اتهمت سوريا الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم بتصعيد التوتر في الشرق الأوسط، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن إنه إذا فشلت الجهود الدبلوماسية لإزالة الصواريخ السورية من لبنان "فسنفعل ما يجب علينا فعله".
وقالت الصحيفة، المسؤولة في الحكومة السورية، تشرين، في افتتاحية اليوم، إن "سياسة إسرائيل العدوانية، بدعم أميركي، حولت منطقة الشرق الأوسط إلى برميل بارود حقيقي.. إسرائيل تلعب بالنار بالقرب من هذا البرميل بتشجيع أميركي".
وأضاف أنه إذا أرادت الولايات المتحدة “تجنب انفجار في المنطقة”، فعليها إرسال مبعوثين “والمشورة إلى القادة الإسرائيليين”.
وصل نائب وزير الخارجية السوفييتي جورجي كورنينكو إلى العاصمة السورية اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين، بحسب ما أفادت إذاعة دمشق. وقيل إن كورنينكو أجرى "تبادلاً لوجهات النظر" مع المسؤولين السوريين.
وتزامنت هذه الافتتاحية مع الإعلان في واشنطن عن أن فيليب حبيب، وهو دبلوماسي محترف، سيزور لبنان وسوريا وإسرائيل هذا الأسبوع في محاولة لنزع فتيل أزمة الصواريخ السورية الإسرائيلية.
اختتم وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام اليوم الثلاثاء الجولة الثانية من محادثاته مع الفصائل اللبنانية وعاد الى سهل البقاع شمال شرق بيروت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ديفيد باساج إن حبيب لن يقدم أي مقترحات للدول الثلاث، لكنه سيستمع إلى قادتها "لاستكشاف سبل تهدئة الوضع".
وقال باساج: "ترحب الولايات المتحدة بضبط النفس الذي أبدته جميع الأطراف في الأزمة الحالية ونأمل أن يستمر ضبط النفس هذا".
وقال مسؤولون سوريون إن مساعداً مقرباً لوزير الخارجية السوفييتي أندريه جروميكو سيصل إلى دمشق اليوم لإجراء محادثات مع قادة الحكومة. وفي موسكو، قال الأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم إن القادة السوفييت يعتقدون أن القتال في لبنان لا يمكن إيقافه إلا من خلال السلام الشامل في الشرق الأوسط.
وقال فالدهايم اليوم عن محادثات يوم الثلاثاء مع الرئيس السوفيتي ليونيد بريجنيف: "لقد تكرر اقتراح عقد مؤتمر دولي". "تم الإعراب عن الأمل في أن يؤدي الحل الشامل لمشكلة الشرق الأوسط بالطبع إلى تسوية الأزمة اللبنانية."
ومع ذلك، يبدو أن كلا من إسرائيل وسوريا غير راغبتين في تغيير موقفهما بشأن نشر سوريا لصواريخ سام-6 السوفييتية شمال شرق بيروت. وتم تركيب صواريخ أرض جو من طراز SAM-3 وSAM-2 الأسبوع الماضي على طول الحدود السورية بالقرب من لبنان.
اتخذت سوريا هذه الخطوة بعد أن أسقطت الطائرات الإسرائيلية مروحيتين سوريتين كانتا تهاجمان القوات المسيحية اللبنانية في الوادي الاستراتيجي بالقرب من العاصمة اللبنانية. ودعمت إسرائيل القوى المسيحية في الصراع الداخلي في لبنان.
وقال خدام في بيروت حيث اختتم جولة أخرى من المحادثات مع الزعماء المحليين بحثا عن إنهاء الاقتتال الداخلي في لبنان: "لا توجد مشكلة اسمها مشكلة الصواريخ، هناك مشكلة العدوان الإسرائيلي على لبنان".
وأضاف خدام "إنه أمر سخيف. إسرائيل تريد أمن طائراتها لمهاجمة الأبرياء في لبنان"، مؤكدا أن إسرائيل تعتقد أن سوريا ليس لها الحق في الدفاع عن نفسها. "هذا منطق غبي وغير قابل للتفاوض".
ولم تعلق سوريا يوم الثلاثاء على زيارة حبيب المقررة، وقالت مصادر دبلوماسية في دمشق إن السفير الأمريكي تولكوت سيلي التقى بالعديد من المسؤولين السوريين، ولكن ليس الرئيس حافظ الأسد.
وقال دبلوماسي غربي رفيع المستوى في العاصمة السورية: "الوضع لا يزال متوتراً، ويبدو أن السوريين مستعدون للمخاطرة بنشوب صراع محدود مع إسرائيل حول قضية الصواريخ".