خدام يرفض مقاربات البطريرك الماروني ويجول على الواقع المسيحي في سوريا

الناشر: يقال .نت

تاريخ نشر المقال: 2011-09-10

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

 يخلق واقعا إفتراضيا لدعم نظام يحمي نفسه بتغذية المخاوف لدى الأقليات 

إعتبر نائب الرئيس السوري المنشق عن النظام منذ العام 2005 عبد الحليم خدام أن مشكلة البطريرك الماروني بشارة الراعي تكمن في أنه غير مطلع على تاريخ الشعب السوري وعلى حجم ثقافته الوطنية وعمقها. وقال في حديث خاص بـ”يقال.نت” إن الراعي متأثر ببعض الوفود التي يرسلها النظام السوري إليه لتحريضه ودفعه الى إطلاق تصريحات تتعارض مع واقع حياة السوريين كما مع الواقع العام لحياة اللبنانيين. وكشف  خدّام ، وهو حاليا رئيس جبهة معارضة أنشأها قبل سنوات بهدف إسقاط النظام السوري الحالي، تاريخ المسيحيين في سوريا وواقعهم الحالي ومخاطر الدفاع عن نظام يثير الأحقاد الطائفية في سوريا من خلال ادعائه حماية الأقليات. وقال:” إن المسيحيين في سوريا هم أحد المكوّنات التاريخية الوطنية للشعب السوري.”

المسيحيون في مطلع الإستقلال

وتابع: في مطلع الإستقلال تمّ اختيار المرحوم فارس خوري رئيسا للبرلمان ، ثم أصبح رئيسا للوزراء مرات عدة. ويمكن القول إن نموذج فارس خوري كان يعكس واقع الأمر في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية. لقد كان للقادة المسيحيين دور كبير في مرحلة بناء دولة الإستقلال.

المسيحيون في دولة الوحدة

ولفت الى أنه ” بعد قيام دولة الوحدة مع مصر وحصول عملية التأميم ، إختفت البورجوازية الوطنية بشكل عام، والمسيحية بشكل خاص ، عن المسرح وهاجرت من سوريا، الى لبنان وأوروبا والقارة الأميركية، وبالتالي تراجع دور تلك القيادات التاريخية، من دون أن تبرز في الأجيال الجديدة قيادات، سواء لدى المسيحيين أو لدى المسلمين، قادرة على إملاء الفراغ في القيادة السورية.”

المسيحيون بعد 8 آذار

وأضاف: “أما التطور الثاني ، فكان بعد حركة 8 آذار واستلام حزب البعث للسلطة. لقد تبنى حزب البعث نهجا ثوريا أدى الى توسيع هيمنة الدولة على الساحة الإقتصادية ، مما أدى الى هجرة الكثير من السوريين، من مسيحيين ومسلمين، وتاليا فقد خرج معظم الطواقم السياسية والإقتصادية من  سوريا.”

وأشار الى أنه ” مع ازدياد حدة الهجرة ولا سيما في صفوف المسيحيين ومع تراجع الدور الإقتصادي كما السياسي للمسيحيين ، برزت تيارات سياسية بين الشباب المسيحي، فتكتلوا في أحزاب تعمل تحت مظلة النظام، كالحزب الشيوعي وحزب البعث.”

وقال: ” على الرغم من كل هذه الظروف ، لم يتعرض أي مسيحي للأذى ، سواء من قبل شركائه في الوطن أو من قبل السلطة، ومن تعرض لأي مضايقة فيكون قد تعرض لاسباب تشمل جميع السوريين.”

كان للمسيحيين…

وتذكّر أنه كان لحلب سابقا 13 نائبا موزعين 7 على المسلمين و6 على المسيحيين، في حين يوجد حاليا نائب واحد لحلب ينتمي الى الأرمن، في حين أن حمص كانت تعرف تجمعا مسيحيا كبيرا حيث كان هناك تأثير لآل شماس، ولكن لم يعد هناك ، في ظل نظام الأسد، أي كان.

ويجزم أنه عندما يخرج أحد أبناء العائلات المسيحية حاليا للدراسة في الخارج لا يعود الى سوريا ابدا، وقد سجلت ، خلال الأربعين السنة الماضية ، هجرة لحوالي 4 ملايين سوري من جميع الطوائف.

النظام وإثارة المخاوف

وتابع:” في ظل اتساع دائرة الإحتقان الطائفي في سوريا، نجح النظام في إثارة الخوف لدى الأقليات الدينية والمذهبية ، نتيجة لما كان يصوره لهم من ردود فعل يتخيلها ، وبالتالي فهو وضع هذه الأقليات في قلب دائرة الخوف فلجأت بأكثريتها الى النظام ، على الرغم من أن أيا من أبناء هذه الأقليات لم يستطع أن يسجل ظاهرة طائفية من قبل الأكثرية ضدهم( يعتبر خدام أن الأقليات في سورية تشكل حاليا نسبة 20 بالمائة من بينها 5 بالمائة ينتمون الى الطوائف المسيحية، بحسب إحصاء الأحوال الشخصية للعام 2008).

