*بشار لا يعرف رأسه من رجليه
*ماهر الأسد لا يتدخل في السياسة وكل ما يريده هو الامن والمال وشوكت لا يجرؤ على محادثة بشار في السياسة
*اذا لم يحصل التغيير السلمي في سوريا خلال سنة فإنها ذاهبة الى التطرف
*آصف شوكت تحدث لأحد الصحافيين عن كيفية اغتيال النظام السوري رفيق الحريري
*بشار هو الذي اصدر القرار بقتل الحريري
*قلت للأسد: هل تضحي بوليد جنبلاط من اجل هذا الكلب رستم غزالة
*طلبت من الحريري عبر محسن دلول ان يرحل عن لبنان لأن بشار اعتبره عدواً لسوريا ومصيره القتل
*اجهزة الامن عند بشار غبية
*الياس الهراوي دس عند حافظ الاسد انني والحريري والشهابي سنقوم بانقلاب في سوريا
*حافظ الاسد كان يحب الحريري وطلب عدم التفريط به
*الخط العام في النظام كان متمسكاً بالحريري
*الامام الصدر رجل وطني عروبي حقيقي
يركز نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام في القسم الثاني من الحوار المطول الذي اجرته ((الشراع)) معه في برلين على ما لديه من وقائع ومشاهدات وأدلة تتصل بقصة العلاقة بين الرئيس الشيهد رفيق الحريري وآل الاسد.
خدام يتحدث عما قاله الرئيس بشار الاسد له عندما اعتبر الحريري عدواً لسوريا ومصيره القتل، مشيراً الى ان شقيقه ماهر الاسد ارسل من يطمئن الحريري فيما تحدث اللواء آصف شوكت كما يضيف خدام، الى احد الصحافيين عن كيفية اغتيال النظام السوري للحريري.
ويكشف خدام انه ارسل الى الحريري النائب السابق محسن دلول لاخباره بموقف الاسد منه ويطلب منه ان يرحل عن لبنان.
كما يتحدث خدام عن توتر العلاقة بين بشار الاسد والزعيم وليد جنبلاط بسبب العميد رستم غزالة لافتاً الى ان اجهزة الامن عند الاسد غبية.
ويتطرق الى الوضع داخل سوريا محذراً من انه ذا لم يحصل التغيير السلمي خلال سنة فان سوريا ذاهبة الى التطرف، ويعتبر خدام ان الاسد لا يعرف رأسه من رجليه ويشير الى ان شقيقه ماهر لا يتدخل في السياسة وكل ما يريده هو الامن والمال اما اللواء شوكت فلا يجرؤ على محادثة بشار في السياسة.
كذلك يكشف خدام عن الدسائس التي كان يصنعها الرئيس الراحل الياس الهراوي ضده وضد الحريري ومنها الزعم لدى الرئيس حافظ بأن خدام والحريري والعماد حكمت الشهابي يخططون لانقلاب في سوريا.
# بشار الاسد محاصر في موضوع المحكمة الدولية، ماذا يستطيع ان يفعل غير ان يظل يسعى للتخريب والتعطيل في لبنان؟ وهل ستظل حركته بلا عقاب عربي او دولي؟
– انه على الارجح لن يبقى الى ذلك الوقت.
# انت تتكلم عن سنة مقبلة فقط.
– نعم اتحدث عن سنة.
# كم تتوقع له ان يظل في السلطة؟
– لا اريد ان احدد، كل ظروف التغيير في سوريا ناضجة.
# هل ستسمح لكم القوى والدول التي تدعمه ان تسقطوا النظام.
– لا يوجد دعم وكذلك لا يوجد دعم للحركة المعادية لبشار الاسد، اليوم سمعنا ان وليد المعلم سيذهب الى السعودية، وبعد الظهر سمعنا خبراً ان الرياض لن تستقبل المعلم، يعني علاقات بشار سيئة مع كل الناس، لكن احداً لم يأخذ وضعاً يقول فيه انا مع تحرك لإسقاط النظام، هذا هو الوضع.
اريد العودة الى مسألة تحميل العلويين مسؤولية النظام، لا بشار الاسد ولا حافظ الاسد قبله كانا يقمعان الناس بالعلويين بل جزء من العلويين، انظر اليوم هناك رئيسان للأجهزة الامنية ليسا علويين وهما آصف شوكت وعلي المملوك، آصف شوكت من عرب بني خالد على الحدود اللبنانية، لكنه ضمن التركيبة الاسرية وهذا ليس له علاقة، وهو يرسل رسائل لقوى عديدة الا تحسبوني على المجموعة الحاكمة، وانا اعتقد انه بالفعل لن يستمر طويلاً داخل السلطة.
# ومن سيخلع آصف من السلطة.. ماهر الاسد؟
– .. لا ابداً بشار.
# لماذا
– لأنه لا يحبه، ويخاف منه وهو يرث كراهية باسل له، جاء باللواء علي يونس ليصبح نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وهناك صراع بين آصف وعلي يونس، وهو يقلم اظافره وقد غيّر معظم ضباط الشعبة.
# لكن آصف جاء بأخيه مفيد.
– معلش، هناك ضغط على آصف لكن الآن ماذا يريد بشار يضرب له سلام.
