السؤال الأول : من يملك القرار في سوريا الآن
في سوريا تتركز سلطة القرار الحكومي والحزبي بيد رئيس الجمهوية ووجود المؤسسات الدستورية والحزبية وجود شكلي يشكل الغطاء لقرارات رئيس الجمهورية
في السياستين الداخلية والخارجية بعيداً عن أية رقابة أو محاسبة مما وضع سوريا في حالة من الضعف والتخلف والعزلة بالاضافة الى هيمنة الاقرباء على أجهزة
الدولة ومؤسساتها الاقتصادية والامنية والقضائية والادارية.
السؤال الثاني : هل هناك من يمكن أن يكون عبد الحليم خدام آخر في سوريا
أنا واثق أن الكثيرين في سوريا الذين يدركون حجم مسؤولياتهم الوطنية وسيتحملون هذه المسؤولية في العمل على خلاص البلاد ونهوضها وبناء نظام مدني ديمقراطي.
السؤال الثالث: لماذا يخشى الرئيس السوري من المحكمة الدولية في مصرع الراحل رفيق الحريري ؟
مايجري في لبنان من تعطيل لمؤسسات الدولة وللاقتصاد الوطني ومايجري من توترات أمنية وسياسية واعلان شركاء بشار الأسد رفضهم للمحكمة الدولية وكذلك اعلان
من قبل عدد من المسؤولين السوريين حول عدم الاعتراف بالمحكمة وعدم تسليمها أي متهم سوري تحت ذريعة السيادة دليل واضح على الخوف والقلق واذا لم يكن خائفاً فلماذا التهديد بحرق لبنان اذا تشكلت المحكمة وذلك لانه يعرف ماذا فعل.
السؤال الرابع: هل تعتقد أنه على المحك وأن رأسه مطلوبة؟
ان لجنة التحقيق الدولية تتابع أعمالها وأتوقع أن تصل الى كشف الجريمة وبالتالي هي التي ستحدد أسماء المتهمين والقضاء هو الذي يحكم وفق مالديه من أدلة.
السؤال الخامس : هل ستشهد ضده لو دعيت؟
المسألة ليست مسألة الشهادة ضده أو معه وانما هي مسألة قول الحق واذا دعيت للشهادة فسأفعل ذلك.
السؤال السادس : كيف ترى حل الأزمة في لبنان ؟ والى من تنحاز في المشهد الراهن؟
الأزمة في لبنان لاتحل الا بالتوافق الوطني, بعد حرب أهلية دامت خمسة عشر عاماً وجد اللبنانيون أنفسهم أن لاحل أمامهم سوى الوفاق الوطني ولذلك اتمنى أن تدرك
جميع الأطراف أن انتصار أحدها هو هزيمة له , في الحروب الهلية المنتصر والمهزوم يتساوون في الهزيمة والانتصار الكبير يتحقق عندما ينتصر الجميع.
انني متعاطف مع الوفاق الوطني واعتقد أن بعض القوى اللبنانية التي تعمل لحماية النظام الحاكم في سوريا وهي تعرف استبداده وتعرف معاناة الشعب السوري
فقد وضعت نفسها في المكان الخطأ ولذلك فأني أتعاطف مع الفريق الحريص على وحدة لبنان واستقراره وسيادته والذي يمثل الشرعية اللبنانية.
السؤال السابع : لك في السابق موقف من عزمي بشارة وتعتبره عميلاً , بعد استقالته هل لازال لديك نفس الموقف؟
أنا لم أتهم الدكتور عزمي بشارة بالعمالة وما قلته أنه حمل رسالة اسرائيلية الى بشار الأسد فالرجل له تاريخه الوطني وقد قدر فأخطأ في التقدير وخاصة في ظنه
أن النظام في سوريا نظام مقاوم يعمل على مجابهة الولايات المتحدة واسرائيل في الوقت الذي تتكثف فيه كل يوم محاولاته للتصالح مع الامريكان ومع الاسرائيليين
وهذا ما يفسر حرص اسرائيل على استمرار هذا النظام والدفاع عنه .
السؤال الثامن : عندما كنت في السلطة الى أين وصلت المفاوضات السرية مع اسرائيل؟
لم أطلع على أية مفاوضات سرية مع اسرائيل ولم أكن أعلم أن مثل هذه المفاوضات السرية قد حدثت الى منذ وقت قريب عندما نشرت أخبار لقاءات الدكتور ابراهيم سليمان
مع الاسرائيليين وهو مقرب من بشار الأسد , جميع المفاوضات السابقة والتي أعرفها كانت تجري تحت اشراف الولايات المتحدة وكان يعلن عنها وجرت تحت مظلة مؤتمر مدريد
السؤال التاسع: وهل تجاوزت نقطة ما يسمى وديعة رابين؟
ليست لدي معلومات عن تلك المفاوضات السرية حتى أستطيع الحكم اذا كانت تجاوزت وديعة رابين أم لا
ولكن ماهو واضح لدي هو أن هدف المفاوضات لم يكن الوصول الى السلام وانما لكسب دعم اسرائيل لنظامه والمصالحة مع الولايات المتحدة عبر البوابة الاسرائيلية .
