كشف نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في الحلقة الأخيرة من مذكراته الأسباب التي أدت لهزيمة العرب أمام إسرائيل بحرب عام 1967، حيث قال خضنا “الحرب بدون ولاء للوطن ولا عسكر”.
وقال خدام في مذكراته التي نشرتها صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية إن هزيمة يونيو “لم تكن حدثا عابرا في تاريخ المنطقة وفي دولها، لا سيما دول المشرق العربي. لقد أدت هذه الهزيمة إلى تغيير عميق في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي. قيل الكثير عن هذه الحرب وعن أسبابها، وكثرت التساؤلات والاتهامات، ومن هذه التساؤلات: كيف نجحت إسرائيل في حربها مع ثلاث دول عربية، هي سوريا ومصر والأردن؟”.
وأضاف: “رأيت من واجبي، وقد تابعت تلك الأحداث الخطيرة منذ الحرب العربية – الإسرائيلية في عام 1948، أن أتطرق إلى هذا الأمر، وقد توصلت إلى الأسباب التالية لهذه الهزيمة: أولا: لم تتخذ الدول العربية بعد “نكبة فلسطين” إجراءات لدراسة أسباب “النكبة” وعوامل الضعف في الموقف العربي. القرار الذي تم اتخاذه هو توقيع “اتفاقية الدفاع العربي المشترك”، وهي جيدة في نصوصها، ولكنها بقيت معطلة لعدم إنشاء مؤسساتها وأدواتها، على غرار ما جرى بعد ذلك في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في دول الغرب، وحلف وارسو في دول شرق أوروبا”.
أما السبب الثاني برأي خدام فهو “الانقسامات في الساحة العربية، وتشكيل كتلتين سياسيتين: الأولى تضم المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا، والثانية تضم العراق والأردن. وزاد الوضع حدة بعد مشاركة العراق في “الحلف المركزي” الذي تشكل من إيران وتركيا والعراق، تحت رعاية بريطانيا ومشاركتها، وكان الهدف من تشكيل “الحلف المركزي” منع التسلل السوفيتي إلى دول الشرق الأوسط”.
وعن السبب الثالث كتب خدام: “لم تشكل الكتلة المشكلة من المملكة العربية السعودية ومصر وسوريا، هيكلاً دفاعياً”.
وأكد أن من الأسباب الأساسية الأخرى، اتخاذ مصر وسوريا “قرار تحويل الجيش من الولاء للوطن إلى الولاء للنظام. وأدى هذا القرار إلى تسريح أعداد كبيرة من الضباط في الدولتين. ففي سوريا، ارتكب “البعثيون” خطأ فادحا في تحويل “البعث” إلى حزب شمولي ينفرد بالسلطة وبالقرار، وأدى ذلك إلى تسريح الضباط “الناصريين”، في الوقت الذي تم فيه توقيع الاتفاق الثلاثي بين مصر وسوريا والعراق، وتضمن هذا الاتفاق اتحادا بين الدول الثلاث. كما أقدمت اللجنة العسكرية التي أصبحت ممسكة بالقوات المسلحة على تسريح اللواء زياد الحريري وأصدقائه من الجيش السوري، كما سرحت أعدادا كبيرة من الضباط غير “البعثيين”، باتهامهم بـ”الرجعية”. وهكذا، أفرغ الجيش من الضباط الأكفاء من جهة، ومن جهة أخرى تمت دعوة الضباط المجندين الموجودين في الاحتياط إلى الخدمة العسكرية، باعتبارهم موثوقين لأنهم “بعثيون”. إلى جانب ذلك، فإن القيادة الحزبية اتبعت نهجا متشددا في الداخل وفي علاقاتها الخارجية، لاسيما مع الدول العربية، مما وضعها في عزلة. في تلك الظروف وقع العدوان الإسرائيلي على مصر وسوريا والأردن، بتاريخ الخامس من يونيو (حزيران) 1967″.