قال لخدام في محضر تنشره «الشرق الأوسط»: لا أحد يجرؤ على مخاطبة صدام
على خلفية التقدم في الرسائل السرية بين الرئيسين صدام حسين وحافظ الأسد في عام 1996، قرر الرئيس السوري إيفاد نائبه عبد الحليم خدام إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك، لإطلاعه على قرار فتح الحدود السورية – العراقية المغلقة منذ عام 1982.
هدف الأسد من التنسيق مع شيراك، كان تخفيف رد فعل أميركا من محاولات فك «عزلة» صدام، وتعزيز «الثقة» مع الرئيس الفرنسي، بعدما نجح الأسد في إدخال فرنسا بترتيبات مراقبة «تفاهم نيسان» في جنوب لبنان، الذي أبرم في أبريل (نيسان) 1996 بعد حرب «عناقيد الغضب» الإسرائيلية، التي شنها شيمعون بيريس وأفقدته رئاسة الوزراء لصالح بنيامين نتنياهو، في منتصف 1996.
وحسب محضر اجتماع شيراك وخدام في 31 يوليو (تموز) 1996، الذي تنشره «الشرق الأوسط»، اليوم، في الحلقة الثالثة من الرسائل السرية بين صدام والأسد، فإن شيراك أراد أن يبقى اللقاء سرياً، وفتح «ملفاً قريباً» إلى الأسد، ويخص الوجود العسكري السوري في لبنان، وربط ذلك باحتمال بدء مفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نتنياهو؛ قدم عرضاً لافتاً، هو: «إذا تم انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، فهذا يفترض أن جيش لبنان سيتولى ضمان كامل الحدود. إن فرنسا قالت إنها مستعدة لوضع مراقبين، لكن هذا يعني من جهة ثانية نزع سلاح (حزب الله)، وهذا بالطبع أمر يرتبط بسوريا ويهمها. وسوريا، كما هو طبيعي، لا يمكن أن تقبل بذلك من دون مقابل. والتساؤل هو: ما هو المقابل؟ مثلاً الانسحاب من الجولان، وأن تضمن وجودها العسكري في لبنان لبعض الوقت بعد العملية».
في هذا الاجتماع، قال شيراك: «المشكلة أنه يصعب أن نؤثر على أبي عدي (صدام)، لأن الناس لا يجرؤون على التحدث معه، وهذا ما يفسر أننا نتحدث مع طارق عزيز، ويحصل اتفاق، وفجأة يحدث شيء آخر، لأن صدام مفطور على هذا النحو، وليس هنالك من يجرؤ على التحدث إليه».