المؤتمر الصحفي بتاريخ 10-02-1999 في مبنى التلفزيون العربي السوري مع الوفود الصحفية ووكالات الانباء والتلفزيونات العربية والأجنبية بمناسبة الاستفتاء على الولاية الخامسة الرئاسية لحافظ الأسد
سؤال من رئيس تحرير مجلة آخر ساعة المصرية :
هل تشكل مشاركة الرئيس حافظ الأسد في جنازة الملك حسين رحمه الله بداية صفحة عربية جديدة ؟
جواب :
سورية حريصة على تهدئة مناخ العلاقات العربية لأن الوضع العربي كما ترون يفرح العدو ولا يسر الصديق , وقد بذل الرئيس الأسد خلال فترات عديدة جهودا كبيرة من أجل تحسين مناخ العلاقات العربية ,تذكرون في عقدي الأربعينات والخمسينات أن طموح العرب كان التحرر من الاستعمار الأجنبي وتحقيق الوحدة العربية وفي عقد الستينات ومطلع السبعينات هبط الطموح من تحقيق الوحدة الى تحقيق التضامن العربي لتحرير الأرض التي احتلت عام 1967 , ومنذ منتصف السبعينات حتى الآن فان الطموح العربي هو وقف المنازعات العربية …
إذن إذا أخذنا المسافة الزمنية نجد أن كل العالم تقدم الى الأمام ولكن الوضع العربي تراجع الى الوراء ففي الوقت الذي تقوم فيه التكتلات الكبرى السياسية والاقتصادية نجد الصراعات العربية والمنازعات ونمو المصالح القطرية في ازدياد هذا الأمر يجب أن يكون مقلقا لكل عربي وهو مقلق بالنسبة لسورية , والرئيس عندما اتخذ قراره بالذهاب الى عمان كان ينطلق من أن هذه الزيارة يجب أن تفتح طريقا جديدا في العلاقات العربية , نحن في الواقع نرى أطماع اسرائيل وتعلمون كيف أن الاسرائيليون حاولوا التشويش وإيهام الأردن الشقيق بأن سورية لاتريد له الأمن والاستقرار في الوقت الذي تحرص فيه سورية على استقرار الاردن وعلى أمنه .. الخلاف السياسي بيننا وبين أي بلد عربي آخر لايعني اطلاقا أن نقبل أو نتمنى لهذا البلد أي سوء , ونأمل أن تساعد هذه الزيارة على تحسين مناخ العلاقات العربية .
سؤال : عصام حمزة من وكالة رويترز : في الاجتماع الآخير لوزراء الخارجية العرب تم تشكيل لجنة للتباحث مع الدول العظمى من أجل رفع العقوبات عن العراق برئاسة سورية متى ستجتمع هذه اللجنة وماذا يمكن لهذه اللجنة أن تفعل ؟ وسؤال ثان من رويترز أيضا مالذي ستفعله سورية في الفترة القادمة من أجل تحسين علاقات الدول العربية مع العراق من منطلق أن سورية حريصة على تعزيز التضامن العربي ؟
جواب :
سورية أولا حريصة على أن يكون هناك موقف عربي واحد حول مختلف القضايا التي تطرح في الساحة العربية وخلال المناقشات في اجتماع وزراء الخارجية العرب تم التوصل الى صيغة وفي رأينا أن هذه الصيغة جيدة وتخدم الجميع ففي البيان الصادر ثلاث نقاط رئيسية :
الأولى : رفض العمل العسكري ضد العراق وهذا أمر أجمع عليه العرب .
والنقطة الثانية : هي رفض التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وهذه الصيغة أجمع عليها العرب .
والنقطة الثالثة : هي العمل على رفع الحصار في اطار قرارات مجلس الأمن وأيضا هذه الصيغة هناك اجماع عربي عليها , هناك اتصالات تجري بين أعضاء اللجنة لتحديد موعد اجتماعات هذه اللجنة من أجل أن تضع لنفسها خطة للتحرك .