# انت توافق على ان آصف يروج لنفسه عربياً ودولياً انه يحاول ان يفعل شيئاً لكن بشار يمنعه.
– لا اعرف اذا كان يشكو، لكنني اعرف ان جهاز الاستخبارات العسكرية مكلف بصلات مع الاستخبارات الغربية، وكان له صلة مع الاستخبارات الاميركية والفرنسية والالمانية.. وكانوا يقدمون لهم المعلومات، وساركوزي كان وزيراً للداخلية، ويجوز انه قابل آصف.. لكن بتقديري لا يوجد صلة، لكنه يعطي للعلاقة حجماً كبيراً دون مبرر، ففرنسا دولة ذات مؤسسات وأجهزتها تخدم مصالحها الوطنية الفرنسية وبالتالي يتأثر ويعمل بوحي سياسة فرنسا، اما ان يقال ان هناك صلات بين آصف وساركوزي فهذه اوهام، حيث انه في العالم المتخلف اذا تغدى احدهم مع شخص كأنه وضعه في جيبه، وهذا ليس صحيحاً بالمرة.
# حرية حركتك كزعيم سياسي معارض هل تم تقييدها مؤخراً في فرنسا عما كانت عليه في عهد شيراك..
– ابداً.
# هل لديك حرية حركة اعلامية.
– كان هناك اتفاق في عهد شيراك ان نشاطاتي الاعلامية خففها من فرنسا لانني عندما ((طلعت طحشت طحشة كبيرة))، وقد اخبرني احد الاصدقاء ذلك في عهد شيراك فعملت على تخفيفها، وما زال الامر سارياً، علماً بأن احداً لم يسألني لكني موجود في بلد أحترم قوانينه دون اي تغيير.
# الحركة التي يظهرها الآن ساركوزي نحو سوريا كيف ترونها، أي انه يشترط للحوار مع بشار ان يرى امراً ايجابياً داخل لبنان، بمعزل عن التدخل السوري، ماذا يطلب الفرنسيون تماماً من سوريا في لبنان.
– انهم يريدون سيادة لبنان كاملة غير منقوصة، عدم التدخل في شؤون لبنان، يريدون ابتعاداً كاملاً لسوريا وامتداداتها داخل لبنان، يريدون ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، واقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، يريدون المحكمة الدولية ان تأخذ دورها.
# هل هذا كلام نهائي او عرض لبدء حوار لتقديم تنازلات من هنا او هناك؟
– بشار الاسد رجل انفعالي ومغرور، وهو لا يريد حواراً مع احد، هو يعتقد ان كل الناس مخطئون وهو على صواب، لقد اتاه الانكليز والألمان والطليان والاسبان والنروج. جاءه الجميع وتحدثوا معه فكان يعدهم بشيء ثم يعمل عكسه، وكذلك فعل مع العرب، لذا توقفوا عن الحديث معه لأنهم لم يعودوا يثقون بما يقوله لهم.
قبل صدور القرار 1559 كان اعلن عن اجتماع لمجلس الامن لاتخاذ قرار يتعلق بالتمديد لإميل لحود، بشار يتصل بفاروق الشرع ويقول له اتصل بموراتينوس وقل ان سوريا لديها مبادرة واطلب منه ان يساعدونا بها، نريد ان يتصل رئيس وزراء اسبانيا برؤساء فرنسا وبريطانيا والمانيا (شيراك، بلير، شرويدر) وان يقول لهم ان سوريا لديها مبادرة وهي ان تسحب التمديد للحود مقابل عدم اتخاذ القرار 1559 من مجلس الامن، ويجتمع المجلس النيابي اللبناني وينتخب رئيساً اذا لم يلتئم مجلس الامن لاتخاذ هذا القرار.
موراتينوس عرض الامر على رئيسه، فطلب رئيس وزراء اسبانيا ان يتصل به بشار الاسد، فاتصل بشار برئيس الوزراء الاسباني عارضاً له المبادرة، فطلب الاسباني مهلة ساعات اجرى خلالها اتصالات مع شيراك وبلير وشرويدر وأقنعهم بعدم اصدار القرار 1559، ثم اتصل موراتينوس بالشرع قائلاً له ان الدول الغربية المعنية وافقت على وقف اصدار القرار الدولي، وعلى سوريا ان تتصل بنبيه بري ليلغي اجتماع المجلس النيابي المحدد للتمديد للحود، فرد الشرع على موراتينوس بأن عليكم انتم ان تتصلوا ببري، فاتصل موراتينوس بنبيه بري فرد عليه بري بأننا دولة مستقلة ذات سيادة.
بشار قدم عرضاً وبعد اربع ساعات تراجع عنه وصدر القرار 1559.
بشار الاسد يتعامل مع البلد كأنه لعبة اشتراها له والده فيكسرها ثم يذهب لأبيه ليشتري له لعبة جديدة، هكذا يفعل بشار في البلد.
# لماذا هذه المشادة الاخيرة بين سوريا والسعودية، علماً بأن بشار الاسد وضع بيضه كله في السلة الايرانية، وهو اجدى به ان يبحث عمن يساعده لا ان يفتعل المشاكل مع الدولة التي وقفت معه كثيراً.
– هذا جزء من موجبات التحالف مع ايران، ان يقطع العلاقات السورية مع العرب.
