المحضر السري للقائهما في دمشق عشية الغزو الأميركي لبغداد… والأسد يقول ان صدام “خبير انقلابات”
بالتزامن مع اللقاء الكبير بين المعارضة العراقية والمسؤولين الأميركيين لتنفيذ قرار واشنطن والتخطيط لاسقاط صدام، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وزير الخارجية الأميركي كولن باول يوم 15 أبريل/نيسان 2002، بحضور كبار المسؤولين في البلدين.
بدأ الأسد الحديث بالقول: “زيارة سوريا مهمة جدا وأنا سعيد لأنكم قررتم هذه الزيارة. أي حديث في المنطقة عن السلام دون سوريا ولبنان موجود على الورق لكن ليس في الواقع، المهم أن نكون قد تعلمنا من هذه الأحداث التي تحصل الآن أن أغلب الأمور التي حصلت في الماضي من مبادرات ومصطلحات وسياسات هي التي أدت إلى هذا الشيء”.
رد باول: “مسرور برؤيتك مرة أخرى. أنت محق تماما فيما قلته، فزيارتي للمنطقة دون زيارة سوريا وتبادل الآراء- وهو ما أحاول القيام به- لن تدفع عملية السلام إلى الأمام، وهذه وجهة نظر الرئيس بوش، لذلك من الممكن أن نستمع إلى آرائكم لننقلها إلى الرئيس بوش”.
بعد حديث طويل عن عملية السلام، بدأ اللقاء بالحديث عن العراق. وقال باول إن النظام العراقي “يركز على حيازة أسلحة دمار شامل وعلى مواد البنى التحتية، وأرى أنه من الأفضل تنظيف المنطقة حفاظا على المدنيين من الأذى، وآمل أن يتم نقل هذا الأمر إلى الأمم المتحدة قبل نهاية الشهر، وحكما ضمن شهر مايو/أيار”.
صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا)، تظهر الرئيس السوري بشار الأسد متحدثا إلى وزير الخارجية الأميركي كولن باول في دمشق في 3 مايو 2003
رد الأسد: “كلما تأخر الحصار أصبح صدام أقوى. وطبعا الآن هو أهم رئيس عربي، يجب أن تعرفوا هذا الشيء، وأخشى في الانتخابات المقبلة أن نضطر لمطالبته بالوقوف إلى جانبنا لكي ننجح في الانتخابات (ضاحكا)”.
وقال باول: “الحقيقة أنه ما زال شخصا خطيرا، وموقف الرئيس بوش منه لم يتغير أبدا وسنبقي الحصار وسنتابع الضغط حتى يتمكن المفتشون (الدوليون) من الدخول إلى العراق وسيظل الرئيس مؤمنا بأن العراق سيكون دائما مصدرا للخطر”.
الأسد: صدام ليس خطرا
لكن الأسد لم يكن مقتنعا بكلام باول بأن صدام يشكل خطرا على الولايات المتحدة، مؤكدا أن واشنطن تبالغ في مخاوفها من صدام، خاصة فيما يتعلق بمزاعم حيازته أسحلة دمار شامل. وأضاف: “هذا الكلام مضحك لأن الولايات المتحدة وبكل مصادر المعلومات التي لديها تعتقد أن صدام يمتلك أسلحة نووية. يجب أن يأخذ كل موضوع حجمه الحقيقي”.
ورد باول: “نحن لا نريده أن يمتلك أسلحة نووية، ولهذا السبب فإننا نعمل جاهدين لمنعه من التسلح بهذه التقنيات. هو لا يمتلك هذه الأسلحة الآن، لكنه يعمل الآن على تلك التقنيات ونعلم أنه قبل حرب الخليج (في 1991) كان يحاول القيام بهذا الشيء لذلك حاولنا أن نُبقي أعيننا عليه ونراقبه ونفرض عليه العقوبات. وإذا كان لا يمتلك أسلحة كهذه فعليه أن لا يبدي اعتراضا على دخول المفتشين ليلقوا نظرة ويتحققوا مما إذا كان يفعل شيئا ما وهذا يتعلق أيضا بالعقوبات”.