أما فيما يتعلق بعلاقات العراق العربية فهذا الأمر مرتبط بالوضع العربي العام . ليست هناك مشكلة بين العراق وبين الكويت فقط ولكن هناك دول عربية بينها مشاكل …اذا أردنا فعلا تجاوز هذه المشاكل لابد من مراجعة النظام العربي الراهن ووضع الضوابط للعمل العربي بشكل أن يطمئن الجميع من الجميع وأن لايخشى بلد عربي من بلد عربي آخر وأن تكون هناك الضوابط والروادع من أجل الالتزام بالاضافة الى إقرار مسألة أساسية قد تكون أكثر أهمية من المسألة السياسية وهي كيف يمكن أن ينتقل العرب الى القرن القادم وأن يواجهوا تحديات ومتطلبات التطورات الجارية في الساحة الدولية وفي مقدمتها العولمة الاقتصادية والعولمة الثقافية , عندئذ تستطيع الدول العربية أن تضع الأساس لاقامة تكتل عربي اقتصادي ويجري العمل بشكل جدي لاقامة هذا التكتل عندئذ تصبح المسائل الأخرى السياسية وغيرها مسائل هامشية فالأساس هو وضع أسس لعلاقات عربية جديدة محكومة بضوابط ضمن اطار عربي شامل يأخذ بالاعتبار القضايا الاقتصادية والثقافية والعلمية و السياسية والأمنية … في ظل هذا الاطار تصبح العلاقات بين كل البلدان العربية علاقات جيدة ولكن ضمن الوضع العربي الراهن من الصعب ضبط العلاقات العربية ووقفها عند حدود معينة .
سؤال منير الحافي من تلفزيون المستقبل : ماهو تعليقكم على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة التي أطلقها حول السلام ؟
جواب :
الأمر بمنتهى البساطة , إذا كان جادا في هذا الكلام فليعلن قبول استئناف المفاوضات من حيث توقفت وقبوله الالتزام بما التزمت به حكومة اسحاق رابين… لكني أعتقد أن الاسرائيليين لايريدون سلاما عادلا وشاملا , ماذا يعني السلام … السلام يعني الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبتعبير آخر هو وقف المشروع الصهيوني … قضية السلام العادل تتعارض مع المشروع الصهيوني الذي عملت الحركة الصهيونية منذ تأسيسها على تحقيقه ولاتزال تعمل على تحقيق هذا المشروع .
سؤال : بعد وفاة الملك حسين طرحت سيناريوهات تقول أن يمتد الأردن باتجاه كونفدرالية مع الفلسطينيين وباتجاه آخر أن يمتد الاردن باتجاه مشروع العراق ليكون طرفا أساسيا فيه , ماهو تصوركم لأقرب السيناريوهات للواقع ضمن هذه المنطقة ؟
سؤال آخر : بدأت بعض الصحف العربية مؤخرا التركيز على ادعاءات امتلاك سورية للأسلحة الكيمياوية ويبدو أن هذا الادعاء يشكل احدى كلمات السر التي تستهدف سورية أو غيرها وقد ربط بعض المراقبين هذا الادعاء بتوقيت المبايعة وأحدهم قال وكأن الغرب يريد بشكل أو بآخر أن يدلي بصوته بهذا الاستفتاء بشكل يرضي الغرب ما تقييم سيادتكم لفتح هذا الملف ؟
جواب :
أولا بما يتعلق بالتصورات التي توضع حول الأردن بعد وفاة المرحوم الملك حسين لاأريد أن أعطيها أكثر من أنها تحليلات …هناك مخططات ضد العرب .. وهي مخططات ليست جديدة ولمصلحة اسرائيل , لمصلحة الهيمنة والسيطرة على الوطن العربي , لكن هذا لايعني أن مايريده الآخرون يمكن أن يمشي ,كما أتصور فإن الأردن الآن يعمل من أجل تعزيز الوضع الداخلي في الأردن على اعتبار أن هناك ملكا جديدا في البلاد ولا أعتقد أن الأردن الآن يمكن أن يكون مشغولا بمثل هذه التصورات والعراق ليس حديقة لايملكها أحد ..بل هو بلد فيه شعب وكلنا نقدر الشعب العراقي وليس هناك غنم في العراق حتى يقرر مصير العراق من الخارج .
