يا أبناء وطني الحبيب
إتسعت دائرة النشاطات الإيرانية في العالمين العربي والإسلامي وركزت على سورية بحكم موقعها الجغرافي والسياسي واستخدمت بشار الأسد ونظامه كما استخدمت العصبيات الطائفية والعرقية للأقليات مما أدى إلى أوضاع خطيرة في
سورية تهدد وحدتها ومستقبل شعبها .
خلال أربعة سنوات ونصف سقط مئات الآلاف من الشهداء وهجر الملايين من المواطنين من مساكنهم بالإضافة لمئات الآلاف من الجرحى والمسجونين .
كما شاركت إيران بشار الأسد في جرائم القتل والتدمير والإبادة وقدمت له المقاتلين والسلاح والمال وأصبح بشار الأسد موظفا لدى القيادة الإيرانية .
أطماع إيران منذ نجاح الثورة الإيرانية إقامة دولة كبرى تكون مرجعا في المنطقة وتهيمن على المنطقة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط إلى أفغانستان وهذه الصيغة ليست إستنتاج وإنما سمعتها من الرئيس علي هاشمي رفسنجاني الذي كان في زيارة لسورية في حزيران 1985 وفي لقاء مع حافظ الأسد طلب إعطاء إيران صواريخ بعيدة المدى ولم يعطه الفريق حافظ جوابا وقال له غدا يزورك الأخ أبو جمال ويبلغك قرار القيادة .
بعد خروج الضيف ناقشنا الطلب وكان الفريق حافظ يقول إذا أعطيناهم الصواريخ فذلك سيؤدي إلى صراع عنيف بيننا وبين العراق لأنهم سيستخدمونها في ضرب بغداد
كما سيثور علينا العالم العربي وإذا لم نعطهم سنخسر إيران ونحن بحاجة لها , فقلت له لدي حل يخرجنا من هذا المأزق وهو أن نبلغ الرئيس رفسنجاني أننا في أوضاع إقليمية صعبة , خلاف مع تركيا وخلاف مع العراق وصراع مع إسرائيل وإضطرابات في لبنان , كما أن الإتحاد السوفييتي لايسمح لنا بإخراج هذا السلاح من سورية وبالتالي يمكنكم أن تطلبوا هذه الأسلحة من ليبيا ونحن سنتحدث مع العقيد معمر القذافي .
وفي اليوم الثاني أبلغت الرئيس رفسنجاني هذا القرار فلم يكن مرتاحا لذلك وأجابني كنت أتوقع أن توافقوا على إعطاءنا السلاح لأن إنتصارنا هو إنتصار لكم وستصبح المنطقة من ساحل صور إلى أفغانستان منطقة واحدة , وعندها استنتجت أننا سنصبح ولاية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبعد هذا الحديث أصبحنا حذرين من التورط مع إيران كما قررنا أن تبقى العلاقات جيدة .
إيران وضعت برنامجها في إثارة العصبية الطائفية لدى المسلمين الشيعة ليس في إيران فقط وإنما في كل مكان يتواجد فيه المسلمون الشيعة , وبالفعل حولتهم إلى قوى نائمة وأسست تنظيمات مسلحة من المسلمين الشيعة خارج إيران لاسيما في لبنان والعراق , والآن هي مسيطرة على لبنان وسورية والعراق ولها قوة كبيرة في اليمن بالإضافة إلى مناطق أخرى تستفيد سياسيا بالإضافة إلى تقديم المساعدات للمنظمات الشيعية .
إيران ركزت على سورية لأن موقع سورية الإستراتيجي يمكنها من الهيمنة على لبنان وعلى العراق ولذلك وضعت إيران خطتها لتهجير المواطنين السوريين السنة من بلادهم ودفع مجموعات كبيرة من الإيرانيين ومن المسلمين الشيعة من دول أخرى للإستيطان في سورية وجعلت النظام في سورية بقواته المسلحة وأجهزة أمنه وأنصاره جزءا من القوة الإيرانية ,كما عمدت إلى تدريب الضباط السوريين في الجيش وأجهزة الأمن عند ترفيعهم لرتب أعلى إلى تدريبهم في إيران وبذلك كسبت ولائهم وهنا أقول وبكل صراحة أصبحت أجهزة الأمن في سورية ممسوكة من إيران وليس من بشار الأسد وفي أي لحظة تريد إيران إسقاط بشار الأسد يمكنها ذلك .
هذا مايجري حقيقة على أرض الواقع وإن محاولة إيران لتغيير البنية السكانية والإجتماعية للسوريين ليست حديثة في عهد بشار فقط وإنما في مرحلة حافظ الأسد جاءت بعثة دينية إيرانية إلى الساحل السوري في محاولة لتحويل العلويين إلى المذهب الشيعي ,فتشكل وفد من شيوخ الطائفة العلوية وجاؤوا إلى دمشق قلقا من تغيير مذهبهم وطلبوا من الفريق حافظ الأسد إخراج البعثة الدينية الإيرانية من سورية وبالفعل صدرت تعليمات وتم إخراجهم في 24 ساعة .
حافظ الأسد رغم علاقاته القوية مع القيادة الإيرانية إلا أنه كان يدرك خطورة الأمر لأن إستمرار هذه الحملة التبشيرية سيؤدي إلى إثارة جميع الطوائف الإسلامية ضد النظام .
إنني هنا لاأدعو إلى صراع طائفي يمزق المسلمين وينهك الشعوب وإنما أدعو إلى التبصر حتى لا تنزلق الأمور إلى ساحة صراع ستؤذي العالمين العربي والإسلامي .
أناشد السوريون الحفاظ على وحدتهم الوطنية وعدم الإنزلاق في الصراعات الطائفية بكافة أنواعها لأن هذه الصراعات ستضعفهم وتضعف الوحدة الوطنية وتؤدي إلى تفكك البلاد وتقسيمها .
الوطن بحاجة لجميع أبناءه والشعور بالمسؤولية الوطنية يتطلب التماسك والابتعاد عن كل مايثير الفرقة .