أكد نائب الرئيس السوري السيد عبد الحليم خدام استمرار سوريا في “تقديم كل العون والمساعدة الى الدولة اللبنانية للوصول الى شاطئ الامان وطي ملف الازمة” ودعا العرب الى “شد ازر الدولة اللبنانية” واعتبر ان الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب “يعزز مسيرة بسط سلطة الدولة” واعلن ان سوريا “تجري اتصالات مع عدد من الدول للمساعدة في تنفيذ القرار 425”.
استقبل ظهر امس رئيس الجمهورية السيد الياس الهراوي في المقر الرئاسي الموقت في الرملة البيضاء نائب الرئيس السوري السيد عبد الحليم خدام الذي وصل في زيارة مفاجئة، هي الثانية منذ شهرين (17 اذار 1991)، لم يعلن عنها إلا مع وصوله ورافقه رئيس هيئة الاركان في الجيش العربي السوري العماد حكمت الشهابي ورئيس فرع جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان العميد الركن غازي كنعانن وعقد معهم الرئيس الهراوي اجتماعا، انضم اليه عند الاولى الا ربعاً رئيس الحكومة المحامي عمر كرامي وبعد ربع ساعة انضم اليهم رئيس المجلس النيابي السيد حسين الحسيني. ورافقت الزيارة تدابير امنية مشددة نفذها الجيش اللبناني والجيش العربي السوري في محيط المقر الرئاسي.
وعند الاولى والنصف أقام الرئيس الهراوي مأدبة غداء استكمل خلالها بحث المواضيع المتعلقة بسير الخطوات التنفيذية لاتفاق الطائف.
خدام
ولدى مغادرته المقر الرئاسي في الخامسة الا ثلثاً ادلى السيد خدام بتصريح الى الصحافيين، وعن طبيعة الزيارة قال: “في اطار التعاون والتشاور بين البلدين تمت هذه الزيارة اليوم والاجتماع مع فخامة الرئيس ومع دولة الرئيس كرامي. لذلك اولاً أطلعنا الدولة اللبنانية واطلعنا فخامة الرئيس والاخوان على الاتصالات التي تجري الآن في المنطقة والتحركات القائمة ومصالحنا المشتركة في هذه التحركات وتبادلنا وجهات النظر حولها. ومن الطبيعي القول اننا كنا متفقين في التحليل وفي الرؤيا ولا شك بأن مثل هذا التشاور كان مفيدا. كذلك اطلعنا فخامة الرئيس على الخطوات التي قطعتها الحكومة اللبنانية في برنامجها لتنفيذ الميثاق الوطني. وأكدنا له ان سوريا مستمرة وستستمر في تقديم كل العون والمساعدة للدزلة اللبنانية من اجل الوصول الى شاطئ الامان ومن اجل طي ملف الازمة اللبنانية. وأستطيع القول ايضاً كانت وجهات نظرنا متفقة في التحليل والاستنتاج”.
• برأيكم ما هو المطلوب عربياً لدعم المطلب اللبناني لتنفيذ القرار 425؟ وما يمكن للعرب ان يفعلوا؟
_ يجب على العرب جميعاً ان يشدوا أزر الدولة اللبنانية وان يمارسوا الاتصالات والجهود التي من شأنها ان تساعد في تنفيذ القرار 425 وفي تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب لأن هذا الانسحاب يشكل خطوة مهمة في تعزيز مسيرة بسط سلطة الدولة وفي تعزيز مسيرة سلطة استعادة الدولة لجميع امكاناتها الموجودة في لبنان. نحن من جهتنا نجري اتصالات مع عدد من الدولة ونبحث في السبل والوسائل التي من شأنها ان تساعد الدولة اللبنانية في الوصول الى تنفيذ كامل القرار 425.
• هناك موضوع العلاقات المميزة وهناك مسودة مشروع ارسلت الى دمشق هل كان هذا موضوع الحديث؟
_ دائما مناقشتنا تصب في العلاقات القائمة بين البلدين وهذه العلاقات هي التي ادت الى المناقشة واطلاع الدولة اللبنانية على الاتصالات والتحركات والى الاتفاق على التصورات التي يمكن ان نعمل بها معا في ضوء واطار هذه التحركات. وامر طبيعي القول اننا ناقشنا بصورة من الصور بعض التطورات حول كيفية تنفيذ البنود المتعلقة بالعلاقات السورية _ اللبنانية والواردة في ميثاق الوفاق الوطني الذي اقره المجلس النيابي.
