تسوية النزاع مع العراق تبدو أكثر صعوبة بكثير
زيارة عبد الله أبرزت الوساطة السعودية
وفقًا للمحللين في دمشق، سوريا التي استأنفت مؤخرًا العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، شرعت في نهج جديد خلال عطلة نهاية الأسبوع لتحسين العلاقات مع مصر، التي قطعت في عام 1977. ومع ذلك، لا تزال تلتزم بخط صارم لا يوحي بتحسين قريب في العلاقات مع القاهرة
تنقية الأجواء بين سوريا والدول العربية كانت محور زيارة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز إلى دمشق يوم الجمعة الماضي، والتي استمرت 24 ساعة وأبرزت الدور التقليدي للسعودية كوسيط بين الدول العربية. وقبل مغادرته دمشق، صرح الأمير عبد الله بأنه ناقش العلاقات السورية مع مصر والعراق والمغرب مع الرئيس حافظ الأسد
تشير المصادر الدبلوماسية العربية في دمشق إلى أن سوريا، التي تعتبر أن الصراع العربي الإسرائيلي يحدد مصير العالم العربي، لا تزال تعتقد أن محاولات الحوار مع العدو الصهيوني محكوم عليها بالفشل. وتضيف المصادر الدبلوماسية أن سوريا تعتقد أنها يمكن أن تبقى بعيدة عن التطورات الدبلوماسية الجديدة في الشرق الأوسط التي تمثلها المبادرة الفلسطينية للسلام والأجواء الدولية للتخفيف من التوتر. يساعدها في ذلك موقعها الجغرافي الاستراتيجي، خاصة حدودها المشتركة مع إسرائيل، ووجودها العسكري القوي في لبنان، البلد الآخر الذي يشاركها الحدود مع إسرائيل
أكد نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام يوم السبت الماضي، بعد مغادرة ولي العهد السعودي، أن مصر عزيزة علينا، وهو ما بدا كإشارة جديدة لحسن النية من دمشق تجاه القاهرة، وهي الثالثة في أقل من شهرين. والجدير بالذكر أن العلاقات بين دمشق والقاهرة قطعت في عام 1977 بعد زيارة الرئيس المصري السابق أنور السادات إلى القدس
يرى المراقبون في دمشق أن هذا يعتبر خطوة حذرة، حيث أضاف نائب الرئيس السوري على الفور، في رده على سؤال حول عودة مصر إلى الجامعة العربية، أنه لا يمكنه معالجة موضوعات لم تُختتم في المحادثات بعد. تم تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1979
ومع ذلك، فإن تسوية النزاع بين سوريا والعراق تبدو أكثر صعوبة بكثير. دمشق، التي لا تزال حليفًا رئيسيًا لطهران، تعتقد أن بغداد حرمت العرب من قوة هائلة ضد إسرائيل منذ بداية حربها مع إيران في عام 1980
تواصل الصحافة السورية انتقادها اليومي اللاذع للنظام العراقي، وخاصة إدانتها للمساعدة العسكرية التي قدمها العراق لميليشيا القوات اللبنانية المناهضة لسوريا في شادره ضد الوجود العسكري السوري في لبنان
وأخيرًا، هناك قضية منظمة التحرير الفلسطينية ، التي تم طرد رئيس لجنتها التنفيذية ياسر عرفات من دمشق في عام 1983. على الرغم من أن وسائل الإعلام السورية تتبنى باستمرار موقفًا تجاه المنظمة، ترى الدوائر الفلسطينية أن دمشق تتبنى نهج الانتظار والترقب منذ إعلان الدولة الفلسطينية في 15 نوفمبر من العام الماضي في الجزائر
تتابع دمشق، التي لم تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية، التطورات عن كثب قبل اتخاذ أي قرار في هذا الصدد، وفقًا لنفس الدوائر الفلسطينية