الأمم المتحدة
الجمعية العامة
الدورة الاستثنائية الطارئة التاسعة
السجلات الرسمية
الرئيس: السيد عصمت ت. كتّاني
البند 5 من جدول الأعمال
الوضع في الأراضي العربية المحتلة
-
الرئيس: قبل أن أعطي الكلمة لأول متحدث، أود أن أقترح إغلاق قائمة المتحدثين يوم الاثنين 1 شباط/فبراير عند الساعة السادسة مساءً. هل تأخذ الجمعية العامة علماً بموافقتها على هذا الاقتراح؟تقرر ذلك.
-
الرئيس: أعطي الآن الكلمة لأول متحدث في المناقشة، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في الجمهورية العربية السورية، السيد عبد الحليم خدام.
-
السيد خدام (الجمهورية العربية السورية) (ترجمة من العربية):
السيد الرئيس، أود أن أشكركم على جهودكم في إدارة أعمال الجمعية العامة وتنظيمها بما يحقق الأهداف المرجوة من هذه الدورة. -
وأغتنم هذه الفرصة لتهنئة السيد خافيير بيريز دي كوييار، الأمين العام للأمم المتحدة، على الثقة التي أولته إياها الأسرة الدولية في هذا المنصب الرفيع. إن الموضوعية والحكمة والجدية والحياد التي تميز السيد بيريز دي كوييار في تعامله مع القضايا تجعلنا نشعر بالأمل والتفاؤل. وأود أن أؤكد له تعاوننا، لا سيما في الأمور المتعلقة بالحق والعدالة وتعزيز السلم والأمن في العالم.
-
كما أجد لزامًا عليّ أن أشيد، في هذا المحفل، بالمزايا البارزة للأمين العام المنتهية ولايته، السيد كورت فالدهايم، الذي كرس وقته وجهوده للأمم المتحدة طوال عقدٍ كامل. لقد فهم جيدًا المشكلات الكبرى في العالم، وخاصة مشكلات العالم الثالث، كما أدرك قضية فلسطين وما نتج عنها من تعقيدات. لقد وعى الأخطار التي ستنجم عن هذه القضية إذا فشل المجتمع الدولي في إقامة سلام عادل في الشرق الأوسط. أحييه من على هذا المنبر، متمنيًا له الصحة والسعادة.
-
إن هذه الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة تُعقد في ظل ظروف دولية خطيرة وشديدة التعقيد. فقد ظهرت بوادر المواجهة بعد مرحلة الانفراج. ويعيش العالم اليوم حالة جديدة من الخوف والقلق إزاء احتمال انهيار عالمي من شأنه أن يقوض الاستقرار النسبي الذي حققته شعوب العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
-
في ظل هذا المناخ الدولي المضطرب، أقدمت إسرائيل على خطوة عدوانية جديدة بسن قانون يضم إلى الكيان الإسرائيلي الأراضي العربية السورية المحتلة في الجولان. ومن المؤكد أن الجمعية العامة تدرك خطورة تداعيات هذا القانون. فمن ناحية، يشكل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة ولقرار مجلس الأمن رقم 338 (1973). ومن ناحية أخرى، يمثل اغتصابًا لجزء من الأرض الوطنية للجمهورية العربية السورية. إن هذه الخطوة الإسرائيلية تجسد الأهداف العدوانية والتوسعية للكيان الصهيوني في فلسطين، الذي يسعى إلى إقامة دولة تمتد من النيل إلى الفرات على حساب وجودنا ومستقبلنا ومصالحنا الوطنية، وكذلك على حساب السلام والأمن في المنطقة والعالم.
-
لقد اخترنا اللجوء إلى الشرعية الدولية المتمثلة في مجلس الأمن لاتخاذ الموقف المناسب لمعالجة هذا الوضع الخطير. لقد قمنا بذلك رغبةً منا في تعزيز دور المنظمة الدولية، وحرصًا على الأمن والسلام الدوليين. إن تداعيات الوضع في الشرق الأوسط لن تقتصر على الحدود الإقليمية للمنطقة، بل ستمتد إلى الساحة الدولية بسبب موقع المنطقة وأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية.
