“مذكرات خدام … عندما دعا صدام إلى محاربة العراق إذا “اعتدى على دولة عربية

الناشر: اندبندنت عربية

تاريخ نشر المقال: 2023-08-09

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

وثائق نشرتها مجلة “المجلة” ذكرت أن حافظ الأسد ارتاب كثيراً من محاولات الملك حسين ضمه إلى تحالف مزمع بين العراق ومصر والأردن واليمن

 

ملخص

مجلة “المجلة” تكشف عن وثائق سرية لخطط صدام حسين ويوم قال “حاربوا العراق إذا اعتدى على دولة عربية”

في حلقة أولى نشرت مجلة “المجلة” وثائق ورسائل سرية حصلت عليها، تتناول حملة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين على خصمه السوري حافظ الأسد، والملابسات التي رافقت تشكيل “حلف رباعي” سعى إليه صدام مع مصر والأردن واليمن.

بعد مضي نحو شهرين على وقف إطلاق النار الذي مهد النهاية للحرب العراقية – الإيرانية، وتحديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) 1988، وبحسب محضر اجتماع، وصل إلى الأرشيف الرسمي السوري مع وفد من المحامين العرب تجاهل صدام إيران وتركيز حملته على الأسد، لأن “النظام في سوريا وقف إلى جانب العدو والمحتل الغازي (يقصد إيران)”، وبما يشبه الملامة سأل الوفد عن سبب تقربهم من سوريا “فأنتم لا تقيمون علاقة مع الشعب والجغرافيا وإنما تقيمون علاقة سياسية مع النظام القائم نفسه، هل الناس الذين يحكمون سوريا غيروا تفكيرهم؟ فهذا تفكير وموقف استمر ثماني سنوات (وقوف الأسد مع إيران) وليس أسبوعاً لكي نقول إنها غلطة أو إغراء جن، أليس كذلك”؟ “المجلة” كتبت أيضاً أن صدام بعد الحرب مع إيران عمل على: إحكام القبضة في الداخل، ومحاولة تشكيل حلف رباعي أراد أن يضم مصر والأردن واليمن، والضغط أكثر على خصمه “البعثي” حافظ الأسد، وإجراء مناورات تصالحية في الخليج.

اللافت ما قاله أيضاً بشأن “عدم التدخل في الشؤون الداخلية”، داعياً العرب إلى “تجييش الجيوش لمحاربة العراق إذا اعتدى على قطر عربي أو إذا تدخل في شؤونه”، يذكر أن هذا الكلام جاء قبل ما يقارب سنتين لغزوه دولة الكويت المجاورة عام 1990.

حذر الأسد

الخشية السورية من “الحلف الرباعي” كانت في محلها، إذ وبحسب في وثيقة تحلل هذا التكتل حصلت عليها “المجلة” من أرشيف نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام نقله معه إلى باريس في 2005، توقعت دمشق “أن هذا المجلس سيفرز سلسلة من الأزمات في الساحة العربية، فثلاثة من أعضائه لديهم تطلعات باتجاه السعودية والكويت”. وأيضاً ليس هناك رابط جغرافي بين أعضائه، إضافة إلى وجود نزاعات حدودية بين بعض الدول وجيرانها.

 وتنقل الوثيقة عن زعيم خليجي قوله “نحن في الواقع نستغرب الوضع. زارنا (العاهل الأردني الراحل) الملك حسين وهو يأتي إلينا دائماً، في الشهر أحياناً مرات عدة، وكنا عرفنا بموضوع التجمع، وانتظرت أن يحدثني عنه فلم يتحدث بكلمة واحدة، واستغربت ذلك، وتساءلت: لماذا لم يطرح الموضوع علينا؟ هم قالوا تجمع اقتصادي بحت، قلنا ماشي الحال”.

لكن مبعوث الأسد أجابه “ليست هناك عوامل اقتصادية واحدة ولا عوامل جغرافية، هناك أهداف سياسية”.

