أكد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أن إعلان حالة الطوارئ في سورية منذ 45 عاماً وحتى الآن جاء لأن النظام الحاكم الذي وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري أراد حماية نفسه وتعزيز انفراده بالسلطة
وقال خدام الذي أعلن انشقاقه عن النظام السوري في أواخر عام 2005 ثم شارك في تأسيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة بالتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين وقوى سورية معارضة في الخارج؛ إنه “منذ 45 عاماً أعلنت حالة الطوارئ في سورية وما زالت مستمرة حتى الآن وفق قانون الطوارئ فإن حالة الطوارئ تعلن في ثلاث حالات الأولى إذا كان هناك حالة حرب أو حالة تمرد مسلح يهدد الأمن العام أو حالة الكوارث الطبيعية. عندما أعلنت حالة الطوارئ في سورية لم تكن هنالك حالة من الحالات الثلاث، لماذا أعلنت لأن النظام الجديد من خلال الانفراد بالسلطة أراد حماية النظام من خلال إعلان حالة الطوارئ”
وقال خدام في رسالة تلفزيونية وجهها إلى السوريين إن “حالة الطوارئ أدت إلى قتل وتهجير أكثر من ثلاثمائة ألف سوري خلال هذه الفترة الطويلة وأدت إلى زياد استبداد السلطة وتحويل البلد إلى سجن كبير”
وأوضح أن حالة الطوارئ والقوانين الاستثنائية “أدى إلى تشقق في الوحدة الوطنية هذا الأمر أدى للتخلف.. هذا الأمر أدى إلى نمو الخوف.. هذا الأمر أدى إلى انتشار الفساد هذا الأمر أدى للشلل العام.. هذا الأمر جعل سورية، عوضاً عن أن تكون دولة قائدة ورائدة، من الدول المعزولة من الدول التي ينظر إليها العالم سواء في الداخل أو في الخارج نظرة نظام قمعي”
وتساءل خدام: “هل ميشيل كيلو يشكل خطر على أمن الدولة يشكل خطراً على أمن المجتمع السوري، هل عارف دليلة يشكل خطراً على أمن المجتمع، هل كمال لبواني أو وليد البني وهل الأستاذ علي العبد الله وهل وهل عشرات من الناس الذين وضعوا في السجون سواء من أعضاء إعلان دمشق أو من أطراف أخرى من التيار الإسلامي أو من الأكراد أو من الخ..”
وأضاف: “لولا وجود حالة الطوارئ لكان الوضع في سورية مختلفة تماماً (..) حالة الطوارئ استخدمت فقط لحماية النظام وضد القوى السياسية وضد فكرة الحرية والديمقراطية بل لم يستخدم لحماية امن المواطنين من الجرائم العادية”. وتابع متسائلاً: “دعونا نرى نسبة الجرائم في سورية.. زادت جرائم القتل وجرائم السرقة وجرائم التزوير وجرائم الرشوة والاختلاس والفساد وتجارة المخدرات (..) هل الأمن يجب أن يتوجه ضد المواطنين الذي يشكون من الفقر والفساد والبطالة والقمع أم يجب أن يتوجه ضد اللصوص والمجرمين والفاسدين”
وأوضح خدام أن “الذين يطالبون بحقوق الناس ومصلحة البلد يوضعون في السجن أو يتشردون أو يقتلون. والذين ينهبون البلد ويسرقون البلد متقبعين على صدور الشعب، وضع الأستاذ علي العبد الله في السجن لأنه عبر عن مشاعر الناس مشاعر كل المواطنين لكن في الوقت نفسه ماهر الأسد يدير مافيا في سورية” كما تساءل عما فعلته فداء حوراني لكي تعتقل هي الأخرى
ونبه خدام إلى أن “حالة الطوارئ لم تستخدم من أجل أمن المجتمع ولا من أجل الأمن الوطني. في ظل حالة الطوارئ صارت هزيمة حزيران 1967 وصارت خسارة تشرين 1973 وصارت كل البلاد التي تعيشها سورية اليوم”
ورأى خدام أن “المشكلة تكمن في أن النظام قلق خائف. هو يعرف أن البلد أصبحت ككومة قش تحتاج إلى عود كبريت، وهو يخشى أن يشكل هؤلاء المناضلون عود الكبريت التي تشعل كومة القش وتشتعل وتحرق هذا النظام. وبالتالي سنتوقع أن النظام سيمارس القمع لأنه أصبح مقرب من المرحلة الأخيرة لسقوطه” حسب تعبير خدام
وتوجه خدم إلى الشابات وشباب سورية” قائلاً: “آباؤكم امضوا معظم عمرهم في حالة الطوارئ ماذا حققوا؟ آباؤكم حققوا القلق والخوف والبحث عن فرصة العمل والفقر أحياناً وانتهاك الكرامة والاعتداء على حريتهم. إذا أستمر هذا النظام ماذا ستحققون أنتم؟ سيكون الوضع أكثر سوءاً. وبالتالي من أجل مستقبلكم ومن أجل شبابكم ومن أجل سورية ومن أجل شعبكم، أنتم الذين ستأخذون المسؤولية”
وتابع: “هذا النظام غير شرعي.. هذا النظام نظام احتلال.. ما هو الفرق بينه وبين أي قوة احتلال في أي بلد يكون فيها قوة احتلال هناك قواعد يراعيها المحتل؟ النظام القائم في سورية وضع كل القواعد جانباً وأصبح أكثر سوءاً من أي احتلال عرفته الدول النامية يقتل الناس يهجر الناس ينهب البلد يفكك الوحدة الوطنية يتخلى عن الأرض الوطنية مسألة الجولان أهم شيء بالنسبة له، أليس هذا النظام بهذه المواصفات هو الأكثر سوء”
وختم خدام مخاطباً الشباب والشابات في سورية، وقال: “الذين اعتقلوا اعتقلوا من أجل مستقبلكم.. اعتقلوا من أجل مستقبل سورية، بادروا إلى تنظيم أنفسكم وللعمل على كسر حواجز الخوف من أجل أن تكونوا الطليعة الفعالة والحقيقية في إسقاط هذا النظام، عاملوه كنظام احتلال كقوة عدوانية لأنه يعتدي على الأرض وعلى الكرامة، ويعتدي على الحرية وعلى طمأنينة الشعب”