ورد الأسد أن جيران العراق “لن يسمحوا لصدام بأن يمتلك تلك الأسلحة قطعا، لأنهم يخشون صدام”، ثم أردف ضاحكا: “نحن في سوريا نعرف صدام حسين أكثر من العراقيين وأكثر منكم وأكثر من الكويتيين”.
وعندما أثار باول التعاون الأمني مع سوريا في مكافحة الإرهاب، قال الأسد إن بلاده كان لها السبق في التصدي لتنظيمات متطرفة ومحاربتها أكثر من مرة كتنظيم “القاعدة”، وكان آخرها في لبنان عام 1998 بالتعاون من الجيش اللبناني، وإن على الولايات المتحدة الاستفادة من التجربة السورية في ذلك المجال، مشيرا إلى أهمية أن تضطلع دولة عربية مسلمة ومعتدلة وموثوقة في الشارع العربي بتلك المهمة، وبمساعدة استخباراتية من واشنطن.
“المعارضة لا قيمة لها داخل العراق”
مع نهاية 2002، تواصلت تقريبا التحضيرات لغزو العراق في مارس/آذار 2003. وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2002، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد عضوي مجلس الشيوخ الأميركي جو بايدن (الرئيس الأميركي الحالي) وتشاك هيغل بحضور مسؤولين من الجانبين، بينهم أنتوني بلينكن (وزير الخارجية الحالي)، مدير هيئة الموظفين للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وكان بايدن وهيغل قد استهلا جولة إقليمية شملت أيضا تركيا، وكردستان العراق، وإسرائيل، والأردن، والسعودية. وفي سوريا، بدأ الرجلان حديثهما مع الرئيس الأسد، في اجتماع استمر ساعتين، بالثناء على الجهود التي تبذلها دمشق لدحر تنظيم “القاعدة”، ومساعدة واشنطن في وأد عمليات إرهابية في مهدها، وهو ما أدى إلى إنقاذ حياة بعض المواطنين الأميركيين.
وعندما تطرق بايدن لسبب الزيارة الرئيس لدمشق، وهو الحرب على العراق، وتضرر سوريا بشكل مباشر حال وقوعها، أكد أن رئيس الولايات المتحدة يعتقد أنه لا مفر من الحرب، وأن الولايات المتحدة تريد أن تعرف موقف سوريا، خاصة بعد أن صممت واشنطن على رأيها من حيازة صدام أسلحة دمار شامل، وسأل الأسد: “ما الخيارات التي تعتقد أنها ستكون متوفرة لنا لتطبيق أهداف الأمم المتحدة في هذا الشأن؟ هناك الكثير من الأسئلة لدينا”.
فقال الأسد أن هناك شكوكا في كل ما تطرحه الولايات المتحدة الآن من مبادرات في موضوع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي موضوع العراق، وموضوع مكافحة الإرهاب، مؤكدا على أن القضايا الثلاث مترابطة، وبالتالي فإن فقدان الثقة أو الفشل في الأولى سيؤدي إلى فقدان الثقة والفشل في الثلاث، وأن بلاده ترى أن مكافحة الإرهاب يجب أن تتصدر سلم الأولويات.
وأضاف: “يجب أن تتعامل الولايات المتحدة أولا مع مسألة فقدان الثقة مع الدول التي من الممكن أن تقدم لها المساعدة في أي موضوع. ثانيا: يجب أن تُعلنوا أولويات هذه القضايا على أن تكون أولويات مقنعة. مثلا، الأولوية الآن للرئيس بوش هي العراق، وفي خطاباته دائما يقول إن صدام يشكل خطرا وأسلحة الدمار الشامل هي خطر على العالم، هذا الكلام غير مقنع. بينما الخطر على العالم وعلى الولايات المتحدة هو موضوع الإرهاب قبل أي موضوع آخر”.
