كشف نائب الرئيس السوري الأسبق الراحل عبد الحليم خدام في مذكراته عن تفاصيل زيارة الرئيس بشار الاسد
إلى إيران في مارس 2003، قبيل الغزو الأمريكي للعراق
ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط”، الجزء الأول من مذكرات السياسي السوري الراحل، التي تناولت بالقسم الأول من منها الزيارة إلى طهران، وكتب خدام الذي رافق بشار الأسد آنذاك، إن الأخير خلال لقائه الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، قال إن سوريا “أكثر دولة تقف مع النظام العراقي، لكن التنسيق العراقي مع سوريا هو الأقل”
وأضاف الأسد وفق ما ذكر خدام: “إنه نظام غريب يعيش في عالم آخر.. العلاقة ضعيفة بسبب عدم وجود الثقة بين نظامينا”
وتطرق الأسد، إلى “وجوب توسيع العلاقة مع المعارضة العراقية وخلق عناصر أخرى للتنسيق، و”النقطة الأهم هي في تفكير الكرد بإنشاء وطن لهم”، بحسب مذكرات خدام
وفي هذا السياق، قال الأسد، مشيراً إلى بحث الموضوع مع الرئيس التركي السابق عبد الله غول، وإلى أن المحور الأساسي للتعاون بين سوريا وتركيا حينها هو موضوع الدولة الكردية”
وأجرى النظام السوري مباحثات مع نظيره العراقي وتحدثوا حول المعارضة العراقية، إلا أن الرد كان بأن العراقيين لا يخافون من أحد، بحسب ما جاء على لسان الأسد بمذكرات خدام
كما ذكر خدام، أن الأسد قدم اقتراحاً خلال الزيارة، بإعطاء المعارضة العراقية وعوداً وهمية على الطريقة الأمريكية، بعد وصفها من قبل خاتمي بأنها لا تروق لأحد
وفي رده على سؤال خاتمي، “هل أنتم مطمئنون إلى إمكانية قيام الجيش بعمل ما في الداخل؟ إن انتصرت الولايات المتحدة بسرعة سيكون الأمر صعباً”، واعتبر الأسد أن “الحل في المقاومة، وفي حال وقوع الحرب يجب الإعداد لها قبل وقوعها”
كما أشار الراحل عبد الحليم خدام إلى أن بلاده وإيران “عارضتا الغزو الأمريكي للعراق خوفاً من امتداد الصراع إلى داخل حدود البلدين”
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلفها عدد من دول التحالف، أطلقت في 20 مارس عام 2003، الحرب ضد العراق، وفي 9 مايو من العام نفسه، سقطت العاصمة بغداد ومعظم الأراضي العراقية في يد قوات التحالف
وأُطلقت الحرب تحت عدة ذرائع منها، عدم تطبيق الحكومة العراقية حينها قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للمفتشين الدوليين للبحث عن الأسلحة، وحيازة العراق أسلحة دمار شامل، إضافة إلى حجج أخرى
كما اعتمدت الدول المهاجمة على تأييد قسم من الشيعة في الجنوب (لاحقًا أصبح لهم فصائل عسكرية مدعومة من إيران وتحكمت بمصير البلاد)، والكرد في الشمال، للإطاحة بنظام الرئيس السابق صدام حسين
وفي الخامس من يناير العام الفائت، صوّت البرلمان العراقي على إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد، وهو ما رفضته واشنطن
إلا أن الولايات المتحدة انسحبت من عدة قواعد عسكرية وسلمتها للجيش العراقي