في حديث تلفزيوني شامل عن التجربة السورية في لبنان والتعاطي مع عملية السلام وقضايا المنطقة
خدام : لا نتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.. ومع الجميع من دون استثناء
من يطرح اقاويل ابتلاع سوريا للبنان هم اعداء لبنان رقم واحد
اكد نائب الرئيس السوري السيد عبد الحليم خدام ان ملف الحرب الاهلية اللبنانية طوي نهائيا، وان هناك اجماعا وطنيا لبنانيا في كل الوجوه، اجماع حول هوية لبنان العربية، واجماع على محاربة اسرائيل ووجوب الاستمرار في بناء الدولة ومؤسساتها واعادة الاعمار، لافتا الى ان «الوحدة الوطنية في لبنان اقوى الآن بكثير مما كانت قبل الحرب، وكان البعض يرى قوة لبنان في ضعفه، اما الآن فان اللبنانيين يرون ان قوة لبنان هي في مقاومته للاحتلال وفي دعم المقاومة وفي التصدي»
واذ نفى ان تكون سوريا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية اكد خدام ان سوريا مع جميع اللبنانيين من دون استثناء، وانها لا تريد للبنان ولا لاي بلد عربي ما لا تريده لنفسها، واشار الى ان سوريا تدخلت في لبنان لعودة الامن والاستقرار وانهاء الحرب بناء على طلب الدولة اللبنانية في بداية الحرب اللبنانية، وانها ترحب باي طرف لبناني يزور سوريا، وعلى الجميع ان يزيل القلق او اي احباط لديه، فان سوريا لن تؤازر احدا على احد، ولكنها ستقف ضد اي جهة لتمزيق البلد
ورأى ان «الدولة اللبنانية في حاجة الى معارضة وموالاة، ولكن المهم ان يعمل الجميع في اطار المصالح الوطنية العليا وان يكون خلافهم ليس على الاهداف الوطنية وانما على الطريق للوصول الى حماية هذه الاهداف وتحقيقها»، معتبرا «ان من يطرحون اقاويل حول ابتلاع سوريا للبنان هم اعداء لبنان رقم واحد»، مشددا على ان سوريا لم تكن لها مطامع والا لما قدمت تضحيات كبيرة للحفاظ على وحدة لبنان واستقلاله وسيادته في الوقت الذي يذهب فيه البعض الى اسرائيل لايجاد مساعدة لتقسيم البلد
وفي الوضع الراهن في المنطقة رأى نائب الرئيس السوري ان الحكومة الاسرائيلية تتجاهل اسباب الصراع في المنطقة في محاولة لخلق حقائق جديدة على الارض ومفاهيم سياسية جديدة وتحاول ان تجر الى هذه المفاهيم بعض الاوساط الدولية، وهي تريد ان تغير مفاهيم السلم، اي السلم مقابل الامن وكأن الارض لم تكن هي السبب الرئيسي للصراع ، واعتبر ان موازين القوى ليست ثابتة الى الابد ولن يبقى العرب الطرف الاضعف
ولفت خدام الى «ان ليس هناك ضغوط اميركية ملائمة على حكومة نتانياهو من اجل اعادة النظر في سياستها والعودة الى مرجعية مدريد»، واشار الى ان استمرار الضغط على العرب واستمرار تدليل اسرائيل ومراعاتها لا يشكلان عامل استقرار في المنطقة»، وشدد على «ان لا احد يستطيع ان يدفع الشعب الفلسطيني ليتخلي عن حقوقه الوطنية وان يلزم هذا الشعب بالتزامات تمسّ بهذه الحقوق
واعلن ان «مؤتمر الدوحة عمليا سقط، فهو تحول من مؤتمر قمة الى مؤتمر وزراء والآن يرجون مشاركة سفراء». وسأل: اذا كان الهدف من هذا المؤتمر تشجيع العملية السلمية فاين يكون التشجيع وسياسة اسرائيل تتعارض تماما مع العملية السلمية وتعطلها»، ووصف الموقف العربي من المؤتمر بانه «موقف جيد ومريح