# ايران تريد منه العزلة؟
– هو يعتقد ان علاقاته العربية ستحمله موجبات تجاه لبنان وفلسطين والعراق. لذا فهو يهرب من هذه الموجبات ليلتحق بإيران.
# انه كمن يطلق النار على رجليه.
– بل هو يطلق النار على رأسه، فهو لا يعرف رأسه من رجليه.
# هل هناك سبب مباشر للخلاف الآن مع السعودية.
– هو قبل مؤتمر القمة العربية حسبما سمعت من مصادر لبنانية وكانت القمة مقررة في القاهرة يذهب عمرو موسى الى السعودية ويطلب ان يعقد المؤتمر في الرياض، فيجيبه السعوديون ان شرط استضافتهم للقمة وحضور بشار الاسد ان يأتيهم اعتذار منه وبعدها يبحثون الامر. فنقل اليهم موسى اعتذاراً من الاسد. ذهب الاسد الى الرياض واجتمع به الملك عبدالله، وتعهد امامهم بأمور، ولكنه سار بعكس ما تعهد به امام الملك السعودي.
بشار يعد ولا يفي
# هل من طبع بشار ان يعد ولا يفي؟
– نعم، هذا طبعه، وهو متردد.. ولنا معه تجارب عديدة فنحن كنا نحدثه في أمر فيقتنع به، ويأخذ فيه قراراً وبعد قليل يمكن ان يأتيه شخص آخر ويقنعه بعكسه فيتخذ قراراً مناقضاً للأول.
# هل هو صاحب قرار ام غيره.
– هو.
# كان سابقاً يقول انه يريد هذا الامر لكن ماهر لا يريده او آصف لا يوافق عليه، الآن يبدو انه هو صاحب القرار اليس كذلك؟
– اولاً ماهر لا يتدخل في الشؤون السياسية، بل هو يريد المال والامن، آصف لا يجرؤ ان يحدثه في السياسة.
# هذه تركيبة معقدة، اذا كان احدهم مهتماً بالمال وآخر لا يجرؤ على الحديث بالسياسة، فكيف يديرون البلد؟
– الا ترى البلد الى اين يقاد.. انهم يقودونه نحو الهاوية.
# لكنهم يرون انفسهم في احسن حالاتهم، انهم يقولون انهم يحاصرون العالم!
– هم لا ينامون الليل، ذات مرة استدعى بشار احد المقربين الذين كانوا مسؤولين سابقاً ايام والده.. استدعاه في الساعة السابعة صباحاً فسأله هذا الشخص، قائلاً يا اخي لماذا تستدعيني في السابعة صباحاً ؟ فرد عليه بشار قائلاً له انه لا ينام، ولا يستطيع ان ينام، فقال المسؤول السابق، انت لا تستطيع ان تنام لأنك انت الذي وضعت نفسك ووضعت البلد في هذا الوضع، انه لا ينام..
من قال لك ان البلد تدار؟
# هناك شعور بأنهم مرتاحون، وان العالم يريد رضاهم في لبنان وفي العراق.
– العالم لا يعرف المجتمع السوري، في هذا المجتمع هناك عدة اشخاص يستخدمونهم. تعداد السوريين 20 مليون نسمة، عمالاً وفلاحين وتجاراً ومهندسين ومحامين واطباء ومدرسين هذا هو المجتمع السوري، حيث يذهب رقيب في الامن الى اكبر رأس مثقف او مهني او جامعي ويبهدله.. اذا لم يحصل التغيير السلمي في سوريا خلال وقت قريب، فسوريا ذاهبة الى التطرف.
# كم تعطي وقتاً للتغيير في سوريا؟
– الوضع لا يحتمل سنة واحدة.
# هل توافرت شروط التغيير؟
– الشروط الداخلية توافرت بمعظمها.
# وهل في رأيك ان الناس ستنـزل الى الشارع كما تدعون في جبهة الخلاص الوطني.
– الاعلام وسيلة اساسية لكسر جدار الخوف، وليس لدينا هذه الوسيلة.
# الا تفكرون بإنشاء محطة فضائية؟
– هذا يكلفنا 10 الى15 مليون دولار ونحن لا نملك شيئاً من هذا المبلغ.
# الا تعتقدون ان هناك بلاداً عربية او اجنبية قطعت كل الخطوط مع النظام وبالتالي ستسمح لكم بمحطة فضائية او قناة؟
– حتى الآن الاعلام العربي مقفل في وجهنا الى حد ما.
# رغم الصداقات؟
– الدول والحكومات لها حسابات، وماذا يعني تغيير الحكم عن طريق الشعب؟
المحكمة الدولية
# يقال ان المحاكمات ستبدأ قريباً، الا ترى امكانية لان يضحي النظام ببعض الضباط لكي يحمي رأسه؟
– هذا التحقيق وصل الى الصورة الكاملة منذ ايام ميليس، والذي قدم هذه الصورة هو آصف شوكت عن طريق احد الصحافيين اللبنانيين من اصدقائه حيث تحدث اليه كيف اغتالوا رفيق الحريري.
# هكذا بهذه البساطة؟
– نعم، والصحافي نقل الرواية من آصف الى احد موظفي السفارات الغربية، وتحدث بها في باريس لأحد الاشخاص.. بعد شهر حزيران/يونيو الا تلاحظ ان تقرير براميرتس الاخير تحدث عن دول لا تتعاون مع لجنة التحقيق؟ الدولة التي لا تتعاون هي الدولة التي نقل لها الصحافي هذا الكلام، انهم لا يريدون كشف المصدر.
