اتهم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام الرئيس السوري بشار الاسد بأنه “سيعمل على تفجير الوضع الأمني في لبنان لأنه يعتقد ان حرق لبنان سيخلق وضعا جديدا” في قضية التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، معتبرا أن الاتصالات التي أجرتها بريطانيا والولايات المتحدة أخيراً مع النظام في دمشق “لن تثمر”، متهما إيران بإطلاق عملية “تشيع” في سوريا.
وقال في مقابلة مع “يونايتد برس إنترناشيونال” ان الاسد “سيعمل على تفجير الوضع الأمني في لبنان لأنه يعتقد ان حرق لبنان سيخلق وضعاً جديداً يجعل قضية التحقيق الدولي (في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري) في الدرجة الثانية او الثالثة.. لأنه يعرف انه سيدان في قضية اغتيال الحريري”.
واعتبر استقالة وزراء حزب الله وحركة أمل من الحكومة اللبنانية “خروجاً على روح اتفاق الطائف وجاءت بضغط من النظام السوري دُعم بضغط إيراني أيضا”. وقال ان تهديد حزب الله وحركة أمل بالنزول إلى الشارع يعني “أنهما يخططان للانقلاب، وهذا الانقلاب إذا حدث لن يبقي لبنان”.
اضاف خدام “اعتقد أن زيارة المستشار البريطاني (نايغل شاينوولد) إلى دمشق تأتي من خلال الرغبة في استطلاع إمكان تغيير النظام لسلوكه وهنا يكمن الخطأ، لأن السلوك ينتجه النظام وطبيعة النظام الديكتاتورية الفردية لا يمكن إلا أن تنتج سلوكاً عدوانياً في داخل البلد وخارجه”.
وكان شاينوولد أجرى محادثات مع مسؤولين سوريين في دمشق خلال الشهر الجاري حول موقف سوريا من التطورات في المنطقة.
واضاف خدام الذي انشق أواخر العام الفائت وأسس جبهة الخلاص مع المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني ومعارضين آخرين أن المسألة “هي مسألة هذا النظام وهل هو نظام طبيعي أم غير طبيعي، فإذا كان النظام طبيعياً فعلى بريطانيا أن تعيد النظر بتاريخها وتعتذر من النازية”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الذين “نصحوا رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كي يقوم بهذه المبادرة يعرفون طبيعة النظام، لكن توقعوا بأن مثل هذا الاتصال قد يأتيهم بشيء جديد وسبق للحكومة البريطانية أن اتصلت مرات عدة بالنظام وسبق أن اجتمع بلير مع بشار الأسد وسمع منه كلاماً جيداً غير أنه لم ينفذ شيئاً منه”.
وقال ان “هذا الأمر حدث مع الإسبان ومع الايطاليين ومع الأميركيين والمشكلة أن نظام (الرئيس) بشار الأسد وضع مصالح سوريا على الرف وهو يبحث عن مصالحه ويعتقد أن ارتماءه بأحضان إيران وقبوله أن يجعل من سوريا حلقة في استراتيجيتها يضمن له الحماية وأن طهران ستستخدم حزب الله لتفجير الوضع في لبنان من أجل حمايته”، مشدداً على أن الاتصالات البريطانية والأميركية مع النظام في دمشق “لم تشكل صدمة لجبهة الخلاص لأننا واثقون من أن هذه الاتصالات لن تثمر شيئا”.
وتساءل خدام “ماذا يطلب البريطانيون والأميركيون من بشار الأسد؟ المساعدة في العراق، دعنا نتحدث بصراحة، ماذا يستطيع بشار الأسد أن يساعدهم في العراق في ظل الصراع المذهبي الدموي وحالة الانقسام بين الشيعة والسنة؟ كما أن المناطق المحاذية لسوريا مناطق يتجه فيها الولاء باتجاهين: قسم باتجاه (الرئيس العراقي المخلوع) صدام حسين والقسم الآخر باتجاه تنظيم القاعدة”.
وقال عن الرئيس السوري انه “يلعب ورقة إيهام الغرب بأنه قادر على التأثير في العراق”. ورفض إعطاء أي تفاصيل عن اللقاء الذي عقده مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء زيارته السعودية لأداء مناسك العمرة. وقال “لا أريد أن أتحدث عن علاقاتي واتصالاتي بأي بلد عربي أو أجنبي، وأنا أجري هذه الاتصالات من أجل مصلحة الأمة العربية ومن أجل مصلحة سوريا، وبالتالي فإن الحديث عن مثل هذه المواضيع برأيي لا يفيد”.
غير أنه اشار إلى أن اتصالاته “مستمرة مع الرياض بعد لقائه العاهل السعودي”. وقال ان “السعودية ساندت سوريا في كل الظروف وقدمت لها مساعدات سياسية وعسكرية ومالية وشكّلت شريكاً سياسياً في المنطقة كلها من خلال الدعم والمساندة وليس هناك بلد عربي لم يحصل بشكل أو بآخر على دعم من السعودية، ومن الطبيعي أن تعمل الرياض على ضمان مصالح العرب وضمان استقرارهم”.
وحول الانتقادات التي وجهها للسفير الإيراني في دمشق وما كان يقصد من وراء اتهامه بممارسة نشاطات لا تتناسب مع صفته الديبلوماسية، قال خدام ان “السفير في أي بلد له حدود يجب أن لا تتجاوز ما هو متعارف عليه في الاتفاقات الدولية، غير أن السفير الإيراني في دمشق لا يتصرف كسفير، يعني ليس هناك مسؤول سوري بمن فيهم رئيس الوزراء يده مطلقة في العمل داخل سوريا كالسفير الإيراني، هو يستغل حالة الفقر الموجودة في البلاد ويأتي إلى منطقة ويقول ان الصحابي فلان إبن فلان مر بها ويجب أن نبني فيها مقاماً فيبني مقاماً وحوزة ويوزع أموالاً على بعض الفقراء وهو عمل يريد من ورائه بناء حزب إيراني في سوريا عبر ما يمكن أن تسمى عملية التشيع”.
واتهم خدام السفير الإيراني في دمشق “بتأسيس فتنة في البلاد وخصوصاً أن هناك توترات طائفية في العراق وفي لبنان ومناخاً طائفياً في سوريا الأمر الذي سيدفع إلى قيام حالة من التطرف الأصولي سوريا بغنى عنها لأن سوريا والمسلمين بحاجة للوحدة وليسوا بحاجة إلى التنافر”.