بايدن للأسد: يمكن تفادي الحرب
وعندما قال بايدن: “لقد قلت إنه يمكن تفادي هذه الحرب”، رد الأسد: “حسنا. هذا شيء جيد ويدل على بداية الرؤية الواقعية للمنطقة لأنه، كما قلتم، نحن سنتضرر كبلد مجاور للعراق بشكل مباشر، لكن ما الخيارات العسكرية المطروحة أو الموجودة أمام الولايات المتحدة؟ إذا كانت القضية هي القصف من الجو، فهذا ممكن. لكنه يعني قتل مئات الآلاف قبل أن تصلوا لتحقيق هدفكم، ذلك لأنه حتى الجيش العراقي قد أصبح داخل المدن وليس في مناطق مفتوحة. الطريقة الأخرى هي غزو العراق. الكثير ممن يكرهون الولايات المتحدة يقولون: نتمنى أن يتم هذا الشيء لكي تتورط أميركا في حرب قد تكون أصعب من حرب أفغانستان وفيتنام”.
الرئيس صدام حسين ووزير خارجية العراق طارق عزيز عام 1981
وقال الأسد إن دمشق خبرت التعامل مع المعارضة العراقية لسنوات عدة، وخلصت إلى رأي مفاده أنها “ليست لها أية قيمة داخل العراق”، منوها بأهمية التعويل على دعم الشعب العراقي. وقال الأسد للزائر الأميركي: “إذا لم يكن الشعب العراقي معكم في هذا الموضوع فلا أحد يستطيع أن يحقق الهدف الذي تتحدثون عنه. بالعكس قد يؤدي رفع الحصار عن العراق إلى سقوط النظام بشكل آلي”.
عندئذ قال بايدن إن في الولايات المتحدة إجماعا على أن عدم الإطاحة بصدام سيمكنه من امتلاك أسلحة نووية “خلال فترة تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات”، محذرا من العواقب الوخيمة على المنطقة بأسرها. وحاول بايدن تبرير الغزو للأسد على أنه “عمل احترازي”.
ثم تطرق بايدن إلى دعم سوريا لـ”حزب الله” اللبناني وغيره من الجماعات في المنطقة مثل “الجهاد الإسلامي”، في إطار حرب غير معلنة ضد إسرائيل، في محاولة لإرغامها على الانسحاب من مرتفعات الجولان والأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في أعقاب حرب 1967، وعندما ذكر السيناتور الأميركي ما وصفه بـ”تهريب الأسلحة وتجارة المتطرفين الإيرانيين” عبر سوريا، رد عليه الأسد قائلا: “أنت تقول الآن إن إيران تنقل السلاح إلى سوريا والسلاح يصل إلى حزب الله لأن لدينا حدودا مشتركة مع لبنان، لكن أخبرني كيف تصل الأسلحة إلى قلب فلسطين وفلسطين محاطة بإسرائيل وبمصر وبالأردن والبحر محاصر من قِبل إسرائيل، فكيف تصل الأسلحة؟”.
الرئيس السوري بشار الأسد (وسط) يقيم حفل استقبال على شرف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد (يسار) بحضور الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله (يمين) في 25 شباط 2010 في دمشق
رد بايدن: “أربعة آلاف سنة من العبقرية العربية”، فضحك الأسد قائلا: “حزب الله لديه نفس العبقرية. هم ليسوا بحاجة لسوريا أو لإيران سواء دعمناهم أم لا. إذن، لكي تعرف كيف يحصل حزب الله على السلاح عليك أن تعرف كيف يحصل الفلسطينيون على سلاحهم”.
اتفاق سلام مع إسرائيل؟
واتفق بايدن مع هذا، وقال: “أعتقد أنكم ستعترفون ربما جزئيا بأنكم إذا توصلتم لاتفاق سلام مع إسرائيل فإنكم ستكونون قادرين على الحد من نشاط وعمليات حزب الله ضد إسرائيل، ربما لن تستطيعوا إيقافها، لكنني أعتقد أنكم ستستطيعون الحد من تلك العمليات ضد إسرائيل. حزب الله لن يختفي من الوجود وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، فإذا أعلنتم الحرب غدا فإنهم سيبقون موجودين وأنا أعرف هذا، لكن يمكن أن يكون لكم تأثير إيجابي أكثر على نشاطاتهم إذا كان لديكم الإحساس بذلك التأثير”.
