رئيسا المجلس والحكومةِِ وجنبلاط يريدون رأس جميل السيد
نائب الرئيس السوري: سنرد على اي اعتداء اسرائيلي
فتحت ابواب القصر الجمهوري اللبناني امس امام رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة رفيق الحريري بعدما كانت الخطوط الهاتفية للقصر قد اقفلت في وجههما منذ عودة الرئيس اميل لحود من زيارة باريس يوم الجمعة الفائت
لكن فتح الابواب لم يكن ممكنا لولا العارض الصحي الذي واجهه نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام يوم الاحد في طرابلس لدى احياء ذكرى رحيل رئيس الحكومة السابق رشيد كراميِ فقد علمت ‘القبس’ ان الرئاسة السورية طلبت من خدام العمل، على وجه السرعة، للحد من التشنج السياسي الذي ساد لبنان في الايام الاخيرة، حتى ان بوادر قطيعة ظهرت، وفي هذه الظروف الدقيقة، بين الرئاسة الاولى من جهة والرئاستين الثانية والثالثة من جهة اخرى
وبالفعل فقد توجه خدام، لدى مغادرته المستشفى (والتأكد من ان سبب العارض هو تناوله السمك مساء السبت)، الى منزل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، ومن هناك انتقل الى بيروت، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، ومن ثم رئيس الحكومة رفيق الحريريِ وبعد محادثات للتهدئة توجه الاربعة في سيارة الحريري الى قصر بعبدا، حيث كان نائب الرئيس السوري مدعوا الى الغداء.
خفض التوتر ولكنِ
وحسب المصادر المطلعة، فان لقاء بعبدا ادى الى خفض مستوى التوتر في العلاقات بين الرئاسات، لكن ‘المشكلات الكبرى’ لاتزال عالقة بانتظار ان تعقد قمة لبنانية – سورية يحضرها من الجانب اللبناني رئيس الجمهورية وكل من رئيسي مجلس النواب والحكومة، مع الاتجاه الى تسوية وضع مرسوم الدورة الاستثنائية لمجلس النواب لاستكمال درس الموازنة واقرارها، اذ ان لحود تمنع عن توقيع هذا المرسوم بسبب اقدام بري على تحديد موعد الجلسة يوم غد الاربعاء وقبل التشاور معه، وهو ما يخالف النص الدستوريِِ وكان بالامكان تخطي هذا التجاوز الشكلي لو كانت الامور على ما يرام
الدورة الاستثنائية
وفي حين لوح نواب بتقديم عريضة توقعها الاكثرية المطلقة بفتح تلك الدورة وحمل رئيس الجمهورية، حسب النص الدستوري، على الاخذ بها فان مساعي الساعات الاخيرة اسفرت عن اتجاه الى اصدار المرسوم، باعتبار ان لحود لا يمكن ان يقوم باي خطوة تعيق العمل المؤسساتي في البلاد
وترى اوساط متابعة ان الهوة بين الزعماء الثلاثة هي اعمق من ان تردم في لقاء، فالخلافات تراكمت، لا سيما بين لحود والحريري، فيما يتفق كل من بري والحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على المطالبة برأس مدير عام الامن العام اللواء جميل السيد، الذي يعتبر كبير الادمغة المحيطة بالرئيس، والذي اذ يمسك بملفات حساسة، فان علاقته وثيقة جدا بأجهزة الأمن السورية