صورة من قتل الحريري موجودة، منذ ايام ميليس، حتى عندما جاء براميرتس فإنه لا يريد ان يقع ضحية الاعلام كما ميليس.
لقد اتى ميليس الي ومكث ساعتين، وأجرى معي تحقيقات وطرح علي اسئلة مع محققين كثيرين استمرت فيما بعد ومع آخرين لمدة ثلاثين ساعة وهي ركزت على موضوع رئيسي من يأخذ القرار الامني في سوريا؟ خمسون سؤالاً حول هذا الموضوع، وهذه جريمة فيها طنان من المتفجرات واشترك فيها نحو 20 او 25 شخصاً. من لغّم السيارة، من جاء بالمتفجرات، من اخذ القرار.. أي ضابط في الجيش السوري يستطيع ان يخرج طنين من المتفجرات؟
حكمت الشهابي كان رئيساً للأركان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية كان لديه نوعان من التقارير، تقارير تتعلق بالامن السياسي، وتصل مباشرة الى الرئيس حافظ الاسد، فإذا كان هناك ما يستدعي ان يستشير به الشهابي يحوله له، والأمر الآخر تقارير اذا ضابط عمل مخالفة، او دهس احداً بالسيارة الخ.. اذا كان هناك حاجة لنقل رئيس مخفر في الحسكة، فإن الامر يستدعي موافقة رئيس الجمهورية.
# حافظ الاسد كان يتدخل بنقل رئيس مخفر؟
– في الجيش اذا كان رقيباً يحتاج النقل، فإن حافظ الاسد يجب ان يوافق مسبقاً كقائد جيش ورئيس جمهورية.. فكيف بنقل طنين من المتفجرات؟ ما هي مصلحة رستم غزالة الشخصية ان يقتل رفيق الحريري، وما هي مصلحة آصف شوكت ان يقتل الحريري؟
# بالمقابل ما هي مصلحة بشار ان يقتل الحريري؟
– الذي اصدر القرار هو بشار، فهو رجل سويعاتي، قبل التمديد للحود 18 آب/اغسطس 2004، كنت ذاهباً في اجازة لاجراء فحوصات طبية، فزرت بشار وقلت له يا دكتور هناك كلام عن التمديد فرد ابداً تمديد لا يوجد، لا في سوريا ولا في لبنان، لا العرب ولا الاجانب وقد ابلغت لحود انه لا يوجد تمديد، وقد طلب مني ان ابلغ رفيق الحريري انه لا يوجد تمديد.
قلت له ارجو الا يأتي احد يجرك الى التمديد فلا انت تستطيع تحمله ولا سوريا ولا لبنان، قال ابداً، ابداً انت اخبر رفيق، فخرجت وأبلغت الحريري بالأمر، لكن بعد ثمانية ايام يتصل بي الحريري من فرنسا قائلاً لي: ان جماعتك غيروا.. فسألته مستنكراً ماذا تقول؟ فرد الحريري لقد استدعاني بشار اليه وعلى الواقف ابلغني التمديد.. ولا اريد ان اقول عبر الهاتف ما حصل، فسألته وهل تكلمت مع وليد جنبلاط، قال لي مررت عند وليد ونصحني بأن امدد وانه لن يمدد، قلت له خذ قرارك بالتمديد.. انت وافق على التمديد واستقل.
# كيف تجرأتم على هذا الحديث عبر الهاتف؟
– قلت لك كنت في الخارج، ولم اكن في الشام حيث الهواتف خاضعة للرقابة، المهم اتيت الى سردينيا وقابلت الحريري، فروى لي ما حصل، وهو يريد ان يعود لاتخاذ قرار التمديد فسألني: هل يمكن ان يفعلوا لي شيئاً، فقلت له طالما انت موافق على التمديد فلماذا يؤذونك؟
رجعت انا في 5 ايلول/سبتمبر 2004، في اليوم التالي قابلت بشار لأقول له ألم نتفق انه لا تمديد، يا دكتور لقد نقلت الخطر من داخل لبنان الى داخل سوريا، قال ان هناك مؤامرة كبيرة بين اميركا وفرنسا ورفيق متورط بها، كانوا يريدون اجراء انتخابات رئاسة ويدفع رفيق 300 مليون دولار ليشتري النواب ويأتي برئيس لمصلحته، قلت له كيف يخطر ببالك هذا الوهم، ومن سيدفع 300 مليون دولار.. الاميركان حتى تنقل قرشاً تحتاج الى الكونغرس، وكذلك شيراك في فرنسا.
قال لي بلى هو الحريري سيدفع المال.. قلت هذا غير وارد اطلاقاً ولماذا يضحي الرجل بـ 300 مليون دولار.. بعدين فرضاً ان الرجل سيشتري النواب، وانت لك 115 نائباً في مجلس النواب، فإذا كان هؤلاء الـ115 نائباً سيشترون ويباعون فلماذا أنت مستمر في لبنان، إذا كان من هم معك يباعون بالفلوس، فلماذا أنت باقٍ في لبنان.