• الرهائن الاجنبية في لبنان بعد هذه النجاحات على صعيد بسط سلطة الدولة اللبنانية. هل تعتقد اننا اقتربنا من حلّ هذه القضية؟
_ نعتقد ان الظروف الآن اكثر ايجابية، العقدة القائمة الآن في ان هناك مئات اللبنانيين المحتجزين لدى السلطات الاسرائيلية كما علمنا من بعض الاوساط ان هناك مطالب من قبل جهات المحتجزين باطلاق الرهائن اللبنانية.
• هل تناولتم في الاجتماع موضوع زيارة وزير الخارجية السوفياتي المتوقعة الى لبنان الثلاثاء المقبل؟
_ أطلعت فخامة الرئيس على المناقشات التي دارت بين الجانب السوري والجانب السوفياتي خلال زيارة الوزير السوفياتي الى دمشق وفي طبيعة الحال لا نعرف بالضبط المواضيع التي سيطرحها ولكن الخطوط العامة للمناقشات حول هذا الموضوع كانت واضحة سواء بالنسبة الى الجانب اللبناني او الجانب السوري.
ونعتقد ان هذه الزيارة مهمة وهي تعبير جديد عن الدعم الدولي للدولة اللبنانية ولمسيرة الوفاق الوطني وتأكيد جديد على الانجازات التي تم تحقيقها في الاشهر الماضية على طريق استعادة لبنان لعافيته وعلى طريق تثبيت مسار السلام في لبنان.
كرامي
بدوره اعلن الرئيس كرامي: “في اطار التشاور المستمر بين المسؤولين في لبنان والمسؤولين في سوريا كان هذا اللقاء اليوم وقد تناول مواضيع عدة وجرى تحليل الامور. وهناك اتفاق وتطابق في كل الآراء”.
• بالنسبة الى موضوع العلاقات المميزة المشروع كما هو معروف وضع صورته النهائية او ما قبل النهائية. هل كان من ملاحظات سورية؟
_ طبعاً جرى نقاش لبعض الامور في ما يتعلق بهذا الموضوع لأنه شيء طبيعي عندما يكون هناك اتفاق او معاهدة ستتم بين البلدين ان يجري التفاوض والنقاش حول كل النقاط. وجرى بالفعل نقاش وتوضيخ لكثير من النقاط واتفقنا على كل شيء.
• بالنسبة الى التوضيح لكثير من النقاط هل يمكن ان نعرف على ماذا تركز البحث؟
_ هذا لا يجوز قبل ان يطلع مجلس الوزراء على هذا الموضوع.
• بالنسبة الى موقف بعض الافرقاء التي طالبت بان يبحث موضوع العلاقات المميزة بعد انتشار الجيش على كل الاراضي اللبنانية. ماذا يمكن القول؟
_ لكل رأيه. نحن في بلد ديموقراطي وكل فئة في لبنان او كل شخص يستطيع ان يعبر كما يشاء. ولكن في النتيجة كما قلنا اننا نحن كحكومة جئنا لتنفيذ كل اتفاق الطائف وقلنا بأن اتفاق الطائف هو بند او استئخار عن بند فيها لأن هذا يعطل كل المسيرة.
ونحن نعتقد جازمين بأن تنظيم العلاقة بين لبنان وسوريا هو امر اساسي وضروري لأنه يؤدي الى اولا: تنظيم هذه العلاقة، وثانيا: الى استتاب الأمن والاستقرار والهدوء في كل المجالات، لذلك إن في بحث هذا الامر مصلحة اكيدة وكبيرة لسوريا وللبنان اكثر من سوريا.
• الاجتماع المقرر الاثنين ما زال مقرراً؟
_ طبعاً نحن نريد ان تكون هناك قراءة اخيرة لهذا المشروع ومن بعده يعرض على مجلس الوزراء.