وبالنسبة للكونفدرالية أو الفدرالية مع الجانب الفلسطيني أيضا كلنا نعرف أن هذا الأمر طرح في مراحل متعددة ولم يتحقق لعوامل عديدة …عامل فلسطيني من جهة وعامل أردني من جهة أخرى وأعتقد أن المهم الآن أن نعمل جميعا لخلق مناخ عربي جديد يصبح فيه العرب هم الذين يخططون لمستقبلهم وأن يكونوا فاعلين وليسوا قلقين وأعتقد أنه مهما ضاقت الظروف ومهما صعبت مثل هذه المخططات التي تستهدف تمزيق الوضع العربي وتقديم الخدمات لاسرائيل لن يكتب لها النجاح
ان الأمة العربية أمة عريقة لها تاريخ طويل ومرت بظروف صعبة ومعقدة لكن الأجيال العربية القادمة بالتأكيد ستنطلق نحو الأفضل . أما فيما يتعلق بموضوع الأسلحة الكيمياوية فإن هذا الأمر يثار منذ فترة وهو جزء من الحملة الاسرائيلية الهادفة الى محاصرة سورية في الوقت الذي تمتلك فيه اسرائيل جميع أنواع الأسلحة الكيمياوية والجرثومية والنووية وتصنع جميع الأسلحة من الطائرة إلى الصاروخ وتمتلك حماية لاتمتلكها ولاية أمريكية وهي الضمانة الأمريكية لأمن إسرائيل وهذا الأمر جزء من الحملات التي تشن ضد سورية ولكن هذه الحملات لم تربكنا ونحن مستمرون في سياستنا الوطنية التقدمية والقومية لأن لدينا رؤية واضحة للواقع والمستقبل ونتصرف بما يخدم وطننا وأقصد بوطننا ليس سورية فقط وإنما الوطن العربي كله
سؤال : من مجلة المصور طرحه الصحفي المصري حمدي رزق .. كيف كان اللقاء بين الرئيسين الأسد وكلينتون في الأردن وماهي الاشتراطات السورية لعودة العلاقات الى دفئها ؟
جواب : في الواقع أن اللقاء لم يكن طويلا بسبب المناسبة وجرى فيه تبادل العبارات حول الرغبة في تحسين مناخ العلاقات
سؤال : مراسلة مونت كارلو وتلفزيون أم بي سي ثناء الامام .. كيف ينظر الرئيس الأسد للإسلام وهل هناك نقطة تحول ما أو منعطف ما في هذه النظرة منذ حرب الخليج الأولى على سبيل المثال ؟
جواب : أولا ان الرئيس حافظ الأسد مسلم ومسلم مؤمن والإسلام بالنسبة لنا كعرب هو دين بالنسبة للمسلم وثقافة وتراث بالنسبة للمسيحي … لذلك فإن نظرتنا للإسلام في سورية أو خارج سورية كدين نحن مسلمون والإسلام تراث وثقافة بالنسبة للعرب جميعا
سؤال : صحفية من الهند … أين هي الآن عملية السلام وهل هناك مجال لاستئنافها .. وهل هناك خطوات لجمع سورية والهند معا في سبيل تحقيق تقارب بينهما ؟
وسؤال آخر : من مراسلة اذاعة صوت لبنان .. يسود اليوم مناخ متطرف ومتشدد في اسرائيل عشية الانتخابات الإسرائيلية .. ما هو مصير المفاوضات السلمية على كافة المسارات .. وهل تتوقعون إقدام إسرائيل على شن عدوان واسع النطاق ضد لبنان ؟
