خدام: الأسد يعتقد أن “حزب الله” هو الوسيلة الوحيدة لخربطة المحكمة
وبري تلقى تهديداً سورياً وقال لجنبلاط “خذوها وريّحوني”
أكد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أن الرئيس السوري بشار الاسد “في مأزق كبير” بسبب موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مشيرا إلى أنه “صحيح انه يقول: انا ليس لي علاقة وسوريا ليس لها علاقة. الذي قتل الرئيس الحريري لكنه الآن يحاول ان يهرب من مأزقه بالتصعيد الخطابي”.
وأوضح أن بشار الاسد “لا يستطيع ان ينفصل عن ايران، فحمايته موجودة فيها، وهو متهم بقتل رفيق الحريري، والوسيلة الوحيدة التي يعتقد انها تخربط تشكيل المحكمة هو “حزب الله” الذي قراره ليس عند الاسد بل عند ايران، وبالتالي اوكسجينه من ايران لان بشار ليس عنده اوكسيجين ليعطيه، هو جسر العبور الايراني، ولقاء هذا العبور يوفروا له الحماية”.
وكشف عن أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري قال لرئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط: “اخي خذوا المحكمة خارج لبنان وريحوني”، وقال: “نبيه يتمنى الخلاص من المحكمة لانه يعتبر نفسه مستهدفاً وهو جاءه تهديد من احد المسؤولين الامنيين السوريين: دير بالك يا ابو مصطفى هناك مؤامرة اميركية لاغتيالك. ماذا يعني ذلك؟ يعني اذا قتلتنا فستقتل انت، دير بالك”.
ورأى خدام في حديث إلى برنامج “الاستحقاق عبر تلفزيون “المستقبل” أول من أمس، أن “في سوريا اليوم لا يوجد دولة، انما هناك اسرة حاكمة تستخدم الاجهزة الحكومية والامنية لفرض سيطرتها على البلاد ونهب مواردها، والشعب عبر عن رأيه من خلال مقاطعته انتخابات مجلس الشعب الاخيرة”.
وأشار الى انه “لم تجر انتخابات حقيقية في سوريا والغالبية الساحقة قاطعوا هذه الانتخابات، وهذا المجلس هو عبارة عن مسرح لتأدية دور التغطية الذي يأتيه من رئيس البلاد”. ولفت الى أن “نسبة المشاركة في الاقتراع كانت بين 3 و5 في المئة، والانتخابات تجري على مدى يومين لكي يأتوا بأكبر عدد ممكن الى صناديق الاقتراع”.
وقال: “إن النظام الحالي في سوريا لا يحكمه المنطق ولا العقل، كما ان المستوى التعليمي هابط جداً حالياً، بينما في الماضي كانت الجامعة السورية هي بمثابة المنارة. وحالة الفساد القائمة لم تشهدها سوريا في كل العهود التي مرت من مئات السنين، كذلك فان المؤسسات الاقتصادية في سوريا من شركات ومؤسسات هي تحت سيطرة النظام الحاكم، والحكم قائم على اساس الانفراد بالسلطة، ويريد ان يملك كل شيء كي يحمي سلطته على الشعب، ويستخدم القمع على حساب حريات الناس، إضافة الى سياسة الاعتقالات والمداهمات اليومية التي هي جزء من طبيعة النظام”.
وعلق على قول الرئيس الاسد إن كل الشعب معه، متسائلا: “اذا كان الشعب كله معك وغداً سينتخبك بـ99.99 في المئة، لماذا تخاف من حرية الناس؟ لماذا تخاف من مقال كتبه ميشال كيلو؟ لماذا تخاف من مقال كتبه حبيب عيسى؟ الحكم الذي يخاف من كلمة يعني ان الشعب ليس معه. لا يمكن لأي دولة في العالم ان تواجه الضغوط الخارجية ان كانت هي في وادي وشعبها في وادٍ آخر، لا تستطيع ان تواجه الضغوط والشعب السوري تحوّل الى سجين، اريد ان اواجه الضغوط وأعمل “عنتريات” بالخطابات واعكسها على واقع الارض؟”. وقال: “ماذا فعل الاسد بالسوريين؟ افقرهم. زرع الخوف، زرع التخلف، زعزع الوحدة الوطنية. في سوريا هناك مشكلة في الوحدة الوطنية، مشكلة غير مسبوقة في تاريخ سوريا، يعني النسيج الوطني اليوم مضعضع”.