سألني بشار ما هو الحل؟ قلت له: هناك حلان: استقالة لحود، قال هذه صعبة، قلت له كل شيء ممكن لكن يجب أن تجري مصالحة مع المسيحيين، وأولاً يجب أن تجري مصالحة مع وليد جنبلاط، فهاجم جنبلاط كثيراً، قلت له وليد حليف أساسي لسوريا وهو له الدور الأساسي في إلغاء اتفاقية 17 أيار/مايو 1983، لا تستطيع أن تلغيه بطلال أرسلان.. لا أحد يستطيع أن يلغي وليد جنبلاط، وهو كان يريد أن يأتي إليك وأنت رفضت استقباله، فرد بشار قائلاً: لقد هاجم رستم غزالة، فقلت له هذا الكلب رستم غزالة تضحي بوليد جنبلاط من أجله؟ هل هذا معقول.
# لماذا يكره بشار وليد جنبلاط؟
– من أجل طلال ارسلان وسليمان فرنجية، عقله صغير جداً.
# هل هناك أمر شخصي؟
– أبداً.. وليد كان ضد التمديد للحود، وبشار كان يريد التمديد له.. المهم قلت له استقبل وليد جنبلاط وحاوره وكذلك البطريرك صفير وقرنة شهوان دون التحفظ على أحد.. أمين الجميل، نسيب لحود، بطرس حرب، نائلة معوض، كل جماعة قرنة شهوان.. هكذا يجب أن تبدأ الحوار معك، وليس مع زير الخارجية، وبالمقابل تستدعي حسن نصرالله، نبيه بري، ووليد جنبلاط والحريري وعندما قال لي الأسد انه لا يستطيع أن يدير هذا الحوار قلت له إذن استدعِ القيادات الإسلامية الأربع واطلب منها إجراء حوار مع القيادات المسيحية وقل لهم حاوروا الجانب المسيحي اتفقوا على حكومة الوحدة الوطنية مناصفة وإجراء انتخابات وفق قانون يوافق عليه الجانب المسيحي، لأن أي قانون انتخابات سيأتي من خلاله 90 نائباً لمصلحة سوريا، والحكومة من مهمتها إجراء الانتخابات، ولا أحد يستطيع أن يطعن بنـزاهتها، ثم تشكل بعدها حكومة جديدة، وهكذا تضبط الأمور مع لبنان ونتجاوز كل ما جرى منذ التمديد.. قال كويس.. وكان هذا الكلام في 6/9/2004.
بعد عدة أيام سألته ماذا حصل، فقال لقد تحدثت بالأمر، والأباتي بولس نعمان جاء إلى محمد ناصيف وراح يقنع البطرك صفير قلت له: يا أخي بولس نعمان ليس له وزن وهذا الرجل لا يحبه البطرك ولا يستمع له، فرد ان هناك شخصاً اسمه ابراهيم ضاهر يحاول أن يقوم بدور مع المسيحيين.
قلت له يا أخي لقد أمضيت مع الشأن اللبناني 30 عاماً ولم أسمع بهذا الاسم، ثم استطردت يا د. بشار البطرك صفير رجل يعمل في السياسة منذ 70 سنة وهو يعرف كل شيء، ولا يخطر ببالك لا فلان ولا فلان، أرسل إليه مباشرة، إما أن يستمع منك مباشرة أو يستمع إليه من ناس يعتقد انهم يمثلونك، ففي وقت سابق ذهب إليه نبيه بري وتحدث إليه وعندما خرج يعلن كلمتين بهدلتم نبيه وهددتموه.. قال طيب سنرى.
بعد عدة أيام جاءني رفيق الحريري، سألته ماذا حصل، قال لي لقد قابلت بشار، وطلب مني تشكيل الحكومة التي أريد قائلاً أريد فقط سليمان فرنجية، وعندما سأل الحريري بشار عن نجيب ميقاتي، رد بشار ليس ضرورياً، ولا يهمني إلا فرنجية، ذهب الحريري لتشكيل الحكومة يوم 21/9/2004، وحصل ما حصل من تعقيدات، فاعتذر الحريري وكلف عمر كرامي، ومع بدء الحديث عن الانتخابات النيابية والاستعدادات لها، بدا ان رفيق سيفوز بكل مقاعد بيروت، والشمال والبقاع الغربي وان وليد سيفوز بمقاعد الجبل وان قرنة شهوان ستحصد مقاعد المسيحيين بما فيهم مقاعد زحلة وبدأ لحود بالتحريض، وذهب المغرضون إلى بشار يحرضونه ضد الحريري بأنه سيسيطر على مجلس النواب المقبل وهو سريع التصديق ويكره الحريري، وكان من المحرضين من يطلب التخلص من الحريري، وبدأت حملة ضد الحريري، تصريح من عمر كرامي ان الحريري ووليد جنبلاط ينفذان مشروعاً أميركياً، وتصريحات لسليمان فرنجية وطلال ارسلان ومجموعة الاستخبارات السورية، ثم جاءت قصة الزيت وكلما اشتدت الحملة كان الحريري يقوى إسلامياً ومسيحياً.. فأخذ بشار قراره بقتل رفيق الحريري.
