حذر نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام من كثرة المؤتمرات التي تعقدها المعارضة واصفاً إياها “بالظاهرة السلبية”، لكنه أكد على ضرورة التركيز على “الجانب الممتلئ من الكأس” كون هذه المؤتمرات تعكس “حيوية الحراك بين السوريين التواقين للتغيير “.
وأضاف خدام الذي يرأس جبهة الخلاص الوطني المعارضة أن الحكم على أي مؤتمر “يجب أن يأتي بعد صدور القرارات، فان كانت هذه القرارات تأتي استجابة لثورة الشباب في سوريا فان هذا أمر جيد ويشكل دعماً معنوياً، أما إذا كانت هي محاولة للمناورة السياسية فأن الداخل والخارج السوري سيرفض النتائج”.
ووصف خدام في مقابلة مع إذاعة “سوا” الأميركية فكرة تشكيل حكومة ظل سورية بأنها ” غير عملية” لعدم وجود “أي دولة في العالم ستقبل باستضافة حكومة من هذا النوع لتعمل على إسقاط النظام في دولة أخرى، وهذا أمر واضح في العلاقات الدولية”.
وقال إن حكومات الظل قد أثبتت فشلها تاريخياً إلا في حالات محدودة مضيفاً انه “حينما يبدأ النظام بالانهيار فعندها من واجب المعارضة أن تملك هيئة لها وجود حقيقي في الداخل، تتولى تنظيم عملية الانتقال عبر مؤتمر أو اتصالات مع جهات وطنية لتشكيل حكومة انتقالية وتحدد مهام هذه الحكومة بشكل واضح”.
وانتقد خدام اختلاف المعارضة السورية على ما اسماه “التفاصيل” رغم وجود العديد من الشعارات التي تتفق عليها “كإسقاط النظام والمطالبة بدولة مدنية تعددية”، وقال إن أي “حسابات قائمة خارج مسألة إسقاط النظام هي حسابات خاطئة” مضيفاً أن على ” على السوريين وضع خلفياتهم السياسية خلف ظهورهم وان يكون هدفهم الوحيد هو التغيير في سوريا”.
وأشار نائب الرئيس السوري السابق إلى أن “من لديه طموحات أو برامج سياسية فعليه الانتظار للمرحلة التي ستجري فيها الانتخابات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وليطرح هذه البرامج أمام الناس الذين سيختارون ما يناسبهم” لكن ” أن تجري الأمور وفق حسابات المصالح ومن يتقدم ومن يتأخر فأن ذلك ليس من الوطنية في شيء”.
وكرر خدام الذي يرأس جبهة الخلاص الوطني المعارضة على موقفه الداعي إلى تدخل دولي في الأزمة السورية “لان الشعب السوري يواجه القتل والدماء والتدمير بصدور عارية وبالتالي مساعدة المجتمع الدولي للشعب السوري مسألة مهمة وأساسية في عملية التغيير والانتقال بالسلطة من نظام ديمقراطي إلى أخر وطني ديمقراطي”.
وشن خدام هجوماً حاداً على أمين عام جامعة الدول العربية المصري نبيل العربي قائلاً انه “موظف برتبة سفير ولا يملك أن يعطي غطاءً لأي نظام عربي وقد خرج عن المسلمات ” منتقداً زيارة العربي الأخيرة لدمشق التي قال إنها تؤكد انه “لم يشاهد جرائم القتل التي تنشر على شاشات التلفزيون وحجم الدمار والإذلال الذي أصاب سوريا ” كما اتهمه بتجاهل عدد القتلى والمعتقلين مضيفاً ” لقد شاهد فقط بشار الأسد وخرج بتصريحات كان لها صدى سيئ في سوريا ولدى السوريين ولدى الرأي العام العربي”.
ودعا خدام نبيل العربي “إلى الاقتداء بمحمود رياض وعمرو موسى اللذين لم يخرجا عن المسلمات الوطنية والقومية والأخلاقية وعن التزامها بميثاق الجامعة العربية” مؤكداً أن “الجرائم في سوريا هزت الضمير العالمي لكنها لم تهز شعرة في رأس نبيل العربي كما يبدو” مذكراً الأمين العام لجامعة الدول العربية بمواقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ” ليفاجئنا السيد العربي بمطالبته المجتمع الدولي بعدم التدخل في الشأن الداخلي لسوريا”.
وقال نائب الرئيس السوري السابق إن الرئيس بشار الأسد اظهر من الأسبوع الأول لحكمه “انه لا يسمع لنصائح احد” وهو الأمر “الذي أوصل البلاد إلى أزمتها الحالية” متوقعاً “نهايته قريباً”.