أيها المواطنون الأعزاء،
اتفقت الدولتان، الولايات المتحدة وروسيا، على عقد مؤتمر في جنيف لإيجاد حل تفاوضي للأزمة الدموية في سوريا. للوصول الى حل لوقف سفك الدماء في سوريا الناجم عن العدوان الوحشي للنظام الاستبدادي بقيادة السفاح بشار الأسد. وأعلنت موسكو أنها لن تسمح لقوى المعارضة بلعب دور قيادي في سوريا. كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن المؤتمر قد يؤدي إلى حل تفاوضي متبادل بين النظام والمعارضة. لكن البلدين تجاهلا أهداف الشعب السوري، والتي تشمل تحرير سوريا وإسقاط النظام ومحاسبة القتلة الذين ارتكبوا جرائم القتل والإبادة والإذلال.
إن مشاركة الائتلاف الوطني أو أي جهة سورية باسم المعارضة ستكون لها عواقب وخيمة تزيد من تعقيد الوضع في سوريا. إن أي مشاركة تتجاوز أهداف الثورة التي تهدف إلى إحداث التغيير وإقامة دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، فهي في غاية الخطورة. علاوة على ذلك، يجب على أطراف المعارضة الراغبة في المشاركة في المؤتمر أن تفهم أنها لن تتمكن من تحقيق تطلعات الشعب السوري، لأن الدول الراعية قررت عدم إسقاط النظام بل إشراك بعض المعارضين في الحكومة.
الطاغية بشار الأسد سيحتفظ بالسلطة، وحتى لو أُخرج منها، فإنه سيبقى منخرطاً في الشأن السياسي. وسيستخدم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والموالين له للتلاعب بأي موقف قد ينشأ عن مؤتمر جنيف. ونأمل أن يدرك مؤيدو مؤتمر جنيف أنهم يساعدون في خلق وضع خطير للغاية في البلاد. إن الأغلبية الساحقة من السوريين، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في التنظيمات المسلحة، وكذلك الجيش الحر، لن تسمح بنجاح هذه اللعبة الدولية، ولن تسمح بكارثة ثانية بعد النكبة الفلسطينية.
أدعو كافة الأشقاء المعارضين إلى العمل على عقد مؤتمر وطني شامل يضم كافة أطراف المعارضة السورية. وينبغي أن يلتزم هذا المؤتمر بالعمل على إسقاط النظام وتوحيد القوى والجهود ووضع هدف موحد أساسه إنقاذ سوريا وحماية شعبها وإسقاط النظام الاستبدادي القاتل وبناء حكومة مبنية على إرادة الشعب.
وبينما يشن النظام حرباً ضد الشعب السوري، متحداً مع قواته العسكرية ومؤيديه، فمن الأهمية بمكان أن تجتمع المعارضة التي تعمل على الإطاحة بالنظام وألا تضعف بسبب الانقسامات والصراعات والتمييز. وأدعو الله أن يهدينا إلى الطريق الصحيح، وأن يعيننا على الحفاظ على وحدة بلادنا وشعبنا.
عبد الحليم خدام