جواب : إن عملية السلام نستطيع أن نقول أنها في حالة غيبوبة بسبب السياسة الاسرائيلية وبسبب فهم الاسرائيليين لموضوع السلام .. هم يرون أن السلام هو الذي يضمن لهم استمرار الاحتلال من جهة والتفوق العسكري من جهة ثانية واحتلال إرادة المنطقة من جهة ثالثة وهذا الأمر لن يكون .. هل هناك امكانية لاستئناف عملية السلام .. أمامنا مثال واضح هو ما حصل بين السلطة الفلسطينية سلطة غزة وبين الإسرائيليين في واي ريفر رغم أن ذلك الإتفاق وقع وبإشراف أمريكا وبضغوط أمريكية ولمصلحة إسرائيل وهو بعيد جدا عن كل المرجعية التي قامت عليها العملية السلمية مع ذلك نرى ماذا يفعلون بالنسبة لمثل ذلك الإتفاق البائس , إسرائيل بطبيعة الحال تحاول أن تمارس الضغوط هنا وهناك وهي تعتدي على لبنان بصورة مستمرة وبالواقع فإنها تستفيد من الوضع الراهن في الساحة العربية للاستمرار في عدوانها ولكن وبكل الأحوال مثل هذه الإستفزازات لن تستطيع إسرائيل أن تنتزع من خلالها مكاسب لامن سورية ولا من لبنان .. هل ستعتدي ..؟ هي تعتدي كل يوم … هل سيكون هناك اعتداء واسع مخطط له .. بالواقع انه من الصعب اعطاء تقدير محدد لأن الاعتداء الواسع في الظروف الراهنة سيجلب ضغوطا كبيرة ضد اسرائيل حتى ضغوط أمريكية ولكن ومع ذلك إذا وقع مثل هذا الاعتداء فإسرائيل لم تحقق مكسبا في نيسان 96 عندما قامت باعتداء واسع لكنها مع ذلك اضطرت الى القبول باتفاق تعترف فيه بشرعية المقاومة .. القوة العسكرية لم تمكن إسرائيل من تحقيق أي مكسب .
سؤال : ياسر عبد العظيم من صحيفة البيان الاماراتية .. هل هناك صفقة أسلحة جديدة بين سورية وروسيا ؟ وهل لعبت إيران دورا في تسوية الديون العالقة بين سورية والاتحاد السوفييتي ؟
سؤال آخر : حول العلاقات المصرية الايرانية .. هل قامت سورية بمساع لاعادة العلاقات بين مصر وإيران وإذا قامت بهذا الدور فإلى ماذا توصلت ؟
جواب : بالنسبة لموضوع التسلح فإن هناك كلاما كثيرا ولايجب أن نهتم به , إسرائيل تحاول اطلاق كثير من الشائعات من أجل أن تأخذ ثمن هذه الإشاعات مكاسب جديدة من الولايات المتحدة الامريكية
وفيما يتعلق بدور إيران بتسوية الديون السورية السوفييتية السابقة ليس هناك أي دور لأن العلاقات بيننا وبين روسيا جيدة وهناك اتصال والطرفان ليسا بحاجة لوساطة بهذا الموضوع
وعن موضوع العلاقات الإيرانية المصرية … نحن حريصون على أن تأخذ هذه العلاقات مداها الطبيعي وفي الواقع هناك تجارب من القاهرة ومن طهران وتجري لقاءات على هامش المؤتمرات بين وزيري خارجية البلدين .. وكما نرى الأمور الآن هادئة بين البلدين والقاهرة ليست لديها رغبة في التصعيد وطهران ليست لديها رغبة بالتصعيد أيضا بل أن كلا الطرفين يظهر نوايا حسنة من أجل التعاون الإقليمي لمصلحة المنطقة .
