عبد الحليم خدام. كان شاهداً وشربكا في الأحداث الرئيسية التي عصفت بسوريا وادوارها في المنطقة
ويروح خدام . لللشرق الأوسط» بعض االاحداث في مراحل اساسية من تاريخ سوريا
حيث كشف خدام لل صحيفة “الشرق الأوسط” عن أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بادر إلى فتح قنوات تواصل سرية مع الرئيس الراحل للنظام السوري حافظ الأسد، لكن حافظ الأسد كان لديه شكك في نوايا صدام.
الحلقة الأولى
قال خدام في الحلقة الأولى من “سلسلة الرسائل السرية بين الرئيسين صدام والأسد” نشرتها “الشرق الأوسط” اليوم الأحد، إن الرئيس صدام بادر منتصف تسعينيات القرن الماضي، إلى فتح قنوات تواصل سرية مع الأسد، إلا أن الأسد قابل ذلك بشكوك في نوايا صدام، في ضوء تجارب الماضي.
و أن الأسد قرر المضي في فتح الحوار، لكنه أخضع صدام لاختبارات عدة، قبل الوصول إلى خطوات علنية تنهي القطيعة بين النظامين، مضيفاً أن صدام بدا في أولى رسائله في آب 1995 إلى الأسد مستعجلاً لإعادة فتح السفارتين، وعقد لقاءات سياسية رفيعة وعلنية، وفتح الحدود،
إلا أن الأسد قرر إجراء مشاورات عربية قبل الاستجابة لذلك.
أولى الرسائل
وجاء في أولى رسائل صدام الذي نقلها السفير العراقي رافع التكريتي إلى السفير السوري عبد العزيز المصري،
“أؤكد أن الخطوة التي نتقدم بها نحو سوريا هي بهدف بناء الثقة والتقارب بين البلدين هي خطوة جدية جداً، وأن أي حساسية من حساسيات الماضي لن تعاد”.
وفي أواخر شهر آب 1995، طلب السفير العراقي في قطر أنور القيسي، من المدير العام لـ”المنظمة العربية للتنمية الزراعية” يحيى بكور، إبلاغ دمشق برغبته في القيام بزيارة حاملاً رسالة من صدام.
واضاف خدام إلى أن الأسد ناقش الرسالتين معي ومع وزير الخارجية السابق فاروق الشرع، ووافق على حضور القيسي سراً، وأن تتم الاتصالات مع القيسي في قطر وليس في أنقرة، لاعتبارات أمنية ولعدم القناعة بجدية النظام العراقي.
وفي 5 أيلول 1995، أكد القيسي أن صدام يرغب في إعادة العلاقات، موضحاً أن صدام يقول إن الأردن أصبح جزءاً من المخطط الأمريكي الصهيوني، وهو يعد طبخة تهدف للإضرار ليس بالعراق فقط، وإنما بسوريا لاستباحة المنطقة، لذلك يسعى العراق بعقل مفتوح ونية صادقة إلى الحوار،
كما اقترح صدام أن يقوم وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف بزيارة دمشق لإجراء حوار سياسي واسع.
وأضاف خدام إلى أن الأسد ناقش الرسالة معه، ورأى أن يكون الجواب إيجابياً وودياً، وفي 13 أيلول 1995، نقل خدام إلى القيسي ضرورة أن يبادر الطرفان إلى تجاوز العقبات والخلافات والمخاطر وأبرزها الدور الأردني والتركي بمشاريعه المائية.
في 19 أيلول، أبلغ السفير العراقي في أنقرة نظيره السوري، ارتياح القيادة العراقية وأنها تترك لهم تحديد طبيعة ومستوى الحوار.
وأكد خدام أن الوضع كان مقلقاً بالنسبة لنا، وأن التقارب السريع مع العراق، دون تحضير عربي له، سيؤدي إلى تشويش علاقاتنا العربية.
واقترح صدام عودة العلاقات وفتح أنبوب النفط الذي يمر عبر سوريا، وبدء اتصالات سياسية ومباحثات أمنية وفتح الحدود بين البلدين.
وشرح خدام للسفير القيسي موقف سوريا من المشروع الأردني وتعطيله، وكان رأي الأسد بأن ما تعرضه القيادة العراقية فيه نفع كبير لسوريا، لكن الخوف كان من التراجع العراقي، لأنه سيؤدي إلى خسارة الكتلة العربية وخسارة العراق.
وقال خدام إنه اتفق مع الأسد على إعداد مشروع رد يبقي طريق الحوار مفتوحاً، لتهيئة المناخ مع السعودية والكويت، جاء فيه أن الأسد يعبر عن ارتياحه لمبادرته ويشاركه القلق حول الوضع في المنطقة، وأن الأسد تحدث عن وجوب تحقيق المصالحة العربية واستعادة التضامن العربي.
العلاقة بين الأسد وصدام
العلاقة بين الرئيسين معقدة ومتداخلة بين الأسد وصدام، ففيها كثير من العوامل الحزبية والطائفية والأيديولوجية والجغرافية، وكذلك التنافس على الزعامة في الإقليم.