وجرى نقاش طويل، ثم قال الأسد: “خضنا منذ أربع سنوات حربا في لبنان مع الجيش اللبناني ضد عناصر من تنظيم القاعدة كانوا مختبئين في الجبال. حزب الله هو مَن كان يساعد الدولة اللبنانية في الكشف عنهم، وحتى في محاصرتهم! فإذن، هذا الربط هو 100 في المئة خاطئ من دون أي هامش.. ولا نقول 99 في المئة، بل 100 في المئة”.
شعبية أم تعاطف؟
من جهته، قال هيغل إن الولايات المتحدة وحلفاءها يقومون بالتحضير لخيار عسكري بصورة يومية، وهو خيار حقيقي تماما، وإنه لا يعتقد أن بمقدور أي شخص أن يعرف مدى التعقيد الذي يمكن أن ينجم عن العملية العسكرية، وأن لا أحد يعرف ماذا يُخبئ المستقبل، وأن صدام حسين “ليس بالشخص الغبي”. ثم وجه سؤالا للأسد: “هل تعتقدون أن هناك احتمالا بأن يترك صدام حسين العراق بشكل ما ويمنع وقوع الخيار العسكري أو غيره من الخيارات المحتملة؟”.
لم يستبعد الأسد رحيل صدام طواعية قبل شن الغزو، لكنه أكد أن الرئيس العراقي شخص يصعب التكهن بما يدور في خلده، مشيرا إلى أن رده على هذا السؤال كان يمكن أن يكون بـ”نعم” قبل عدة أشهر، لكن الأمر تعقد حاليا بسبب الأداء السياسي للولايات المتحدة في إدارة هذا الملف، وهو ما أكسب صدام تعاطفا جما من بعض الدول ومن الشعب العراقي، على حد وصف الأسد، وهو ما جعل صدام “شخصا أقوى الآن”.
ثم ضرب للسيناتور هيغل مثالا: “لِنشبه هذا بمخطط بياني لصدام حسين؛ بعد احتلاله للكويت (في 1990) وبعد تحرير الكويت (في 1991)، كانت صورته في أدنى مستوياتها، عراقيا وعربيا ودوليا. وكما قلتُ فقد كنا مختلفين معه قبل ذلك لفترة طويلة. بدأت العلاقات السورية مع العراق عام 1998 كعلاقات تجارية… الضغط كان من المواطنين السوريين. في عام 2000 عندما زار الوزير باول سوريا تحدثت معه في هذا الموضوع، وقلت له إنكم في الولايات المتحدة، من خلال سياستكم، قد بدأتم تجعلون صدام حسين أقوى وأقوى. وقلت له على سبيل المزاح أخشى أن أُضطر في الانتخابات القادمة إلى أن أطالبه بالوقوف إلى جانبي كي أحقق شعبية!”.
وأضاف الأسد: “هذا هو الواقع الآن: صدام أصبح شعبيا جدا بالرغم من أنه معروف بأنه مجرم غير متزن… إلخ. لذلك أقول إن الاحتمال، إذا كان موجودا، ضعيف جدا. ذلك أن الشعب العراقي نتيجة الحصار أصبح ضعيفا جدا. بينما فك الحصار كان يمكن أن يجعل الشعب العراقي مرتاحا اقتصاديا على الأقل، وبالتالي يكون أكثر قدرة على العمل من الداخل. ثانيا، هذا يجعل العلاقة مع العراق من جانب الدول المحيطة المعنية أيضا أسهل وأفضل… الآن هو أمر صعب جدا”.
وأكد الأسد على أهمية الالتزام بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعلى رفع الحصار عن الشعب العراقي لـ”تخفيف التعاطف مع صدام” لأن عدم تعاون الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة يسبب المزيد من الكراهية للولايات المتحدة، وسيصطف المعارضون لها مع صدام لمجرد أن الولايات المتحدة ضده.