سؤال : هل هناك أي شيء جديد في العلاقات السورية الاردنية ؟
سؤال آخر : ماهي تصوراتكم لمستقبل العلاقات مع تركيا ؟
جواب : هناك لجنة أمنية تجتمع بشكل دوري في سورية وتركيا … أما موضوع العلاقات مع الاردن فهناك الآن عهد جديد في الاردن ولايجب إغراق هذا العهد بتساؤلات قبل أن يركز هذا العهد بعد إنتهاء فترة الحداد والحزن ويرتب البيت الداخلي … خلال لقاء الرئيس مع الملك عبد الله جرى الحديث حول العلاقات بين البلدين ورغبتهما بأن تكون هذه العلاقات جيدة .. وطبعا نحن نرحب بذلك لكن لم تجر محادثات كيف تكون وكيف ستكون , رغبة البلدين موجودة في أن تكون العلاقات جيدة ونأمل أن يتحقق ذلك
سؤال من جريدة الأهالي القاهرية … حول موقف سورية من العدوان على العراق
وسؤال آخر : حول الموضوع نفسه من جريدة الشروق التونسية
جواب : موقف سورية نابع من رؤيتنا للوضع في المنطقة بشكل شامل , نحن لدينا قناعة أن هناك أهدافا تخدم مصالح إسرائيل وتؤدي إلى تفكيك العراق … بغض النظر عن طبيعة علاقاتنا مع بغداد وأنتم تعرفون أن العلاقات مقطوعة منذ فترة طويلة , لكن رأينا وهذا هو الواقع أن مثل هذا المخطط سيؤدي إلى تدمير بلد عربي مهم وعملية التدمير كقنبلة كبيرة ستنفجر في الوطن العربي وشظاياها الحارقة ستكون في كل مكان لذلك عندما نقف بحزم ضد كل سياسة أو مخطط يهدف إلى تفكيك العراق نكون ندافع عن الأمن الوطني لكل بلد عربي … في سورية أية مشكلة تقع معاييرنا تجاهها هي منعكسات هذه المشكلة ليس على سورية وإنما على العرب جميعا .. عندما قامت الحرب العراقية الإيرانية كان لنا موقف ضد هذه الحرب ومعظم أشقائنا في الدول العربية شنوا حملات ظالمة علينا واتهمونا وحملوا علينا وظلمونا كثيرا ..بعد عشر سنوات قالوا .. كنا على خطأ وكانت السياسة السورية على حق .. عندما دخلت القوات العراقية الكويت رأينا في هذا العمل خطيئة قومية كبرى واستنتجنا بشكل واضح أن لهذا الدخول نتائج خطيرة على الوضع العربي وأخذنا موقفا وشاركنا بقوات التحالف لأننا كنا نعتقد ولازلنا نعتقد بأن مثل هذه الحالات لها نتائج مضرة ليس فقط بالأمن القومي العربي ولكن بالمستقبل العربي ككل … إذا الأمر لاعلاقة له بخلافاتنا مع النظام العراقي فلو قامت دولة عربية أخرى واجتازت حدود دولة عربية أخرى كنا سنتخذ نفس الموقف … الأمر لاعلاقة له بعلاقاتنا حسنة أو جيدة بهذا البلد أو ذاك , عندما تكون الكويت ضحية وقفنا إلى جانبها وفي كل مرة الكويت أو أي بلد عربي يكون ضحية لأي عدوان سنكون معه سواء كان هذا العدوان من طرف عربي أو طرف أجنبي
عندما تعرض العراق للعدوان وفعلا كان عدوانا على العراق وقفنا ضد العدوان
لكن في الساحة العربية القرار هو محصلة وتقاطع بين السياسات العربية في هذا الاجتماع العربي , هناك بلدان عربية تقوم حالة عداء بينها وبين العراق وكلنا يعرف ذلك ونعرف ما جرى وما يجري عندها هل نستطيع أن نصل مع هذه الدول إلى موقف يدعو إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية وإلى رفض العمل المسلح ضد العراق وإلى رفع الحصار عن العراق , نحن نعتقد أن هذا الأمر هو خطوة كبيرة وقرار كبير جدا صدر عن وزراء الخارجية العرب … الأمر ليس متعلقا بالعواطف .. الأمر يتعلق بالقوى الموجودة في الساحة العربية كما قلنا وكما نعرف , هناك قوى لاتزال حالة العداء موجودة بينها وبين العراق وتهديدات وتصريحات متبادلة بين الطرفين فهل تستطيع أن تقنع كتلة كبيرة …هذه الكتلة برأينا مهمة في العمل العربي لكن هذه الكتلة إذا جاءت معنا إلى النقاط التي تخدم بالنتيجة العراق وتوقف العدوان عنه وترفع الحصار عنه أنا أعتقد أن هذا الأمر مهم جدا .
