خدام لكارتر: تعلمُ جيدا أن النظام السوري المتهم الرئيس في اغتيال الحريري

الناشر: وكالات

تاريخ نشر المقال: 2008-12-22

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

ذكر النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام في رسالته للرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر بمساعي كارتر لنصرة المظلومين ونهجه الذين أعلنه للوقوف بصفهم، وتساءل عن عدم تطابق النظرية مع الممارسة في نشاطه حيال الشعب السوري.

وكان عبد الحليم خدام يحمل حقيبة الخارجية السورية حين كان كارتر رئيسا للولايات المتحدة.

ونصت الرسالة على الاتي:” السيدُ الرئيس جيمي كارتر

قرأت في جريدة الشرق الأوسط الصادرة بتاريخ الرابع عشر من شهر كانون الأول لعام ألفين وثمانية مقالاً بقلمك حول حقوق الإنسان ورد فيه:

إن تعزيز حقوق الإنسان والديموقراطية أمرٌ ضروري، من أجل الاستقرار العالمي، ويمكن تحقيقه فقط من خلال جهودٍ محلية، غالباً نضالية، ومن خلال أفراد يعارضون الظلمَ والقمع علناً، وهي المحاولات التي يجب على الولايات المتحدة الأميركية، تولي دفتَها، وليس عرقلتها، ولو تم الانتباه للتحذيرات الأولى التي أطلقها المدافعون عن حقوق الإنسان، وحُشِدَت المساعي الدبلوماسية والتدخل في الوقت المناسب، فكان من الممكنِ تجنب العنف المريع والمستمر، في بعض الحالات .

وأنا اقَلِّبُ صفحاتِ الجريدةِ أدهشني موقفك، الذي أعلنته في دمشق بعد لقائك ديكتاتور سوريا، وخلاصته، أنك تأملُ بإعادة العلاقات الديبلوماسية، وقيامِ صداقةٍ قوية بين دمشق وواشنطن في وقت قريب …

السيدُ الرئيس جيمي كارتر

أنت تعلم أن نظامَ الحكمِ في سوريا ديكتاتوري شمولي، وأن الشعبَ السوريّ مسلوبُ الحرية، ويمعن النظامُ بالقمعِ والاعتقال كوسيلةٍ لإحكامِ قبضته على البلاد، وكما تعلم – وأنت المتابع لقضايا حقوقِ الإنسان – أن سجلَّ النظام السوري في مجال حقوق الإنسان سجلٌ أسود.

تحدثت في مقالتك عن وجوب دعم المناضلين من أجل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان، وطلبت من حكومةِ بلادك أن تقود الدفة في هذا الاتجاه وعدمِ عرقلتها، فهل سألت رئيسَ النظام السوريّ، عن المناضلين السوريين الذين زجّهم في السجن بسبب مُطالبتِهِم بالحرية، والديموقراطية، واحترام حقوق الإنسان!

لقد زرتَ لبنانَ واجتمعت إلى عددٍ من السياسيين اللبنانيين، وكما نعلم حدثوك عن معاناتهم من أجهزة أمن النظام السوري، وحدثوك عن قلقهم من تكرار تدخلاته بشؤونهم.

كما زرتَ ضريحَ الرئيس رفيق الحريري، وأنت تعلمُ جيدا، أن النظام السوري هو المتهمُ الرئيس في عملية اغتياله، وغيره من السياسيين اللبنانيين .

إن معرفتي بك منذ عقود، حينما كنت رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وأنا كنتُ وزيراً للخارجية في سوريا. من خلال متابعتي لجهودك بعد انتهاء ولايتك الرئاسية، في مجال دعم الديموقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان، والحوار بين الثقافات، مما رسخ في ذهني صورةً جميلةً عن رئيسٍ يكرِّسُ جهودَهُ بعد انتهاءِ ولايته، للدفاعِ عن الديمقراطيةِ والحريةِ وحقوق الإنسان، وشكل ذلك انطباعاتٍ إيجابية، لدى الكثيرين في مختلف أنحاءِ العالم.

السيدُ الرئيس

كما تعلمُ إن قضايا الحرية، والديموقراطية ومَصونيةِ حقوقِ الإنسان، لا يمكن أن تلتقي على صعيدٍ واحد مع الديكتاتورية، التي تُحْكِمُ سيطرتَها بالقمعِ والاستبدادِ والفساد.

أتمنى عليك أيها السيد الرئيس، أن تصححَ الموقف من أجل صِدقيةِ نهجك، ومسعاكَ من أجل ملايين الذين يتعرضون للقمع في مختلف بقاع العالم .

وأذكرك بأن أكثرَ ما يُضْعِفُ القادةَ السياسيين، التناقضَ بين مبادئهم وبين ممارساتهم.

أتمنى أن أقرأ لك ما يعززُ موقفَكَ الوارِدِ في مقالتِكَ المنشورةِ في جريدةِ الشرق الأوسط، ولا أن تكون جسراً لنظامٍ ديكتاتوري، على حسابِ حريةِ وأمنِ واستقرار سوريا.

إني أشاركُكَ الرأيَ الذي أوردتَهُ في مقالتِكَ بأن غيابَ الحريةِ والديموقراطية، وانتهاكِ حقوقِ الإنسان هي عواملٌ أساسية، في نمو التطرف .

أخيراً أبعث إليك بتحياتي وتمنياتي لك بالصحة”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات ووثائق خدام ..عرفات يستسلم ويغادر بيروت… ومبعوث ريغان يزور دمشق سرا ويلتقي الأسد (5 من 5)

2024-05-25

تنفيذ الخطة الأميركية… هكذا أسدل الستار على الوجود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية المجلة بعد مفاوضات على وقف النار في بيروت ومفاوضات دبلوماسية في عواصم عربية وفي نيويورك، تبلورت الخطة الأميركية وحُلحلت “عقدها” بين أوراق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام نص الخطة الأميركية لـ”رحيل قيادة ومكاتب ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، وهي كالآتي 1 […]

مذكرات ووثائق خدام ..أول رسالة خطية من عرفات للأسد… والرئيس السوري يحذره: أنا لست الرئيس سركيس أو الملك حسين (4 من 5)

2024-05-24

خدام يكذّب رئيس “منظمة التحرير” ويقول إن إسرائيل تريد “تحويل المقاومة الفلسطينية من مشكلة لإسرائيل إلى مشكلة لسوريا” المجلة في 7 أغسطس/آب، أرسل رئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات أول رسالة إلى الأسد بعد حملات إعلامية وعسكرية بينهما، هذا نصها: “السيد الرئيس حافظ الأسد، كما تعلمون سيادتكم، بناء على قرارات جدة، جرت بيننا وبين الحكومة […]

مذكرات ووثائق خدام ..”رسالة طمأنة” من بشير الجميل الطامح لرئاسة لبنان الى الأسد… و”عقد” أمام خطة المبعوث الأميركي (3 من 5)

2024-05-23

استمرت المفاوضات بين عرفات والإسرائيليين عبر المبعوث الأميركي والرئيس الوزان إلى أن تم التوصل إلى اتفاق في مطلع أغسطس 1982 المجلة تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية […]