خدام: بشار الأسد يخاف إذا غادر سوريا ألا يعود والمعارضة ستركز على العمل في الداخل لتسريع التغيير

الناشر: المستقبل

تاريخ نشر المقال: 2006-08-15

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

كرّر نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أن قاتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الرئيس السوري بشار الاسد، معتبرا ان حزب الله اتخذ قراراً لا يجوز لفريق واحد أن يتخذه من جانب واحد، متسائلاً اذا كانت عملية حزب الله “من أجل الاسرى او لخدمة مآرب في دمشق وطهران”. وقال ان “جبهة الخلاص” السورية المعارضة ستركز على العمل داخل سوريا في المرحلة المقبلة من أجل تسريع عملية التغيير، محذرا من ان “الوضع في سوريا يمكن أن يصبح كما في العراق اذا إستمر هذا النظام لأن إستمراره هو الذي سيؤدي إلى التطرف”.

وقال خدام في مقابلة مع “يونايتد برس إنترناشيونال” على هامش إنعقاد إجتماع الإمانة العامة للجبهة في العاصمة البلجيكية بروكسل امس، ردا على سؤال حول الوضع في لبنان بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، ان “حزب الله منع الإسرائيليين من تحقيق نصر”، لكنه تساءل “هل كانت هذه العملية من أجل أسرى أم لخدمة مآرب أخرى في دمشق وطهران، وإستناداً إلى ذلك لم يكن هناك نصر لأن النصر يتحقق عندما يخسر أحد الطرفين المتقاتلين الحرب بل منع نصر إسرائيلي وهذا عمل كبير في ذاته لم تألفه إسرائيل من قبل”.

وعما إذا كان يؤيد إنتقاد دول عربية لحزب الله وتحميله مسؤولية العدوان الإسرائيلي على لبنان، أجاب “ليس هناك بلد فيه قوة مسلحة خارج الدولة يجوز لها أن تنفرد بقرار السلم والحرب، فهناك دولة في لبنان وحزب الله موجود ضمن هذه الدولة واتخذ قراراً لا يجوز لفريق واحد أن يتخذه من جانب واحد وخاصة أن اللبنانيين سئموا من الحروب ومفهوم السلام ويريدون دولة مستقرة تفرض هيمنتها على جميع الأراضي اللبنانية”.

وبشأن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها محمد زهير الصديق الذي يوصف بأنه “الشاهد الملك” في قضية إغتيال الشهيد رفيق الحريري وقال فيها إن قتلة الأخير “موجودون في السجن في لبنان وفي سوريا”، قال خدام “صرّحت من قبل أن بشار الأسد هو القاتل وهذا رأيي، ولكن إلى أين سيصل التحقيق الدولي لا أعرف وفي النهاية من يحدد المسؤولية هو التحقيق الدولي”.

وأكد خدام أن جبهة الخلاص المعارضة التي أسسها مع المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني ومعارضين آخرين ستركز على العمل داخل سوريا في المرحلة المقبلة من أجل تسريع عملية التغيير. وقال ان “نشاط الجبهة تركز حتى الآن على العمل خارج سوريا مع القيام بإتصالات في الداخل، غير أن العمل سينتقل في المرحلة المقبلة إلى الداخل لتسريع عملية التغيير”.

واعتبر خدام الذي اعلن انشقاقه عن النظام في كانون الاول (ديسمبر) المنصرم أن “من الطبيعي أن نلتقي في توجهاتنا حول التضامن العربي مع أشقائنا في الحكومات العربية”، مشددا على أن “الوضع العربي كله في جهة والنظام في سوريا في جهة ثانية وأن هناك تقاطعاً في المواقف بين جبهة الخلاص الوطني وبين الموقف العربي العام حول خطورة تمزيق الوضع العربي وحول خطورة إخراج سوريا من الدائرة العربية”.

واستبعد خدام الذي اتهمه مجلس الشعب السوري (البرلمان) بعد إنشقاقه بالخيانة العظمى إمكان أن يتمكن النظام السوري من إصلاح الخلل الذي طرأ على علاقاته العربية وخاصة مع السعودية، مضيفا ان “بشار الأسد قطع نقطة العودة وحسم أمره وأخرج نفسه من الدائرة العربية ووضعها في الدائرة الإيرانية”.

وأشار إلى أن الرئيس الأسد “يعتقد أن الدول العربية غير قادرة على حمايته ويرى أنه إذا أصبح حلقة في إستراتيجية إيران فإن الأخيرة يمكن أن توفر له الحماية التي يريد، وعلى الأقل إن اضطر لركوب طائرة هو وعائلته إلى مكان يؤويه فلن يجد مأوى يؤويه وحضناً حاراً كالحضن الإيراني”.

وحذّر من أن “الخطر الذي يهدد سوريا الآن ليس في سقوط النظام الذي يروّج بأن سوريا ستتحول إلى عراق جديد اذا سقط، لكن هذا الكلام غير صحيح، لأن الوضع في سوريا يمكن أن يصبح كما في العراق إن إستمر هذا النظام لأن إستمراره هو الذي سيؤدي إلى التطرف”.

وتعليقاً على تغيب الرئيس السوري عن قمة دول حركة عدم الإنحياز في كوبا، قال خدام إن “بشار الأسد لا ينام وهو في غاية القلق من الوضع الداخلي ويخاف إن غاب أن لا يعود”.

وفي حين رأى أن الأمور لم تصل إلى مرحلة الصراع على السلطة في سوريا، قال أن “هناك قلقاً لدى بشار من بعض أطراف العائلة وبشكل خاص من قبل صهره اللواء آصف شوكت (رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية) الذي ذكرت بعض وسائل الإعلام أخيرا أنه يمثل البديل المحتمل، وقد ترسخ هذا الأمر في ذهن (الرئيس) بشار وأصبح آصف هاجسه مما دفعه إلى تجميده عملياً وتغيير الضباط المقربين منه والحد من صلاحياته في الفترة الأخيرة وصار يعتمد الآن على معاون آصف وليس على آصف نفسه”.