الأمر الآخر نحن ضد سياسة الاستقطاب في الساحة العربية ولانسعى اطلاقا إلى إقامة تكتلات في هذه الساحة نحن نريد أن يكون العرب جميعا في نفس الساحة وفي نفس المواقع … لكن إذا لم نستطع نحاول أن نرفع السلبيات وأن نردم الثغرات ولكن الاستقطاب سيكون ضارا أو سيكون الانقسام العربي عندئذ ضارا جدا .. لو تمسكت سورية بأنها لاتوافق إلا على ماورد في بيان وزير خارجيتها كان المؤتمر سيفشل وكان من المستحيل أن يصدر مثل هذا الموقف وبالتالي ماذا يعني ذلك … انقسام جديد في الساحة العربية وكأننا حولنا قسم كبير من العرب ليشكل غطاءا ضد العراق .. وبالسياسة العواطف مهمة لكن أيضا يجب أن نرى تأثير الحدث ومنعكسات هذا الحدث على المصالح العامة وعلى الأمن القومي
أما فيما يتعلق بالأمن القومي فلنكن متواضعين قليلا وواضحين كثيرا .. الآن ليس هناك نظام للأمن القومي العربي هناك معاهدة الدفاع العربي المشترك هذه المعاهدة مع الآسف لم تطبق في كل الصراعات التي دارت في المنطقة وفي حروبنا مع اسرائيل أيضا .. لم تطبق كانت مصر وسورية تحاربان .. في الصراعات العربية في هذه المرحلة وقعت مشكلة كما نعلم بين الجزائر والمغرب وبين تونس وليبيا وبين مصر وليبيا وبين مصر والسودان وبين السعودية واليمن وبين السعودية وقطر
في كل هذه المشاكل لم يحتكم إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك حتى نستطيع أن نبلور صيغة للأمن القومي .. يجب أن نستطيع بلورة صيغة للأمن الاقتصادي لأننا لانستطيع أن نؤسس أمنا قوميا دون أن نؤسس أمنا اقتصاديا وثقافيا .. الأمن القومي له متطلبات فإن لم يرتكز على قاعدة اقتصادية صعب توفير هذه المتطلبات ونحن إذا أخذنا كل الأحلاف التي كانت تقوم في الماضي , هذه الاحلاف إقتصادية من جهة وعسكرية من جهة أخرى .. حلف الأطلسي واكبته المجموعة الأوروبية وقاعدتها الاقتصادية من جهة وحلف وارسو واتفاقية الكوميكون بين دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي , لذلك مقولة الأمن القومي ليس هو بالمعنى المحدود المسألة العسكرية والمسألة الأمنية التقليدية ..الأمن القومي يجب أن نراه بصورته الشاملة … الأمن الاقتصادي والأمن السياسي والأمن الثقافي وتأتي المسألة الأمنية كمحصلة لتقاطع وتشابك مختلف المصالح في الساحة العربية
سؤال : هل كانت سورية تقوم بالخطوة في إعادة ترميم العلاقات مع الأردن لو لم يحدث ما حدث .
جواب : طالما ما حدث حدث لماذا نتحدث عن النوايا ..؟
سؤال : من منطلق حرص سورية على التضامن العربي فهل من الممكن أن تقوم في هذه المرحلة بدور الوسيط لحل مشكلة الجزر العالقة بين إيران والامارات العربية ؟
جواب : نحن في كل مراحل هذه المشكلة كنا نتحدث مع الجانب الايراني ونسعى لاقامة الحوار بين دولة الامارات العربية الشقيقة ودولة إيران الصديقة .. ولازلنا في معظم الاتصالات عندما نناقش الوضع الاقليمي نناقش هذه المسألة ونأمل أن يصل الجانبان الى إتفاق يزيل نقطة التوتر في منطقة الخليج العربي .
سؤال : من صحيفة الرأي الاردنية .. هل هناك فرصة لاعادة العلاقات بين السلطة الفلسطينية وسورية لاسيما وأن أحد قادة المعارضة صافح الرئيس الاسرائيلي ؟
جواب : السياسة السورية بالنسبة للقضية الفلسطينية غير مرتبطة لا بالموالين الفلسطينيين ولا بالمعارضة .. ان القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في سورية قضية وطنية وهذا الأمر ليس جديدا وإذا عدنا إلى تاريخ المشكلة الفلسطينية نجد أن جميع الثورات التي قامت في فلسطين في ظل الانتداب البريطاني كان يقودها أو يشارك بها سوريون .. لم تقم ثورة في فلسطين إلا وذهب متطوعون سوريون يقاتلون إلى جانب الفلسطينيين ضد المجموعات والعصابات الصهيونية وضد الاحتلال البريطاني .. قيادة منظمة التحريرأخذت خطا سياسيا وهذا الخط من وجهة نظرنا لايخدم القضية الفلسطينية ..أول خطيئة في هذا الخط أنهم أسقطوا البعد القومي للقضية الفلسطينية واعتبروا أن القضية الفلسطينية قرار فلسطيني مستقل وفي النهاية ما هو القرار الفلسطيني المستقل هو قرار شخص في الساحة الفلسطينية هذا الشخص يصعد وينزل فتصعد القضية وتنزل معه .