-
لقد ناقش مجلس الأمن هذا الوضع الخطير، وأكد في قراره رقم 497 (1981) الصادر في 17 كانون الأول/ديسمبر 1981 خطورة المشكلة والقرار الإسرائيلي. وقد شدد المجلس على رفضه لهذا القرار واعتبره لاغيًا وباطلًا، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عنه فورًا، كما قرر استئناف أعماله خلال أسبوعين لاتخاذ الإجراءات المناسبة وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
-
وبعد انقضاء المهلة المحددة، اجتمع المجلس لمناقشة واعتماد الإجراءات المناسبة. وقد قررت الأغلبية مشروع قرار رأت أنه يمثل الحد الأدنى اللازم لمعالجة هذا الوضع الخطير الذي يشكل تهديدًا حقيقيًا للسلم والأمن. غير أن هذا المشروع أُحبط باستخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو)، وبذلك فشل مجلس الأمن في تبني القرار المناسب نتيجة لقرار أمريكا استخدام الفيتو.
-
وأمام الشلل الذي أصاب مجلس الأمن، اضطرت الأغلبية إلى اللجوء للجمعية العامة، مستندة إلى حق المجلس في إحالة القضية إلى هيئة لا يمكن فيها استخدام حق النقض لعرقلة أي قرار.
-
إن القرار الإسرائيلي بضم الأراضي العربية السورية المحتلة في الجولان ليس إلا فصلًا واحدًا من سلسلة طويلة من الإجراءات العدوانية والتوسعية الإسرائيلية. وهو يكشف عن الطابع الحقيقي لهذا الكيان العدواني والعنصري، مما يستوجب من المجتمع الدولي، ممثلًا في الجمعية العامة، مناقشته بعمق وبمسؤولية. ويجب أن تسفر هذه المناقشة عن اعتماد إجراءات وقرارات تضمن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتصون ميثاق الأمم المتحدة وأهدافه ومبادئه.
-
وفي هذا الصدد، لا بد من استذكار الحقائق التالية:
أولًا، منذ عام 1948، عملت الحركة الصهيونية على عرقلة عمل لجنة التوفيق التابعة للأمم المتحدة بشأن فلسطين. فقد أعلن الصهاينة قيام دولة على جزء من فلسطين، ثم أقدم الإسرائيليون على اغتيال الوسيط الدولي الكونت فولك برنادوت. -
ثانيًا، منذ عام 1947، ارتكبت الحركة الصهيونية مجازر بحق المواطنين العرب الفلسطينيين، ما أدى إلى طردهم من وطنهم، ومن بين هذه الفظائع مجزرة دير ياسين وغيرها من المجازر. وقد تناولت الأمم المتحدة هذه القضية في قرار مجلس الأمن رقم 194 (1948) الصادر في 11 كانون الأول/ديسمبر 1948، غير أن إسرائيل رفضت تنفيذ هذا القرار.
-
ثالثًا، بعد عام 1948، بدأت إسرائيل عملية ضم تدريجي للأراضي العربية، وكان العدوان الإسرائيلي عام 1956 على مصر مرحلة مهمة في هذا المخطط التوسعي.
-
رابعًا، في 5 حزيران/يونيو 1967، شنت إسرائيل حربًا على ثلاث دول عربية واحتلت ما تبقى من فلسطين وأجزاء من الأراضي السورية والمصرية.
-
خامسًا، منذ عام 1967، بذل المجتمع الدولي جهودًا متواصلة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، إلا أن إسرائيل أحبطت هذه الجهود. ومن بين أهم هذه المحاولات: مبادرة الوسيط الدولي غونار يارينغ التي طُرحت على مصر وإسرائيل والأردن، وقد قبلتها مصر والأردن، بينما رفضتها إسرائيل؛ مبادرة “الحكماء الستة” الأفارقة، التي أعاقتها العراقيل الإسرائيلية؛ مبادرة وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز في حزيران/يونيو 1970، التي قبلتها مصر ورفضتها إسرائيل؛ قرار مجلس الأمن رقم 338 (1973)، وتعطيل مؤتمر السلام بسبب رفض إسرائيل مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمر وإصرارها على سياسة التوسع، مما يعني رفضها الالتزام بقرارات الأمم المتحدة؛ وأخيرًا، تعطيل التحرك نحو سلام عادل وشامل وفقًا لقرارات الأمم المتحدة نتيجة لاتفاقيتي كامب ديفيد.
