أيها الأخوة المواطنون
بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على الجرائم التي يرتكبها النظام المجرم بقيادة الطاغية بشار الأسد وبعد سقوط مئات الآلاف من الشهداء والمعاقين وتهجير أكثر من عشرة ملايين مواطن من بيوتهم ومن ديارهم وإعتقال مئات الآلاف من المواطنين لم يسقط هذا النظام وعلينا أن نتساءل عن أسباب عدم سقوطه
هل فقط بسبب الإختلال في موازين القوى بين النظام وبين الشعب ؟
هل بسبب ماتقدمه روسيا وإيران من مساعدات عسكرية وخبراء ومقاتلين ؟
أم بسبب تفرق المعارضة وعدم سعيها لتحقيق وحدتها ؟
يجب أن نرى الحقيقة والبحث عن الواقع لأن معرفة الحقيقة والإلتزام بها يفتح أبواب النصر وتجاهلها يؤدي إلى الضعف , والضعيف لايستطيع أن يحقق النصر أو حماية نفسه
النظام القاتل موحد بجيشه وموحد بمؤيديه , بينما تقاتل المعارضة وهي متفرقة في المستويين المحلي والوطني
لماذا لم تقدم الدول العربية والأجنبية التي أدانت جرائم النظام العون الجدي العسكري والسياسي والمالي الذي يمكن الثورة من هزيمة النظام ؟
هل لأن هذه الدول متآمرة على سورية وعلى الشعب السوري , وماهي مصلحتها في التآمر وتمكين أسباب السيطرة على المعارضة وتقديم هدية لروسيا وإيران ؟
في مثل هذه الأوضاع يجب التحدث بصراحة لأن الصراحة وحدها هي التي تنقذ سورية وتمكن المعارضة من تحقيق النصر إذا وعت للحقيقة وسارت في طريق واحد ولتحقيق هدف واحد وهو إسقاط النظام وبناء دولة الحرية والعدالة والمساواة بين المواطنين , كل يأخذ مردود عمله ومن لايعمل يخرج من الجماعة
تحمل المسؤولية في القضايا الوطنية رغم أنه عبء ثقيل والشعوب والجماعات التي لاتقدم على حمل هذا العبء تضع نفسها في الزوايا المظلمة من التاريخ وتتعرض للمعاناة وتخسر حريتها ويتمكن بها الطغاة والظالمون
كيف يمكن لشعب أن ينتصر وهو متفرق إلى مجموعات لاتتزاحم لتحقيق النصر على عدو يتحكم بها ويذلها وإنما تتسابق لكسب التأييد من هذه الدولة أو تلك , من أجل قبضة من المال أو مقابلة مسؤول ما ؟
كيف يمكن لمعارضة منقسمة في المدن والمحافظات أن تواجه عدوا موحدا ؟ وهل يعرف أحد أن شعبا متفرقا ومنقسما على ذاته إستطاع صد عدوان أو تحقيق نصر يؤدي إلى التحرر من القهر والظلم ؟
الوحدة الوطنية ووحدة أطراف المعارضة السورية والتنازل عن الطموحات الفئوية والحزبية والشخصية شرط أساسي للخلاص من نظام زرع الخوف والمعاناة والقمع في سورية
يجب أن يدرك كل سوري أن للسوريين هدف واحد هو تحرير وطنهم وليس البحث عن موقع أو مكسب ذاتي أو حزبي , عندما ينتصر الشعب كل سوري ملتزم بتطلعات شعبه يصبح منتصرا , وإذا هزم الشعب يصبح الجميع منهزم , وفي الأزمات الكبرى تشكل الوحدة الوطنية حبل الخلاص
أؤكد ثانية أن أي تنظيم غير قادر على تحقيق النصر مهما كان عدد الدول التي تعترف به كبيرا , لأن القوة تأتي من الشعب , ومن يبحث عن القوة لنفسه وليس لشعبه لن يستطيع أن يقود شعبه أو أن يكون له مكان بين مواطنيه
وبهذه المناسبة أود أن أشير إلى أني منذ بضعة أشهر أرسلت رسالة إلى الائتلاف الوطني وطلبت منهم العمل على توحيد قوى المعارضة وقلت لهم بصراحة أن الائتلاف الوطني لن يستطيع هزيمة النظام ولا وقف جرائم القتل لأنه تأسس على قاعدة الإستئثار بالقرار وإقصاء الأطراف الأخرى الموجودة على الأرض , لم أتلق جوابا على هذه الرسالة , وعندما سأل أحد السوريين السيد أحمد الجربا رئيس الائتلاف لماذا لم تجب على رسالة السيد خدام ؟ أجابه أن الوقت قد فات
ولا أدري مايعني بأن الوقت قد فات , هل إنتهى عدوان النظام على السوريين , أم هل أنتصرت الثورة ؟
على مايبدو أن الائتلاف كان مشغولا في خلافاته وليس في توحيد العمل لزج طاقات السوريين
من الأمور الملفتة والمقلقة إتصل بي أحد قادة المجموعات المقاتلة التي وصلت إلى مدينة كسب , وقد إحتاجوا إلى بعض الذخائر والأسلحة , فتوجه إلى رئيس الائتلاف طالبا منه المساعدة بالذخائر وبعض الأسلحة فأجابه أنت من جماعة قطر أخرج لن أعطيك ماتطلب , فخرج الرجل وهو يتساءل هل السلاح الذي أرسلته بعض الدول العربية وسلمته للائتلاف هو من أجل الدفاع عن الشعب والأرض السورية أم من أجل إستخدامه لكسب الأنصار ؟
يجب أن ندرك أن الطريق الوحيد لإنقاذ سورية وشعبها هو إستعادة الوحدة الوطنية وإستخدام جميع القوى أسلحتها وقواها لتحقيق أهداف السوريين بالخلاص والتحرر , ولذلك فإني أدعو الائتلاف وجميع قوى المعارضة لإجراء إتصالات فيما بينها وتشكيل لجنة للإعداد لمؤتمر وطني شامل لايستبعد منه أحد ولاتنفرد به مجموعة واحدة
أتمنى من كافة السوريين أن يقرؤا بتمعن نكبة فلسطين وأن بدركوا أن مايعد لسورية من قبل إيران ونظام بشار الأسد نكبة ستكون الأخطر من كل النكبات التي أصابت العرب
نص رسالتي للائتلاف
الأخوة أعضاء الائتلاف الوطني
تحية وبعد
في رسالتي هذه اليكم حرصت أن أكون صريحا وواضحا نظرا للخطورة التي يتعرض لها شعبنا ووطننا والتي أنتجها النظام الحاكم بقيادة السفاح بشار الأسد مدعوما من ايران وروسيا في ظل موقف عربي ضعيف وموقف دولي متردد
أولا : عندما يتعرض شعب لعدوان خارجي أو داخلي يوحد صفوفه ويحشد طاقاته ويتخلى أبناؤه عن طموحاتهم وتطلعاتهم ليكون الهدف واحدا لجميع أبناء الشعب في مواجهة العدوان وبالنسبة لشعبنا اسقاط النظام القاتل ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم القتل والابادة والتهجير والاذلال
ولكن الوضع الحالي في سورية غير ذلك فكثرت الانقسامات والتكتلات والتناقضات والخلافات في وقت يقوم به السفاح بشار الأسد بارتكاب جرائمه
الأمر الأكثر خطورة امتداد الانقسامات الى مقاتلي الثورة وأعضاء المجموعة العسكرية
ثانيا : الموضوع الساخن في الساحتين الدولية والسورية موضوع مؤتمر جنيف الذي اتفقت على عقده الولايات المتحدة وروسيا دون تحديد أهداف هذا المؤتمر ودون الأخذ بالاعتبار طبيعة العدوان الذي يتعرض له شعبنا ولا عجب في ذلك فروسيا شريكة النظام القاتل وحاميته والولايات المتحدة مكتفية بالتصريحات دون اتخاذ اجراءات عملية وجدية لانقاذ الشعب السوري بالاضافة الى ذلك لم تحدد الدولتان الجهات التي ستشارك في المؤتمر من دول وهيئات وتنظيمات
