قال نائب الرئيس السوري الأسبق، عبدالحليم خدام، في مقابلة مع قناة “العربية”: إن ما يحدث من مجازر في الساحل السوري الهدف منه التهجير للأقليات، ومنهم السنة، تمهيداً لإقامة دولة طائفية. وهذه المجازر التي ترتكب الآن هي من أخطر المجازر التي وقعت بعد اندلاع الثورة السورية، لأنه لم يرتكبها الجيش، بل قام بارتكابها شبيحة النظام الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية. وبشار الأسد يريد أن يحول الصراع إلى صراع طائفي، وأن يمهد لإقامة دولة في الساحل السوري دون أن يدرك أن الشعب السوري سيقبره في هذه الدولة.
وقال خدام عن استخدام النظام السوري الكيماوي ضد المدنيين: العالم كله يعرف أن بشار الأسد استخدم الكيماوي، ولكنه يتذرع بالأدلة للهروب إلى الأمام وعدم تحمل المسؤولية. لماذا تحريم السلاح الكيماوي؟ أليس لأنه يقتل الناس كمجموعات؟ أليس قتل مئات السوريين ذبحاً من قبل شبيحة النظام يساوي في خطورته استخدام السلاح الكيماوي؟ وتساءل: هل القتل بالذبح واستخدام المدافع والطيران الحربي والضرب بالصواريخ قتل مشروع فقط، والقتل بالسلاح الكيماوي غير مشروع؟
وقال: “تتحدث بعض الدول ومنها أميركا عن الأقليات وخوفها عليها من بطش النظام. ألم يقم بشار الأسد بجرائم قتل جماعية للأقلية في الساحل السوري من قبل الشبيحة التي انتقاها من طائفته لتبيد الأقلية في الشمال، ولذلك فإن مستقبل سوريا مهدد وخطير، والنظام يريد تطهير السنة من الساحل، ولكنه سيقبر قبل أن ينجح في تحقيق هذا الهدف”.
وحذر خدام من سقوط سوريا بيد إيران وحزب الله. وقال إن إيران تريد تحويل سوريا إلى مستعمرة لها، وتضع كافة إمكانياتها المادية والعسكرية، وتضع خبراءها العسكريين في خدمة بشار الأسد، وكذلك تفعل قوات حزب الله بالمشاركة الفعلية بالقتال إلى جانب قوات وشبيحة الأسد منذ فترة طويلة.
وناشد المجتمع الدولي وأميركا تحديداً بأن تزود الشعب السوري بالسلاح، وهو ما طولب منها أن يكون سلاحاً نوعياً وليس إرسال الجيش الأميركي، لأن الشعب السوري قادر على الإطاحة ببشار الأسد في حالة توافر السلاح، وبذلك تكون أميركا قد قامت بواجبها الدولي والإنساني باعتبارها الدولة الأكبر والمسؤول عن أمان واستقرار العالم.
وقلل خدام من مخاوف أميركا والعالم من تسريب السلاح في حال تزويد المعارضة السورية إلى أيادٍ غير أمينة متطرفة. وقال هذه المخاوف يجب ألا يبالغ بها، والمخاوف الحقيقية هي موجودة في ترسانة النظام الكبيرة. وتساءل: لماذا هذا الحديث عن تسريب قطعة سلاح خفيفة هنا أو هناك دون الإشارة إلى حجم السلاح الروسي الذي يأتي إلى نظام بشار الأسد يومياً، ولكن يجري الحديث عن بندقية أو مسدس يأتي إلى الجيش الحر.
وقال إن ما يحوّل سوريا إلى التطرف هو عدم مساعدة الجيش الحر بالسلاح، وتجاهل مطالب الشعب السوري والمعارضة، مؤكداً أن عدد القتلى جراء اقتحام قوات الأسد لمنطقة البيضا وريف بانياس وصل إلى أكثر 700 قتيل.
وأشاد خدام بالعمليات النوعية التي يقوم بها الجيش الحر، ولكن حجم هذه الإنجازات يتوقف على نوعية السلاح الذي يفترض أن يزودها به القوى الكبرى فمن غير المعقول أن نطالب الجيش الحر بالحسم، وهو لا يمتلك السلاح، بينما النظام يمتلك جيشاً كبيراً وسلاحاً فتاكاً، إضافة إلى سلاح الطيران وبطش الشبيحة المدعومة بالسلاح.
يذكر أن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، قال الخميس، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تناقش مجدداً إمكانية تسليح قوات المعارضة السورية في قتالها ضد قوات الأسد.