قال نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام الأربعاء ان سورية لن تتعامل مع أي حاكم أمريكي يتوقع أن ينصب في بغداد في أعقاب الإطاحة بالرئيس صدام حسين
وقال خدام في مقابلة مع صحيفة الرياض السعودية: “اعتقد انه ليس هناك عربي ذو كرامة سيتعامل مع قوات احتلال أجنبية”
ودعا خدام إلى تأجيل موعد عقد مؤتمر القمة العربية المقرر في مطلع مارس القادم إلى 14 من مارس، مما يسمح للعراق بتعاون افضل مع مفتشي الأسلحة، وقال إن المؤتمر إذا عقد قبل ذلك التاريخ فانه قد يؤدي إلى مزيد من الخلاف بين الدول العربية
وقالت وسائل الإعلام السورية إن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما ينسجم مع الهيمنة الاقتصادية الأمريكية ومزيد من الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية
وكان وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الخميس الماضي ان الإطاحة بصدام حسين ونظامه يمكن أن تؤدي إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بطريقة إيجابية بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها
أعلنت سورية، وهي العضو غير الدائم العربي الوحيد في مجلس الأمن، أنها ستصوت ضد مسودة القرار التي تقدمت بها الولايات المتحدة وبريطانيا
وكان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قد صرح أن سورية لا تستطيع أن تؤيد مسودة القرار الأمريكية البريطانية. وامتدح خدام الموقف الفرنسي والألماني الداعي إلى منح المفتشين الدوليين مزيدا من الوقت للقيام بمهمتهم
وحذر خدام من رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط
وقال خدام: “إذا نشبت حرب فان ذلك سيرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، ولكن ليس بالشكل الذي تسعى إليه الولايات المتحدة”
وسورية هي إحدى ست دول غير منحازة من الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي. ومسودة القرار الأمريكية البريطانية قد تمهد الطريق لشن حرب على العراق
وتعارض حركة عدم الانحياز شن حرب على العراق
يذكر انه إذا صوتت سبع دول في مجلس الأمن ضد مسودة القرار الأمريكية البريطانية فذلك يعني أن المسودة ستهزم في المجلس
والدول غير المنحازة الأخرى في المجلس هي انغولا وتشيلي وباكستان وغينيا والكاميرون. من بين هذه الدول قالت ثلاث إنها لم تحدد موقفها من مسودة القرار الأمريكية البريطانية
قالت باكستان والكاميرون إنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لتبحث في مسودة القرار. أما انغولا فقالت إن على واشنطن أن تشرح الحاجة إلى قرار ثان بشأن العراق قبل ان توافق على المسودة
ولكن سورية أعلنت موقفها بشكل واضح
وقال عبد الحليم خدام الذي يحضر أعمال مؤتمر دول عدم الانحياز: “ليس هناك مبرر لتقديم مسودة قرار جديد. فالمفتشون يقومون بمهامهم في تطبيق القرار 1441
وقال: “لهذا السبب نحن لا نوافق على مسودة القرار
وعندما سئل إن كانت سورية ستعارض القرار الثاني قال خدام: “طبيعي
وكانت سورية قد شاركت في قوات التحالف التي أخرجت العراق من الكويت عام 1991. ومنذ ذلك الحين أصلحت علاقاتها مع العراق بالرغم من أنها في نوفمبر الماضي صوتت لصالح القرار 1441 الذي يدعو العراق إلى تسليم أسلحة الدمار الشامل التي لديه وإلا فانه سيواجه عواقب خطيرة
وقالت سورية إن تصويتها في الوقت الحاضر يهدف إلى تجنب شن حرب على العراق
وقال خدام: “إن الولايات المتحدة نجحت فقط في استعداء شعوب العالم ضدها. إن سياسة القوة تستطيع أن تدمر وتقتل ولكنها لا تستطيع أن تحل السلام
وقال خدام أمام مؤتمر دول عدم الانحياز: “إن من يسيرون على طريق الحرب عليهم أن يقرأوا التاريخ جيدا. القوة المعتدية لا بد أن تهزم
وقال خدام: “إن الهدف من الحرب هو إعادة رسم مصالح الشرق الأوسط لتضمن مصالح الولايات المتحدة. وهذا خطير جدا لانه يهدد سيادة الدول واستقلالها – وهي دول أعضاء في الأمم المتحدة
وقال خدام: “إننا ندعو من يسعون إلى الحرب أن يسعوا إلى السلم والحوار لان للحرب عواقب وخيمة لمصالح الجميع وأمنهم، بما في ذلك مصالح وأمن من يسعون إلى الحرب”
وحذر خدام من مزيد من التطرف نتيجة شن حرب على العراق