السؤال العاشر: هل تعتقد أن أولمرت أو غيره في تل أبيب حريص على السلام مع العرب؟
الحريص على السلام مع العرب أي كان من الاسرائيليين يعرف أن طريق السلام هو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة حول الصراع العربي الاسرائيلي وهذا ما يرفضه الاسرائيليون.
السؤال الحادي عشر: كان مدهشاً أن تقاوم سوريا اسرائيل في جنوب لبنان بينما لاتتحرك عبر مرتفعات الجولان , أليس كذلك؟
دعني أقول لك أن المقاومة تتطلب أولاً تحقيق الوحدة الوطنية وبناء دولة ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات ويتم فيها تداول السلطة
أي الارتقاء من وضع يشعر فيه السوريون أن الدولة دولتهم وأنهم مواطنون لا رعايا وأن الوطن للجميع وليس سجناً وأن أجهزة الأمن لحماية أمنهم وليس
لقمعهم وحماية الفساد .
مسألتان ليست متوفرة ظروفهما الموضوعية في سوريا الحرب أو المقاومة لتحرير الجولان بسبب طبيعة النظام وسلوكه ولذلك يستخدم النظام خطاباً سياسياً باتجاه
ويمارس اجراءات وسلوك باتجاه معاكس.
من يريد المقاومة لا يجعل وطنه سجناً وشعبه يعضه الفقر والبطالة والمعاناة .
السؤال الثاني عشر: هل النظام السوري متورط في الحرب الدائرة في العراق؟
النظام في سوريا من خلال تورطه في بعض جوانب المشكلة العراقية يحاول كما يتوهم أنه يستطيع الضغط على الامريكان لطي ملف التحقيق الدولي حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدد من السياسيين غير مدرك أنه في وضع لا يستطيع أن يعطي الامريكان ما يطلبونه كما لايستطيع الامريكان اعطاءه مايريد.
السؤال الثالث عشر: هل تقدم دمشق مساعدات لجماعات المقاومة لاطالة ورطة المحتل الامريكي؟
ليست لدي معلومات حول هذا الموضوع.
السؤال الرابع عشر: كيف تقيم اللقاء الأخير بين رايس ووزير الخارجية السوري في شرم الشيخ؟
من خلال التصريحات التي صدرت وما تسرب عن هذا اللقاء لم تنتج عنه أية نتائج لأن مايريده الامريكان لايملكه بشار الأسد وما يريده بشار الأسد لايستطيع الامريكان توفيره له
السؤال الخامس عشر: هل أنت متفاءل باحتمال حدوث سلام في المنطقة وفي أية ظروف؟
يزداد الوضع في المنطقة تعقيداً وخطورة وتزداد حدة الصراع الاقليمي والدولي ولا يملك أي طرف من أطراف أزمات المنطقة المتشابكة اقليمياً ودولياً مفتاح النصر حتى الآن
ولا تبدو امكانية بحلول منفردة لاية منها سواء في العراق أو في فلسطين وأتوقع أن تكون الأشهر القادمة أشد خطورة على أمن واستقرار المنطقة فالأطراف الأساسية في هذه المشاكل
لاتستطيع أن تقدم التنازلات لأن أي منها أصبح وثيق الصلة بمصالحه الاستراتيجية والفرصة الوحيدة أمام اللبنانيين للخروج من شبكة الازمات الاقليمية هو الوفاق الوطني
ودعم الشرعية اللبنانية والتمسك بمضمون وثيقة الوفاق الوطني وبذلك يخرجون المشكلة اللبنانية من الاستخدامات الاقليمية والدولية.
السؤال السادس عشر: لماذا في ظنك لا يظهر خدام آخر في كثير من الديكتاتوريات العربية؟
ان الكثيرين من اللذين يعملون في المواقع السياسية في هذه الانظمة جاء بهم صاحب السلطة وأصبحوا جزءاً من آلة النظام وليس جزءاً من ادارته.
بالنسبة لي فقد كنت شريكاً في تأسيس النظام الذي قاده الرئيس حافظ الأسد وشريكاً بصورة خاصة في القرارات ذات الصلة بالسياسة الخارجية واتفقت معه كثيراً
خلال ثلاثين عاماً كما اختلفت معه كثيراً خلال ذلك الزمن لم أشعر أني موظف بمرتبة عالية وانما كان شعوري أني شريك في النظام ولم أترك الرئيس حافظ الأسد
يشعر لحظة واحدة اني غير ذلك .
واني واثق أن هناك من يتحسس مسؤولياته الوطنية سيتخذ قراره في العمل لانقاذ الوطن والتحرر من قيود النظام.
السؤال السابع عشر : كيف تنظر الى موقف مصر والعرب من خروجك من دمشق؟
لكل دولة ظروفها ولذلك لم أحاول معرفة مواقف أي منها واني أحمل الكثير من ذكريات العمل مع قادتها عندما كنت في قمة السلطة.