أنا أبلغت الحريري عن طريق محسن دلول.. كان لدينا اجتماع في قيادة الحزب وبدأ بشار كلامه قائلاً عندما اتخذت قراراً بالتمديد للحود قلت ان هناك 50% خطأ و50% صواباً في هذا القرار.. لكنني الآن بت مقتنعاً بأن القرار كان صائباً بنسبة 100%، لأن السبب ان هناك مؤامرة، أميركا وفرنسا ورفيق الحريري متورطون فيها، رفيق الحريري رجل يكتل طائفته حوله وضد سوريا وهذا أمر غير مسموح هذا الرجل عدو لسوريا!!
# هل كان بشار يوحي بأن الحريري يحرض السنّة داخل سوريا على النظام؟
– هذا أمر كان يتحدث به الياس الهراوي. وقاله للرئيس حافظ الأسد، المهم، القيادة القطرية فوجئت بالحديث، في اليوم التالي تحدثت إليه قائلاً أخي لماذا هذا الحديث وأمام 15 شخصاً فهذا الحديث سيتسرب وسيسيء إليك، في اليوم التالي جاءني محسن دلول، فطلبت منه أن يبلغ الحريري ان الجو معبأ ضده في سوريا وعليه أن يجمع أغراضه ويغادر لبنان.
# هل كان لديك شعور بأنهم سيقتلونه؟
– طبعاً، فعندما يقول بشار الأسد ان هذا الرجل عادى سوريا وانه يتآمر عليها، ويعده متآمراً، ما هي نتيجة المتآمر مع أميركا والفرنسيين ضد سوريا.. القتل.
قلت لمحسن: أخبر الحريري ان الوضع في سوريا معقد، ارحل عن لبنان. بعد عدة أيام ذهبت إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت لإجراء فحوصات ثم ذهبت إلى الحريري ليسألني ما هي حكاية هذا الحديث فأكدت له كل ما جرى، طالباً منه بإلحاح الرحيل، فقال لي ان شاء الله بعد الانتخابات، قلت له أي انتخابات، الله يلعن أبو الانتخابات.. عندها قال لي: لاحظت كان عندي 50 عنصر أمن أصبحوا الآن 6.
ثم سألني الحريري ما هو وضع ماهر؟ قلت له ماهر أداة، قال لي ان ماهر أرسل لي رسالة مع عوني الكعكي، يقول لي فيها انه يودني ويريد أن يراني وهو لا علاقة له بالحملة علي.
قلت له: شو بدك بهالحكي هذا يطمئنك تمهيداً لقتلك روح سافر.
سألت محسن دلول: هل أبلغت الحريري رسالتي، أجابني طبعاً.
# ألم تكن أنت خائفاً من ان يطالوك بسبب موقفك هذا؟
– داخل سوريا لا يستطيع أن يفعل هذا معي.
# لماذا؟
– هناك مشكلة في البلد.
# حادث سيارة يطيح بك، أو قاعدة تقتلك كنوع من تلفيق التهم الجاهزة..
– لا قاعدة ولا حادث سيارة، لأن كل الناس تعرف التوترات بيني وبينه.
# كيف كانت تصل هذه التوترات؟
– أجهزة الأمن عنده غبية، عندما يعطيهم توجيهات سلطوا الهجوم على خدام، على من يسلطون الهجوم؟ على أولادي وهذه الحالة منذ أيام أبيه حافظ.
# هل يمكن ان يكون هناك خطة لقتل رفيق الحريري ويعلم عنها وبها 25 شخصاً، الذي يريد أن يقتل يحصر الأمر بواحد أو اثنين، كيف يمكن مشاركة 25 شخصاً في هذه الجريمة؟
– عندما تحدث في القيادة.. كان يمهد لخطة تحتاج إلى 20 أو 25 واحداً، وكما ورد في التقرير (براميرتس).. كل عمل قامت به مجموعة وقد لا تعرف بما قامت به المجموعة الثانية يعني مجموعة التلغيم، هي غير مجموعة المراقبة.. وهذه غير مجموعة ترتيب الأمور، كل مجموعة لها مهمة، يعني ليس شرطاً أن الذين لغموا السيارة كانوا يستهدفون بها قتل رفيق الحريري.. المراقبون هم عدد من الضباط اللبنانيين والسوريين من الاجهزة.
# برأيك أبو جمال التصريحات التي هاجمت الحريري قبل مقتله، لعمر كرامي وسليمان فرنجية وطلال ارسلان، والآخرين.. هؤلاء كانوا يعلمون ان هناك خطة لقتل رفيق الحريري؟
– عمر كرامي رغم الخصومات بينه وبين رفيق مستحيل أن يرضى أن يقتل رفيق الحريري، أخوه ذهب قتلاً إضافة إلى أخلاق عمر، قد يكون لك ملاحظات عليه، لكن الرجل لديه أخلاق وعنده من نفسه، عمر مختلف. أما سليمان فهناك احتمال أن يكون عارفاً، أما طلال فهو أصغر من أن يبلغوه.
# سليمان قال إذا طلب مني بشار التحالف مع شارون فأنا سأتحالف مع شارون.
– نعم.
غازي كنعان
# هل في شهادة غازي كنعان أمام ديتليف ميليس ما دفعه إلى ((الانتحار))؟
– قبل أن أخرج كان لي فترة لم أكن أراه فيها.
# قصداً أو ممنوعاً؟
– ممنوع عليه هو أن يراني، كان يمر بي بين وقت وآخر ويحدثني عن نشاطاته في الداخلية، ثم عرفت من بشار نفسه ان هناك مشكلة مع غازي.