-
سادسًا، إن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان أدت إلى احتلال والسيطرة على جزء من أراضيه. كما أن القصف الإسرائيلي المكثف للمدن والقرى اللبنانية والمخيمات الفلسطينية يهدف إلى تهجير السكان من جنوب لبنان. وإسرائيل تستعد حاليًا لعدوان جديد على لبنان والوجود الفلسطيني هناك، بهدف احتلال المزيد من الأراضي وخلق أوضاع جديدة في إطار السياسة الصهيونية.
-
سابعًا، أصدرت إسرائيل قانونًا بضم القدس.
-
ثامنًا، شنت إسرائيل غارة على المركز النووي العراقي، وهو منشأة اقتصادية لأغراض التنمية والتقدم.
-
تاسعًا، الإجراء الأخير الذي اتخذته إسرائيل هو قرارها بضم الأراضي السورية المحتلة في الجولان.
-
وبعد عرض هذه الحقائق، نود أن نطرح الأسئلة التالية: هل إسرائيل دولة محبة للسلام؟ هل تتوافق أفعال إسرائيل مع ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها؟ هل تشكل هذه الأفعال تهديدًا للسلم والأمن في المنطقة؟
-
أنا على يقين بأن لدينا جميعًا الإجابة ذاتها. حتى أصدقاء إسرائيل، وهم أقلية في المجتمع الدولي، لا يستطيعون تبرير سياستها العدوانية والعنصرية أو الدفاع عنها.
-
يجب أن نشير إلى أن هذا الكيان العنصري لم يكن ليستمر في هذه الأعمال ويرتكب هذه الجرائم لولا تنامي قوته العسكرية، التي توفرها له الولايات المتحدة الأمريكية، تلك القوة العظمى التي أُوكلت إليها بموجب ميثاق الأمم المتحدة مسؤولية خاصة في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. إلا أن الولايات المتحدة تخلت عن التزامها تجاه المجتمع الدولي، وكرّست إمكانياتها وقدراتها لدعم كيان عدواني وعنصري، هدفه الوحيد هو التوسع والعدوان وتهجير الملايين من العرب. وهذا يشبه تمامًا دعم الولايات المتحدة للنظام العنصري في جنوب إفريقيا.
-
من خلال اتباع هذه السياسة، لا تكتفي الولايات المتحدة بعدم الامتثال لالتزاماتها الدولية، بل إنها تطعن في قلب الوطن العربي، وتضع مستقبل ومصالح هذه المنطقة في وضع حرج لا يمكن تحمله أو التغاضي عنه. وأعتقد أنه قد حان الوقت لأن تدرك الولايات المتحدة أن استمرار هذه السياسة العدائية ضد الشعوب سيضعها ومصالحها في المنطقة في موقف حرج لا تلوم عليه إلا نفسها. وبهذا، ستلقي الإدارة الأمريكية على عاتق مواطنيها مشاكل وصعوبات لن تخدم مصالحهم الحيوية ولا أمنهم القومي.
-
أطرح أمام الجمعية هذه الحقائق التاريخية التي تكشف عن العدوان المستمر الذي تمارسه هذه الدولة العنصرية، التي غُرست فيها الروح العدوانية منذ نشأتها، وأسأل: ماذا يجب أن يُفعل لمواجهة هذا الوضع؟
-
أود أن أذكّر الجمعية بالعواقب الوخيمة للرضوخ لهذه الظروف. وأفضل مثال على ذلك هو تساهل المجتمع الدولي مع ضم النازيين لإقليم السوديت التشيكوسلوفاكي عام 1938. لقد شجّع الاعتراف الرسمي بذلك الضم بموجب اتفاقية ميونيخ النازيين على اتخاذ المزيد من الإجراءات التوسعية في الجنوب والشرق، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، التي لا تزال البشرية تعاني من تبعاتها حتى اليوم.
