حديث صحافي لنائب الرئيس السوري، عبد الحليم خدام
يحذر فيه من خطورة اللعب في تفكيك العراق، ويؤكد
أن لا مفاوضات سرية بين سورية و إسرائيل
على أي أساس تطالب سورية برفع الحصار عن العراق؟
□ العقوبات المفروضة على العراق أوقعت ضرراً كبيراً بالشعب العراقي، والمعاناة التي يعانيها المواطن العراقي مؤلمة لنا جميعاً بقدر ما هي مؤلمة له. إننا نتحدث دائماً ومنذ سنوات عن وجوب إيجاد السبل لإزالة هذه المعاناة
وفي طبيعة الحال قلنا ولا نزال نقول أن لا بد من تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن. وبالتالي هناك سؤال يطرح نفسه هل تم تنفيذ كل القرارات أم لا؟ هذا موضوع لم يُطرح للمناقشة لا في الإطار العربي ولا في الإطار الأجنبي
هناك نقطة تثير الاهتمام، اهتمام الناس، وهي لماذا لا تعاقب إسرائيل كما يعاقب العراق؟ بل لماذا تحُمى إسرائيل من أي قرار يمكن صدوره في مجلس الأمن ضد الأعمال العدوانية الموجهة كل يوم سواء في فلسطين أوالجولان أو جنوب لبنان؟
نحن لا نتحدث عن حال معينة في سياستنا العربية، نحن نتحدث عن وضع عربي عام. هذا الوضع العربي كانت له إفرازات في المرحلة السابقة واستمرار هذا الوضع العربي سيؤدي أيضاً إلى إفرازات جديدة ضارة بالوضع العربي، لذلك لا بد من مناقشة كيفية تحسين مناخ العمل العربي ووضع أسس جديدة بما يؤدي إلى صب الجهود لخدمة المصلحة العليا للأمة العربية ،وفي مقدمها دفع ما يؤدي إلى تلافي المخاطر
هل رفع الحصار يؤدي إلى تقوية الرئيس صدام حسين؟
علاقتنا مع الحكومة العراقية معروفة ومن قبل الحرب العراقية ـ الإيرانية وقبل الدخول العراقي إلى الكويت. لا نريد أن نرى الأمور من خلال العلاقات الثنائية بين هذا البلد أو ذاك، بل في الإطار العربي العام
ما هي الخطوة المقبلة بعد زيارة نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز لدمشق؟
نائب رئيس الوزراء العراقي طلب زيارة سورية لاطلاعنا على الوضع القائم والأزمة القائمة مع الولايات المتحدة. تحدث الرجل عن مراحل عمل لجان التفتيش وما قدمته الحكومة العراقية من تسهيلات ثم كيف تطورت الأمور والمبادرة الروسية، وأكد أن المهم بالنسبة إليهم هو أن يكون هناك نور في نهاية النفق. قال أنهم نفذوا كل ما هو مطلوب منهم في مجلس الأمن، وجرى حديث عن الوضع العربي العام
هل لتركيا مطامع في شمال العراق؟
أكثر من جهة دولية لها أطماع، إضافة إلى بعض الجهات الإقليمية، في العراق، ومعظم الدول العربية يرى ما نرى من خطورة الاجتياح التركي لشمال العراق والمحاولات الهادفة إلى خلق حالة انقسام وطني في العراق. أعتقد أن معظم الأطراف العربية مقدر لخطورة اللعب في تفكيك البنية الوطنية في العراق
هل تعتقدون أن لا أمل أبداً بتحريك عملية السلام طالما أن بنيامين نتنياهو رئيس للحكومة الإسرائيلية؟
الجانب العربي أعلن التزامه عملية السلام، ولولا قبول سورية المبادرة الأميركية لما عُقد مؤتمر مدريد. إذاً الأمر يتعلق بالسياسة الإسرائيلية نفسها، هذه السياسة التي تطرح مفاهيم للسلم تتعارض مع الأسباب التي أدت إلى الصراع. إن الصراع بدأ حول الأرض في حين أنهم (الإسرائيليين) يريدون الأرض والسلام
إذاً الموضوع مرتبط بتغيير السياسة الإسرائيلية، عندما تغير الحكومة الإسرائيلية سياستها وتعود إلى مرجعية العملية السلمية، أي مرجعية مدريد، وتقبل ما التزمت به حكومة إسحاق رابين فإن المفاوضات ُتستأنف بسرعة
هل جرت مفاوضات سرية مع الإسرائيليين؟
ليست هناك اتصالات سرية
ولا حتى في حضور الأميركيين؟
ولا حتى في حضورهم
لماذا تراجع الدور الأميركي؟
لأسباب عدة، أولا عدم ممارسة ضغوط على حكومة نتنياهو. تعاملنا مع الدور الأميركي بكل جدية لكن الذي يضع العقبات هو الجانب الإسرائيلي، وكان متوقعاً من واشنطن بحكم علاقاتها الخاصة مع إسرائيل أن تمارس ضغوطاً وإجراءات لدفع الحكومة الإسرائيلية كي تعود إلى الطريق الصحيح. هذا لم يحصل إذ إن الحكومة الإسرائيلية تتعنت وهذا التعنت لا يجد الرد المناسب من واشنطن
هل تعتقد أن تغيير السفير الأميركي في دمشق كريستوفر روس مؤشر إضافي إلى تراجع الدور الأميركي؟
لا. انتهت مدة روس كما أنه مُدد له مرات عدة، وصار له أكثر من ست سنوات
ما هو الموقف السوري من انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان؟
إذا أرادت إسرائيل الانسحاب من أرض عربية هل لا يلاقي ذلك الترحيب؟ هي دخلت واحتلت ويجب أن تخرج، لكنها تريد عقد صفقة مع الحكومة اللبنانية لضمان أمنها، فكان الرد اللبناني من رئيس الحكومة بأن اللبنانيين لا يستطيعون ضمان أمن إسرائيل، لأنه إذا حصلت أي مشكلة غداً فإنهم (الإسرائيليين) سيتهمون لبنان وسيعودون للاحتلال كما حصل في اجتياح العام 1982 عندما تذرعت إسرائيل بعملية حصلت في أوروبا كي تدخل إلى لبنان
في كل الأحوال إذا أراد الإسرائيليون الانسحاب من دون قيد أو شرط وتنفيذ القرار 425 فإن لبنان وسورية وبقية العالم العربي ترحب بذلك. أما إذا أرادوا المناورة لتحقيق مكاسب على حساب لبنان فالرد موجود عند الدولة اللبنانية