ورأى أنه “لو وفى النظام في سوريا بتعهداته التي اعطاها في حركة تشرين، لوجد سياسة انتفاح حقيقية وسياسة ديموقراطية وقبول الآخر، هذا الامر كنا متفقين عليه وعلى اساسه قامت حركة تشرين وجاء حافظ الاسد قائدا للحركة ورئيساً للبلد، لو جرت هذه الامور ما كان صار نقطة دم بسوريا، دائماً التطرف يخلق مصيبة”.
ولفت الى أنه “عندما تتطرف الدولة بممارساتها مع شعبها ومع الناس، تجعل التطرف يظهر في الجانب الآخر. لا يوجد تطرف يأتي من نفسه، اسباب التطرف اما الفقر او القهر”. وأكد أنه “لا يوجد ديموقراطية في سوريا، لأن الديموقراطية لوكانت موجودة لما كانت جرت حادثة اغتيال واحدة الا حادثة عدنان مالكي التي قام بها القوميون السوريون”.
واكد ان “الاجيال الجديدة في سوريا هي الاكثر اندفاعاً باتجاه معرفة النظام”، مشيراً الى “أننا لم نحدد موعد عصيان مدني، وهذه امور تأتي في اطار برنامج، ولكن جبهة الخلاص الوطني تعتمد في تحركاتها على الاعتبارات الامنية القائمة في البلاد، وسيفاجأ النظام في مرحلة ليست ببعيدة. وهذا النظام الآيل للسقوط”.
أضاف: “أما خيار التغيير ووقوف الشعب السوري هو من أجل الإنتقال لبناء نظام ديموقراطي ودولة مدنية ديموقراطية، واذا لم يحدث ذلك هناك الخطر الكبير على سوريا الذي هو ان يسبب هذا النظام في سوريا ما سببه صدام حسين في العراق. فسلامة سوريا، وسلامة امن سوريا مستقبلاً هو في تحقيق التغيير الذي يؤدي الى بناء نظام دولة ديموقراطي”.
واعتبر انه “لا يمكن لأي بلد ان يبني استقراره عبر القمع والخوف من النظام”، لافتاً الى أن “جبهة الخلاص الوطني صاحبة برنامج. ونحن نقول ان حزب “البعث” سيكون كغيره من الاحزاب، وهناك الآن حركة بين البعثيين لتشكيل قيادة مؤقتة وستعلن برنامجها قريباً وتضع الآليات وتحدد مستقبل الحزب والبلد. هذه الحركة قائمة على فصل العائلة عن الحزب، فهم يستخدمون قيادات الحزب حتى يغطوا اخطاؤهم، وتحت شعارات الحزب ترتكب كل هذه الاخطاء، والحزب ليس له معرفة بها، ومعالجة هذا الامر معالجته تكون تحت شعار الديموقراطية”.
وتوجه الى “اخواننا في الطائفة العلوية وخصوصا الى البعثيين”، قائلاً: “ان الوطن في خطر، والوحدة الوطنية في خطر، واناشدهم أن يتحملوا مسؤولياتهم لاعادة اللحمة إلى البلد لانهم هم يعرفون جيداً ان هناك ضغضغة في اللحمة الوطنية. وأناشدهم أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية حتى لا تسقط البلد الى حيث ما لا يريد اي سوري”.
وأكد أن “التغيير الذي يؤدي الى بناء الديموقراطية هو الذي يحمي المجتمع السوري، فالحكم ليس حكم الطائفة العلوية ابداً، فهي تحملت من الاحزاب ومن آل الاسد اكثر مما تحمله الكثيرون في بقية المحافظات”. وقال: “آل الاسد استخدموا عناصر من الطائفة، ولكن الحكم لم يفد الطائفة، آل الاسد اكلوا العلويين لحماً ورموهم عظماً في ظل القول ان الحكم هو حكم طائفة، في حين أن الحكم هو حكم اسرة. العلويون هم ضحايا النظام. العلوي اذا كان مع المعارضة يحكم عشر سنوات واذا كان غير علوي يحكم خمس سنوات. واقع سوريا السياسي لم يقم اطلاقاً في التاريخ على اساس طائفي هناك بعض العوامل التي خلقت تحسساً طائفياً سواء في ما يتعلق بسياسة التمييز والانفصال والعزل داخل شرائح المجتمع. عند كل الطوائف هناك شعور بالظلم لان السلطة محصورة بيد أسرة وبيد الناس الذين يحبونها. جاءت احداث العراق واحداث لبنان لتزيد من الاحساس الطائفي، وجاءت عملية “التشييع” التي بدأ بها السفير الايراني وخلقت ايضاً مناخاً”.