# آصف لم يكن يحبه؟
– لا لم يكن يحبه وأجهزة الامن لم تكن تحب بعضها أبداً، فالقاعدة التي وضعها حافظ الأسد جعل المجموعات التي حوله متناقضة، وكل جهة تكتب تقارير عن بعضها.
كان هناك ثلاثة مقربين منه كثيراً، حكمت الشهابي وناجي جميل وأنا، ناجي ذهب، كان ينـزعج كثيراً من علاقتي بحكمت.
# ألم يفكر بتدبير مشاكل مع بعض؟
– لا لأنني أنا عاقل وحكمت كذلك، وسنعود هنا إلى حكاية الياس الهراوي، فقد اتصل بالرئيس حافظ قائلاً له انه قادم إليه في اليوم التالي الساعة 12 ظهراً فكلفني الأسد أن أستقبله على الحدود، فوصلت في الحادية عشرة والنصف فوجدت سيارات الرئاسة، سألت ضباط الأمن في الخارج، لمن هذه السيارات فقالوا لي انها للرئيس الياس الهراوي وهو هنا منذ الساعة الحادية عشرة، دخلت ووجدته جالساً مع العماد ابراهيم الصافي واللواء غازي كنعان، فسألته خير ان شاء الله ماذا تدس؟ قال أبداً والله اشتقت إلى الشباب، قلت له بالأمس كانوا عندك ما لحقت تشتاق، ما هي الحكاية، فضحك الجميع.
أوصلتهم إلى الرئيس جلسنا قليلاً ومن ثم عاد، أوصلتهم إلى الحدود وبعد ان سار الهراوي بموكبه رجعنا أنا وابراهيم صافي وغازي كنعان، غازي قال هل تعلم ماذا كان يتحدث معنا هذا الأفندي.. قال انتبهوا ان هناك حلفاً سنياً من أبو حازم (حكمت) وأبو جمال (خدام) وأبو بهاء (الحريري) يرتبون لحلف لتغيير النظام في سوريا وإبعاد العلويين عن السلطة.. فبهدلناه، وتحدثنا معه بكلام قاس لا يحكى من ضابط لرئيس جمهورية.
وصلنا إلى الشام اتصلت بالرئيس حافظ الأسد.. قال لي غاضباً هل تعرف هذا (شتائم ومسبات ضد الهراوي) جاء ليقول لي انك أنت وحكمت الشهابي ورفيق الحريري تعملون حلفاً لانقلاب في سوريا.
# من كلف الهراوي بهذا الدس؟
– لا أعرف، أنا في الواقع اعتبرتها تبييض وجه يمكن يريد أن يتقرب من الأسد، وهو لا يعرف طبيعة العلاقة بين بعضنا.. وقلت في نفسي هل من المعقول ان رئيس دولة تصل به الخسة إلى هذه الدرجة؟ هذه طبيعته.. علماً بأن الذي مدد له الحكم واشتغل معنا للتمديد هو رفيق الحريري.
تصور انه بعد أسبوع واحد من التمديد يرسل خليل الهراوي إلى غازي كنعان، ليقول له ان فخامة الرئيس يبلغك سلامه ويقول لك انه لم يعد يستطيع أن يحمل الحريري ويريد تغييره، وهو يريد عدنان عضوم رئيساً للوزراء، صرخ غازي في وجه خليل وأخذ يشتم الياس الهراوي.. يخرب بيتو هذا الخسيس ما صار له أسبوع، الرجل (الحريري) حفيت رجلاه وهو يركض من أجل التمديد له.. شو هيدا عمك ما في وفاء ما في أخلاق..
# هل هذا مرض شخصي عند الهراوي، أم ان هناك داخل سوريا من ربط خطاً مع الهراوي لكي يستخدمه ضد خصومه ومواجهتكم مثلاً؟
– ليس هناك صلة مع أحد، محمد ناصيف كان صديقاً لحسين الحسيني، لكنه لم يكن يتدخل في الشأن اللبناني، وهو عندما كان مسؤولاً في الاستخبارات كان فاتحاً مع عدد كبير من اللبنانيين، يخدم هذا ويساعد ذاك.
# لكن كل خصوم رفيق الحريري كانوا عند ناصيف، وكذلك خصوم بري..
– الحقيقة ان محمد ناصيف كان يكره رفيق الحريري لأنه يتعاون مع نبيه بري وهذه هي المعادلة، كل الذين كانوا يكرهون نبيه بري كان يدعمهم.
# ما هي المشكلة بين ناصيف والحريري علماً بأن حافظ الأسد كان يحب الحريري كما يقال؟
– الرئيس حافظ كان حريصاً كثيراً على رفيق، طالباً عدم التفريط به، والدليل ان إميل لحود عندما جاء رئيساً سأله من رئيس الوزراء؟ قال لحود: سليم الحص، فقال الأسد بل رفيق الحريري، لبنان بحاجة إليه ونحن بحاجة إليه، كان حافظ الأسد يعلم الفوائد التي تأتي لسوريا من الحريري، كان الرجل وزير خارجية لسوريا، بالإضافة إلى ان هناك مرجعية يمكن العودة إليها.