واعتبر المنطقة في حال عدوان، ومن الطبيعي ان يعمل المعتدى عليه بكل الوسائل من اجل تعزيز جهده وامكانياته لدفع العدوان واستعادة اراضيه، ولبنان وسوريا يدخلان في هذا الاطار ويعملان على اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة يكون مبنيا على قرارات مجلس الامن والشرعية الدولية، ولن يقبلا باي شكل من الاشكال التفريط باي شبر من الاراضي المحتلة التي ستعود الى اصحابها
وامل من روسيا ان تلعب دورها كأحد راعيي عملية السلام، وان تساهم اوروبا بدور فاعل لدعم العملية السلمية
وتطرق الى الاوضاع العربية عامة وما يتعرض له الشعب العراقي من معاناة مؤكدا ان العراق هو جزء من العالم العربي وكل خطوة تدرس في الجامعة العربية يكون العراق جزءا منها، والخطوة التي اتخذتها سوريا بفتح الحدود مع العراق من اجل التجارة، تأتي في اطار تخفيف معاناة الشعب العراقي، لافتا الى ان البعد السياسي يتعلق في دفع ما يخطط للعراق
مواقف نائب الرئيس السوري جاءت في خلال برنامج تلفزيوني مساء امس رد فيه على مجموعة من الاسئلة التي تتعلق بالاوضاع اللبنانية الداخلية والعلاقات اللبنانية – السورية في التصدي لما يخطط في المنطقة من محاولات لتنفيذ مشاريع اسرائيلية
المعارضة ضرورية للبنان لتلعب دور الحافز والمراقب ولكن بأسلوب وطني
سوريا لن تؤازر احداً على احد ولا داعي للقلق او «الاحباط» لدى البعض
من المبكرالحديث عن انتخابات أو تمديدرئاسي في لبنان
وجاءت الاسئلة والاجوبة على الشكل الآتي
سيادة نائب الرئيس الملف اللبناني على طاولتك منذ اكثر من عشرين عاما، فهل اتعبك اللبنانيون ام اتعبتهم؟
– «في الواقع الامر لا يتعلق بالتعب وانما يتعلق بالنتائج التي ينوي الانسان تحقيقها. واستطيع القول ان ما تم تحقيقه في لبنان يثير الارتياح الكبير ولا يجعل للجهود الكبيرة التي بذلت من تأثيرات متعبة في النفس او في العمل، لذلك استطيع القول ان التعامل مع الملف اللبناني والمشكلة اللبنانية هو جزء من عمل كل مسؤول في سوريا نظرا الى ترابط الاوضاع في المنطقة وفي الساحة العربية، وانعكاسات احداث لبنان على الوضع العربي والوضع الاقليمي كانت انعكاسات كبيرة. لبنان شهد تطورات هائلة مقلقة احيانا ومفرحة احيانا. مقلقة خلال الحرب الاهلية والاجتياح الاسرائيلي في لبنان ومفرحة عندما استطاع اللبنانيون ان يطووا ملف الحرب اللبنانية وان ينتقلوا الى مرحلة جديدة في حياتهم ووحدتهم الوطنية لذلك اعبر عن ارتياحي في التعامل مع الاشقاء في لبنان في مختلف مراحل الازمة اللبنانية
بعد كل الجهود التي بذلتموها هل انت مطمئن الآن الى ان الجهود انصبت في المكان الصحيح وان صفحة الحرب طويت نهائيا في لبنان؟
ملف الحرب طوي نهائياً
– «منذ بدأت الازمة في لبنان كانت لنا وجهة نظر، ولم تتغير وجهة النظر هذه. كانت وجهة نظرنا ان الحرب الاهلية والصراع الدائر لا يمكن لأي فريق في لبنان ان يحقق اي مكاسب بل سينعكس سلبا على البلاد وسيدفع اللبنانيون ثمنا غاليا من دمائهم واموالهم لحرب عبثية. وعلى هذا الاساس كان القرار التاريخي الذي اتخذه سيادة الرئيس حافظ الاسد بالعمل على وقف الحرب الاهلية مهما كلفنا ذلك من جهود ومن تضحيات ومن دماء. وبالفعل دخلنا الى لبنان واستطعنا في مرحلة اولى