أيها البعثيون
أتوجه إليكم برسالتي الثانية والبلاد على أبواب تغيير جذري ينهي نظاماً فاسداً مستبداً خرج عن كل القيم الوطنية والسياسية والحزبية والأخلاقية التي عرفتها سوريا منذ الاستقلال .
أتوجه إليكم بهذه الرسالة لأدعوكم لتحديد خياراتكم في هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها الوطن وأمامكم خياران خيار الوطن والشعب وخيار آخر يضعكم مع الاستبداد والفساد .
لا يخدعكم المتسلطون على الحكم في القول لكم أن الحزب هو قائد المجتمع والدولة وانتم تعرفون جيداً أن من يحكم الدولة هي الأسرة الوارثة وأجهزتها الأمنية وان دور المؤسسات القيادية في الحزب القومية والقطرية تغطية الانحرافات والأخطاء وليس لها من الأمر سوى عبارتين واحدة ” بالروح بالدم نفديك يابشار وقبله ياحافظ ” وعبارة أخرى ” أنت القائد الملهم ياسيادة الرئيس ” من يصدق منكم أن هذه الحفنة المتسلقة من البائسين في القيادتين القومية والقطرية صاحبة قرار ومن يصدق أن عبد الله الأحمر وزهير مشارقه ومحمد سعيد بحيتان وناجي العطري وزمرة القياديين الأخريين هم أصحاب القرار أو لهم شأن في إدارة الدولة ؟ .
اسألوا أنفسكم أيها البعثيون هل انتم راضون عن الفساد المستشري في الدولة ؟
هل انتم موافقون على الشلل في الأجهزة والمؤسسات الحكومية ؟
هل انتم مرتاحون للقمع الذي يمارسه النظام ضد المواطنين ؟
هل انتم راضون عن السياسة الاقتصادية التي زادت من ضعف البلاد وعجزها ؟
اسألوا أنفسكم لماذا وصل الوضع في البلاد إلى هذه الحالة من الانهيار وتصدع الوحدة الوطنية .
اسألوا أنفسكم في أي قرار من قرارات الحزب أو مبادئه يورث الرئيس حافظ الأسد الملك لابنه والذي يتصرف وأسرته بهذا الملك كما يتصرف إقطاعيون القرون الوسطى ؟ .
هل انتم مسؤولون عن القرارات السياسية الانفعالية والمغامرة التي ألحقت الأضرار الكبرى في البلاد وهل هي من صنع قيادات الحزب ام من صنع وارث لا يدرك خطورة ما يفعل على البلاد ؟
هل سألتم أنفسكم أيها البعثيون لماذا يستمر الاحتلال في الجولان في الوقت الذي تحرر فيه جنوب اللبنان وهل يمكن لنظام مشحون بالفساد والظلم ومستبد في التعامل مع الشعب وفي نهب ثرواته وموارده أن يكون قادراً على التحرير ؟
آلا تدركون أيها البعثيون أن ممارسات النظام أدت إلى تصدع الوحدة الوطنية والى نمو أمراض مؤذية للوحدة الوطنية ؟
هل يمكن لشعب أن يتقدم وينهض وهو سجين نظامٍ امني يشل طاقاته وإمكانيته ؟
هل يمكن لشعب أن يواجه الأخطار في ظل نظام مبني على ثقافة القتل بالموت أو القتل بالسجن والذي هو أسوء من الموت ؟
هل تساءلتم لماذا تم اغتيال اللواء محمد عمران في طرابلس ولماذا تم اغتيال الأستاذ صلاح البيطار في فرنسا واغتيال زوجة الأستاذ عصام العطار في المانيا ولماذا سجن صلاح جديد حتى الموت هو ورفاقه من قياديين الحزب دون تحقيق أو محاكمة ؟
اسألوا أنفسكم لماذا تم قتل الآلاف من السوريين دون محاكمة منهم من قتل في السجن ومنهم من قتل خارجه ؟
هل تساءلتم لماذا استخدام كل وسائل القمع إذا تحدث سياسي ناقداً الأوضاع
بينما يكافح من تمرد على النظام وحشد القوات العسكرية حول دمشق فكوفئ بمئات ملايين الدولارات من أموال الشعب ؟
هل تساءلتم أيها البعثيون لماذا تم قتل اللواء غازي كنعان وكان احد العسكريين الذين ساهموا في تنفيذ تعليمات الرئيس حافظ الأسد لنقل ملكية المزرعة ” سوريا” إلى ولده .
لقد قتل غازي كنعان لأنه يعرف حقائق اغتيال المرحوم رفيق الحريري ولأنه يعرف من قتل مفتي لبنان السابق الشيخ حسن خالد والشيخ صبحي الصالح والأستاذ كمال جنبلاط ومن حاول قتل الدكتور حسن الرفاعي ، ولأنه يعرف كذلك أسرار فضيحة بنك المدينة ولديه ملفات عدد من المسؤولين القريبين من مركز القرار والمتورطين بتجارة المخدرات .
أيها البعثيون ادعوكم عسكريين ومدنيين إلى تحمل مسؤوليتكم الوطنية والانحياز إلى الشعب والمساهمة في اقتلاع نظام أصبح يشكل استمراره خطراً كبيراً على مستقبل البلاد ووحدتها الوطنية وأمنها واستقرارها .
أني اعلم جيداً حجم الخوف الذي زرعه النظام عبر أجهزته الأمنية ولكنني أؤكد لكم أن رئيس النظام وأعوانه هم أكثر خوفاً لأنهم يعرفون ماذا فعلوا ويعرفون أن يوم الحساب أصبح قريباً .
تقدموا الصفوف أيها البعثيون عسكريين ومدنيين في العمل على إنقاذ الوطن وتحرير الشعب من السجن الذي وضعه فيه النظام فالوطن أمانة في أعناق كل المخلصين فحافظوا عليه وشعبنا يستحق من البعثيين الأقدام على إنقاذه وبذلك يحققون انجازا وطنياً ويعيدون للحزب اعتباره الذي أسقطه النظام .
كونوا شجعاناً في اختيار الحرية والكرامة والوحدة الوطنية وثقوا أن الفاسدين والظالمين جبناء لن يستطيعوا أن يصمدوا في مواجهة المناضلين من أبناء شعبنا .