لانستطيع ونحن قدمنا دما غاليا في سورية وفي الأمة العربية من أجل فلسطين أن نربط معتقداتنا وحتى مصالحنا حتى ونحن كسوريين بغض النظر عن أن فلسطين جزء من الوطن العربي وأن الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية لنفترض أن الشعب الفلسطيني هو شعب نيوزيلندي لنفترض ذلك هل من مصلحتنا أن تأتي اسرائيل وتأخذ الأرض وتكبر وتتوسع ..اطلاقا ..جرت مفاوضات مدريد كان الاتفاق على التنسيق بين الأطراف الأربعة , فوجئنا بأوسلو والى آخره وبالتالي لا نستطيع نحن أن نقبل بسياسة منظمة التحرير ولكن في الوقت نفسه لسنا بصدد أن نشن حملة ضد هذه السياسة هذه المسألة داخلية في الساحة الفلسطينية ولكن عندما يتعلق الأمر بالأرض وبمستقبل القضية الفلسطينية لنا موقف آخر ..أيضا بالنسبة للمعارضة فسياستنا غير مبنية على مواقف المعارضة الفلسطينية .. يعني إذا كان أحد قادة المعارضة صافح أو لم يصافح فهذا شأنه إذا أخطأ يجب أن تحاسبه منظمته وإذا أصاب يجب أن تكافئه منظمته .. فالأمر بالنسبة لنا مرتبط برؤيتنا بسياستنا وباستراتيجيتنا .
سؤال : حول موقف سورية من الدعوة اليمنية لعقد قمة عربية ولإقامة تكتل اقتصادي في منطقة الخليج وضم سورية ولبنان إليه ما هو رأيكم في ذلك ؟
جواب : أولا بالنسبة للقمة فلا شك أن عقد القمة مسألة ضرورية ومهمة وكان يجب أن تعقد القمة في وقتها بغض النظر عن قضية الخلاف لكن القمة إذا عقدت وكان كل فريق مصمم على وجهة نظره فالنتائج معروفة يعني ستكون قمة فاشلة ..لذلك الخطوة التي تمت وهي إناطة الأمر بوزراء الخارجية في ضوء التوترات العربية الراهنة هذه خطوة إيجابية وجيدة ..الوثيقة التي صدرت عن وزراء الخارجية إذا تمت متابعتها أيضا هذا أمر جيد يساعد في تخفيف التوترات … مع ذلك لابد من استمرار العمل ولا بد من الصبر كثيرا .
وفيما يتعلق بالأفكار التي طرحها الرئيس علي عبد الله صالح لاشك بأنها أفكار جيدة لكن كان الطرح إعلاميا ولم يصلنا مشروع محدد لمناقشته … بالنسبة لنا فإن أي خطوة تؤدي إلى إقامة تكتل إقتصادي عربي لايهدف الى الاستقطاب السياسي نشجعها حتى لو كان بين بلدين عربيين , نحن كل ما نتمناه أن لاتحدث استقطابات في الساحة العربية وتزيد من تعقيد الأوضاع .
سؤال : العلاقات السياسية بين سورية ومصر علاقات قوية جدا فلماذا لاتوجد اتفاقية اقتصادية بين سورية ومصر مثل الاتفاقية التي بين لبنان وسورية ؟
جواب : العلاقات السياسية بين سورية ومصر كما أشرت فعلا جيدة ودائما توجيهات الرئيسين الأسد ومبارك للحكومتين بأن تقوما بخطوات أكثر تقدما في العلاقات الاقتصادية ونأمل أن تنفذ هذه التوجيهات ومامن شك بأن خطوات في العلاقات الاقتصادية بين البلدين من شأنها أن تشجع البلدان العربية الأخرى للانضمام إلى مثل هذه الخطوات ..