وقف الحرب عام 1976، وعقد مؤتمر قمة القاهرة كما نعلم، لكن جرت تطورات اخرى في المنطقة انعكست سلبا على الوضع اللبناني بالاضافة الى ان اطرافا لبنانية آنذاك لم تكن مستعدة للدخول بمرحلة الوفاق الوطني ايضا بفعل التدخل الاسرائيلي فيما بعد التطورات اللاحقة. اقول ان لبنان حقق خطوات كبيرة جدا كما اشرت، ملف الحرب الاهلية طوي ونهائيا. دعونا نجري مقارنة بين ما كان عليه الوضع في لبنان قبل مطلع السبعينات والان قبل السبعينات كان اللبنانيون يختلفون على الاولويات على الاساسيات، يختلفون حول الموقف من اسرائيل
اجماع وطني
من الناحية السياسية؟
– «نعم، نعم، كانوا يختلفون حول هوية البلد: هل لبنان بلد عربي، وهل لبنان ذو وجه عربي وهل اللبنانيون هم عرب. كما يختلفون حول طريقة اداء العمل الوطني في لبنان، دخلت اسرائيل عام 1982، وكان اللبنانيون منقسمين. كان هناك فريق يرحب بالجيش الاسرائيلي ويتعامل معه، وكل ذلك في ظل الحرب الاهلية. الان ماذا نجد في لبنان»؟
اولا: الوحدة الوطنية اقوى الان بكثير مما كانت عليه قبل الحرب الاهلية في كل الوجوه. ليس هناك اطلاقا من يدعو الى تمزيق البلد او الى المس بوحدته الوطنية، هناك اجماع وطني لبناني حول وحدة البلد لم يكن متوفرا قبل الحرب الاهلية وخلالها
ثانيا: هناك اجماع وطني حول موقف اسرائيل. الان ليس هناك اي شريحة في لبنان تدعو الى التعامل مع اسرائيل او تتطلع الى مثل هذا التعامل. هذا امر مهم جدا ويجب عدم تجاوز اهمية هذا الامر
ثالثا: هناك اجماع حول هوية لبنان على ان لبنان بلد عربي، وهذه مسألة مهمة جدا. هناك اجماع حول وجوب الاستمرار في بناء الدولة ومؤسساتها وتحقيق اوسع قدر ممكن من تحديث البلاد واعادة الاعمار والانطلاق من جديد، هذه امور اساسية جوهرية يتفق عليها اللبنانيون. مسألة السلم، مسألة الموقف من اسرائيل. في الماضي لم يكن الامر كذلك. في الماضي كان بعض اللبنانيين يرون ان قوة لبنان في ضعفه. اما الان فان اللبنانيين يرون ان قوة لبنان هي في مقاومته للاحتلال وفي دعم المقاومة وفي التصدي، وعندما وقع عدوان نيسان الماضي ماذا رأينا? رأينا جميع بيوت اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية مفتوحة لترحب بكل الذين هجروا من مناطقهم نتيجة العدوان الاسرائيلي. هذا الامر يجب ان يبقى في ذاكرة اللبنانيين وهذا الامر يعبر عن تطور وطني هام جدا
مسألة الموقف من المفاوضات ليس هناك في لبنان شريحة اطلاقا سياسية او اجتماعية تقول بفصل المسارين السوري واللبناني، بل هناك اجماع عند اللبنانيين على تعزيز التعاضد بين سوريا ولبنان لمواجهة الاحتلال ومن اجل الوصول الى السلام واستعادة الاراضي المحتلة
لبنان جزء من العالم العربي
يعني هل ترى ان بعض اللبنانيين يئس من محاولة التعاطي مع اسرائيل او محاولة الرهان على تغيير معين خصوصا انه يحكى عن تغيير ما بعد زيارة اولبرايت الى لبنان؟
