يعكف نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام على كتابه الجديد حول الأزمة السورية الحالية، إذ بدأ خدام قبل حوالى شهـر بجمع المعلومات ورصد المواقف الدولية المتعلقة بالأزمة، متناولا الأحداث والتصريحات بالتحليل السياسي العميق.
هذا الكتاب الذي مازال اسمه معلقا حتى اللحظة، يسلط الضوء على الأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية لقيام الثورة السورية، وبحكم معرفته الدقيقة بتفاصيل ودهاليز الحكم في سوريا، يكشف نائب الرئيس الأسبق عن العقلية الأمنية والسياسية التي تحكم سوريا، طوال العقود الثلاثة الماضية، إلا أنه يسلط الضوء بشكل أكبر على فترة حكم بشار الأسد.
وفي توضيحه حول طريقة الحكم بين الأب حافظ الأسد وابنه بشار، يقول خدام في هذا الكتاب: إن الفرق بين الأب والابن هو أن حافظ كان يفعل كما يريد في البلاد بتغطية دولية وبحكم علاقاته الجيدة مع العالم الخارجي وبعض الدول العربية، إلا أن بشار الأسد يفعل برعونة ما يريده فقط بتغطية من إيران التي وصفها بصاحبة القرار الأول في سوريا.. لكنه يقول في ذات اللحظة: إن الاثنين لديهما القدرة على حرق سوريا بأكملها.
وفي شهادته على بشار الأسد، أكد خدام أن هذا الشخص لا يخلو من الأزمات النفسية والعصبية في شخصه، وربما الغباء وهذا ما لمسه خلال وجوده نائبا للرئيس، إلا أنه قال في الوقت ذاته، إنه شخص لا يخلو من الخبث.
ويتناول الكتاب الأزمة السورية من كافة جوانبها، خصوصا التطورات التي مرت بها الثورة، وتشكيل المعارضة السورية بدءا من المجلس الوطني السوري الذي تأسس في أكتوبر (تشرين الأول) العام 2011 إلى الائتلاف الوطني السوري.. وكذلك مرحلة انعقاد (جنيف2) .. معرجا على بعض أخطاء المعارضة السياسية والعسكرية في قيادة الثورة. ولا يكتفي خدام في كتابه الجديد بالعرض فقط، وإنما يطرح الحلول للأزمة السورية، مؤكدا أنه على قناعة تامة أن الأمر لن يتغير في سوريا ما لم يكن هناك تحالف دولي عسكري يطيح بالأسد. وعلمت «عكاظ» أن هذا الكتاب الذي سيفرغ خدام من فصوله الأخيرة في الأشهـر القليلة المقبلة، جاء على حساب الذكريات السياسية التي شرع فيها نائب الرئيس منذ حوالى أربعة أشهـر.
ووفق المعلومات التي حصلت عليها «عكاظ» بشكل حصري، فإن خدام كان في صدد سلسلة من الأجزاء التي تتحدث عن العقود الثلاثة الماضية من الحياة السياسية السورية، باعتبار خدام تقلد مناصب حيوية من وزيـر خارجية إلى نائب الرئيس الأسد الأب والابن.
ويسرد في هذه السلسلة العلاقات السورية مع الدول العربية، والدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، إذ إن لكل دولة عربية كتابا منفصلا، بحيث يكون الكتاب الأول (العلاقات السورية اللبنانية) والثاني (العلاقات السورية المصرية… الأمريكية …) وغيرها من الدول الأخرى..
وهذا الكتاب والسلسلة المرتقبة عن تاريخ سوريا السياسي، هو الإصدار الثاني من كتب نائب الرئيس، إذ كتب في وقت سابق عن «التحالف السوري ــ الإيـراني والمنطقة»، حيث أشار فيه إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه أزمتين حادتين وقابلتين للانفجار تهـددان الأمن والاستقرار في المنطقة، وكذلك الأمن والاستقرار الدوليين، مؤكدا أن الأزمتين اللتين تقلقان شعوب المنطقة ومعظم شعوب العالم، هما أزمة الصراع العربي ــ الإسرائيلي وأزمة الصراع بين الولايات المتحدة وإيـران.