وفي موقف لافت، أشاد خدام باللواء آصف شوكت، ووصفه بأنه “ضابط شجاع وذكي ومثقف ومن أبرز ضباط الأمن في سوريا وله علاقات خارجية قوية لأنه كان ينسق بين جهاز الاستخبارات العسكرية السورية وأجهزة الاستخبارات الغربية وتحديداً في الولايات المتحدة وفي أوروبا”.

وعن وضع الجولان المحتل، اعتبر أن قرار التهدئة “ليس بجديد” وانه اتخذ بعدما انفضت الشراكة مع مصر وتصاعد التوتر مع العراق.

وتابع “أما أسباب عدم وجود مقاومة في الجولان، فتعود إلى أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان أعطى تعليمات مشددة لأجهزة الأمن العسكرية والقوات المسلحة بمنع أي تسلل إلى الجولان للقيام بأي عمل رغم أن إتفاقية فصل القوات لا تحرّم ذلك، لأنه كان يعتقد وفي كل الحسابات أن ردة الفعل الإسرائيلية لا تقوى سوريا على تحملها ولا تملك الرد عليها بالمثل ولذلك جمد هذا الموضوع”.

وحول الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأميركية في دمشق، قال خدام “ليس لدي معطيات عن ذلك، لكن هناك من يرى أن العملية مرتبة من قبل أجهزة الأمن إستناداً إلى حقيقة أن المنطقة التي وقع فيها الحادث منطقة أمنية محمية مئة في المئة، يعني ان النملة اذا مشت فيها تكون خاضعة للرقابة، فكيف تدخل سيارات مفخخة إلى هذه المنطقة من دون لوحات وهناك المئات ولا أقول الآلاف من عناصر الأمن منتشرون فيها حول بيت الرئيس وأمام القصر الجمهوري والسفارات ومنازل بيوت بعض المسؤولين، وهذه وجهة نظر قد تكون صحيحة وقد تكون غير صحيحة”.

وأضاف ان هناك وجهة نظر أخرى ترى أن العملية إرهابية “فإن كانت إرهابية فعلاً فإن هذا يعني أن نظام بشار الأسد بفساده وإستبداده وبرفضه تحقيق إصلاحات في البلاد وإستمراره في الإنفراد بالسلطة وضع الناس أمام حائط مغلق مما دفعهم إلى الإحباط وبالتالي إلى التطرف”.

وأقرت الأمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني خطوة ميدانية لتنفيذ مشروعها الوطني للتغيير السلمي في سوريا الذي تبنته في اجتماعها الأول التحضيري قبل خمسة أشهر.

وقال صلاح عياش منسق العلاقات الدولية في جبهة الخلاص لـ”يونايتد برس إنترناشونال” ان “بيان الأمانة العامة الذي ستصدره غدا (اليوم الجمعة) يدعو إلى التغيير الوطني الديموقراطي السلمي في سوريا لإنقاذها وإبعاد المنطقة عن دائرة الخطر وبناء سوريا الدولة المدنية الحرة والديموقراطية لجميع مواطنيها”.

وأوضح أن “البيان بحث إفرازات الحرب في لبنان والتي أدت إلى صدور القرار 1701 ونجم عنه نتائج سلبية ضد مصالح لبنان وطناً وشعباً توّجت بنشر قوات دولية على أراضيه لحماية حدود إسرائيل بالنيابة عن الجيش الإسرائيلي”، مشدداً على أن جبهة الخلاص “ترفض تمزيق المجتمع اللبناني وإثارة الفتنة بين مكوناته التي يسعى إليها النظام السوري وتؤكد على سيادة الدولة اللبنانية وبسط نفوذها على كامل ترابها الوطني”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات ووثائق خدام ..عرفات يستسلم ويغادر بيروت… ومبعوث ريغان يزور دمشق سرا ويلتقي الأسد (5 من 5)

2024-05-25

تنفيذ الخطة الأميركية… هكذا أسدل الستار على الوجود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية المجلة بعد مفاوضات على وقف النار في بيروت ومفاوضات دبلوماسية في عواصم عربية وفي نيويورك، تبلورت الخطة الأميركية وحُلحلت “عقدها” بين أوراق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام نص الخطة الأميركية لـ”رحيل قيادة ومكاتب ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، وهي كالآتي 1 […]

مذكرات ووثائق خدام ..أول رسالة خطية من عرفات للأسد… والرئيس السوري يحذره: أنا لست الرئيس سركيس أو الملك حسين (4 من 5)

2024-05-24

خدام يكذّب رئيس “منظمة التحرير” ويقول إن إسرائيل تريد “تحويل المقاومة الفلسطينية من مشكلة لإسرائيل إلى مشكلة لسوريا” المجلة في 7 أغسطس/آب، أرسل رئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات أول رسالة إلى الأسد بعد حملات إعلامية وعسكرية بينهما، هذا نصها: “السيد الرئيس حافظ الأسد، كما تعلمون سيادتكم، بناء على قرارات جدة، جرت بيننا وبين الحكومة […]

مذكرات ووثائق خدام ..”رسالة طمأنة” من بشير الجميل الطامح لرئاسة لبنان الى الأسد… و”عقد” أمام خطة المبعوث الأميركي (3 من 5)

2024-05-23

استمرت المفاوضات بين عرفات والإسرائيليين عبر المبعوث الأميركي والرئيس الوزان إلى أن تم التوصل إلى اتفاق في مطلع أغسطس 1982 المجلة تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية […]