يبدو أن الجهود السعودية لإنقاذ خطة السلام في لبنان بدأت تؤتي ثمارها اليوم، حيث أعرب مسؤول سعودي رئيسي عن تفاؤله المتجدد.
وخرج الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي في واشنطن والذي لعب دوراً فعالاً في ترتيب وقف إطلاق النار في لبنان في أيلول/سبتمبر الماضي، بعد ثلاث ساعات من المحادثات مع وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام وقال: "كان الاجتماع جيداً، ونحن متفائلون". نحن نبذل قصارى جهدنا لوقف إراقة الدماء اللبنانية، ونحظى بتعاون كبير من الأشقاء السوريين».
ولكن بصرف النظر عن هذه الأجواء المحسنة، لم يقدم السوريون ولا السعوديون أي تفاصيل تبرر تفاؤل الأمير.
وظهر المزاج الجديد أمس مع المعاملة الملكية التي قدمتها سوريا لولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، عضو الأسرة الحاكمة السعودية المسؤول عن العلاقات مع دمشق. وفي نهاية الأسبوع الماضي فقط، رفض خدام بشدة ما تم تقديمه كخطة سعودية مكونة من ثماني نقاط للبنان، وذلك في بيان صدر في المطار رحب فيه بالأمير سعود فيصل، وزير الخارجية السعودي، حتى قبل أن تبدأ المناقشات.
واتهمت سوريا الخطة بأنها "خدعة" من تدبير الرئيس اللبناني المحاصر أمين الجميل.
ولدى مغادرته دمشق السبت، قال وزير الخارجية السعودي إنه تم نقل "مقترحات جديدة" إلى الحكومة اللبنانية. ولم يخض في التفاصيل. ولكن اليوم عندما سئل عن خطة سلام جديدة، قال بندر للصحفيين: "لا توجد خطة جديدة". وأضاف "نحن نناقش عرضا تم تقديمه سابقا".
ولعل الأهم من هذه الألغاز اللغوية هو وجود رفيق الحريري، المبعوث السعودي اللبناني المولد الذي عاد من التشاور مع الجميل وغيره من القادة اللبنانيين وحضر الاجتماع مع خدام.
ونظراً للمطالب السورية المعروفة، بدا من المؤكد أن أي تسوية ستشمل أكثر من مجرد إلغاء اتفاقية انسحاب القوات اللبنانية الإسرائيلية المثيرة للجدل والتي تم التوصل إليها بوساطة أميركية في 17 أيار/مايو الماضي.
وتطالب سوريا أيضاً بأن تغادر القوات الإسرائيلية لبنان قبل سوريا على أساس أنه لا ينبغي مكافأة الإسرائيليين على غزوهم في يونيو/حزيران 1982، وأن قوات الجيش السوري الموجودة في لبنان منذ عام 1976 ذهبت أصلاً إلى هناك بموجب تفويض من جامعة الدول العربية انتهى الآن.
وبعيدا عن هذه التفاصيل، أشارت مصادر دبلوماسية هنا إلى أنه على الرغم من أن سوريا متشجعة كثيرا بالاتجاهات الأخيرة في لبنان، إلا أن حكومة دمشق لم تحقق بعد أهدافها المتمثلة في القضاء على جميع المزايا التي حققتها إسرائيل بغزو لبنان.
وقالت المصادر: "إن الهدف الأول لسوريا هو إلغاء اتفاق أيار/مايو، ثم تشكيل حكومة مصالحة وطنية تخدم مصالحها. وعندها فقط ستتحرك سوريا وتتعامل مع مشكلة السماح لحكومة لبنانية جديدة بشن هجوم". صفقة تضمن أمن الدولة اليهودية في جنوب لبنان".