أقول للراعي

وفي سياق توجهه الى الراعي في الكلام قال خدام :” إن السوريين معروفون باعتدالهم ، ولم تستطع أي حركة أصولية ، إسلامية أم مسيحية، أن تؤسس جذورا لها، فيما الحركة الوحيدة  التي تأسست هي “فتح الاسلام” ، وقد أسسها النظام ليستخدمها في لبنان.”

أضاف:” من المؤسف أن البطريرك الراعي ، وبحكم موقعه الكنسي، لم يتصوّر خطورة ما يطرحه حول المسيحيين في سوريا، فهل يعقل الإنطلاق من أن  الطائفة المسيحية هي أقلية في سوريا، لخلق حالة إفتراضية، وهي قيام حكم أصولي في سوريا، يلحق أضرارا بالمسيحيين ، لتُغطي حالة واقعية أخرى، وهي أن النظام في سوريا يقتل يوميا عشرات المواطنين ويعتقل عشرات الآلاف ويذل الناس؟”

وتابع:”يأتي البطريرك ليدعم هذا النظام بكل جرائمه ضد حالة افتراضية ليس لها أي مؤشرات واقعية على الأرض ولا في ذهن السوريين أو في نفسيتهم أو في عاداتهم أو في تاريخهم.”

ونبه الى أنه “كان من المفترض ألا يزج البطريرك موقع بكركي في خدمة نظام يذبح السوريين ويذلهم.”

وقال:” في هذه المناسبة ، ألفت عناية البطريرك الراعي ، إلى أن حراكا كبيرا تشهده الطائفة العلوية الكريمة في سوريا، لأنها بدأت تستشعر الخطر الذي جلبه لها هذا النظام بوضعها في مواجهة طائفية مع مكوّنات الشعب السوري، كما ألفت الى أن هذا النظام هو بذاته المناخ الذي سينمو في ظله أسوأ أنواع التطرف، لتصبح سوريا في وقت لاحق، إذا لم يتم إسقاط النظام،  الملاذ لكل المتطرفين في العالمين العربي والإسلامي.”

أضاف:” نحن نعمل من أجل أن يكون التغيير في إطار المحافظة على الوحدة الوطنية ومحاسبة جميع الأشخاص ، مدنيين وعسكريين، على الرجائم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، وليس على اساس انتماءاتهم الطائفية أو السياسية أو الحزبية.”

وأشار إلى أن “هذا التوجه يحتاج الى دعم الجميع، ومن غير المنطقي أن يدعم الخائفون النظام الذي يركب الموجة الطائفية البغيضة.”

وختم:” من واجبات المعارضة أن تدرك أن أي نظام جديد يقوم على ردود الفعل والأحقاد والإنتقام هو نظام يتناقض مع المصالح الوطنية، وبهذا فقط نجنب بلادنا ما حصل في العراق ، لأن مبدأ الحرية متى أعطي للجميع يسمح بإطلاق آليات المساءلة العادلة ويكبح جماح التطرف والإنتقام والتسلط.”

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات خدام …”رسائل غرام وتهديد” بين ريغان والأسد… أميركا تنسحب من لبنان وإسرائيل تتراجع وسوريا “تستفرد”

2024-10-28

دمشق تطلق سراح الطيار الأميركي وسط جولات مكوكية لرامسفيلد مبعوث البيت الأبيض… وواشنطن تفشل زيارة سرية لحكمت الشهابي   وسط تبادل القصف العسكري الأميركي–السوري في لبنان ومرض الرئيس حافظ الأسد وطموح العقيد رفعت في السلطة وتصاعد الحرب العراقية–الإيرانية، التقى وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدام والسفير الأميركي روبرت باغانيللي في دمشق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام […]

مذكرات خدام …صدام أميركي – سوري في لبنان… ومبعوث ريغان يطلب لقاء رفعت الأسد بعد مرض “السيد الرئيس”

2024-10-27

خدام يهدد سفير واشنطن بـ”الطرد الفوري”… وتبادل القصف السوري-الأميركي   حاول الرئيس رونالد ريغان احتواء الأزمة مع الرئيس حافظ الأسد بعد تفجير “المارينز” والقصف، وأرسل مبعوثه الخاص دونالد رامسفيلد إلى دمشق في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1983. كان رامسفيلد وزيرا سابقا للدفاع في عهد الرئيس جيرالد فورد، قبل أن يعود إلى المنصب نفسه في عهد الرئيس […]

مذكرات خدام …تفجير “المارينز” قبل حوار جنيف اللبناني… وأميركا تتهم إيران بالعمل “خلف خطوط” سوريا

2024-10-26

واشنطن تتهم طهران بالوقوف وراء هجمات بيروت وتنتقد دمشق لـ”تسهيل الدور الإيراني” عاد روبرت ماكفرلين نائب رئيس مكتب الأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركيةإلى دمشق في 7 سبتمبر/أيلول، مكررا ما قيل في السابق، عن ضرورة الانسحاب السوري من لبنان بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي. وفي الثاني والعشرين من الشهر نفسه قدم إلى سوريا مجددا وقال إن […]