أكّد نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام في مقابلة خاصة مع موقع “الشرق الجديد” أن بشار الأسد سيسقط لا محالة، مشيرا الى أن عودته إلى دمشق حتمية ولا يمكن لأي طاغية أن يستمر، محذرا من فشل الثورة في سوريا، لأنه في حال فشلت فان ايران التي لها أطماع في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والبحرين وتملك خلايا نائمة في الكثير من دول المغرب العربي ستسيطر على المنطقة.
واضاف أن “المجتمع الدولي لم يأخذ موقفا حاسما من الصراع في سوريا لأسباب بعضنا يعرفها وينسب هذه الأسباب الى موقفه من الصراع العربي الاسرائيلي وكأن هناك من يريد اضعاف سوريا حتى لا تنهض خلال خمسين عاما”.
ولفت خدام أنه “عندما يتجاوز حزب الله الحدود السورية ويرتكب أعمالا عدائية ضد الثورة وضد السوريين يصبح طبيعيا أن يبادر الجيش السوري الحرّ الى اتخاذ اجراءات لوقف مثل هذا العدوان”.
وأوضح أن المشكلة أن “حزب الله يتصرف بحجم أكبر من حجمه ويحاول ان يورط لبنان في مشكلة جديدة وهذا الأمر مرتبط أصلا ليس فقط بقيادة حزب الله في لبنان بل بايران التي تستخدم حزب الله كأداة في الصراع السوري أو في الهيمنة على لبنان”.
لقراءة المقابلة:
هل أضحت المعارضة السورية معارضات وبدل العمل على سقوط النظام بات هناك تخوف من تشرذم وضعف المعارضة؟
المسألة ليست مسألة تشرذم. المعارضة في سوريا نشأت بصورة متتالية، اذ لم تكن هناك جهة واحدة أو حزبا واحدا خططوا لقيامها. فبدأت في حوران ثم انتقلت الى بانياس ثم الى حمص وهكذا انتقلت من محافظة الى أخرى وفي كل محافظة نشأت تشكيلات. المعارضة في الخارج هي التي بدأت منقسمة، وليست هي التي صنعت الثورة، بل ان دورها اقتصر على مساعدة الثورة في الداخل بالمال والسلاح ودعمها اعلاميا وسياسيا. لا خوف على الثورة لأنها متماسكة في الداخل بغض النظر عن بعض الاختلافات. الشعب السوري قطع نصف الطريق نحو الخلاص وبالتالي هو لن يتنازل عن الثورة ولن يتراجع حتى سقوط النظام ومحاسبة جميع من ارتكبوا الجرائم.
على الرغم من علاقاتكم الواسعة سابقا داخل نظام الأسد ومكانتكم الفاعلة والأساسية في هذا النظام لماذا برأيكم لم تستطيعوا خرق منظومة حزب البعث والعمل على نقاط الضعف التي أنتم أخبر الناس بها أم أن الأسد عمل منذ انشقاقكم على تقوية ما تعرفونه من نقاط ضعف؟
النظام في سوريا لا يزال متماسكا بفضل تكوينه الاجتماعي والسياسي، وحزب البعث لم يكن له دورا في كل هذه العمليات ومعظم البعثيين اما انضووا في صفوف الثورة أو ابتعدوا عن التدخل وجلسوا في منازلهم ومن يقاتل هو الجيش الذي بني بناء خاطئا وليس وطنيا وطريقة بنائه لا تخدم مصلحة الوطن ولا تتفق مع طبيعة ومهام الجيش الوطني.
هل تعتبر المعركة اليوم هي معركة العلويين؟
كلا، المعركة اليوم هي معركة بين الثورة وبين النظام وليست بين الثورة والعلويين. النظام بمكوناته هو ضد الثورة في حين أن المعارضة حريصة على الأقليات وعلى سوريا أرضا وشعبا.
ما صحة ما صدر عن الجيش الحر لناحية ضرب مناطق اطلاق الصواريخ في لبنان وهل يستطيع الجيش الحر أن يحارب على جبهتين في آن واحد أم ان الأمر سيستدعي تدخلا من تركيا أو غيرها؟
الأمر ليس محاربة على الجبهتين بل على جبهة واحدة وعندما يتجاوز حزب الله الحدود السورية ويرتكب أعمالا عدائية ضد الثورة وضد السوريين يصبح طبيعيا أن يبادر الجيش الحر الى اتخاذ اجراءات لوقف مثل هذا العدوان. المشكلة أن حزب الله يتصرف بحجم أكبر من حجمه ويحاول ان يورط لبنان في مشكلة جديدة وهذا الأمر مرتبط أصلا ليس فقط بقيادة حزب الله في لبنان بل بايران التي تستخدم حزب الله كأداة في الصراع السوري أو في الهيمنة على لبنان.
هل عدم تسليح المعارضة من قبل الاتحاد الأوروبي وأميركا يهدف الى اطالة الأزمة بغية الوصول الى تقسيم سوريا أم أن الأمر يتعلق بتخوف غربي من تصاعد النفوذ الاسلامي المتشدد والمستعد لزعزعة أمن اسرائيل تحت فتاوى المفتين؟
ذريعة النفوذ الاسلامي ذريعة غير مقبولة، فالشعب السوري يقتل فيما الغرب يقف متفرجا ولا يتجذ أي اجراء في حين أنه في ليبيا تم اتخاذ اجراءات خلال أسبوع واحد. واذا كان هناك في سوريا نموا للتطرف فالمسؤول الأول عنه هو المجتمع الدولي والدول العربية الذين صمتوا لفترة طويلة من الزمن واليوم وزير الخارجية الأميركي يغازل بشار الأسد. أنا أؤكد أن لا تطرفا اسلاميا في سوريا فشعوب منطقتنا يمارسون عباداتهم ويتعلقون بأديانهم أكانوا مسلمين أم مسيحيين، وفي كل صراع على الوطن تتدخل الأديان وهذا ما حصل حين كانت فرنسا تمر بمرحلة صعبة وساعدت الكنيسة المقاومة في فرنسا. فعندما يتعرض المواطن للاهانة ولانتهاك العرض والعوز ويرى أن المجتمع الدولي ليس الى جانبه بمن يستنجد؟ أنا أحذر أنه في حال فشلت الثورة في سوريا فان ايران التي لها أطماع في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والبحرين وتملك خلايا نائمة في الكثير من دول المغرب العربي ستسيطر على المنطقة. المجتمع الدولي لم يأخذ موقفا حاسما من الصراع في سوريا لأسباب بعضنا يعرفها وينسب هذه الأسباب الى موقفه من الصراع العربي الاسرائيلي وكأن هناك من يريد اضعاف سوريا حتى لا تنهض خلال خمسين عاما.
أين موقعكم اليوم في المعارضة السورية؟ وهل تعتبرون أنكم أصبحتم قريبين من العودة الى دمشق؟
أنا أول سوري عمل على اسقاط النظام وخرج عليه في موقف تحدثت فيه عن كل شيء. ولا أزال أعمل من أجل تحرير سوريا وأنا اليوم في قلب المعارضة وفي صميمها. وأنا أركز على العمل داخل سوريا ومع المعارضة في الداخل بكل امكانياتي. العودة الى دمشق حتمية ولا يمكن لأي طاغية أن يستمر.