لا اريد ان اقول ان هناك لبنانيين يئسوا من التعاطي، او بمعنى اخر اذا اتيحت لهم يعودون الى التعاطي لا اريد ان استعمل هذه العبارة لاني مقتنع بأنها غير صحيحة، هناك قناعة لدى اللبنانيين بأنهم يجب ان يكونوا جزءا من العالم العربي وهناك قناعة لدى اللبنانيين بأن قضيتهم ومصالحهم ومستقبلهم هي في الاطار العربي، وان اسرائيل هي عدوة لهم كما هي عدوة للاطراف الاخرى في لبنان، هناك افراد لكن لا تبنى قواعد سياسية على مواقف افراد. الغالبية الساحقة من المجتمع اللبناني ليست يائسة ولا تريد التعامل مع اسرائيل. في الواقع هي اصبحت مقتنعة ومدركة بأن اسرائيل هي نقيض لبنان
الفشل الذريع للسياسات الاسرائيلية والتقلبات التي ادت الى التضحيات بلبنان مقابل مغانم سياسية لهم في اسرائيل رسخت بالتجربة عند كل اللبنانيين انه ليس خيارا في هذا المعنى سيادة النائب لا شك اوافقك الرأي ولكن الاقي ضياعا فاللبناني يحب ان يجد دورا اللبناني في ذهنيته يعتبر نفسه اكبر من بلد صغير يستطيع ان يساعد بشيء ما مرات سخيفة ومرات مفيدة بالمعنى المفيد هناك شعور عند اللبناني انه ممكن بتوضيح العلاقة السياسية يجدون بالعلاقة السورية انقاذاً لا احد يؤمن اذا لم يكن هناك وجود سوري ولكنهم يجدون ايضا في الوجود السوري عذرا لسياسييهم بأن لا يعملوا ولمجتمعاتهم ان تكون متكلة فهل معنى التعاون اللبناني السوري لا تريدون للبنانيين ان يأتوا اليكم؟
– «لا نريد للبنان ولا اي بلد عربي ما لا نريده لسوريا نحن لنا تجربتنا فسوريا منذ عام 1970 بعدما تسلم الرئيس حافظ الاسد قيادة البلاد بنت تجربتها الخاصة قامت هذه التجربة في مختلف مجالات الحياة ومن خلال الاستقرار الذي تم تحقيقه في سوريا تمكنت سوريا من بناء دولة قوية فيها ازدهار، نجحنا في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والخدمية وفي كل المجالات هذا الامر نريده للبنان ولكل بلد عربي وبالتالي نحن عندما بنينا تجربتنا بناها السوريون لأنهم مقتنعون ان البلاد لا تستطيع مواجهة اعداءها ولا تستطيع ان تردم الهوة بينها وبين العالم المتقدم ولا تستطيع ان توفر متطلبات الدفاع والصمود الا بالعمل وبالتالي لم نترك دقيقة واحدة من دون ان توظف في عملية الاعداد والبناء في كل مجالات الحياة هذا ما نريده لاشقائنا في لبنان، اما ما يقال هنا وهناك فهذا نوع من الهروب من المسؤولية سوريا لا تدخل ولم تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية الموضوع الرئيسي الذي يجري بالتنسيق بين البلدين هو مسألة السلم، المفاوضات السلمية ومسألة الموقف العام في المنطقة الذي يدعم كلا من سوريا ومن لبنان، اما هذه الاقاويل ان فلان ذهب وفلان اتى فنحن نرحب بكل شقيق عربي يأتي الى سوريا ونحن نشعر بالسرور والارتياح عندما نلتقي باشقائنا اللبنانيين او المصريين او العراقيين او التونسيين او الجزائريين
دور لبنان مهم
ولكن للملف اللبناني اهمية خاصة عندكم وتوضيحا لبعض الامور يقول البعض انكم قد تنزعجون من كثرة الاستشارات لعدد من المسؤولين اللبنانيين لدمشق والبعض الاخر يقول انكم قد تنزعجون من قلتها اما انتم فماذا تقولون؟
اعتقد واقول بشكل واضح ان هذا الكلام غير دقيق، هناك قضايا نتشاور بها تتعلق بسوريا ولبنان وبالوضع في المنطقة. اما في القضايا اللبنانية فهذا الامر لم نتدخل به الا احيانا عندما ينعكس الامر على الاستقرار في البلد نقوم بنصيحة الاخوان لا اكثر ولا اقل لان الامور الداخلية لا تعنينا اطلاقا
الثقة بلبنان
