تعرض نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام أمس لوعكة صحية خلال القائه كلمة في ذكرى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رشيد كرامي في طرابلس بشمال لبنان وسقط مغشياً عليه أمام الحضور. وتباينت التقديرات الاولية لحالة خدام الصحية من احتمال اصابته بأزمة قلبية او التهاب في المعدة وتلبك معوي او تعرضه لحالة «انفعالية» وأكد ناطق رسمي سوري لاحقاً بأن الحالة الصحية لخدام مستقرة ويمكنه مغادرة المستشفى في غضون ساعات، لكن مصادر طبية قالت في وقت لاحق انه سيقضي ليلته في المستشفى لاستكمال الفحوصات وقال الاطباء اللبنانيون ان حالته الصحية أصبحت مستقرة تماماً. وتوافد على المستشفى كبار السياسيين اللبنانيين للاطمئنان على صحة خدام الذي يتولى الملف اللبناني. وصرح وزير السياحة اللبناني الدكتور كرم كرم، وهو طبيب بمستشفى الجامعة الامريكية في بيروت عقب زيارة خدام، بأن نائب الرئيس السوري يعاني فحسب من التهاب في المعدة والامعاء وأنه سيبقى في المستشفى لبضع ساعات. وأوضح كرم ان خدام «تعرض لحادث صحي بسيط ناتج عن تلبك معوي وقد استعاد كامل وعيه ويتحدث مع زواره». وقال «المريض في هذه الحالة يخضع للمراقبة لفترة ساعات ثم يغادر المستشفى». وردا على سؤال عما اذا كان العارض الصحي يتعلق بالقلب اكد كرم الذي شغل سابقا منصب وزير للصحة «قلبه ممتاز وفق الفحوصات التي اجريناها له من تخطيط للقلب وتصوير شعاعي وتصوير صوتي». وكان خدام قد اعتذر أثناء خطابه عن عدم قدرته على الاستمرار في الحديث ثم سقط على الارض، وذلك أثناء مشاركته في مراسم لاحياء الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رشيد كرامي في طرابلس. وقد قطعت قنوات التلفزيون اللبنانية التي كانت تنقل وقائع التجمع على الهواء، الارسال فور سقوط خدام الذي قال قبل سقوطه اعتذر عن عدم اكمال كلمتي لأنني أشعر…. وذكرت مصادر طبية أنه تم نقل خدام على الفور إلى مستشفى النيني في طرابلس حيث وصفت حالته بأنها «مستقرة». وذكرت مصادر طبية لبنانية ان نائب الرئيس السوري بدأ يستفيق من غيبوبته تدريجياً بعد حالة الاغماء التي تعرض لها. وعزا الدكتور مصطفى علوش وهو احد اعضاء الفريق الطبي الذي ترأسه وزير السياحة اللبناني للاشراف على علاج نائب الرئيس السوري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» حالة الاغماء التي اصيب بها خدام الى هبوط حاد في ضغط القلب ما سبب له الاعياء الشديد. وقال ان الضغط داخل الصالة التي كانت مكتظة بالحضور والدخان الكثيف الذي عم ارجاء الاحتفال وارتفاع درجة الحرارة أسهمت فيما تعرض له نائب الرئيس السوري. وأوضح ان خدام لايزال في غرفة العناية المركزة ولا خطر عليه مؤكداً ان حالته الصحية مستقرة ولا تدعو الى القلق. ونفى علوش في الوقت نفسه ما قيل ان خدام اصيب بنوبة قلبية سقط اثرها خلف المنبر موضحاً انه سيخرج من المستشفى خلال الساعات المقبلة. ومن جهة أخرى، قالت مصادر بالمستشفى في طرابلس في تصريحات هاتفية ان نائب الرئيس السوري سقط مغشيا عليه بسبب «حالة انفعالية» وأن «وضعه الصحي جيد وقلبه طبيعي وضغطه طبيعي». وأكد طبيب من المستشفى طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس ان خدام «سيمضي الليل في المستشفى لمتابعة مراقبة وضعه الصحي واستكمال الفحوصات». ووصلت الى المستشفى زوجة خدام قادمة من سوريا للبقاء بقربه كما افاد مراسل فرانس برس. وزار خدام في المستشفى رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري الذي توجه الى طرابلس فور تلقيه نبأ الوعكة الصحية التي تعرض لها نائب الرئيس السوري كما زاره رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان يشارك في الاحتفال. كما تلقى خدام اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود للاطمئنان على صحته كما ذكرت وكالة الانباء السورية سانا. وبعد اصابة خدام بالاغماء اعلن رئيس الوزراء اللبناني الاسبق عمر كرامي شقيق رشيد كرامي الغاء المهرجان المقام في معرض طرابلس في حضور آلاف الاشخاص. وكان خدام، الذي تولى الملف اللبناني من 1975 الى 1998، اشاد في بداية كلمته بـ «انتصار اللبنانيين على اسرائيل» في اشارة الى الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان في مايو 2000. وكان أكثر من 50000 شخص في مقدمتهم عدد من كبار المسئولين اللبنانيين يشاركون في حفل تأبين كرامي. وسبب سقوط خدام المفاجئ حالة من الفوضى والارتباك بين المشاركين، ودفع عمر كرامي شقيق رئيس الوزراء الاسبق إلى إلغاء الحفل. وافادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» ان الرئيس اللبناني اميل لحود اجرى اتصالا هاتفياً مع خدام «واطمأن على صحته واوضحت ان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري زار خدام في المستشفى للاطمئنان على صحته».