ولفت نظري ما تسرب من معلومات عن موافقة الائتلاف من مشاركة في مؤتمر جنيف ومن جهة ثانية التصريحات التي أعلنها في قناة العربية عدد من أعضاء الائتلاف والتي تكشف الكثير من الالتباس
آ – أحد الأعضاء أعلن استعداد الائتلاف للحوار مع فاروق الشرع دون أن يأخذ بالاعتبار أن ليس للشرع سلطة والسلطات جميعها للطاغية بشار الأسد , كما لم يأخذ بالاعتبار أن من الأهداف الرئيسية والتي لا يمكن التنازل عنها تغيير بنية القوات المسلحة وأجهزة الأمن التي استخدمت في ارتكاب جرائم القتل والتدمير واستمرار هاتين المؤسستين مع استمرار سيطرة أنصار النظام على مؤسسات الدولة سيفتح الطريق الى عودة بشار الأسد الى السلطة مرة ثانية عبر انتخابات تجريها الحكومة الانتقالية في ظروف قاسية يعانيها السوريون
ب – الهدف المعلن من تشكيل حكومة انتقالية لا يكون فيها السفاح بشار الأسد وانما ممثلوه هذه الحكومة ستكون عاجزة ولن تستطيع بحكم تركيبها أن تتخذ قرارا وبالتالي سيبقى الوضع على ما هو عليه من السوء والخطر , وقد يؤدي تشكيل هذه الحكومة وانقسامها بعد التشكيل بسبب خلافاتها الى قرار دولي بتقسيم سورية وهذا بالضبط ما حدث في قضية فلسطين في آواخر عقد الأربعينات
ج – عضوا آخر اشترط للمشاركة في مؤتمر جنيف بناء جسور الثقة بين المعارضة والنظام وقد فوجئت بمثل هذا التصريح فكيف يمكن بناء جسور الثقة بين نظام قاتل قتل مئات الألوف من السوريين وشردهم وأذلهم وهدم قراهم ومدنهم ؟ ان مثل هذه الجسور لم تقم في التاريخ القديم والحديث بين نظام قاتل وبين شعب تعرض للقتل والابادة والمعاناة القاسية
د – عضو ثالث اشترط دعم الدول العربية والاسلامية للموافقة على المشاركة في مؤتمر جنيف , فهل يستطيع هذا العضو أن يوضح القدرات التي لدى الدول العربية والاسلامية حتى تنفذ ضمانتها ؟
ثالثا – أتمنى أن لا يتصرف الائتلاف على أساس أنه يمثل الشعب ويقوده لسببين الأول لا يستطيع الائتلاف حمل هذه المسؤولية والأمر الثاني الواقع على الأرض غير ذلك فأي تصرف باسم الشعب السوري سيزيد من حدة الانقسامات في البلاد ويعطي قوة للنظام القاتل
التمثيل له مصدران اما انتخابات شعبية أو عقد مؤتمر وطني يضم ممثلين عن كافة القوى المقاتلة السورية دون استثناء والتنظيمات العسكرية والقوى السياسية وعدد من أهل الكفاءة والعلم
ان عقد هذا المؤتمر أصبح ضرورة وطنية ملحة لانقاذ شعبنا من جهة ولدراسة الأوضاع الراهنة ومنها مسألة مؤتمر جنيف ليتحمل المؤتمر مسؤوليته في القبول أو الرفض حتى لا يؤدي الانفراد الى أوضاع مؤلمة وسيئة
علينا أن نرى بوضوح أن النظام وأنصاره موحدوا الموقف ويرتكبون جرائمهم وفي نفس الوقت فان قوى الثورة مشتة مفككة
الوضع الخطير وما يحاك على سورية في الخفاء لا يواجه الا بوحدة السوريين
رسالتي هذه اليكم سأبعثها الى كل المكونات ضمن الظروف الممكنة
أخيرا أسأل الله أن يوفقنا في الجمع وأن يبعدنا عن الفرقة وأن ينصر شعبنا