أيها الأخوة العسكريون
ضباطاً وصف ضباط وجنوداً
في هذه الظروف التي تشتد فيها معاناة الشعب السوري ويزداد القمع والفساد تمر الذكرى الثانية والستين لتأسيس الجيش الوطني في سورية
في مثل هذه المناسبة يستعيد المواطنون ذلك اليوم الذي أعلن فيه تأسيس جيشهم الوطني رمز السيادة والاستقلال وقوة الدفاع عن الوطن وحماية الشعب
وفي ظل نظام لم يعرف السوريون أكثر منه فساداً واستبداداً يتساءلون بكل مرارة عن دور القوات المسلحة المفترض في حماية الوطن والدفاع عن سيادته وتوفير الطمأنينة لهم وعن دورها في حماية النظام وفي الدفاع عنه وفي استخدامها لإرهاب الشعب
إن من أخطر ما قام به النظام هو تحويل الجيش من جيش وطني إلى جيش لحماية النظام فضعف الجيش وأحاطت به شكوك المواطنين
أنتم تعلمون جيداً أيها الأخوة العسكريون كيف تم إضعاف القوات المسلحة وكيف يجري التعامل مع ضباطها وقادتها وكيف أصبح القرار المتعلق بها بأيدي بعض الضباط الصغار الأقرباء من رئيس الجمهورية أو المقربين منه
كلكم كان يشعر بالألم والمرارة عندما يتقدم من هو أدنى رتبة منه في الموقع وفي المهام ، وكلكم كان يشعر بالمرارة عندما يتمتع المقربون بالمزايا ولا يحظى معظمكم بما يوفر الحدود الدنيا من متطلبات قطعته أو من احتياجات جنوده
أنتم تعرفون جيداً حالة الفقر والجوع والبطالة وارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة ، كلكم تحسون بأنين الغالبة الساحقة من الشعب بسبب حرمانها من الحدود الدنيا من متطلبات الحياة لأن شريحة الفساد نهبت وتستمر في نهب البلاد
كلكم يشعر بالحزن والمرارة عندما تتعرض سيادة البلاد للاعتداء من قبل الطيران الإسرائيلي ولا تستطيعون رد العدوان إما بسبب أمر يأتيكم أو بسبب عدم توفير متطلبات الدفاع
آلا تشعرون أيها العسكريون أن الوطن في خطر بسبب الضعف الذي أنتجه النظام في بنية البلاد وفي بنية القوات المسلحة ؟
آلا تشعرون أيها العسكريون أن تحويل القوات المسلحة عن مهامها الأساسية في حماية الوطن إلى حماية النظام قد أفقد القوات المسلحة رمزيتها الوطنية التي تأسست من أجلها
آلا تشعرون أيها الأخوة العسكريون أن هناك فجوة ثقة بين الشعب وبين القوات المسلحة بسبب مارسخه النظام في أذهان الناس عن دوركم في حمايته وحماية نظامه واستبداده وفساده
في هذا اليوم الذي يجب أن يقف به جميع العسكريين بل جميع السوريين احتراماً لذكرى تأسيس جيشهم الوطني ، ندعوكم إلى التأمل والتمعن في الأوضاع التي آلت إليها البلاد وإلى العمل لتحقيق مراجعة وطنية تعيد الثقة بين الشعب والجيش واللحمة بين الأبن والأب فالشعب بمثالة الأب وأنتم بمثابة الأبن
ندعوكم إلى الانحياز إلى أهلكم ولإخوانكم ولشعبكم لتكونوا عوناً لهم في تحقيق التغيير والخلاص لا عوناً للنظام في قمعهم
عبد الحليم خدام