وأكد أنه “لا يمكن اطلاقاً لسوريا ان تتحرك على اساس طائفي ولو اردنا ان يتم التحرك على اساس طائفي لكان من الممكن حسم امر النظام في ايام قليلة”. وأشار الى أنه “لا يريد ان يتحدث باسم اكثرية سنية او اقلية مسيحية، ليس بيننا من هو احمد جلبي، وليس بيننا من رهن نفسه للاجنبي، وليس بيننا من يستطيع ان يتصور ان سوريين اختلفا لاسباب طائفية، لكننا نحمل النظام المسؤولية من خلال الممارسات”.
وناشد كل السوريين “الحفاظ على الوحدة الوطنية، واخواننا العلويين وخصوصا البعثيين منهم تحمل مسؤولياتهم في صيانة هذه الوحدة الوطنية، وهذا الامر لا يتم الا من خلال اقدامهم على المشاركة في عملية تغيير النظام”.
وأكد أن “بشار الاسد الآن هو في مأزق كبير بسبب موضوع المحكمة الدولية واغتيال الرئيس الحريري. صحيح انه يقول: انا ليس لي علاقة وسوريا ليس لها علاقة. الذي قتل الرئيس الحريري هو الآن يحاول ان يهرب من مأزقه بالتصعيد الخطابي”.
وتساءل: “كيف يمكن لسوريا ان تقوم بدور في المنطقة وبشار شعبه سجين؟”، مؤكدا أنه “لا يستطيع ان يقوم بمثل هذا الدور الا بوجود وحدة وطنية وبمعرفة أوضاع المنطقة وموازين القوى فيها وبالقدرة على تحمل الموقف الذي تتخذه الدولة”.
وشدد على أن الاسد “لا يستطيع ان ينفصل عن ايران، فحمايته موجودة في ايران، لانه يتهم بقتل رفيق الحريري، الوسيلة الوحيدة التي يعتقد انها تخربط تشكيل المحكمة هو “حزب الله” الذي قراره ليس عند بشار الاسد بل عند ايران، وبالتالي اوكسجينه من ايران، لان بشار ليس عنده اوكسيجين ليعطيه، هو جسر العبور الايراني ولقاء هذا العبور يوفروا له الحماية”.
ولفت الى ان “هناك غرفة عمليات مشتركة امنية سورية ـ ايرانية من مهامها حماية النظام، ولذلك الامر ليس بهذه البساطة. من الصعوبة والاستحالة التفريط حتى يترك ايران فمن يضمن له التحقيق الدولي او منع المحاكمة؟”. وقال: “قناعتي ان التحقيق الدولي اقترب من التوصل الى النهايات لكن الامر مرتبط بتشكيل المحكمة التي تسير في مجلس الامن. و(رئيس المجلس النيابي) نبيه بري قال لـ(رئيس اللقاء الديموقراطي النائب) وليد جنبلاط “اخي خذوا المحكمة خارج لبنان وريحوني”. بشار لا يستطيع ان يسمع كلمة محكمة دولية. كيف ليس له علاقة؟ اذا لم تكن له علاقة، لماذا المناقشات التي جرت في مجلس الامن وجرت مع المكتب القانوني للامين العام للامم المتحدة خلال اشهر طويلة وتحدث عنها (مستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية) نقولا ميشال. واذا كان بشار لا علاقة له، واذا كان يعتبر نفسه بريئاً فهو ليس بحاجة لان يضع نفسه في موضع الاتهام”.
وعما إذا كان الرئيس بري “مبسوط” بالوضع الذي هو فيه، قال: “انا اعرف نبيه كيف يفكر. نبيه يتمنى الخلاص من المحكمة لانه يعتبر نفسه مستهدفاً وهو جاءه تهديد، وابو مصطفى سيقول لا ليس صحيحاً لكن صحيح جاءه تهديد من احد المسؤولين الامنيين السوريين: دير بالك يا ابو مصطفى هناك مؤامرة اميركية لاغتيالك. ماذا يعني ذلك؟ يعني اذا قتلتنا فستقتل انت، دير بالك”.
وعن سبب إندفاع “حزب الله” والمغامرة بكل انجازاته في لبنان وبتاريخه وتراثه من اجل المحكمة، أجاب: “اذا كان بشار الاسد لا علاقة له ولذلك هو متحمس، او بشار قاتل و”حزب الله” يدافع عنه”.
وعن رفض الاسد محاكمة أي متهم سوري خارج سوريا، أوضح خدام أنه “ليس هناك سيادة للدول في حدود الاتفاقات التي توقعها مع الغير. سيادة الدول تحدد في ضوء الاتفاقيات. سوريا وقعت على ميثاق الامم المتحدة بما فيه الفصل السابع من هذا الميثاق الذي اعطى لمجلس الامن حقوقاً على الدول. سيادة مجلس الامن فوق سيادة الدول الوطنية، والا فماذا تعني قرارات مجلس الامن؟ لا دولة تنفذ، فمنطق بشار يقول انه يدافع عن السيادة السورية ويدافع عن كرامة سوريا حتى يثير الناس، يا ناس انتبهوا انا ادافع عن سيادة وكرامة البلد”.
ولفت الى ان “غالبية السوريين يتابعون امور المحكمة اكثر مما يتابعها اللبنانيون لانهم يعتقدون ان هذه المحكمة ستكون احد العوامل التي ستساعدهم على الخلاص من عبء هذا النظام”. وقال: “انا اقول لاي لبناني انا مستعد امام اي فضائية لحوار ونضع الملفات على الطاولة لنتكلم بكل شيء وسأتكلم عن واقعة جرت بيني وبين حافظ الاسد عام 1992، عندما تكلف الرئيس (الشهيد رفيق) الحريري بتشكيل الحكومة وجلسنا انا وهو وحكمت الشهابي من اجل تشكيل الحكومة وكل اسم ناقشناه واتفقنا عليه اذهب واخبر الرئيس حافظ الاسد عن كل اسم وكان هو يريد سليمان فرنجية وزير هاتف، نعم سليمان الصغير، انا وجهة نظري ان باسل الاسد يريد سليمان فرنجية ان يأتي على وزارة الهاتف لان هناك عقودا ستقام في الهاتف الارضي والهاتف الخلوي وعطلت الموضوع لان اتفقنا ثلاثتنا بأن هذا الامر سيكون مضرا لسوريا واخذت التلفون وقلت للرئيس حافظ انه بالنسبة لسليمان، هذا الشاب متحمس للعمل بالسياسة ومسألة الهاتف مسألة فنية، وقال كويس، ثاني يوم طلعت الوزارة واتصل بي صباحاً في الساعة التاسعة الرئيس حافظ الاسد وقال لي: شو هالوزارة، قلت له ما بها كل اسم ناقشناه معك، قال انت لا تشتغل لمصلحة البلد انت تشتغل لمصالحك كل هذا لان سليمان فرنجية لم يأت لوزارة الهاتف. قلت له انا لا اعمل لمصالحي انا اعمل لحماية سمعتك وسمعة البلد، لان هذه الوزارة فيها عقود والعقود فيها سمسرة وسيكون هناك حكي وابن حافظ الاسد باسل هو وسليمان فرنجية عملوا والخ… وقلت له انا ليس عندي احد لافرضه على وزارة وانت من اجل ابنك تريد سليمان فرنجية، هو صرخ وانا صرخت واقفلنا الهاتف ولم نتصل ببعض لخمسة عشر يوماً”.
وعما إذا كان في الإمكان ان تقع هكذا مواجهة مع الرئيس حافظ الاسد ولا يقع من ورائها مجزرة، فاجاب: “بالنسبة لي لا، لان ليس هو من اتى بي بل انا ساهمت بمجيئه، انا كان لي دور رئيسي بمجيء حافظ الاسد للحكم وهو يعرف هذا الشيء ويتعامل معي على هذا الاساس، على اساس شريك وليس كبقية الناس الذين اتوا موظفين. عندي مذكرات عشر اجزاء حوالي عشرة آلاف صفحة، ، ولا أنشرها لانني أخاف ان يؤدي نشرها الى تعقيدات في الوضع اللبناني”.