-
هل ينبغي السماح لإسرائيل بالتصرف بهذه الطريقة دون أي رادع دولي؟ هل الخيار الوحيد المتاح لمواجهة هذا الوضع غير الطبيعي هو اندلاع صراع خطير في المنطقة قد يجر العالم بأسره إلى أتون الحرب؟ هل يظن أحد أن العرب سيبقون مكتوفي الأيدي ويتلقون الضربات دون رد؟ هل هناك شك في أن استمرار هذا الوضع سيدفع العرب، حكومات وشعوبًا، إلى تأمين الحد الأدنى من متطلبات الدفاع عن وجودهم؟ أما بالنسبة لأولئك الذين لديهم مصالح في المنطقة، فهل يعتقدون أن تلك المصالح يمكن أن تزدهر في ظل الاحتلال والعدوان؟
-
إذا كان مجلس الأمن قد فشل حتى الآن في اتخاذ الإجراءات المناسبة بسبب موقف الولايات المتحدة، فهل ينبغي أن يمتد هذا الفشل إلى الجمعية العامة، مما يعرض الشرعية الدولية للخطر، ويعطل دورها، ويترك القوة والعنف الوسيلة الوحيدة للعمل في العلاقات الدولية؟
-
أعتقد أن العالم اليوم يواجه خيارًا قد يكون صعبًا، ولكنه ضروري، وهو البحث عن وسائل لردع المعتدي من أجل الحفاظ على أهداف المنظمة الدولية، والسلام، والأمن، ومصالح جميع شعوب العالم. ومن هنا تأتي أهمية تبني قرارات حاسمة تفرض عقوبات رادعة تجبر إسرائيل على مراجعة سياساتها وقراراتها وإجراءاتها، والتخلي عن روح العدوان والعنصرية، أو البقاء خارج المجتمع الدولي في عزلة بسبب أعمالها العدوانية وطبيعتها العنصرية. العقوبات التي نقترحها هي كما يلي:
-
أولًا، نظرًا لانتهاك إسرائيل لميثاق الأمم المتحدة وعدم التزامها بالتعهدات التي قدمتها أمام الجمعية العامة خلال دورتها لعام 1949، حيث تعهدت بالالتزام بالميثاق وتنفيذ قراري الجمعية العامة 181 (II) و194 (III)، ونظرًا لأنها تنكرت لتلك التعهدات واستمرت في انتهاج سياسة العدوان والحرب ضد الدول العربية، وارتكبت أفعالًا تهدد السلام والأمن في المنطقة، فإن كل ما سبق يستدعي أن تتبنى الجمعية العامة قرارًا يقضي بتعليق العمل بقرارها رقم 273 (III) الصادر في 11 أيار/مايو 1949، الذي تم بموجبه قبول عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة.
-
ثانيًا، يجب اعتماد قرار بوقف التعامل مع إسرائيل في جميع المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
-
ثالثًا، يجب دعوة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل الحفاظ على الميثاق وحماية الحقوق والعدالة والسلام والأمن الدوليين، إلى التوقف عن تقديم أي نوع من أنواع الدعم لإسرائيل.
-
إن الأعمال المتعاقبة التي ارتكبتها إسرائيل، وآخرها ضم الجولان، هي أعمال عدوان صريح، وذلك في ضوء قرار الجمعية العامة رقم 3314 (XXIX) المؤرخ 14 كانون الأول/ديسمبر 1974، الذي يعرّف العدوان. وتنص المادة 3 من ملحق ذلك القرار على أن ضم أراضٍ أو جزء من أراضي دولة أخرى بالقوة العسكرية يعدّ عملًا عدوانيًا، سواء رافق ذلك إعلان حرب أم لم يرافقه. ويقع هذا الفعل ضمن نطاق المادة 39 من الميثاق، التي تحدد أنواع الأفعال التي يتعامل معها مجلس الأمن.
-
لقد حاول مجلس الأمن معالجة هذا الوضع الخطير، ولكن إساءة استخدام حق النقض (الفيتو) شلّت المجلس، مما أدى إلى إحالة هذه المسألة إلى الجمعية العامة، التي تمثل تطلعات الشعوب نحو الحرية والعدالة، لتحديد الحقيقة والتعبير عن موقف العالم تجاه هذه الأعمال العدوانية.
-
إذا كانت إسرائيل تظن أنها تستطيع تحقيق الأمن والسلام من خلال القوة العسكرية والعدوان والتوسع، فإنها بلا شك ترتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه النازيون، الذين لجأوا إلى جميع أشكال العنف والاضطهاد، مما أدى في النهاية إلى سقوط النازية وزوال أعمالها القمعية.
-
في الأمور المتعلقة بالحقوق والمصالح الوطنية، قد تتحلى الشعوب بالصبر، لكنها لا تنسى. لم تنتصر قوى الظلم والاضطهاد والعدوان أو تبقَ أبدًا عبر التاريخ. لقد كانت نهايتها دائمًا نتيجة لأعمالها العدوانية والجائرة والقمعية. فالاحتلال لا يجلب الأمن أو السلام للمحتل، مهما بلغت قوته، لأن قوة الحرية دائمًا أعظم من جميع قوى الظلم والعدوان. كما أن تهجير الشعوب وانتهاك حقوقها ومصالحها لا يضمن للمعتدي أمنًا مستقرًا أو مستمرًا، بل يؤدي إلى مستقبل مظلم يكون مصيره الفشل، كما كان حال جميع المعتدين عبر التاريخ.
-
إذا كان هناك من يعتقد أن حماية إسرائيل في مثل هذه الأعمال العدوانية ستدفع الجمهورية العربية السورية إلى التخلي عن حقوقها الوطنية أو عن الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني، فعليهم أن يدركوا أن أي جزء من الأرض العربية ليس موضوعًا للمساومة أو الابتزاز. كما أن الحقوق الفلسطينية العربية ليست سلعة للمقايضة. لن نبيع ذرة واحدة من الحقوق الفلسطينية لنشتري ذرة واحدة من الحقوق السورية. فالحقوق العربية في الأراضي العربية المحتلة ليست للبيع، ولا حقوق الفلسطينيين، لأن حقوق الشعوب لا تُشترى ولا تُباع. إن أعظم إهانة يمكن أن توجه إلى أمة هي وضع حقوقها على طاولة المساومة للبيع أو المقايضة.
-
ينبغي على هؤلاء أن يدركوا أن هذا ليس طريق السلام. فممارساتهم، سواء فيما يتعلق باتفاقيات كامب ديفيد أو الأعمال العدوانية الإسرائيلية أو المساعدات العسكرية والاقتصادية الضخمة التي يقدمونها لإسرائيل، تؤدي في الواقع إلى إغلاق أبواب السلام وإخماد نوره، الذي تعلّقت به آمال وتطلعات جميع شعوب العالم.
-
لا يمكن البحث عن السلام من خلال القوة العسكرية العنيفة وحدها، أو من خلال الاحتلال والعدوان أو التهديد بهما. فهذا طريق مسدود. ويجب أن نتعلم من دروس التاريخ.
-
إن أي سلام يُفرض على حساب حقوق الشعوب ليس إلا استسلامًا، وسيكون مصيره هو المصير نفسه لذلك السلام المخادع الذي وقّعه فيليب بيتان، المارشال الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، والذي لم يجلب السلام لفرنسا. كما أن النازيين لم يحققوا أي أمن من خلال ذلك النوع من السلام.
-
بعد أن أوضحنا خطورة هذا الوضع، وبالنظر إلى أن جميع الأعضاء أدانوا القرار الإسرائيلي واعتبروه عملًا خطيرًا، ودعوا إلى إلغائه، فإننا نحث الأعضاء على تحمل مسؤولياتهم في الدفاع عن المبادئ التي قبلناها جميعًا والتزمنا بها عند انضمامنا إلى هذه المنظمة الدولية. إن التمسك بهذه المبادئ يتطلب مواقف وإجراءات عملية من شأنها ردع المعتدي.
-
نحن على ثقة بحكمة الأعضاء ووفائهم للإنسانية ولمبادئ الحق والعدالة.