رأى النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام في تصريح لصحيفة “النهار” ان مصير لبنان مرتبط بمصير سوريا “فاذا سقط النظام في سوريا تحرر لبنان”.
وقال على هامش الاجتماع التأسيسي لـ”الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية” المنعقد في باريس رداً على اسئلة “النهار” عن رأيه في تأثير الحوادث التي تحصل في سوريا على الوضع الداخلي اللبناني: “على اللبنانيين ان يعلموا ان مصير سوريا صار مرتبطا بمصير لبنان، فاذا سقط هذا النظام لبنان سيتحرر”. واضاف: “لبنان اليوم محتل، انه محتل من ايران. واذا استمر هذا النظام في سوريا سيبقى الاحتلال يمسك اللبنانيين من رقابهم”. واعتبر ان “لا دولة في لبنان اليوم والسلطة هي لحزب الله، وتاليا لا يمكن التكلم عن الدولة اللبنانية وما هي الدولة اللبنانية. رئيس الجمهورية تحت مظلة حزب الله وقائد الجيش ورئيس الوزراء وكل المؤسسات تحت هذه المظلة”. وتساءل: “اليوم من ياخذ القرار في لبنان؟”. وكرر ان “لبنان محتل اليوم ولا يستطيع التحرر إلا اذا تحررت سوريا، وهنا الرباط والتوأمة بين البلدين”
وفي حال عدم تحرر سوريا وما يمكن ان يحدث في لبنان، قال: “سوريا ستتحرر”
اما بالنسبة الى الاخطار التي يواجهها المجتمع السوري وامكان انعكاسها على المجتمع اللبناني، وهل يمكن ان تمتد الحرب الاهلية من سوريا الى لبنان، فشدد على “ان حرباً اهلية لن تحصل في سوريا”
وما يدعوه الى هذا الكلام اعتباره “ان ما يمكن ان يحصل في سوريا هو صراع مسلح مع النظام وليس حرباً اهلية. فاحتكاك الناس بعضها ببعض امر غير وارد في سوريا”. وسأل “هل حصل خلاف طائفي في سوريا؟ كان اول رئيس للجمهورية السورية مسيحياً”
وهل ينتقل الصراع بين السلطة والثورة في سوريا الى لبنان ، قال: “هذا مرتبط بعزيمة المعارضة اللبنانية”، في اشارة الى توأمة مصير البلدين. واضاف: “ان القرار في سوريا يتخذه الرئيس بشار الاسد شخصيا، وهو متقلب في قراراته”، واعطى مثلاً على ذلك عام 2004 “فقبل قيامي بزيارة خاصة لباريس وخلال وداعي للرئيس بشار الاسد استوضحته عن موقفه من التمديد للرئيس اميل لحود. فقال لن نسير في التمديد، لا السوريين يرغبون في التمديد ولا العرب يريدونه ولا اللبنانيون كذلك ولا الدول الغربية المؤثرة اقليميا تريده. فقلت له: آمل الا تاخذوا قرارا بالتمديد تحت الضغط. فاذا أخذت قراراً فستضع سوريا في قلب لعبة الامم. فقال “اعوذ بالله”. وطلب مني ابلاغ الرئيس رفيق الحريري ان قرار التمديد غير وارد. فاتصلت بالحريري واعلمته انني كنت عند الرئيس الاسد وطلب مني ابلاغكم القرار. وبعد اربعة ايام من وصولي الى باريس اتصل بي الرئيس الحريري وقال لي: صاحبك عدّل موقفه، فقلت له: ماذا تغير؟ فقال انه يريد التمديد للحود. فنصحت الحريري عندها بأن يوافق ويركب الطائرة ويستقيل ويغادر البلاد”
اما في شأن العدول عن قراره وهل حصل تحت ضغوط، فقال: “لا حسب تقديري ان الرئيس لحود قام بزيارته وقال له ان اي رئيس لبناني جديد سيحاسب جميع حلفاء سوريا في لبنان وبالطبع قام بزيارته بعض الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري الذين رددوا الكلام نفسه. فالرئيس عندما تتكلم معه بموضوع يعطيك حق ويأتي شخص آخر يقول عكس الكلام فيعطيه حق”
على حافة الانهيار
وكان خدام قد وجه كلمة الى الشعب السوري، معتبرا ان النظام “صار على حافة الانهيار بفضل شباب سوريا الذين اقتلعوا الخوف من عقولهم وقلوبهم”. ووضع نفسه في خدمة الثورة السورية معتبرا “انه ليس بديلا من الثورة والشعب بل جزء منها”. وقدم الوسائل “التي يمكن ان تساعد الثورة على تحقيق اهدافها في اسقاط النظام ومحاسبة قياداته المدنية والعسكرية، بدءا من بحث امكان تحقيق ذلك عبر سلمية الثورة وصولا الى تسليحها”. واستتنج انه “من الصعب الاستمرار في الحركة السلمية لانها مواجهة مع اكبر ثاني جيش في المنطقة.” كما عرض “امكان تحرك مجموعات من العسكريين لمساندة الثورة”
ودعا الى “تدخل عسكري للمجتمع الدولي على غرار التدخل في ليبيا. فالنظام اكثر وحشية من اي احتلال اجنبي وقد ادخل ايران التي لا تربطها بسوريا اي علاقة وساعدها على الهيمنة على المنطقة من لبنان الى الخليج”