أكد عبد الحليم خدام، الرجل القوي في النظام السوري السابق ووزير خارجية هذا البلد لسنوات طويلة، أن العلاقات بين سوريا والمغرب قد عرفت في الستينات انحباسا، سيما أمام المد البعثي والناصري،
قبل أن تعود إلى طبيعتها عام 1972.
يقول عبد الحليم إنه قام بجولة في شمال إفريقيا في شهر مارس من السنة نفسها، زار خلالها كلا من تونس والمغرب والجزائر ثم موريتانيا، وكان الهدف من الزيارة شرح الوضع بمنطقة الشرق الأوسط، وإخبار هذه الدول بعزمنا على خوض الحرب ضد إسرائيل وطلب الدعم منها
حل خدام بالرباط قادما إليها من الجزائر، وكان المغرب يعيش حالة احتقان سياسي ويحاول تدبير مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري للصخيرات
يقول عبد الحليم في حوار صحفي: «كانت الصورة التي نحملها عن الملك الحسن الثاني صورة مخيفة، عن ملك يقمع ويقتل، لكن بعدما جلست إليه وجدت أنه رجل حداثي وعميق، وقد أبان عن عاطفة قوية تجاه سوريا وحرص على دعمها، وقال:«نحن ليس لدينا بترول، لكن لدينا قوات سنرسلها لمساندة سوريا والمشاركة في الحرب إلى جانبها». أنا لم أصدق نفسي من الغبطة
حين سمعت قوله، وأحسست كما لو أنني قطفت نجمة من السماء، الحسن الثاني سيرسل قوات لمساندة سوريا، في حين أننا كنا نحاربه ليل نهار»
اعترف خدام بدعم سوريا للمعارضة من خلال نواة لحزب البعث تشتغل بشكل سري، كما دعم الأسد الطلبة المغاربة المحسوبين على التيارات اليسارية، ومكنهم من منح دراسية في جامعات دمشق
خلال اللقاء الذي جمع عبد الحليم خدام بالحسن الثاني، قال الملك إن المملكة المغربية تلقت ضربات من طرف الأسد، مضيفا أن المغرب سيضمد كل الكدمات فقط لأن القضية العربية فوق كل اعتبار، مشيرا إلى أن المملكة هي أبعد بلد عن سوريا جغرافيا، إلا أنها الأقرب عرقيا ووجدانيا، لأن الرابطة العلوية تجمع الشعبين
اعترف خدام بنجاح الزيارة التي قام بها إلى المغرب، وما ترتب عنها من تأثير قومي كبير، وسيكون المغرب أول بلد يرسل قواته إلى سوريا، حيث وصل الجنود المغاربة إلى دمشق، قبل بداية الحرب بعدة أشهر، ووضعوا تحت إمرة الجيش السوري.