رأى نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام ان “حزب الله” أداة تنفيذ لاستراتيجية ايران، وهو يستخدم من قبلها لأذية لبنان والشعب اللبناني.
وقال خدام في مقابلة ضمن برنامج الاستحقاق على شاشة “المستقبل” امس ان “مرجعية حزب الله في طهران وبالتالي كانت التوجيهات له ان يتحرك، وما يجري الآن يأتي في هذا الاطار. الخطيئة الكبرى التي ارتكبها حزب الله انه يستخدم لأذية الوطن اللبناني والشعب اللبناني”، مؤكدا ان “ايران تهدف الى ان تكون في مواقع متقدمة في المنطقة حتى تستطيع الدفاع عن استراتيجتها ليس من خلال ارضها وانما من خلال القوى الاخرى وتمتد استراتيجيتها من البحر المتوسط حتى أواسط آسيا”.
واوضح ان “حزب الله” هو “احد ادوات التنفيذ الاستراتيجي لايران.. كما ان الحرس الثوري جهاز والجيش الايراني جهاز، فحزب الله نفس الشيء. والحزب يقول ان مرجعيته مرشد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي”.
واذ اكد ان الحزب “حرر جنوب لبنان، طبعا النتائج كانت وطنية لكن الخلفية عقائدية.. قام حزب الله بدور عظيم بتحرير جنوب لبنان”، رأى ان “عقيدته التي تتجاوز الحدود بررت له ان يستخدم في عمل لا يتعلق بالوطن اللبناني. يعني انه لو كانت المسألة الوطنية هي الغالبة، لا يقبل ان يستخدم لحماية (الرئيس السوري) بشار الاسد”.
وقال ان “حزب الله هو الذي يبادر الى حرب اهلية وما يفعله الآن تحمية للجو. وادرك عند وقوع احداث جامعة بيروت العربية خطورة هذه التحمية واصدر الفتوى بالانسحاب من الشارع. هو يريد تحمية الجو عسى ان يؤدي ذلك الى الضغط على الحكومة للاستجابة الى المطالب، لانه فشل عمليا في الاعتصامات. والخطيئة الكبرى والخسارة الكبرى كانت يوم الثلاثاء وعملية حرق الدواليب وقطع الطرق. هو يريد الوصول الى اقصى الضغط، لكن قد تفلت منه الامور وينفجر الوضع، وهنا الخطورة الكبيرة. حسب قناعاتي، ان القيادة الايرانية لا تريد ان تذهب الى مرحلة تفجير الوضع، لكن بشار الاسد يريد ذلك، لا يهمه الامر ويقول انه اذا انفجر الوضع راح لبنان وراحت المحكمة”.
واشار خدام الى انه “بعد تشكيل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اصبح بشار الاسد قلقا جدا من ان يؤدي التحقيق الى كشف الحقيقة وبالتالي اصبح خائفا جدا يحتاج الى الحماية، حاول مع بعض الاطراف غير ايران ان يجد طريقا لتسوية مع الاميركيين على اساس ان يقدم لهم كل ما يريدون لقاء طي ملف التحقيق، هذه المسألة فشلت، واصبح الخيار امامه هو توتير الوضع في لبنان لذلك كثرت التصريحات بعد تشكيل لجنة التحقيق حول تكسير لبنان وتدمير وتفجير لبنان، لم يستطع ان يعيق اجراء التحقيق او تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي”.
في سياق اخر، اعلن المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني ان الجماعة بصدد إنشاء حزب سياسي عندما تسنح فرصة إنشاء أحزاب في الداخل يشمل كل فئات المجتمع من طوائف وأعراق.
وقال في مقابلة مع “يونايتد برس إنترناشونال” امس “لسنا حزباً سياسياً بمفهوم الحزب السياسي بل جماعة إسلامية تقوم بواجب الدعوة إلى الله عز وجل وتفهم الإسلام فهماً شاملاً بمعنى انه يشمل جوانب الحياة المختلفة ولا يقتصر فقط على العبادة في المساجد، وتعتبر العمل السياسي جزءاً من نشاطها، لكنه ليس كل شيء لا بد لكل من يريد ان ينضم الى الجماعة ان يؤمن بمبادئها والباب مفتوح أمام كل من يريد ان يؤمن بمبادئها ويفهم الإسلام الفهم الذي نفهمه”.
وكشف البيانوني أن جماعته “بصدد إنشاء حزب سياسي عندما تسنح فرصة إنشاء أحزاب في الداخل، لا بد أن يشمل كل فئات المجتمع السوري لأنه عندئذ لن تكون مهمته دعوية للإسلام كما هو حال الجماعة بل ممارسة العمل السياسي، والعمل السياسي ليس حصراً على المسلمين وليس حصراً على الاخوان وهو مفتوح لكل أبناء الوطن”. وقال “استناداً إلى ذلك، فإن كل من يؤمن بمبادئ هذا الحزب وبتوجهاته سيكون الباب مفتوحاً أمامه وعندئذ لن يكون العرق أو الدين أو المذهب عقبة أمام الانتساب إلى هذا الحزب”.
كذلك، أبدى ارتياحه للنشاطات الخارجية لـ”جبهة الخلاص الوطني” السورية التي اسسها مع خدام ومعارضين آخرين، وقال “هناك تحرك لا بأس به مع أنه قد لا يكون كافياً وهذا يعود الى جملة من الأسباب والقضايا التي تشغل المنطقة كلها الآن مثل الموضوع الإيراني فضلاً عن العراق ولبنان كما اسلفت والتي تؤثر سلباً على الوضع السوري”.
واعرب البيانوني عن اعتقاده بأن الإتصالات مع القوى في الخارج “افضل مما هي عليه في الداخل”، مشيراً إلى انها “تسير بخطى جيدة وثابتة قد تكون بطيئة، لكن في الاتجاه الصحيح”.