذ خدام ؛من أجل إسقاط النظام الأسدي الذي كاد أن يقضي على حزب البعث، وربما تكون الفرصة الأخيرة التي ينعش الحزب فيها نفسه، ليبقى على قيد الحياة، وهي وقوفه مع المناضلين الشرفاء من أجل سوريا المستقبل، سوريا العروبة، وسوريا الوحدة والحرية، والعدالة، من أجل أن تكون سوريا لجميع أبنائها …
وأني أدرك أن تيقظ البعثيين الشرفاء، واهتمامهم بدورهم في مسيرة سوريا، وأمنها، ومستقبلها، ووقوفهم في صف الوطن، كما فعل الأستاذ خدام، أدرك أن هذه هي الخطوة الأخيرة في إسقاط النظام الأسدي ….وهو آت ..وكل آت قريب …