في عددها الصادر بتاريخ 21 يناير 1974، نشرت القبس، بصفحتها الأخيرة، خبرًا سياسيًّا، عن نتيجة مباحثات وزير الخارجية الأميركية مع الرئيس السوري حافظ الأسد، في سوريا، حيث تطرقت مباحثاتهما إلى موضوع الفصل بين القواتت، وأسرى الحرب الإسرائيليين الذين رفضت سوريا حتى الآن نشر قائمة بأسمائهم، وطوال المباحثات، أصر الرئيس الأسد على أن أي مناقشات بين سوريا وإسرائيل يجب ألا تكون على نسق ما حدث بين مصر وإسرائيل عند الكيلو 101، وأن أي محادثات يجب أن تكون تحت مظلة مؤتمر جنيف، لكن من المحتمل ألا تكون جنيف هي المكان الذي تتم فيه المباحثات، وقد غادر كسينجر بعدها إلى تل أبيب، حيث توقف لمدة لم تزد على مئة دقيقة، أطلع خلالها الزعماء الإسرائيليين على نتيجة المباحثات السورية الأميركية، ثم طار عائدًا إلى واشنطن.
وفيما يلي نص الخبر:
غادر الدكتور هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي تل أبيب مساء اليوم في طريقه إلى واشنطن عن طريق لندن بعد توقفه هنا لمدة لم تزد على مئة دقيقة أطلع خلالها الزعماء الإسرائيليين من دون أن يغادر المطار على نتائج مباحثات كان قد أجراها في وقت سابق اليوم مع الملك حسين والرئيس حافظ الأسد.
وكان وزير الخارجية الأميركي قد اجتمع في دمشق مع الرئيس حافظ الأسد لمدة أربع ساعات ونصف بحضور السيد عبدالحليم خدام نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية السوري، وجوزف سيسكو مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية.
وأعلن كيسنجر عقب الاجتماع أن مباحثاته مع الرئيس الأسد كانت مفيدة وتناولت العلاقات الأميركية – السورية وقضية السلام في الشرق الأوسط. وقال إن المباحثات تطرقت إلى موضوع الفصل بين القوات. وأعرب عن آمله في أن يجدد مباحثاته في دمشق في المستقبل.
وقال أحد أعضاء الوفد المرافق لكيسنجر إن المباحثات تطرقت إلى موضوع أسرى الحرب الإسرائيليين الذين رفضت سوريا حتى الآن نشر قائمة بأسمائهم.
ومضى قائلاً إن كيسنجر لم يتمكن من الحصول على قائمة بأسماء الأسرى لكنه حصل على أفكار بناءة يمكن أن تنهي المسألة عندما تبدأ مباحثات الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية.
وقال هذا المسؤول الأميركي إن الرئيس الأسد أصر طوال المباحثات على أن أي مناقشات بين سوريا وإسرائيل يجب ألا تكون على نسق ما حدث بين مصر وإسرائيل عند الكيلو 101.. وأن أي محادثات يجب أن تكون تحت مظلة مؤتمر جنيف، لكن من المحتمل ألا تكون جنيف هي المكان الذي تتم فيه المباحثات.
واستطرد المسؤول الأميركي قائلاً إن الموقف السوري سيكون أشد من الموقف الذي اتخذته مصر في «صفقة الفصل بين القوات».
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية الغربية (د.ب.أ) إلى مصادر وثيقة الصلة بالدكتور كيسنجر قولها إن سوريا لم تتخذ بعد قراراً بشأن الفصل بين القوات على مرتفعات الجولان، وقالت إن مباحثات الأسد – كيسنجر تميزت بتبادل الكلمات الخشنة.
وأشارت المصادر إلى رفض سوريا الاشتراك في مؤتمر جنيف فقالت إنه سيتم تأجيل بدء المرحلة التالية من أعمال المؤتمر لمدة ستة أسابيع على الأقل حتى يصبح بالإمكان اقناع سوريا تغيير موقفها.
الأردن أيضاً يريد فصل القوات
وكان الدكتور كيسنجر قد استكمال في وقت سابق اليوم المباحثات التي بدأها أمس في العقبة مع الملك حسين وولي عهده الأمير حسن والسيد زيد الرفاعي رئيس الوزراء واللواء الركن زيد بن شاكر رئيس الأركان.
وأعلن كيسنجر قبل سفره من العقبة إلى دمشق أن الأردن «سيلعب دوراً مهماً في محادثات السلام وأن الولايات المتحدة لن تنسى أصدقاءها المخلصين». وقال إنه تباحث مع المسؤولين الأردنيين حول اتفاق فصل القوات الذي وقع بين مصر وإسرائيل. وأعرب عن أمله في أن يشمل السلام كل الدول المشتركة في نزاع الشرق الأوسط.
وبعد سفر كيسنجر بقليل أعلن السيد زيد الرفاعي أنه سيتم بعد فترة وجيزة إجراء مفاوضات بشأن الفصل بين القوات الأردنية والإسرائيلية.