# لكن داخل سوريا كان هناك دائماً تيار يكره الحريري لكن تغطية حافظ الأسد للحريري حمته، فلما ذهب حافظ وجاء بشار، أصبح هذا التيار الذي يكره الحريري كله في السلطة.
– لا يوجد تيار، بل مجموعة من أناس لهم علاقات بلبنان، يأتيهم لبنانيون وينمون ويتكلمون بكلام طالع نازل، هناك ناس يعترضون بأن رفيق الحريري علاقاته قوية بالسعودية وهم يكرهون السعودية وهم في النظام، لكن الخط العام كان متمسكاً بالحريري.
# لأن حافظ الأسد كان يريد ذلك؟
– ليس فقط الرئيس، هناك مصلحة النظام.
اختفاء الإمام الصدر
# قيل ان هناك مصلحة ايرانية لاخفاء الإمام موسى الصدر وانه تم في ليبيا بواسطة منظمات فلسطينية، ماذا تعرف عن هذا الامر؟
– في تلك الفترة كانت الاجواء متوترة بيننا وبين ليبيا بسبب الاوضاع في لبنان، كنا مختلفين مع الحركة الوطنية وابو عمار، هيج الدنيا علينا العرب والعالم كله ضدنا، اتصل بي السيد موسى رحمه الله صباح سفره الى ليبيا، الساعة السابعة والنصف قائلاً لي ابو جمال اريد ان اشرب فنجان قهوة، وكان معه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
قال لي أنا قادم إليك في طريقي إلى ليبيا، فسألته ماذا ستفعل هناك؟ قال لي كان هناك مشكلة بيني وبين العقيد القذافي وقد تدخل الرئيس بومدين لحلها.
# ألم يحدثك عن المشكلة؟
– لا، أنا حاولت أن أثنيه عن الذهاب، ليس لأنني خائف عليه أن يقتله الليبيون، لا هذا لم يخطر ببالي أبداً، أنا كنت خائفاً أن يقنعه الليبيون أن يقف مع الفلسطينيين ويتركنا.
# كنتم تشكون بأن يتحول سياسياً؟
– هذا ممكن بأن يتم الحديث معه لتحويل مواقفه، كنا في تلك الفترة تحت ضغوط، والمضغوط يشك بكل الناس.
# الإمام الصدر في تلك الفترة لم يكن يرى الرئيس الأسد الممتنع عن لقائه؟
– عندما كان يأتي الصدر إلى دمشق كنت أراه، المهم ذهب الرجل، وجاء وفد من المجلس الإسلامي الشيعي ضم الرئيس الحسيني، الشيخ عبد الأمير قبلان والنائب محمود عمار بعد اختفاء الصدر بأسبوعين أو ثلاثة ليسألوا عن مصير الإمام.
# أنتم كنتم تعلمون ماذا حصل؟
– لم نكن نعلم.
# أسبوعان أو ثلاثة كافية كي تستعلموا وأنتم لديكم جهاز استخبارات قوي.
– الليبيون يقولون ان الرجل جاء وسافر، قلت للوفد الشيعي، هناك قاعدة انه إذا اختفى رجل ويغيب فترة، فإنه لن يعود، الشيخ عبد الأمير فتح صوته للآخر كأنني أنا من قتل موسى الصدر، ذهبوا إلى الرئيس حافظ الأسد فوعدهم خيراً.
أرسل الأسد وزير الدولة للشؤون الخارجية عبد الكريم العدي إلى طرابلس، فلما عاد نقل إلينا ان الليبيين مصممون على ان الصدر سافر إلى ايطاليا، فوقفت جهودنا عند هذه النقطة.
# لكن عندما جاء وفد المجلس الشيعي والنواب وحركة أمل إلى دمشق أثناء انعقاد قمة الصمود والتصدي بحضور القذافي، منعتموه من لقاء القذافي..
– لم نمنعه.. لكننا خفنا أن يسيء أحد إلى العقيد القذافي، هو رئيس دولة وهو حليفنا وأي إساءة له هي إساءة لنا. أنا في رأيي ان هذا الموضوع عولج خطأ في الأساس، ومن كل الأطراف، فقد كان مقترحاً ان تشكل لجنة مشتركة من سوريا ولبنان وإيران وليبيا بهدف الذهاب إلى ليبيا والاستماع إلى الليبيين والتدقيق في المعلومات، فإذا كانت معلوماتهم صحيحة يقفل الملف، وإذا كان هناك خطأ يتجه التحقيق في اتجاه آخر.
# لقد سمعت من إيرانيين في السلطة عام 1981، ان السيد موسى برأيهم كان عميلاً للأميركان، وانه بديل ديموقراطي وطني للخميني الإسلامي الثوري، وان الصدر كان الغطاء الديني لحركة تحرير إيران برئاسة د. مهدي بازركان لذا فإنهم كانوا يكرهون الصدر ويخشون أن يكون هو بديل الخميني في إيران..
– الإمام موسى الصدر رجل وطني وعربي حقيقي، ولا يحق لأي كان أن يتهمه بأنه عميل لأميركا، فالرجل كان مسلماً ولديه قضية وله رؤية تقدمية للإسلام، وهو قريب السيد محمد باقر الصدر والاثنان كانا من المجتهدين التقدميين في الفكر الإسلامي، إضافة إلى ان الرجل هو الذي أسس أفواج المقاومة اللبنانية لمواجهة إسرائيل..