كيف تفسر انك تتكلم عن مستقبل لبنان بتفاؤل اكبر من تفاؤل بعض ابنائه به وهذه ظاهرة تتمثل بثقة خارجية اكبر من الثقة الداخلية فيه؟
– «لبنان بقي 17 سنة معرضا للحرب والاستنزاف الدموي وبالتالي هذه الفترة الطويلة تركت حالة من القلق النفسي يدفع الى التخوف لكن مسؤولية القيادات في لبنان الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية ان تزيل من نفوس اللبنانيين ما تركته الحرب من قلق ومن تخوفات توضح للبنانيين بان بلدهم الان اصبح بالف خير وانهم مقدمون على ايام جيدة وسعيدة، ولبنان الان على رغم الاحتلال الاسرائىلي والاعتداء الاسرائيلي المستمرين وظروف الحرب الاهلية كما اشرت، هناك ثقة كبيرة للخارج بلبنان وبالتالي فعلى اللبنانيين ان يكونوا اكثر ثقة ببلدهم من غير اللبنانيين واعتقد ان الشعب اللبناني والرأي العام لديهما ثقة بمستقبل البلد ولكن ايضا يجب على الجميع ان يزيل اي قلق وان يوضح للبنانيين ان هذا القلق لم يعد يقوم على اسس واقعية او حقيقية
سوريا مع الجميع
هل سوريا تقف الى جانب كل اللبنانيين ام الى جانب فئة من اللبنانيين دون اخرى؟
– «سوريا مع كل اللبنانيين من دون استثناء وهي ترى في لبنان بلدا شقيقا وان طبيعة العلاقات بين البلدين هي علاقات مختلفة عما هي بين سوريا واي بلد عربي آخر، في مرحلة معينة كان هناك وزير في سوريا وله شقيق وزير في لبنان لا يوجد عائلة في لبنان ليس لها امتداد في سوريا والعكس صحيح، هذا الامر يجعل السوريين في حالة اهتمام بالوضع اللبناني وهذا ما دفع الرئىس الاسد لاتخاذ قراره التاريخي للعمل على وقف الحرب الاهلية في لبنان ولنتذكر عندما دخلت القوات السورية عام 76 دخلت من اجل من? هل دخلت من اجل نصرة فريق كما يتوهم بعض العاملين ضد لبنان. ان سوريا هي مع هذا الفريق ضد هذا الفريق، اطلاقا
دخلنا لبنان بناء ليس فقط على طلب الدولة اللبنانية بل جاء الى هنا كميل شمعون وبيار الجميل والمرحوم الرئيس فرنجية وطلبوا باصرار التدخل كما جاء وفد من نواب زحلة وكان بينهم الرئىس الياس الهراوي والحوا، ودخلنا ورفعنا الحصار عن زحلة كانت القبيات محاصرة، وعندقت محاصرة، دخلت القوات السورية من اجل الحفاظ على النسيج الوطني في لبنان وليس من اجل تمزيق هذا النسيج ولا يمكن لاحد ان يتصور انه قادر على الاستعانة بسوريا لعمل من شأنه المس بالوحدة الوطنية اللبنانية
سوريا برهنت لمرحلة طويلة انها لن تؤازر احدا ولكنها ستقف ضد اي جهة تتطرق لتمزيق هذا الشيء، وكانت عرابة للطائف الذي فتح امام اللبنانيين ابوابا لتجربة سياسية جديدة، من هنا يشعر بعض اللبنانيين، بعض المسيحيين، ليس كسياسيين بل كمجتمع يشعرون بما يسمى بالاحباط وهي كلمة غير دقيقة لان فيها كسل، ولكن تجربة الطائف تقتضي اكتمال بعض الامور من اقتصادي وسياسي وفكري وامني ليشارك اللبنانيون بتجربة جديدة، البعض في لبنان يقول ان هذه التجربة «مش ظابطة»؟
– طبعا، لأن كل واحد يريد التنفيذ على كيفه
الاحباط ظلم للبنانيين
هل هناك موانع من تنفيذه؟