السؤال الثامن عشر: وهل تحن الى بيتك ورفاقك وأوقاتك هناك؟
ليس هناك أغلى من الوطن فالحنين اليه والى الأهل والأصدقاء هو حافذ رئيسي في العمل من أجل خلاص سوريا من معاناتها وأنا واثق باذن الله أن العودة قريبة
وأن علم الحرية سيرتفع وسيستعيد الشعب السوري حقه الطبيعي في ممارسة سيادته وبناء دولة مدنية ديمقراطية مرجعيتها صناديق الاقتراع.
السؤال التاسع عشر: هل التقيت أي مسؤول مصري مؤخراً أو طلبت مصر التدخل على الخط مع دمشق؟
لم ألتقي مع أي مسؤول مصري ولم أطلب من أي مسؤول عربي التدخل على الخط مع دمشق
لم أخرج من النظام لأصالحه فخلافنا حول مسألتين أساسيتين
الأولى الانفراد بالسلطة وممارسة القمع والغاء الحريات العامة والفردية وتعطيل الحياة السياسية
الثانية الموقف من معاناة الناس بسبب فساد النظام وما أنتجه هذا الفساد من أزمات اقتصادية الحقت بالبلاد أضراراً كبيرة وأدت الى انخفاض مستوى المعيشة وازدياد الفقر
وانتشار البطالة ويضاف الى هذين العاملين المتعلقين بالسياسة الداخلية عامل آخر هو الارتجال باتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية دون الأخذ بعين الاعتبار
مصالح البلاد وما يمكن أن تلحقه هذه القرارات من أضرار كبرى أدت الى عزل سوريا والاضرار بشعبها.
السؤال العشرون: توتر العلاقة بين الرياض والقاهرة مع سوريا هل مرجعه قلة خبرة الرئيس السوري أم ماذا؟
توتر العلاقات بين النظام السوري وبين معظم الدول العربية ناتج عن خلل في رؤية المصالح العربية المشتركة وفي تغليب المصالح الشخصية على المصالح الوطنية والقومية
كوضع سوريا في سلة المصالح الاستراتيجية لايران لحماية نفسه من المحكمة الدولية التي ستشكل لمحاكمة الذين ارتكبوا جرائم الاغتيال في لبنان وذلك عبر استخدام حلفاء
ايران في لبنان لتفجير الوضع اللبناني بهدف تعطيل تشكيل المحكمة الدولية
السؤال الحادي والعشرون : بشار الأسد وصل السلطة عبر سيناريو التوريث هل بتنا ندرك الأن خطر فكرة الرئيس ابن الرئيس؟
في الانظمة الديمقراطية الحقيقية التي يمارس فيها الشعب حقه في اختيار قادته دون ضغط لاوجود لمسألة الوراثة ولم يسبق لأي رئيس دولة ورث السلطة لابنه
وهذا لايعني أن لا امكانية للابن أن يأتي الى السلطة في مرحلة غير مرحلة والده كما حدث في الولايات المتحدة الامريكية وجاء جورج بوش الابن بعد رئاسة الرئيس
كلينتون وليس بعد رئاسة والده .
في الأنظمة الشمولية حيث تقوم مؤسسات دستورية ينتجها النظام في ظل أمنه وتدخلاته فان التوريث مسألة قائمة ومفروضة على الشعب وينتج ذلك أضراراً كبرى على البلاد
كما حدث في سوريا وتعتبر مسألة التوريث في سوريا احدى الاخطاء الكبرى التي ارتكبها حافظ الأسد اذ رجح مصلحة العائلة على مصلحة الوطن.
السؤال الثاني والعشرون: النظام السوري يتهمك باجراء اتصالات هنا وهناك هل التقيت مع اسرائيليين أو أمريكيين مؤخراً؟
أطلق النظام السوري اشاعة لقائي مع الاسرائيليين وهو يعرف كذبها لكنه كان يهدف الى تغطية الاتصالات السرية التي كان يجريها مع الاسرائيليين
وأعتقد أن جميع المراقبين السياسيين لاحظوا دعم اسرائيل لنظام بشار الأسد وخشيتها من التغيير لأن ليس هناك أفضل من سياساته وممارساته لخدمة
اسرائيل فاسرائيل تريد سورية ضعيفة ومتخلفة وفقيرة والتغيير سيؤدي الى تجاوز سوريا لمحنتها والى نهوضها وتقدمها وتعزيز وحدتها الوطنية وهذا ما يتعارض مع مصالحها.
أما فيما يتعلق بالاتصالات مع الامريكان فان ذلك لم يحدث وما جرى هو مجموعة لقاءات مع بعض أعضاء جبهة الخلاص الوطني في الولايات المتحدة الامريكية
وعندما يحدث أي لقاء بيني وبين أي مسؤول أمريكي فسأعلن هذا اللقاء ولا مشكلة لدي في لقاء أي مسؤول أمريكي أو أوروبي أو آسيوي أو أفريقي اذا كان هذا اللقاء سيخدم
قضايا الوطن .