حذر عبدالحليم خدام من مناورات النظام السوري السياسية خلال مؤتمر جنيف- 2 ومن خطر إسقاط الرئيس بشار الأسد دون إسقاط نظامه.
وقال خدام الذي شغل منصب نائب الرئيس السوري قبل أن ينشق عن نظامه عام 2005 “منذ أيام عقد اتفاق بين أميركا وروسيا لعقد مؤتمر في جنيف من أجل سوريا والوصول إلى حل تفاوضي للأزمة الدامية، ومع الأسف فإن الدولتين لم تأخذا بالاعتبار أن أي حوار لا يكون بين قوتين متوازيتين ستكون الغلبة فيه للأقوى. بشار الأسد يمتلك كل وسائل القتل والتدمير والشعب السوري يمتلك الإيمان بالله والتصميم على التحرير دون توازن بالسلاح”.
وأضاف خدام في تسجيل نشره على الانترنت الثلاثاء “”إذا فرضنا أن اتفاقا على تشكيل حكومة اتفاقية بين ممثلين للمعارضة والنظام فهذه الحكومة ستكون إحدى الفرص المعطاة لبشار الأسد لمزيد من القتل والتدمير ولن تستطيع هذه الحكومة اتخاذ أي قرار، فإذا طلبت المعارضة تسريح أي مسؤول أو ضابط من جماعة النظام فسيواجه معارضة، وبالتالي فهذه الحكومة ستبقى معطلة”.
وشكك خدام في صحة تمثيل الائتلاف الوطني السوري، قائلا إنه قام في الأساس على أنقاض المجلس الوطني بهدف “إعداده للتفاوض مع النظام” مضيفا: “ليس للائتلاف القدرة والصلاحية على التفاوض باسم الشعب السوري، الجهة الوحيدة التي لها هذه الشرعية هي مؤتمر وطني شامل أساسه الداخل السوري، أولئك المواطنون الذين يقاتلون في سبيل الحرية والخلاص”.
وتابع خدام بالقول: “هذا الأمر سيأخذ وقتا طويلا حتى انتهاء الفترة الرئاسية للسفاح بشار الأسد، عندها ستبدأ مرحلة جديدة، هذه المرحلة ستكون مليئة بالاحتمالات، رحيل بشار الأسد لا يعني رحيل النظام، بشار هو رئيس النظام بينما النظام هو مؤسسة أسسها حافظ الأسد من بداية السبعينات واعتبرها بديلا للدولة وحلت محل المؤسسات الدستورية”.
ورأى خدام “الصراع ليس بين الشعب السوري وبشار الأسد فقط، بل بين الشعب وبشار الأسد والنظام الذي أسسه حافظ الأسد، والفارق بين الأب والابن هو التدخل الإيراني، بعد اغتيال الحريري لم يكن لبشار من طريق لحماية نفسه ونظامه إلا الارتماء بأحضان إيران التي أعطته حزب الله ليستخدمه بأي زمان ومكان”.
اقتلاع حزب الله
وتوقع نائب الرئيس السوري السابق أن الجيش السوري الجديد بعد رحيل الأسد بدخول لبنان لـ”اقتلاع” حزب الله، وحذر الدول العربية من وصول نفوذ إيران إليها إن انتصرت في دمشق.
وقال “لم يقدر خطورة ما أقدم عليه بدخول الأراضي السورية وقتل السوريين،” وأضاف: “هذا الأمر سيرتد عليه، النظام سيسقط والنظام الجديد في سوريا سيدخل لبنان ويقتلع حزب الله.. دماء السوريين ليست رخيصة، حزب الله سيدفع ثمنها بعد أن يصبح الشعب السوري سيد نفسه”.
واتهم خدام النظام السوري بـ”زج الطائفة العلوية في صراع لا مصلحة لها به” مضيفا: “هذا النظام سيدفع الثمن وجميع الذين ساندوه وقاتلوا معه سيحاسبون، لن تستطيع الوساطات أو الضغوط الدولية أن تنقذ المجرمين” كما اتهم إيران بأنها “تستخدم الاحتقان الطائفي لتحويل الشيعة في العالم إلى قوى نائمة تستخدمها عندما تحتاج مصالحها”.
وتوجه خدام إلى الدول العربية بالقول: “على العرب أن يدركوا خطر ما يحصل في سوريا، ليس على سوريا فحسب بل على المنطقة، إذا انتصرت إيران في دمشق فلن تقف عند حدود هذا الانتصار بل ستأتي للجميع وتفرض سياستها، وما يدعو للاستغراب هو لماذا تصمت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية على إيران؟” وختم بتوجيه التحية إلى السوريين قائلا: “مهما كانت الظروف صعبة ومهما تعقدت، فإنكم ستنتصرون”.