– «اولا كلمة احباط غير صحيحة وفيها ظلم للبنانيين، اللبناني كان محبطا في الحرب ولا يمكن ان يكون محبطا في السلم، هل هناك عامل يستطيع ان يقول ان الوضع خلال الحرب الاهلية كان افضل مما هو عليه الان? الانسان يحبط عندما يرجع الى الوراء وليس عندما يتقدم الى الامام، وبالاضافة الى ذلك الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها التزمت بالطائف وبتنفيذه، عدل الدستور وجرت الانتخابات النيابية مرتين وتشكلت الهيئات الحاكمة في لبنان وفق الدستور اللبناني فاذا كان المقصود ان يكون الحكم موزاييك يجمع كل لون هذا شيء آخر وليس واردا في الطائف، في الطائف هناك لبنان بلد ديموقراطي لديه مؤسسات منتجة، جرت الانتخابات وجاء مجلس نيابي انبثقت عنه حكومة اذا كان هناك اناس لم يرغبوا في المشاركة في الانتخابات او قاطعوا ما ذنب الطائف او المؤسسات الديموقراطية في البلاد في كل بلد في العالم ليس هناك مؤسسات حكم لديها اجماع وطني
قيل ان هناك نصيحة صغيرة للبنانيين ان موضوع الانتخابات المبكرة غير مطروح الان كما ان هناك موضوع التمديد، كيف تنظرون الى موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان؟
«في اي بلد من بلدان العالم طرح موضوع الانتخابات سواء كانت رئاسية برلمانية او بلدية قبل اكثر من سنة على موعدها يؤدي الى خلق مناخ آخر استثنائى واشغال الناس بقضايا لا يزال مداها بعيدا ولذلك اتفاق الدولة اللبنانية على طي هذا الملف كان قرارا حكيما وجيدا وكما اشرت ومع التنويه بان الرئىس الهراوي تحمل مسؤوليات كبيرة واتخذ قرارات مهمة من الصعب ان يحمل مسؤولية هذه القرارات رئىس آخر
اردت ان اشير الى هذا الموضوع لان هناك بعض الناس لا يرون الامور الكبيرة التي حدثت في البلد ولا يرون الانجازات الضخمة التي حصلت، وانما يرون الامور من خلال مصالح ضيقة وهذا الامر ليس فيه منطق
هل نفهم من حديثك ان موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان سواء انتخابات ام تمديد من المبكر الحديث عنه؟
– «صح»
المعارضة
كيف تنظرون الى المعارضة في لبنان؟
طبيعة الحياة السياسية في لبنان وفي اي بلد هناك موالاة ومعارضة، وجود موالاة يفترض وجود المعارضة، والدولة في حاجة الى المعارضة لانها في حاجة الى رقيب والى حافز للعمل من الطبيعي وجود معارضة في لبنان. ولكن المهم ان يعمل الجميع، موالون ومعارضون في اطار المصالح الوطنية العليا وان يكون خلافهم ليس على الاهداف الوطنية وانما على الطريق للوصول الى حماية هذه الاهداف وتحقيقها
اي ان لا يكون خلافهم على المصالح الشخصية؟
– «صح».
بعض المتضررين من العلاقات اللبنانية – السورية يقولون انه بعد كل خطوة سورية اتجاه الى التكامل اللبناني – السوري او الابتلاع. هل هذا الموضوع مطروح او مبرر ام ان هناك تطمينات منكم للذين يثيرون هذا الموضوع؟
– «الذين يطرحون مثل هذه الاقاويل حول الابتلاع هم اعداء لبنان رقم واحد. سوريا ولو كانت لها مطامع في لبنان لما قدمت هذه التضحيات الكبيرة للحفاظ على وحدة لبنان واستقلاله وعلى سيادته في الوقت الذي كان يذهب فيه البعض الى اسرائيل لايجاد مساعدة لتقسيم البلد. كانت سوريا تعمل من اجل افشال هذا المخطط والحفاظ على وحدة البلد من موضوع التكامل. تعرض علينا الدولة اللبنانية موضوع التكامل الاقتصادي لانه في مصلحة لبنان اولاً وثانياً وثالثاً في مصلحة سوريا، سوريا بلد حقق نمواً اقتصادياً كبيراً زراعياً وصناعياً وخدماتياً،