حافظ الأسد اختبر الحريري وبشار اتهمه بالتآمر و”توحيد السنية” فجّر الموقف

الناشر: ORIENT NET

تاريخ نشر المقال: 2021-04-28

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

ركز النائب الأسبق لرأس نظام أسد “عبد الحليم خدام” في مذكراته التي تنشرها صحيفة “الشرق الأوسط” لليوم الثالث على علاقته برئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري والأحاديث التي كانت تجري بينهما، مرورا بموافقة حافظ الأسد على أن يشكل الحكومة اللبنانية عام 1992، وصولاً إلى التوتر بين بشار والحريري ثم اغتياله في 2005.

وتحدث خدام عن لقاءاته المتكررة مع الحريري من بداية تعرفه عليه عام 1982، والتي حاول خلالها خدام التعرف على تطلعاته وعلاقاته بالمسألة اللبنانية وأسبابها وظروفها، وخلال لقاءات تطرق الحريري إلى نشأته والظروف التي مر بها، وانتمائه لـ”حركة القوميين العرب”، وسفره للعمل في السعودية.

وكان الحريري يتردد أسبوعياً إلى دمشق، مرات من أجل النقاش حول القضية الوطنية اللبنانية، ومرات يحمل رسائل من الراحل الملك فهد بن عبد العزيز إلى حافظ الأسد.

روى خدام كيف قام حافظ بـ”امتحان” الحريري قبل الموافقة على تشكيله الحكومة في 1992، عندما سأله فجأة “إذا كنت رئيساً للحكومة اللبنانية واختلفنا مع السعودية، كيف ستتصرف؟ فأجابه رفيق سيادة الرئيس، أنا لبناني أحب وطني، وأنا سعودي، ولحم أكتافي من المملكة العربية السعودية بالتالي، لا أستطيع أن أتخلى عن السعودية لأني لست من ناكري الجميل، وأنا قومي عربي أعتبر سوريا حاضنة العرب، ولا أستطيع إلا أن أكون مع سوريا، بالتالي: إذا حصل خلاف سأعمل على إزالته وعلى عودة المياه إلى مجاريها، وإذا فشلت سأعتزل وأعيش في منزلي”.

حملات ضد الحريري

وأكد خدام أنه بناء على جوابه طلب حافظ منه إبلاغ الرئيس اللبناني بأنه يؤيد ترشيح رفيق الحريري لتشكيل الحكومة، ليصبح بعدها الحريري رئيساً لوزراء لبنان، مضيفا أن الحريري التزم بكل كلمة قالها أمامي وأمام حافظ، وقدم خدمات كبيرة لسوريا عبر علاقاته الخارجية وقدم هدية لسوريا وهي بناء “قصر المؤتمرات” والفندق المرتبط به، كما أكمل بناء قصر الرئاسة الجديد.

وتطرق بعدها خدام في مذكراته عن تعرض الرئيس الحريري لحملات من بعض أجهزة الأمن السوري، حيث تعززت هذه الحملات بعد وفاة حافظ الأسد في عام 2000، وتسلم بشار السلطة، الذي بدأ حملة على الحريري، وكان يحرضه على ذلك مجموعة من اللبنانيين الذين كانوا سابقاً مرتبطين بشقيقه باسل، ولهم مصالح في الدولة اللبنانية.

وأوضح خدام أن الحملات على الحريري أدت إلى زيادة عزلة بشار العربية والدولية، ما دفعه إلى الارتماء في أحضان إيران.

وانتقل خدام بعدها للحديث عن تمسك بشار بالتمديد للرئيس اللبناني إميل لحود وإجبار بشار للحريري على الموافقة على التمديد، ولكنه أعلن بعدها استقالته من الحكومة ما دفع بشار إلى استدعائه، وعندما سأله عن شروطه للعودة عن الاستقالة، أجابه الحريري: “اجتماع مصالحة وطنية، وحكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع دون استثناء، وحرية في القرار، وعدم تدخل الرئيس لحود في شؤون الحكم” فواقف بشار على مطالبه على أن يكون سليمان فرنجية في تشكيلة الوزارة القادمة ولم يعترض الحريري.

طلب خدام للحريري بمغادرة لبنان

وتحدث خدام بعدها عن محاولة اغتيال مروان حمادة، واعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة بعد مضي أكثر من شهر على تكليفه بسبب الحملات التي شنها أنصار بشار في لبنان بتكليف منه ضد الحريري دون أي مبرر.