ووجه هيغل للأسد سؤالا استنكاريا: “على ما أذكر فقد قلتم إنه في حال التزم العراق بقرارات الأمم المتحدة ورُفعت العقوبات عنه فإن صدام سيسقط من السلطة؟” فرد الأسد: “تصبح الاحتمالات أكبر. ولا تنسَ أن صدام حسين خبير أيضا في موضوع الانقلابات… الموضوع ليس بهذه البساطة… هناك مَن يراقب كل شخص دائما… الأشخاص يراقبون بعضهم في العراق”.
ثم وجه هيغل سؤالا افتراضيا حول إذا ما قرر صدام وقف عمل مفتشي الأمم المتحدة في العراق، وهو ما يعد خرقا للقرارات الدولية، مما سيدفع الأمم المتحدة إلى اتخاذ قرار ثان للتفويض باستخدام القوة العسكرية للإطاحة بصدام، “فهل ستبقى الولايات المتحدة الطرف الذي يُوجه اللوم إليه بخصوص القيام بعمل عسكري ضد صدام؟ وهل يؤثر ذلك على المنطقة وعلى مكافحة الإرهاب فيها؟”.
وأردف قائلا: “إذن، سيقفون ضد الولايات المتحدة لأسباب مختلفة. لكن سيكون الأمر أسهل من أن تقوم الولايات المتحدة بحرب مستقلة، بغض النظر عن الأمم المتحدة. لذلك بدأت حديثي عن المصداقية”.
أجابه بايدن بأنه لو التزم صدام بقرارات الأمم المتحدة فإن الولايات المتحدة ستكون في موقف محرج جدا في حال لم يرفعوا الحصار وينهوا العقوبات عن العراق، لكن من الواضح للجميع، بحسب السيناتور الأميركي، أن صدام ليست لديه النية للالتزام بالقرارات الدولية.
وقال بايدن إن تقارير استخباراتية من بعض الدول، بما فيها دول في المنطقة، تؤكد أن صدام يتمتع بدعم داخلي في بلده، على عكس ما يقوله المسؤولون السوريون من أنه بات يفتقر إلى شعبية واسعة. وأضاف: “أذكر أننا أُخبِرنا بأننا إذا دخلنا أفغانستان فإن الشارع العربي سيقف ضدنا، في حين رحب الأفغان بقدومنا ولم يُبْدِ الشارع العربي أية ردة فعل”.
حاول بايدن أن يشرح للأسد وجهة نظر بلاده من شن حرب على العراق، استنادا لتقارير أجهزة الاستخبارات في المنطقة، بأن الجنود الأميركيين سيُنظر إليهم كمحررين للعراق وليس كغزاة له، لكنه أعرب عن قلقه الشخصي من تحول الموقف إلى النقيض إذا ظلت القوات الأميركية في العراق بعد دخوله، فعندئذ سيعتبر العراقيون تلك القوات غازية. وأضاف أنه من نافلة القول إنه والسيناتور هيغل وآخرين كثرا من أعضاء الكونغرس وفي الولايات المتحدة يعارضون احتلال العراق في فترة ما بعد صدام، لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب كارثية على المنطقة بأسرها وعلى الولايات المتحدة، على حد وصفه.
وأضاف: “الوضع مشابه إلى حد ما بالنسبة للشيعة في الجنوب. ولأسباب لها علاقة بطبيعة النظام من الصعب أن يتحرك السنة من الوسط… لا يوجد من يتحرك. إذن، هنا لا يوجد لديكم تحالف مع الشمال (كما كان الحال في أفغانستان) تقصفون بالطائرات وهو (تحالف الشمال العراقي) يتقدم. عليكم كأميركيين أن تقاتلوا العراقيين، وجزء من هؤلاء العراقيين في المعارضة الذين يقفون معكم، لأسباب مختلفة الآن… وستقاتلون عربا (جهاديين) سيأتون إلى العراق ليقاتلوكم، وربما تدخل المنطقة في فوضى”.