موقف الملك حسين

وتنقل “المجلة” أن الأسد سأل الملك حسين عن موقف دول الخليج، فأجاب “زرت بعض دول الخليج وتعمدت ألا يرافقني أحد حـتى لا تشكل (الزيارات) حرجاً لأحـد، في الكويت عاتبنا أميـر الكويت الشيخ جابر لأننا نعيش في مستوى معين وهم يرون أنه لا داعي للتنمية ولا للمشاريع”. وتابع الملك حسين حملته على دول الخليج التي بدأت تبدي تخوفاً من العراق، و”حاول تطمينها وتأكيد أن العراق قوة لهذه الدول”، وذلك بحسب محضر اجتماع الأسد – حسين.

وعلى رغم كل الإغراءات التي ساقها، بقيت قناعة الأسد بأن رواية الملك حسين “غير صحيحة، لأنها لا تتفق مع رؤيتنا للخلفية التي أدت إلى إنشاء ذلك المجلس. لقد استنتجنا منذ البدء أنه سيكون مشكلة لدول الخليج التي على ما يبدو أبدت تخوفها وحاول الملك حسين كما قال تطمينها”. كما أن الملك حسين كان أبلغ رئيس الوزراء السوري في عمان “لا بد من عمل شيء، إذا استطعنا توحيد جهودنا في هذه المنطقة ما كانوا يستطيعون (دول الخليج) حشرنا واللعب بنا، لا بد من عمل شيء والاعتماد على النفس، لو كانت العلاقة التي تربطنا مع سوريا هي نفسها التي تربط سوريا والعراق لما تجرأوا أن يعملوا ما يعملونه الآن. أنا تحدثت مع الرئيس حافظ عن التجمع الاقتصادي ومكان سوريا محفوظ وقيادي. لا بد أن نكون حذرين في البداية ونعلن أنه تجمع اقتصادي، هذه الدول تشكل عمقاً، لدينا المواد الخام والبشر، مكان سوريا محفوظ ومهم”.

خلق الشكوك بين السعودية وسوريا

وتكشف الوثيقة عن أن الملك حسين قال للأسد “في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في الكويت ولم يحضره صدام حسين، بل حضر نائبه، وفي نهاية المؤتمر أخذت معي نائب الرئيس العراقي (عزت الدوري) وسألته عن سبب عدم حضور الرئيس صدام حسين إلى الكويت فأجابني نائب الرئيس: أنا شخصياً لم أكن سأحضر. ولما سألته عن السبب قال إن برقية وردتهم من السعودية تطلب ألا يشارك العراق لأن الرئيس الأسد سيحضر، وعلق الملك حسين أنهم لا يريدون اللقاء بين أي قطرين”.

القيادة السورية، ناقشت حديث الملك حسين، وما مصلحة السعودية في عدم حضور صدام حسين وهي التي كانت بذلت جهوداً للمصالحة بين القطرين سوريا والعراق، وكان الاستنتاج، بحسب وثيقة سورية، أن “الهدف خلق الشكوك بين سوريا والسعودية، وإيجاد المبرر العراقي لعدم زيارة صدام حسين للكويت، لأنه كان يعد لـزيارة من نوع آخر وتحققت في الثاني من أغسطس (آب) 1990”.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


بشار الأسد لرفيق الحريري: أنا الذي أختار من يحكم لبنان ومن يخالفني سأكسر عظمه (2 من 3)

2025-02-18

عبد الحليم خدام يروي تفاصيل “اللقاء العاصف” بين الأسد والحريري قبل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن “دار رف” التابعة لـ”المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام”، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي في هذه الحلقة، […]

خدام: ماهر الأسد خدع رفيق الحريري قبل اغتياله… فطلبت منه مغادرة لبنان (3 من 3)

2025-02-13

نائب الرئيس السوري طلب من رئيس الوزراء اللبناني المغادرة… قال: لدي انتخابات، فأجابه: حياتك أهم المجلة في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن “دار رف” التابعة لـ”المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام”، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي. في الحلقة […]

عبد الحليم خدام: هكذا تعرفت على بشار الأسد… وهكذا أقنع والده بـ “انتخاب” لحود (1 من 3)

2025-02-12

تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري الراحل التي ستصدر قريبا عن “دار رف” المجلة في الذكرى الـ 20 لاغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، تنشر “المجلة” حلقات من مذكرات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، التي ستصدر قريبا عن “دار رف” التابعة لـ”المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام”، من إعداد وتقديم إبراهيم حميدي لندن- يروي […]