وبحسب المذكرات عقدت القيادة القطرية لـ”حزب البعث” اجتماعاً في منتصف يناير /كانون الثاني 2005، قال فيه الأسد: “سأتحدث عن لبنان. هناك مؤامرة أميركية – فرنسية، يشارك بها الحريري الذي يتآمر علينا، وهو يوحد طائفته حوله، وهذا يشكل خطراً على سوريا”.

وأكد خدام أنه في اليوم التالي، استقبل محسن دلول، وهو ذو صلة قوية مع الحريري، وطلب منه إبلاغ الحريري أن عليه أن يغادر لبنان فوراً، لأن الحقد عليه كبير.

في مطلع شهر فبراير /شباط 2005، سرد خدام الحديث الذي دار بينه وبين الحريري عندما زار بيروت قبل الاغتيال قائلا: سألني الحريري ما هو الموضوع الذي أبلغني إياه محسن؟ فأجبته: “كان حديث بشار واضحاً، والاتهام بالتآمر عقوبته الموت، لذلك عليك أن تغادر بيروت اليوم قبل الغد”. سألني: “كيف هي العلاقة بين بشار وشقيقه ماهر؟ هل هناك خلافات بينهما؟ فأجبته: “ليست هناك خلافات”. قال لي: “ماهر بعث لي رسالة، يقول فيها: إننا نحبك وسنساعدك، وعندما تأتي إلى دمشق أنتظر زيارتك، نحن نريد دعمك”، وسألني: “لماذا يبعث هذا الكلام إذا كان لديهم النية في قتلي؟”.

فأجبته: “هذه الرسالة التي بعثها ماهر تهدف إلى إبقائك في لبنان حتى ينفذوا جريمتهم”. بعدما تناولنا الغذاء، ودعته وتمنيت عليه أن يسرع في السفر، فأجابني: “لكن لدي التصويت على قانون الانتخابات” قلت له: “يا أبا بهاء، ما الأهم: حياتك أم الانتخابات؟ إذا خرجت تستطيع أن تعمل لمصلحة لبنان، وإذا بقيت سينفذون الجريمة”.

وأشار إلى أنه في 14 فبراير/شباط، كان لديه اجتماع في القيادة القطرية وفوجئ عندما سمع في التلفاز بنبأ انفجار قنبلة كبيرة أمام موكب الحريري الذي فارق الحياة منوهاً إلى أنه كان بجانبه أحد أعضاء القيادة، فقال له: “نفذَ ما تحدثَ عنه في القيادة” في إشارة إلى تهديد بشار للحريري.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات خدام …”رسائل غرام وتهديد” بين ريغان والأسد… أميركا تنسحب من لبنان وإسرائيل تتراجع وسوريا “تستفرد”

2024-10-28

دمشق تطلق سراح الطيار الأميركي وسط جولات مكوكية لرامسفيلد مبعوث البيت الأبيض… وواشنطن تفشل زيارة سرية لحكمت الشهابي   وسط تبادل القصف العسكري الأميركي–السوري في لبنان ومرض الرئيس حافظ الأسد وطموح العقيد رفعت في السلطة وتصاعد الحرب العراقية–الإيرانية، التقى وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدام والسفير الأميركي روبرت باغانيللي في دمشق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام […]

مذكرات خدام …صدام أميركي – سوري في لبنان… ومبعوث ريغان يطلب لقاء رفعت الأسد بعد مرض “السيد الرئيس”

2024-10-27

خدام يهدد سفير واشنطن بـ”الطرد الفوري”… وتبادل القصف السوري-الأميركي   حاول الرئيس رونالد ريغان احتواء الأزمة مع الرئيس حافظ الأسد بعد تفجير “المارينز” والقصف، وأرسل مبعوثه الخاص دونالد رامسفيلد إلى دمشق في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1983. كان رامسفيلد وزيرا سابقا للدفاع في عهد الرئيس جيرالد فورد، قبل أن يعود إلى المنصب نفسه في عهد الرئيس […]

مذكرات خدام …تفجير “المارينز” قبل حوار جنيف اللبناني… وأميركا تتهم إيران بالعمل “خلف خطوط” سوريا

2024-10-26

واشنطن تتهم طهران بالوقوف وراء هجمات بيروت وتنتقد دمشق لـ”تسهيل الدور الإيراني” عاد روبرت ماكفرلين نائب رئيس مكتب الأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركيةإلى دمشق في 7 سبتمبر/أيلول، مكررا ما قيل في السابق، عن ضرورة الانسحاب السوري من لبنان بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي. وفي الثاني والعشرين من الشهر نفسه قدم إلى سوريا مجددا وقال إن […]